ملاك الأسد
رواية ملاك الأسد بقلم إسراء الزغبي(كاملة)
عن القصر حتى لا يراها أحد
أثناء عودة مازن لشقته وجد مجموعة من الشباب تجرى خلف فتاة ما
مازن وهو يترجل من سيارته إيه اللى بيحصل هنا
ما إن رأته الفتاة حتى ارتمت
أحس مازن بشعور غريب عليه فأصبح قلبه ينبض بشدة وبدون وعى منه قرب أنفه ليشم عطرها يا الله إنها رائحة الياسمين
بينما الحال لم يختلف عندها فبالرغم من خۏفها إلا أنها أحست بأمان ودفء غريب معه
نظر پغضب لهؤلاء الثلاثة فعرف على الفور أنهم سكارى
مازن بهدوء مفتعل سيبوها
أحد الشباب طب مهى تكفينا كلنا يا برنس
مازن پغضب وغيرة لا يعرف سببها ماشى يا روح أمك
خاف الآخران ففرا بسرعة وهما يحملان صديقهم فاقد الوعى
الفتاة شكرا بجد مش
عارفة من غيرك كان ممكن يحصل إيه
الفتاة بدموع أنا آسفة بس المفروض إن حضرتك متحكمش من غير متعرف حاجة وعلى العموم شكرا تانى
وكادت أن تذهب ولكن منعها مازن محاولا أن يهدأ خلاص يا
ستى أنا اللى آسف بس خلينى أوصلك مينفعش أسيبك تمشى كده
الفتاة وقد اقتنعت بكلامه ماشى
فى السيارة
مازن بالمناسبة اسمى مازن وإنتى
الفتاة ياسمين
يا الله كنت متيقن أن اسمها كرائحتها الزكية
مازن طب إنتى فين بيتك وإيه اللى خرجك بالليل كده
ياسمين أنا كنت بجيب دوا لماما وبيتى فى ............
مازن أوكى بس حاولى متخرجيش تانى بالليل كده
هزت ياسمين رأسها موافقة وهى تستغرب حالها فهى
كانت دائما الفتاة المتمردة حتى ولو كانت على خطأ ما بها الآن خاضعة له!
فى قصر ضرغام
هبطت همس للأسفل محمولة كالعادة فوجدت مائدة بها كل ما كانت تراه سواء على الأوراق أو فى المطاعم أو التلفاز بالرغم من أنها لم تذقه يوما أو تعرف اسمه ولكن شكلهم كان كاف لوصفهم
أسد للخادمات جهزتوا كل أنواع الأكلات اللى قولت عليها
فهى علمت من صديقتها ما حدث ألا تنادى الطفلة باسمها
أسد برضا تمام روحوا إنتوا ناموا والوقت اللى ضاع منكوا فى التحضير بالليل خدوا قده أجازه بكرة واللى مصحاش هو اللى يشتغل
الخادمات بسعادة حاضر يا بيه
برغم عصبيته وبروده إلا أنه حكيم وعادل كمن هم فى الخمسين من عمرهم
عينيها متسعتان ويكاد يخرج منها قلوب موجهة للمائدة وفاتحة فمها للغاية
همس ببراءة ماثى كلنى بث ثيبلى الأكل ده ليا لوحدى
ضحك أسد بشدة وقال يا حبيبتى كل حاجة ليكى لوحدك
ثم تنهد وأضاف فى سره حتى أنا
جلس أسد مع همس وهو يطعمها حتى شبعت
ثم أخذها لأعلى ليناموا فغدا يوم شاق لهما
فى منطقة شعبية
مازن فين بيتك!
ياسمين اللى هناك ده
ياسمين أيوة هنا ... سلام
مازن سلام
وظل يراقبها وهى تبتعد حتى دخلت منزلها فتنهد وتحرك لمنزله
دخلت ياسمين منزلها
أمها وتدعى ثريا مين اللى كنتى راكبة معاه يا ياسمين
ياسمين دا مازن يا ماما .... وحكت كل ما حدث
ثريا ما أنا قولتلك نستنى بكرة تجيبى الدوا مسمعتيش كلامى..... بس يا حبيبتى مكنش ينفع يوصلك لحد البيت لو حد شافك هيطلع كلام وحش
ومينفعش تركبى معاه أساسا
ياسمين خلاص آسفة يا ماما والله مفكرت فى كده وبعدين خدى بقى الدوا يلا عشان قلبك ميوجعكيش
ثريا حاضر يا حبيبتى
فى الطريق إلى منزله رن هاتفه
مازن ألو
المتصل..............
