رواية القاضي المتهم بقلم سيلا وليد (كاملة)
أشكو إليه حزني الذي لا صبر لي عليه لماذا نحتفظ بالحزن في أعمق مكان لنا بالقلب والسعادة نجعلها سطحية كم مؤلم أن ټنهار من الداخل وتبقى روحا لا
تشعر ولا تحس وتظل رغم المۏت تبتسم للجميع
تعاقبت الأيام سريعا على رهف ورغم مرور الأيام إلا أن الخۏف تعاظم بصدرها ماذا ستفعل بعدما تصبح زوجته
جلست تنظر لفستان زفافها بوجه شاحب بعدما كان وجهها يشبه القمر ليلة تمامه لقد انطفئ نوره رويدا رويدا بسطت أناملها وانزلقت عبرة غادرة من طرف جفنيها أزالتها سريعا فهي الآن تعيش حالة غريبة في خضم أحاسيس ارهقتها وأثقلت تفكيرها للتعايش على حياتها الجديدة قطع شرودها مع نفسها طرقات خفيفة على الباب
الأستاذ بدر جه برة يادكتورة وعايز يقابل حضرتك أومأت برأسها قائلة
تمام روحي قوليله شوية وخارجة خرجت العاملة متجهة إليه نهضت من مكانها متجهة لخزانة ملابسها وارتدت فستانا أنيقا باللون الأزرق الغامق وحجابا باللون الأوف وايت وخرجت لمقابلته
كان يجلس بجوار والدتها يتحدثون في ماضي مازالت أثاره تلاحقها لا تعلم لم تغير هكذا ماذا حدث لكل هذا التغير راقت لحديث قلبها الذي أجزم أنه يظهر قسۏة عكس ما بداخله ابتسمت بخفة يظهر من قسۏة لا تناسب شخصيته ناهيك عن تربيته التي تركها والده ستشفع له
ڼصب عوده متوقفا بنظراته فمنذ اسبوع لم يلتقيا
عاملة إيه يارهف!
اتجهت إلى المقعد الذي يقابله وأجابته
الحمد لله إنت عامل إيه!
توقفت والدتها حتى تترك لهم مساحة من الوقت
هجهز العشا بدر لازم تتعشى معانا
أومأ برأسه دون حديث تحركت والدتها للداخل بينما هو توقف متجها إليها
أكلمك ليه متصدقش بجد إنك خطيبي احنا بينا اتفاق ياحضرة الأستاذ ياريت تفضل على قرارك
ضغط عليه بقوة آلمتها يجز على أسنانه مزمجرا بها پغضب
انا من وقت ماربطت كلمة مع والدتك يبقى إنت في مقام مراتي وعلى هذا الأساس تتعاملي معايا
ابعد ايدك وإياك تلمسني تاني طول ماانت بتعاملني كدا فأنت قدامي متهم حولت حياتي لجهنم وإياك تفكر انك قوي وأنا ضعيفة انا عملت كدا عشان والدتي وبس إنما لو خيروني بينك وبين مۏتي هختار مۏتي ياحضرة الافاكوتو أنهت حديثها بأعين يتطاير منها الشرر كان يطالعها بنيران چحيمية تخرج من مقلتيه فأشار بسبباته
اخرص بقى ياأخي هو انت مش وراك حاجة غير إنك ترمي الناس بالباطل بس هقول ايه انسان ھجمي بيقنع الكل برأيه
رههههف قالها من بين أسنانه وهو يسيطر على نفسه حتى لا يصفعها رفع نظره إليها وأشار محذرا
متخلنيش أتعامل معكي بطريقة تانية اللي شافعلك مامتك وبس الست دي متستهلش اقلب عليكي
السفرة جاهزة يادكتورة
تمام روحي وأحنا جايين استدارت
تواصل بصريا متزامنا عندما وزمجر بصوت غاضبا
اتلمي حبيبتي بعد يومين هتكوني في بيتي ياريت تحترميني أكتر من كدا
ارتسم الألم داخل مقلتيها محدقة فيه بوجوم تشعر بقبضة تعتصر قلبها فهتفت بهدوء رغم نيران قلبها المشټعلة
بدر سيبني ماما تقول ايه
انحنى حتى
هتقول ايه غير اتنين مخطوبين وفرحهم بعد يومين حاولت التملص من قبضته ولكنه كان الأقوى
رفعت بصرها عليه وعيناها اعكست نظراتها الغاضبة اتجاهه حتى شعر بكراهيتها له
تمكن من الضغط على أعصابه بصعوبة ثم سحبها متحركا لكن بقوة أقل رافعا وجهه بشموخ وهو يتحرك بجوارها وكأنها تتحرك معه برضاها وليس رغما
رفعت كوثر نظرها لدخولهما وناظرتهم بابتسامة
تعالوا ياحبايبي انزلت كفيه بهدوء متجهة لمقعد بعيدا عنه ولكنه كان الأسرع وجذب المقعد الذي بجواره يرمقها بثبات
اتفضلي رفعت نظرها پغضب محموم يكاد يندلع من حدقتاها
ابتسم بسخرية وهو يشير بعينيه على المقعد
جلست دون حديث أشارت كوثر للطعام
اتفضل ياحبيبي وبعد العشا يبقى نكمل كلامنا
قطبت جبينها متسائلة
كلام ايه ياماما!!
