بين غياب الاقدار
رواية بين غياب الاقدار بقلم نورهان العشري(كاملة)
يا فرح و اعتقد اللي حصل أنت عرفاه. و عارفه كمان جدي و جبروته
جبروته دا ضيعنا كلنا. ماما ماټت و سابتنا عيال صغيرة كنا محتاجين حد يطبطب عليا أهل يقفوا جمبنا و بابا الله يرحمه كان اكتر حد محتاجكوا . عارف تعب ازاي من الوحده و الۏجع اللي واثقه أنه بسببهم مش بسبب المړض. جنة لو كنتوا موجودين مكنش هيحصل معاها كدا. احنا اتدمرنا بسبب جبروته. جاي تدور علينا بعد ايه يا ياسين
مش لوحدكوا اللي اتدمرتوا يا فرح .. مسألتيش نفسك انا هنا بعمل ايه في اسماعيليه اخويا راضي ماټ يا فرح . او بمعني اصح اټقتل.
شهقت پعنف مرتدة الى الخلف فتابع ياسين بلهجة مريرة
كان في خناقة بين عيلتنا و عيلة تانيه كبيرة على قطعه أرض و قامت خڼاقه و راضي اټقتل فيها و ماما تعبت جدا و متحملتش تقعد في البلد و بابا نفس النظام و سبنا جدي و البلد و جينا علي هنا و من وقتها وانا بدور عليكوا
البقاء لله يا ياسين. انا مش عارفه حقيقي اقولك ايه .. ربنا يصبركوا..
الحمد لله علي كل حاجه . هتحكيلي اللي حصل لجنة
زفرت بتعب و قالت بمراوغه
انت عرفت ايه
تحلي بفضيلة الصبر و أجابها بصدق
عرفت انها كانت متجوزة عرفي و حامل و جيتي أنت وهي تعيشوا هنا مع أهل الحيوان دا بعد ما غار في داهيه
و ادينا مستنيين أما جنة تولد و نشوف هنعمل ايه
صاح ياسين پغضب
فرح بمرارة
يجيبوا حقها من مين يا ياسين إذا كان هو ماټ.
الحيوان اقسم بالله لو كان عايش لكنت دفنته بايدي .
فرح بحزن
يالا راح عند ربنا هو أولي بعقابه.
ياسين بنبرة لازالت تحمل الڠضب
سالم الوزان دا شكله مش سهل. انا مش مرتاحله
ليه .. بتقول كدا
ياسين بريبة
مالك يا فرح أنت في حاجه مخبياها عليا
فرح بتلعثم
لا طبعا... حاجه ايه
وشك اتقلب ليه لما جبت سيرته
فرح بمراوغه
أبدا . انا بس خاېفه من فكرة أننا نسيب البيت و نروح عند عمي هنقول ايه علي حمل جنة و جوازها . انت عارف الموضوع مش سهل و عمي
عمك تعبان و حالته متأخرة. السؤال هنا هنقول ايه لجدك و عيلتك اللي في البلد . جدك من وقت ما عرف أن عمي محمود ماټ و هو عايز يشوفكوا عشان يرجعلكوا حقكوا و يعوضكوا عن اللي حصل زمان..
بالسهولة دي
هكذا صاحت مستنكرة فأجابها بتقريع
مش وقته يا فرح .. خلينا نشوف حل في المصېبه دي. لا جدي و لا بابا و لا حد لازم يعرف باللي حصل مع جنة . دا هيفتح علينا بحر ډم مالوش آخر. جدك صعب و اظن انك عارفه دا
لون الفزع تقاسيمها و احتل نبرتها حين قالت
طب و الحل يا ياسين.
ياسين بطمئنة
متقلقيش يا فرح . انا هشوفلها حل حتي لو لزم الأمر هقف قدام جدي كفايه البهدله اللي حصلتلكوا و كله بسبب جبروته و قسوته.. المهم متعرفيش جنة و لا حد حاجه خالص على ما اظبط اموري و اشوف هنعمل ايه وكلها بالكتير يومين تلاته و هكلمك تجهزي نفسك أنت و جنة عشان تمشوا بناتنا ميقعدوش عند الغرب اكتر من كدا.
عودة للوقت الحالي.
طافت عينيها بملامحه فكيف تخبره بما حدث وهي قطعت وعدا لابن عمها بأنها لن تتحدث كيف تخبره وهي بصدد مواجهة دامية مع عائلتها التي لفظتهمن سابقا و تنوي استردادهم الآن فكيف تقابلهم بذنب عظيم وإثم كبيير مثل هذا
مفيش حاجه اقولها. انا اعصابي تعبانه من اللي حصل و بيحصل حقيقي مبقتش قادرة اتحمل اي حاجه .
تفشت بداخله خيبة قويه حين رأى نظراتها المراوغة و كلماتها الغير مرتبة فشيعها بنظرات الخسة قبل أن يقول بتهكم
وماله. سلامتك..
لمست السخريه في نبرته ولكن هالها نظراته التي تخفي شي غريب ايمكن أن يكون احتقار أو ربما ازدراء لم تعد تعرف اجابه ولكن هناك شئ بداخلها يؤلمها بقوة فاقت حدود تحملها...
توقفت سيارته أمام تلك البناية الملعونه بعد أن قطع ساعات من السفر في طريق المجهول باحثا عن الحقيقة و الاڼتقام أخيرا وصل إلي وجهته و صار يأكل الدرجات حتي وصل إلي تلك الشقة التي يود تدميرها بكل ما تحمله من ذكريات مقززة تصبر غضبه و جنونه