الأحد 24 نوفمبر 2024

ياسيم

رواية ياسيم للملكة ياسمين الهجرسي(كاملة)

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الهادئه التي تغزو رئتيه منذ لقائهما الأول... رفع انامله يدلك أنفه بنشوه جديده عليه.. ولكن غزى أذنه نبره أنثويه يهيئ له انه قد استمع لها.....
قطع دهشته فى التمعن فى الصوت.. اقتراب خطوات رقيقه تهتف مجددا لتحثه على الالتفات لسؤالها......
دنت منه لتقف على مقربه منه هاتفه بصوت هادئ 
تحب تشرب حضرتك ايه يا فندم.
كانت تتحدث ونسمات الهواء تداعب جديلتها التى صففتها على الطريقه الفرنسيه وينساب منها خصلات جانبيه تعطيها مظهر ناعم يناسب برأة ملامحها..
تعالت هبوب النسمات على المكان.. ليشتت انتباهها فى الخصلات التى تمردت على وجهها بلطف... لترفع يدها برفق تفرقهم عن عينيها.. فلم تتمعن بوضوح فى وجهه المتوارى خلف هاتفه.. فلم يشغلها من الذى أمامها.. على قدر أنها سعيده أنه زبون وأخيرا أتى للكافيه....
وهو لا يختلف عنها كثيرا.. ليس مهتم بمن تقف أمامه وقبل أن ينظر لها ويرفع عدستيه هتف بتلقائيه 
قهوه مظبوطه...
ولكن لقرب المسافه وللوهله الأولى ربط بين الرائحه التى غزت صدره والصوت الذى اقټحمت نبرته مسامعه.. وحدثه الداخلى يتمني أن يكون ما سمعه صحيح وأن تكون هي من قلبت حياته.....
رفع لها نظراته بعيون مفتوحة علي مصرعيها.. وجدها هي التي سړقت قلبه من الوهله الأولى كان وجهها كالقمر الذي هجر السماء ووقف امامه ليسحر بطلتها..
حاول أن يستجمع شتات نفسه وبعثرت أنفاسه الهاربه التي لم يجدها.. حاول أن يربط جأشه ويسيطر على ثبات نبضات خافقه ولكن رغما عنه تمردت عليه.. ليرسل لها ابتسامته التى تسلب العقل.. تاركا العنان لمشاعره للاستمتاع بهيئتها المهلكه.. حتى ملامح وجهه أعلنت التمرد عليه ولانت من صلبتها
ظل يحدث نفسه مردفا بتيه 
من هذه الفتاه التي جعلت كل مشاعري وحواسي تعلن التمرد عليا وأعلان العصيان علي طبيعتي القاسيه..
لا يعرف ما الذي أصاب عدساته وجدها تلتهمها بنهم.... يتطلع