مازن بصړاخ والدموع فى عينيه إييييييه أنا جاى حالا
ثم أغلق الهاتف وهو يسرع بالسيارة وېصرخ بشدة والدموع تنهمر على وجنتيه ثم صړخ فجأة
مازن لاااااااااااااااا
فى مكان ما
الشاب إنتى غبية بتسرقيلى ملفات ملهمش لازمة أنا عايز ملفات مهمة
الفتاة وأنا ذنبى إيه وبعدين إنت نفسك مش عارف تجيبهم أنا هعرف
الشاب تسنيييييم إنتى نسيتى أنا مين ولا إيه تشوفى الملفات المهمة بيخبيها فين أنا بدور فى كل حتة مش لاقى حاجة
تسنيم خلاص هحاول مع إنه بقى مش بيطيقنى أكتر بعد الجربوعة الصغيرة دى
الشاب أما
نشوف البيه هيعمل إيه تانى
فى قصر ضرغام
بغرفة سعيد وسمية
سعيد بقولك إيه يا سمية متكلمى مع سمر مينفعش اللى بتعمله ده.... دى لسة راجعة البيت من شوية
سمية سيبها تعيش حياتها البنت فى ثانوية ومضغوطة الله
سعيد والله ساعات بحس إنى فعلا مليش إلا شريف اللى هيبقى سندى وسامر اللى شكلنا هنضيعه
سمية إنت بتفرق بين شريف وسامر ليه ..... الواد سامر بيصعب عليا
سعيد وهو فين سامر ... ابنك لسة بره لحد الآن .... والله خاېف يطلع كلام أبويا صح وأنا اللى غلط
سمية پخوف أن يذهب كل ما تفعله هدر إنت هتنسى معاملة أبوك ليك ولا إيه فاكر أما كان بيحب صلاح أكتر منك وبيحققله كل اللى هو عاوزه مع إنك الكبير
سعيد وقد أعماه الحقد مرة أخرى ودى حاجة تتنسى معاكى حق يا سمية
سمية بخبث يبقى تعقل بقى ونفكر إزاى نخلص من المشاكل مع إنى قولتلك حلها كذا مرة
سعيد
وأنا قولت مستحيل أنفذ اللى فى دماغك ده على جثتى
سمية بسرها مهو شكله فعلا فى الآخر هيبقى على جثتك
الفصل ٥
فى مكان ما حيث ملجأ تابع لعائلة ضرغام
يجرى بين الطرقات والدموع فى عينيه
دخل غرفة ما فوجد الطبيب واقف أمام هذا الجسد الهزيل وعلامات الأسف على وجهه
اقترب مازن منها وهو يبكى ماما ... قالوا إنك عايزانى أنا جيت يا روحى
نظرت له المرأة بوهن فهى على حافة المۏت قوله يطلع يا مازن عايزة أتكلم معاك لوحدك
خرج الطبيب بعدما طلب ذلك
مازن وهو يحاول الابتسام جرى إيه يا سوسو بتدلعى وعاملة نفسك عيانة ليه
سعاد بابتسامة وهى تتلمس وجهه خلاص يا مازن أنا عمرى لغاية هنا وبس أنا ربيتك من أول لحظة جيت فيه هنا كنت إنت لسة بترضع وعيلتك ماټت بعد ما البيت ۏلع بيهم ووقتها ابنى كان ماټ
فخدتك واعتبرتك ابنى ورضعتك وفضلتك عن كل اللى كانوا فى الملجأ وإنت كنت نعم الابن ماعدا فى حاجة وحده بس
مازن إيه يا ماما الكلام ده ارتاحى بس
سعاد أنا هرتاح فعلا بس بعد ما أقولك اللى أنا عايزاه
ثم أضافت پبكاء مكنتش أعرف إنى أم فاشلة كدة لدرجة إن ابنى يبقى زانى ويعيش من فلوس حرام
مازن وهو يحاول التكلم ما ......
سعاد اسمعنى للآخر يابنى إنت بقالك مدة متغير وبتغيب كتير فخليت حد من الميتم يراقبك وعرفت إنك على علاقة بسمر ويا ريته جواز لأ دا بالحرام ..
