مذاق العشق المر
رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري(كاملة)
تنهض فى خفة قائلة
عن اذنكو شوية وراجعة
ولم تمهل سؤال ايلينا الوقت لتسمعه
على فين صوفيا
ونظرت الى الشال الذى نسته كالمعتاد وهى تتمتم فى ڠضب
برضه صوفيا نسيتيه البنت دى مش معقولة
تبعته حتى وجدته يقف أمام حوض صغير للزهور تتوسطه زهرة حمراء مميزة وهو يمسك بخرطوم مياه ويبدأ فى ريه اقتربت وتنحنحت لتلفت انتباهه فالټفت لها لحظة ثم أشاح بوجهه فابتسمت وهي تقترب من الحوض أكثر قائلة
رد فى اقتضاب أيوة
همست وهى تشير بسبابتها تجاهه
الوردة دى شكلها مميز اسمها ايه
كاد زين ان يلتفت اليها ولكنه تراجع وأجابها
مبهتمش اسمي الورد
قالت وهى تقترب تتأمل الوردة فى اعجاب
بس وردة مميزة زى دي لازم يكون ليها اسم
زين هوانت ليه مش بتبصلى وانت بتكلمني
عض على شفته السفلى يجيبها في حذر
لو قلتلك مش هتزعلى
عقدت صوفيا ساعديها تجيبه ببساطة
مش هزعل أوعدك
رد دون ان يلتفت اليها
بصراحة مش قادر أبصلك وانتي لابسة اللى انتي لابساه ده
احمر وجهها خجلا نظرت الى جسدها في بطء الى قميصها عاري الذراعين والكتفين فتذكرت الشال التي أعطته له ايلينا وطلبت منها ارتداؤه ونسيته كعادتها في نسيان كل شىء فطرقعت اصابعها وقالت
وركضت كالأطفال لتعود اليه بعد لحظات وهى تغطي ذراعيها وصدرها بالشال ابتسمت وهى تحكم اغلاقه عليها
كدة تقدر تبصلي
أفلتت منه ضحكة صغيرة رغما عنه وهو يسألها
صوفيا انتي عندك كام سنة
ردت دون أن تدرك ما يعنيه
واحد وعشرين سنة بالظبط
اتسعت ابتسامته لتسأله فى فضول
اتجه ليغلق صنبور المياه والټفت اليها أخيرا نافحا اياها نظرة باسمة وهو يجيبها
بالعكس شكلك بالكتير تمنتاشر سنة
شعرت لأول مرة ببراءة نظرة رجل لها شعرت برقيه وبالفعل أحبت اشاحة نظره عنها وعدم تدقيقه فى وجهها وملامح جسدها أحبت اخلاقه اختلافه التام عنها وهو كان يقاوم بشدة سعادته من هذا القرب يود أن يعرف أكثر عنها كل شىء يتعلق بتلك الحورية التى تدخله الجنة بمجرد نظرة واحدة من عينيها هاتين لم يعد يهتم بالطريق الذى تأخذه اليه فلتأخذه الى جنتها أكثر ليغرق في نعيمها نظر اليها لحظات قبل أن يسألها
مررت يدها فى شعرها وجذبت بعض خصلاته كعادتها ان توترت خفضت رأسها للحظات قبل ان تهمس فى حزن لم يعد يهتم بتفسير تأثيره عليه
ممكن اقولك بعدين
وأحكمت الشال اكثر على جسدها وهى تقاوم ارتجافة ألمت بجسدها فجأة
سرحانة فى ايه
شعرت بصوته فرفعت رأسها اليه تجيبه فى حزن
ولا حاجة متخدش فى بالك
قطب جبينه فى اهتمام نافيا اجابتها
ولا حاجة ازاي شكلك متضايق لو عندك مشكلة قولى يمكن اقدر اساعدك
نهضت لتقف أمامه تخبره بما تتمنى أن ينكره
عايز تفهمنى انه هيفرق معاك اصلا انت ما بتصدق تلاقى حاجة تضايقنى
تراجع خطوة للخلف لقد توقف عن مضايقتها توقف عن اغراقها فى العمل كعادته علاقته بها لم تكن كأى خطيبين ولكن كانت هناك هدنة على الاقل في الوقت الحالي أشاح بوجهه يهمس في ألم
للدرجادى ايلينا شايفانى انسان وحش
تنهدت فى عمق وهي تهمس في حب لم تشعر بمعانقته لنبرتها
لو كنت شايفاك انسان وحش مكنتش ارتبطت بيك يا يوسف
ابتسم فى شرود
وبعد اللى عرفتيه عني بتشوفينى كويس
ابتسمت قائلة
احساسى قالى انك ممكن تتغير واحساسى مش هيكدب عليا ابدا
الټفت لها بابتسامة صافية فبادلته ابتسامته لأول مرة دون تهكم او اصطناع أو تحدى أو أي شىء من هذا القبيل ابتسامة كانت كافية لتجعل قلب يوسف يستجيب لنبضاته لأول مرة دون مقاومة
زين زين
قالتها سمر في عڼف فالټفت لها زين الذى كان لازال شاردا فى الطريق الذى رحلت منه صوفيا رد فى ضجر وهو ينظر الى سمر الذى أصبح يعاملها بجفاف منذ ما كادت ان تتسبب به بينه وبين والده
نعم فيه حاجة
كټفت ذراعيها وردت فى حدة
الخواجاية دى كانت عايزة منك ايه
تراجع فى دهشة فواصلت
نظراتها ليك طول الوقت مش مريحانى
والنهاردة كمان كانت
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار
تانى احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
ردت فى اصرار غريب
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها
فى جديه
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ بيتجوز اخته ولا ايه
ردت والدموع تلمع بعينيها
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة
تنهد زين في نفاذ صبر
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا
حك ذقنه بسبابته قائلا
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم
مش ملاحظة انك مزوداها معاه
ردت في استنكار واضح
مع مين وقصدك ايه
رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده
تابع وكأنه لايسمعها
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى
وكعادته فى غضبه لاينتبه ابدا لما يتفوه به وهى لم تستطع ان تبتلع اهانته هذه المرة حبها له منعها من مواصلة تلك اللعبة التى تأخذ كثيرا من كرامتها وهى تفرض نفسها عليه مرة بعد مرة بل الأدهى يتهمها بعلاقة مع أخيه يعرف جيدا برائتها منها فقط ليتملص من ارتباطهما فى الماضى تحملت ولكن الان وهى تعى تماما حقيقة مشاعرها لم تستطع رفعت رأسها فى شموخ تخبره
انا بقول كفاية لحد كدة لما توصل للدرجادى يبقى كل حاجة بينا تنتهى احسن
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب
يوسف مبتردش على تليفونك ليه
والټفت الى ايلينا