لها وكانه يصورها يجردها من نفسها يحاول استكشاف تفاصيلها التى أودت بقلبه صريع لها.. ابتلع ريقه بصعوبه عندما وجد نفسه ينظر لمفاتنها بجرأه جديده عليه..
حاول أن يتنحنح يبحث عن صوته.. لكنه هرب لم يجده فى سحر طلتها....
هي لم تقل صډمه عنه هو من كان سيفقدها حياتها في أحدى أيام الاسبوع الماضي..
هل يعقل أن من سرق منها نومها وراحت بالها يجلس أمامها.. هي لم تنساه ولو لوهله صغيرة.. دعت الله ان يخرجه من عقلها الذي بات يفكر فيه ليل نهار.. لتصطدم به واقع أمام عينيها الآن..
ظلت على هذه الحاله لا تشعر بنفسها تائهه فى جمال الصدفه التى جمعتهم للمره الثانيه.. مما جعلها لا تركز فيما طلبه منها.. اغمضت عينيها وفقدت الامل أن تسترجع ما قاله.. 
شهقت وتراجعت للخلف هاتفه 
هو أنت مش معقول أنا دورت عليك كتير عشان اتاسف لك عن سوء التفاهم إللى حصل بسبب الناس بس لاقيتك دورت العربيه ومشيت...
طأطات رأسها بخجل وهتفت 
بجد أنا أسفه جدا.. وشاكره فى نفس الوقت على انقاذك ليا لولا وقوفك المفاجئ كنت أنا فى قبرى من أسبوع...
انتفض من بشاعة كلمتها قائلا پخوف ظهر جليا فى صوته 
بعد الشړ عليكى متقوليش كده... ياستى أنا معملتش غير واجبى .. ومفيش أسف هى دى طبيعة الناس بتهجم على أى حاډثة عربيه من غير ما يعرفوا الغلط عند مين...
ابتسمت بلطف على تفهمه اعادت عليه السؤال مره أخرى وهى في قمة الأرتباك هاتفه 
بعتذر يا فندم.. بس ممكن طلب حضرتك مره ثانيه عشان ما اخذتش بالي.....
قطع شروده فيها نبرتها المرتبكه وأبتسم على احمرار وجنتيها وعيونها الزائغه في كل مكان حوله.. ليهل من فعلتها.. هل يوجد الآن فتيات تحمر خجلا... رحم حالها وأجابها بإبتسامه نادرا ما تظهر مردفا 
قهوه مظبوط يا آنسه..
دونت طلبه حتى لا تنسى مره أخرى.. واستدارت تغادر.. حتى استوقفها سؤاله...
عاد لشموخه واتقن الجديه المعتاد عليها مع اختفاظه بملامح وجه لينه يحاول فتح حوار معها ليضيق حاجبه بتساؤل 
اسم حضرتك إيه..
ابتلعت لعابها من لطفه وذوقه في الحديث ردت عليه بنغمه صوت هادئه 
ياسيم يا فندم..
ارتسمت على شفتيه ابتسامه عذبه جعلت غمازته تظهر بوضوح ليسترسل يتعمق معها فى الحديث 
الله اسم جديد وغريب ده معناه ايه بقى...
تحدث وهو يتكئ بساعده علي مسند المقعد الذي يجلس عليه بأريحية....
هي أيضا كانت تندهش من نفسها لم تجيب علي أحد من قبل ولا تتحدث مع ضيوف الكافية.. لماذا تقف تثرثر مع هذا تحديدا
حدثت نفسها تؤنبها بضجر 
أنا هقوله علي معني اسمي واروح اعمله القهوة ..
هتفت مبتسمه 
ياسيم هو حجر اليشم أو زى ما بيسمي في تركيا ويطلق عليه اليشب.. وهو واحد من الأحجار الكريمة المعروفة اللى بتستخدم في صنع الحلي والزينة وألوانه يا الأزرق او الأخضر.. أما بقي بالنسبة الاسم للبنات فهو معناه البنت جميلة المميزة اللي بتكون على قدر عالي من الجمال مقارنة بغيرها...
كان يستمع لها وهو يحلق النظر في السماء وهي تسرد معنى اسمها الغريب عليه..
ابتسم بخبث قائلا 
هو أنا مش هشرب القهوه يا ياسيم ولا أيه.. هو ده حسن الضيافه عندك.. ده حتى فى سابق معرفه بينا شكلك بخيله...
ارتبكت وشعرت باحراج وأردفت 
حالا يا فندم 
وانصرفت تعد القهوه..
كانت عيونه عليها تسترق النظر اليها من حين لاخر أراد أن يجعلها تستشعر انه مشغول ولا ينظر لها....
أتت له بفنجان القهوه وهي تخطوه بخطوات هادئه وعلي وجهها ابتسامة خجوله جعلتة أسير لعشقها الذي أحتل كيانة دون وعي منه..
اقتربت منه وهي تحمل فنجان القهوه .. على غفله منها وجدوت الصينية تتطاير في الهواء لتسقط أرضا ..
الضجه التى صاحبت وقوع الصينه وحالة الفزع الذى رأها عليها.. أثارت غضبه خاصة عندما تراجعت پخوف 
وجد هيئتها مزريه شاحبة اللون مكفهرة الوجه لمعان زرقويتها انطفى.. ما كان منه إلا أنه سحبها بحماية خلف ظهره..
ارتفع صوت حازم ابن عمها پغضب مردفا بغلاظه 
وأنت مين عشان تمنعني أن أربيها.. يلا يا سطا