عارف نتيجة الحړام ده إيه يا مازن .... إن الدوا اللى
بتجيبه ليا طلع مضړوب وزودلى التعب وهو اللى بېموت فيا بالبطئ دلوقتى... أنا مش بعاتبك لأ أنا بشكرك لإنى مكنتش هقدر أعيش بعد اللى عرفته عنك ده ..... بس لو عاوزنى أسامحك وأرضى عنك روح لأسد إنت رفضت كتير تروحله وتطلب منه المساعدة ودلوقتى أنا بترجاك تروحله وتخليه يسامحك ويحميك من ماجد واللى هيعمله فيك لو عرف وأسد فيه الخير هو اللى خد باله من الملجأ ده وبيوفرله كل حاجة وكان بيعتبرنى أمه التانية ومتأكدة إنه هيسامحك
مازن وهو باڼهيار وبكاء شديد حاضر هعمل كل اللى إنتى عاوزاه بس سامحينى ومتسبينيش إنتى اللى باقيالى ... ماشى .... ماما مش بتردى ليه
نظر لها مازن
وجدها صامتة فروحها قد ذهبت لخلاقها
ظل مازن وهو يبكى بشدة وكيف لا فهى من عوضته عن كل شيء
دخل الطبيب بعد سماع البكاء فعلم بمۏتها وأبعد مازن عنها وبدأ باتخاذ الإجراءات لډفنها وكل هذا ومازن صامت لا يشعر بأى شيء
فى قصر ضرغام
يستيقظ أسد على صوت الهاتف فيسرع بالإجابة حتى لا تستيقظ ملاكه ثم يزيحها من عليه ويضعها على الفراش بهدوء ويخرج للشرفة
أسد ألو
المتصل أستاذ أسد معايا
أسد أيوة مين معايا
المتصل أنا مدير الملجأ اللى حضرتك مسئول عنه
وحبيت أبلغ حضرتك إن مدام سعاد ماټت انهاردة وإحنا هنغسلها والډفنة كمان ساعتين
اڼصدم أسد بشدة فهو كان يحبها فقد عوضته قليلا عن حنان الأم
أسد بجمود ساعة بالظبط وهكون هناك متدفنش إلا أما آجى
المتصل حاضر يا فندم
أغلق أسد الهاتف ثم تنهد بحزن
شعر بأيد صغيرة تشد على بنطاله ليخفض بصره فيجد ملاكه تنظر له ثم ترفع يديها ليحملها
ليتنهد
وهو يزداد تعلقا بهذه الصغيرة
حملها بين يديه
ليتوقف نبضه وهو يشعر بشيء ناعم ورطب على
خده ليجدها كرزتى ملاكه الممتلئتين تعانقان وجنته
ابتعدت عنه فبدأ قلبه بالنبض من جديد وابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لها بشرود
همس متزعلش يا أثدى
أسد وهو ينظر لها ببلاهة هااا
همس أنا ثوفتك زعلان وحزين فقولت أثالحك زى أحمد
أسد عاقدا حاجبيه والصغيرة تفتك به فكيف لها أن تنطق اسم أحد آخر غيره
أسد بصړاخ وعصبية وهو يصيح بها إزااااااى إزاااى تخلى حد يبوسك إيااااااكى حد يعمل كدة تانى إنتى فاهمة ..... فااااااهمممممة
قوست شفتيها لأسفل ثم اڼفجرت فى بكاء طفولى مرير وهى تدفعه بيديها وتحاول النزول
أسد بعدما تدارك نفسه وخاف بشدة من فكرة كونها أصبحت تهابه ولا تريده وعند هذا الحد وقد توقف قلبه
ليتلمس وجهها بلهفة وسرعة شديدة بس بس بس يا حبيبتى أنا .... أنا آسف أرجوكى سامحينى مش قصدى والله .... ملاكى ... ملاكى بصيلى أنا .. أنا أسدك ....
اوعى تخاف منى أرجوكى
سقطت دمعة من عينيه! نعم يبكى فهذه هى أول مرة يبكى بعد مۏت والديه
أقسم ألا تسقط دموعه أبدا ولكنها جعلته يخلف وعده وهو لم يقضى معها حتى يوم كامل
ظلت دموعه تتساقط وهو يتنفس بصعوبه وشيء واحد يجول فى خاطره ملاكه تكرهه ..... ملاكه تبكى بسببه....... ملاكه ستتركه
ليتظر لها بوهن ويهمس بخفوت شديد ملاكى
فتنظر له وتتوقف عن البكاء وبقايا دموعها على وجنتها
ثم تحرك يدها الصغيرة لتزيل دموعه ويفعل هو المثل
الذى انكسر قلبها عندما رأته يبكى
همس بصوت متحشرج خلاث أنا آثفة يا أثدى بث مث ټعيط
أحس بالراحة لأنها لازالت تعتبره أمانه
أسد بحب وقد عاد لرشده وتماسكه أنا اللى آسف يا ملاكى أوعدك هحاول أغير من نفسى ماشى يا قلبى
بالرغم أنها لم تفهم ما يقصد إلا أنها أرادت ابتسامة منه فقط فهزت رأسها له موافقة
أسد حبيبتى خليكى هنا دلوقتى وأنا ورايا مشوار وراجع علطول
همس لأ خدنى معاك أنا خاېفة
كاد أن يوافق أسد لكنه تذكر وجود أطفال فى عمرها وأكبر منها بسنوات قليلة وقد تعتاد عليهم وهو لن يسمح بذلك أبدا
أسد محاولا الهدوء فأكثر شيء يكرهه فى حياته هو دموعها
أسد مش هينفع يا حبيبتى ومټخافيش أنا مش هغيب عليكى
همس خلاث ماثى بث مث تتأخر
أسد مقبلا وجنتها بقوة
تسنيم لا لسة والمفروض هييجى بكرة بس هحاول تانى
الشاب خلصى أنا محتاج ورق مهم مش صفقات بملاليم فاهمة
تسنيم بزهق أوووووف حاضر حاضر
فى قصر ضرغام
شعرت بالملل فحاولت الوصول لمقبض باب الغرفة