أشارت الى بدر وهتفت
بدر عايز يعمل فرح قالي انك طلبتي منه وهو مش حابب يرفض طيب ليه مقولتيش حبيبتي
استدارت إليه سريعا ترمقه بنيران چحيمية
أنا قولتلك عايزة فرح بدأ يلوك طعامه بهدوء ثم رفع نظره وتقابلت عيناهما بنيران كلا منهما للأخر
مقدرتش تطلبي مني حاجة يارهف وأرفض وكمان دا من حقك وخاصة انك أول مرة تتجوزي ضغطت على السکين الذي
بيديها
فابتسم بتسلية يشير إلى كفيها الممسك بالسکين فانحنى يهمس لها
براحة ياروحي ممكن تتصابي بجلطة لا قدر الله
روحي هي لم تركز سوى بكلمة روحي ابتعدت بنظرها عن عيناه الصقرية التي تخترقها
تنفثت بتثاقل قطع شرودها مع نفسها عندما هتفت والدتها
الفستان حلو اوي يابدر تسلم ايدك
الټفت يطالع تلك الصامتة فابتسم بسخرية عندما لمعت عيناها بالدموع فأجاب كوثر
رهف غالية ياطنط ولازم تلبس الغالي أومأت برأسها مبتسمة وهي تربت على ظهرها
رهف دي نسمة حياتي يابني كانت عيناه ثاقبة على ملامحها بصمت رفعت عيناها له وتحدثت
فكرت في موضوع الفرح دا وقولت بلاش منه
نهض بعدما مسح بالمحرمة قائلا
مينفعش انا حجزت الفندق خلاص وكمان الفستان جه شوفي ناقصك إيه
أطبقت على جفنيها عندما فكلما تتذكر أنها ستصبح زوجته يتفتت قلبها
نهضت بعدما تحدثت كوثر
روحي حبيبتي مع خطيبك وأنا هخليهم يعملولكم قهوة
ذهبت بساقين مرتعشة تنظر إلى ظهره وهو متحركا لغرفة الصالون
وصلت إليه ثم جلست بعيدا عنه بعض الشئ جلس يضع ساقا فوق الأخرى وبدأ ينفث تبغه بهدوء دون حديث طالعته غاضبة
ممكن اعرف ايه لزوم الفرح وليه قولت عايزة فرح
نفث تبغه وهو يطالعها بصمت للحظات وعيناه تراقب ملامحها الجميلة
أنا جيت علشان اسألك سؤال واحد وياريت تجاوبي عليه اينعم جوازنا مش عادي لكن أنا راجل شرقي
تنهدت بصوت مرتفع ثم تحدثت
اسأل وعلى مااظن لو عندي الأجابة هقولك
ايه حكايتك مع الظابط ضيقت عيناها غير مستوعبة حديثه ثم تسائلت
مش فاهمة تقصد إيه !!
نهض متجها إليها جلس بجوارها على بعد خطوة وتسائل
الظابط اللي كان هنا اخر مرة
تراجعت للخلف
دا سؤال ولا شك رفع سبباته بتحذير
اياكي تتخطي حدودك معايا انا لو عندي شك كنت مستحيل اربط اسمك بيا
أطلقت ضحكة على غير الموقف وتحدثت تثير غضبه
شاكك!! ايه ياحضرة الافوكاتو دا انت مجوزني علشان شاكك اني متهمة اوزن كلامك ياحضرة ماهو لو متأكد مكنتش اتجوزتني علشان ټنتقم
وصلت العاملة بالقهوة أشارت على المنضدة
حطيها هنا استمعوا إلى طرقات على باب المنزل نهضت متجهة لفتح الباب
وجدت ذاك الذي أمسكها پعنف
ايه اللي سمعته دا أنت اټجننتي عايزة توصلي لأيه أنت قولتي انك هتبعدي تفكري مش تلاقي غيري
استمع لصوتها مع شخصا اخر تحرك إليهما
ايه اللي بيحصل هنا
استدارت له محاولة السيطرة على نفسها
دا أيوب هو هو اتجه أيوب إليه يطالعها بعينا ثاقبة فدنى قائلا
اهلا يااستاذ بدر رفع بصره للتي تقف منكمشة تناظره بعيونا مټألمة
مكنتش اعرف عندكم ضيوف
ضيق بدر عيناه وهنا ثقب الشك قلبه من ملامحها المنكمشة ثم نظر إلى أيوب هاتفا بمغذى
ايه ياروحي مش تعرفي حضرة الظابط أن فرحنا يوم الجمعة
باغتها أيوب بنظرة مطولة فتكورت عيناه بالعبرات واقترب ناسيا بدر ثم تحدث بهدوء رغم إحتراق قلبه
مبروك ياريتك عرفتيني كنت جبتلك هدية وأنا جاي قالها واستدار متحركا سريعا انزلت يد بدر وهرولت