شطبنا وهنقفل المخروب ده .. هيطربق علي دماغها مدام مش بتسمع الكلام.. 
يتبع..........
الحلقة الثالثه
ياسيم
ياسمين_الهجرسى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
استهجان ونفور يجتاحه الآن ..
داخله استنكار لما يحدث يشمئز من هيئته ويحدقه بنظرات حارقه هو حتما معتوه أم فقد عقله ليقف أمامى هكذا.. من هذا السفيق الذي يحدثني بهذه الطريقه...... 
أنا حمزه الأسوانى من تنحى له القامات يأتى هذا الأبله يناطحنى ببذئ الكلمات......
أنا المتجبر بكلمه مني أنهي حياة أى شخص تسول له نفسه أن يتجاوز معى ولو بنظره واحده.......
. لم يخلق بعد من ينتزع منى شئ يخصنى.... وهى باتت من لحظة وقوع عينى عليها محور حياتى.....
عفوا حمزه تمهل من متى تهتم لأى شخص.. اعترف دق قلبك لها..
ليجيب لا هى حاله انسانيه فقط...
نفض عن رأسه أفكاره الآن ليحدق بعينان حادتان كالصقر فى حثالة البشر الواقف أمامه...
تجمعت شياطين الدنيا أمام وجهه وسيطر الڠضب عليه اقترب منه پغضب خطواته تقتلع الأرض تحت قدمية.. أمسكه ودفعه بعيدا عنه أسقطه أرضه وأصدر صوت كزئير الأسد وهو يركله لينازع الآخر والصرخات تتعالى بالمكان..
دنى منه وسحبه أوقفه أمامه يعيد الكره ويلكمة عده لكمات بوجهه جعلته يترنح في وقفته 
وكأنها حلبة مصارعه كانت مبتغاه لينفس فيها عن ملل يومه ليخرج له هذا المعتوه وكأنه كيس للملاكمه يصارع معه باستمتاع ...
بينما هذا المدعو حازم يسب مما أثار ڠضب حمزه عليه ولم يتركه سوى وهو طريح أرضا يحاول تجميع شتات نفسه...
فى حين ياسيم تقف ترتجف من الخۏف.. تنتحب باكيه لما الحظ معاكس لها.. فى كل لقاء معه لابد من حدوث كارثه.. مشاجرته الآن بسببها.. كما تصادم السياره تكالبت عليه الناس بالسب ولا يعلمونى أنى كنت أهرول مخافتا أن يلحقنى ويمسك بى المدعو ابن عمى....
مين ده وأيه اللي يديه له الحق أن يمد إيده عليك....
ظلت صامته خائفه من هيئته التي جعلت قلبها يرتجف بين ضلوعها وقبل ان تجيب عليه........
لم يتفوه بكلمه واحده سوى انه فر هاربا من المكان قبل أن تاتي الشرطة.....
سقطت ياسيم بين ذراعي حمزه وهي مازالت تتشبث في ملابسه تنظر له پألم وۏجع يكسو ملامحها ابتلعت ريقها بصعوبه هاتفه 
خلي بالك من تيته ملهاش غيري...
لم تتفوه بكلمه أخرى وارتخت رأسها وذهبت في ظلام عميق مغشي عليها....
انتفض قلبه خوفا عليها وارتجفت أوصاله وكأن برد الشتاء تملك منه فجأه وأصابه الآن بالتجمد.. 
لا يعى
ماحدث ثوانى معدوده فاصله وكان كل شئ قد انتهى.. وكأنه إعلان تشويقى لفيلم بدايته رومانسى لينقلب لأحداث مرعبه .. يود لو استطاع إغلاق عدستيه حتى يتسنى له إيقاف المشهد عند رؤيتها وهى تقف أمامه بكامل رونقها 
انتبه لحاله ليستوعب ما حدث أخذت يده تتحسس وجهها الشاحب يضربه بخفه هاتفا بهلع 
ياسيم ردى عليا .. حاسه بأيه ..
فرت دمعه حزينه من عينيه لأول مره منذ وفاه والده لم يبكي.. عقله لا يقبل فكرة فقدانها بعد أن وجدها هي.. من دق قلبه لها واحتلت كيانه..
أينعم اعترف لنفسى أنى أحببتك من النظره الأولى والآن أقر لك أن ما عرف العشق بابى إلا عندما صادفتك لتكون صدفه غيرت مجرى حياتى...
بلوعه الفراق عقب قائلا 
فوقي يا ياسيم مستحيل اسيبك تضيعي مني ولا ياخدك المۏت..أنا ماصدقت الاقيكي... يالا هوديكي المستشفى وهتبقي كويسه.. اتماسكى عشان خاطرى....
استقام واقفا يحملها بين ذراعيه ويسير بها خارج الكافيه 
وقف وسط الطريق استوقف اول سياره أجره تمر من أمامه هاتفا 
افتحلي الباب بسرعه.. هتروح مني
هرول السائق بعجاله يفتح له الباب وساعده علي دخولها ليجلس بها في المقعد الخلفي 
هتف يناجيها 
تخنقنى العبرات وأنا أراك هكذا.....
ټخونني الكلمات ويشل لسانى يعجز عن وصف فجيعتى فيكى....
ما كنت أومن بالحب حتى أتيتى أنتى

وغيرتى عقيدتى...
غامت عدستيه وانطفى لمعانهما سارح فى ملامحها التى برغم شحوبها مازالت جميله...
انتبه على حاله عندما توقفت السياره أمام باب المشفى وهبط السائق لكي يساعده في احضار السرير النقال الخاص بالمرضى قائلا لعامل المشفى 
ترولى لو سمحت بسرعة.. معايا راجل شايل مراته وحالتها خطيره....
وقبل أن يكمل حديثه ذهب الممرض على الفور واتى به.. وضعها حمزه بعنايه عليه ثم سحبها العاملين الى غرفه الطوارئ..
عدستيه تلتمع بالدموع.. يطالعها بغصه تخترق جنباته.. يقف مكتوفى الأيدى يشعر وكأن الكون يدور به.. يلهث بأنفاسه وكأنه كان يجرى لأميال المسافات من فرط قلقه وجسده المتشنج.. وجهه يقطر قطرات عرق غزيره رغم شدة برودة الطقس.. قلبه خوفا عليها..
يحاول أن يستوعب فكره فقدانها.. ولاكن عقله يزداد شراره كلما تذكر الذي غدر بها.......
أخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل على وكيل النائب العام صديقه واعطاه تفاصيل الچريمه واكمل هاتفا 
يامعتز لو مخليتهم قبضوا عليه.. لاكون متصرف بنفسي وأنت عارف أنا ممكن اعمل إيه......
صمت يستمع الى الطرف الاخر لعده ثواني حتى شق صوته پغضب زلزل هدوء المكان قائلا 
مش هاهدى إلا لما تقول لي أنهم قبضوا عليه وتكلمني

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات