الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة حلم كاملة

رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة حلم) بقلم سارة مجدى كاملة

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه و هو سارح فيما قام به بنوار ليشعر يوسف ان اخيه به شىء غريب ليقول له موضحا
مش لوحده كلنا سكتنا عن الظلم و كلنا مشتركين فيه يا غسان 
لينظر اليه غسان و هو مقطب الجبين و عاد ضميره يلومه و يؤلمه بما قام و ما سيترتب عليه تعاظم احساس يوسف ان اخيه به شىء غير طبيعي لكنه لم يستطع ان يسأله  
حين انتبه  لحركه راغب و اقترابه اكثر من حافه تلك الصخره الكبيره  ليركض اليه و وضع يديه على كتفه يمسكه بقوه لينظر اليه راغب بابتسامه ساخره و قال 
انت فاكرني هرمي نفسي من هنا و لا ايه 
ظل يوسف ينظر اليه و خلفه غسان ليكمل راغب كلماته 
انا مش ھموت نفسي علشانها . انا هتجوز و هعيش و هفرح و هفرح امك و ابوك 
و بكل ما لديه من قوه رفع يديه و القى بالعلبه الزرقاء فى الهواء لتتهاوى امام عيونهم فى الظلام الى القاع فى الاسفل و قال پحقد
هى اللى ھتموت من القهر هى اللى هتدفع ثمن اللى حصل . لوحدها 
نظر يوسف الى غسان بقلق ليقترب غسان من اخيه و قال بهدوء
راغب لازم تهدى و بلاش تاخد اى قرارات و انت فى الحاله دى  وبعدين 
ليقاطعه راغب حين نظر اليه بابتسامه ساخره و قال  
هو الجواز حاجه وحشه يا غسان . مش انتوا متجوزين و مبسوطين و لا ايه . انا كمان هعمل زيكم فى حاجه غلط !
عاد الاخوين ينظرون الى بعضهم بعضا بقلق ليكمل راغب كلماته 
و امكم نفسها تفرح بيا  و انا ناوى افرحها بصراحه . و العروسه نقاوه عينها و حياتك 
و تحرك سريعا الى سيارته بخطوات قويه تترك اثر قوى فى الارض  
قادها بسرعه مشابه لسرعته السابقه تاركا خلفه اخويه يحاولان اللحاق به  من جديد 
تجلس فى منتصف سريرها تبكى بدون صوت . و كأنها خسړت صوتها كما خسړت حلمها . ان تكون ام . ان يتحقق ذلك الحلم الجميل التى تتمناه منذ عرفت معنى كونها انثى . منذ طرق الحب بابها و عشقت غسان و تمنت ان تحمل فى احشائها طفل منه يحمل من ملامحه و طباعه الطيبه و حنان قلبه . يحبها كما يحبه والده و اكثر 
خبئت وجهها بيديها و على صوت نحييها من جديد و قلبها ېتمزق الى اشلاء تشعر انه اصبح  غير صالح للنبض من جديد 
و عقلها يدور فى دوائر مغلقه بين وحده دائمه و ان زوجه عمها بعد ما حدث من حلم لن تتهاون معها و سوف تزوجه غيرها . و هى ابدا لن تتحمل ذلك ستموت قهرا ماذا تفعل . وضعت يدها على قلبها و هى تقول بصوت متقطع من كثره البكاء 
يااااااااارب 

داخل غرفه رقيه و مصطفى كانت رقيه تقف فى الشرفه تنظر الى الباب الكبير للبيت و مكان وقف السيارات بقلق كبير 
لا تعلم حاله ابنها رغم انها اتصلت بأخويه اكثر من مره  و طمئنوها انه بخير رغم حالته النفسيه السيئه 
كان مصطفى الذي يجلس على الاريكه الكبيره فى مواجهه    
الشرفه ينظر الى ظهرها و داخله احاسيس مختلفه مختلطه بين 
حزن  ڠضب رفض و ضيق . و اكثر ما يشعر به هو الذنب و تأنيب الضمير  و احساسه انه مشارك  فى كل ما يحدث و انه من اسباب حدوثه ايضا
بسبب صمته و موافقته على كل ما حدث و قام به والده عدم وقوفه امام اخيه و منعه من كل تلك الاخطاء و التمادي فيها 
يلوم نفسه انه لم يأخذ موقف حازم معه . يجعله يعود الى رشده و صوابه 
حتى لو كان ذلك عكس ايراده والده 
اخذ نفس عميق و وقف على قدميه ليقترب منها و استند بذراعيه على سور الشرفه و هو يقول 
تفتكري لسه هندفع تمن سكاتنا على كل اللى حصل و لا خلاص كده  
نظرت اليه و عيونها تملئها الدموع رغم نظره التحدي التى ترتسم بوضوح و يراها و كأنها تتحداه ثم قالت 
غلط اخوك انا و ولادى ملناش دعوه بيه يا مصطفى . و لو حكمت اطلق غسان و نوار و يوسف و عائشه هعمل كده و مش هتأخر  
لتجحظ عيناه من الصدمه لكنها لم تهتم به و لصډمته و دلفت الى الغرفه مباشره الى الحمام و اغلقت الباب خلفها بقوه لينظر الى السماء و هو يدعوا الله ان يمر القادم على خير 
يكفى ما حدث و تكفى كل تلك الخسائر حتى الان 
صعد بركات الى غرفته بعد ان غادر الجميع كل فى اتجاه  يشعر ان قدميه لا تحملانه . جسده بأكمله يأن الما . لا يجد بداخله الطاقه لفعل اى شىء حتى استنشاقه للهواء اصبح صعب و ثقيل . يعلم انه قد اخطىء و ابني فى حق دلال و بناتها . و اخطىء فى حق العائله التى ټنهار امام عينيه . واكتشف ان ما قام به لم يحافظ عليها لا كانت اول خطوه فى الاڼهيار و الضياع الذي سيحدث 
حين دلف الى غرفته لم تعد قدماه تحملانه ليسقط ارضا فاقدا للوعي دون ان يشعر به احد 

فى عمق ظلام غرفتها و بجانب خزانتها  تجلس ارضا فى تلك المساحه الضيقه تضم ساقيها الى صدرها دموعها ټغرق وجهها و عيونها جاحظ فى الفراغ عيونها تصور لها كل مشاهد حياتها منذ وعت على تلك الحياه 
بكاء والدتها كل ليله و صوتها الذي لا يفارق اذنها . مشاكلها مع والدها اهانته لها فى كل وقت وحين و التقليل منها . امام العائله او فيما بينهم 
ذكرياتها لمشاهده والدها بين احضان الغانيات كلماته البزيئه لوالدتها و وصفها بأقذر الصفات 
و حين قټلها لم يهتم لم يكترس و كانها مجرد حيوان قد قټله بالخطىء و لن يحاسبه احد عليه 
و كلمات جدها و صمته على ما حدث و كذلك صمت باقى العائله  كان اكبر دليل على ذلك 
و حفر داخل عيونها و عقلها مشاهد عوده والدها كل يوم يترنح غير قادر على الوقوف و لو لثوان قليله ثابتا دون ان يهتم باسم العائله الذى من اجلها ضحى جدها بحياه ووالدتها و حقها 
تبكى امان افتقدته  تبكى حياه طبيعيه حلمت بها و لم تشعر بها يوما 
كما كانت ترى عائلات اصدقائها دائما تجد والدهم يغرق عليهم من حنانه و عطفه يضمهم الى صدره يحميهم بحياته و عمره 
حرمها من ان تكون انسانه طبيعية قادره على الحب و العطاء قادره على ان تكون عائله سويه 
شهقت بصوت عالي و هي تغمض عينيها  تتذكر كل مواقف راغب معها و حبه لها الواضح دون جدال دعوه الدائم الا مشروط لكنها ابدا لا تستطيع ان تستأمنه على قلبها و حياتها  
احنت راسها خبهئها بين ذراعيه واضعه جبينها فوق ركبتيها تبكى بصوت عالي . تشعر و كانها تكاد تفقد صوتها من علوا صريخها لكنها لا تسمع صوتها و لا يصل الى مسامعها من الاساس لا يغادر حنجرتها 
هى تصرخ بداخلها فقط 
رفعت راسها تمسح دموعها يظهر يديها و عيونها يرتسم فيها التحدي . ابدا لن تصرخ بصوت عالي لن يكسرها احد و لن تسمح بذلك . هى لن تتراجع ابدا . لن تتزوج يوما . لن تربط حياتها برجل صنع و خلق من الغدر و الخيانه لن تنجب اطفال يعانون كما عانت هى لن تتزوج راغب و ليفعل ما يحلو له  
غادروا ذلك المكان يتلفتون حولهم بحذر شديد حتى لا يراهم احد صعدوا الى السياره و غادروا المكان سريعا 
غير منتبهين لكاميرات المراقبه الموجوده فى المكان كنظام امني يخص المنطقه بالكامل
اشرقت شمس اليوم التالي على تلك العائله وكل منهم فى واد لا احد يعلم شىء عن الاخر 
بعد عوده الاخوه الثلاث الى البيت كل ذهب الى غرفته مباشره مكتفين بالصمت فلا يجد اى منهم اى كلمات تليق بما يمرون به 
حين شعرت نوار برجوعهم اعتدلت و اغمضت عينيها تدعى النوم ليقف هو عند باب الغرفه المغلق يستند اليه بظهره ينظر اليها و بداخله ڼار مشتعله لن يستطيع ان يطفئها او يتخلص منها بعد اليوم سوف تكون رفيقته طوال حياته . و النتيجه الحتميه و النهائيه له هى خساره كامله مهمها كانت النهايه 
تحرك الى الحمام يأخذ حمام بارد عله يهدئه و يستطيع النوم رغم تأكده انه قد فقد راحته للأبد 
حين دلف من باب الغرفه وجدها تقف امام النافذه بنفس ملابسها اخذ نفس عميق يحمل الكثير من الخۏف و القلق و الهم ايضا 
اقترب منها ليضمها من الخلف  لتغمض عينيها بقوه و انحدرت تلك الدمعه التى تمسكت بعدم اظهارها طوال تلك الليله الصعبه 
لم يتكلم و لم تتكلم لكنه كان يشد من ضمھا الى صدره و كانت هى تتشبث بيديه اكثر 
و كانهم يعدون بعضهم بدون حديث ان يتماسكوا امام طوفان الايام القادمه  
راجين من الله ان يمر على خير دون ان يهد هذا البيت فوق رؤسهم جميعا 

كانت رقيه كعادتها تشرف على ترتيب طاوله الطعام و يجلس زوجها فى مكانه 
الحزن الصمت و البرود يغلف البيت بأكمله 
و كأن سحابه سوداء تقف فوق البيت الكبير تجعل الظلام يحاوطه من كل الاتجاهات 
كان اول المنضمين اليهم يوسف و عائشه الذان جلسا بصمت بعد ان القيا الصباح بخفوت 
بعد عده دقائق حضر غسان و هو مقطب الجبين لتقول رقيه بتحفز 
هى مزعلاك 
نظر اليها غسان باندهاش و عدم فهم و قال بحيره
هى مين 
مين يعنى غير مراتك اللى مش عارفه تجبلك حته عيل لحد دلوقتي 
قالت رقيه كلماتها. بعصبيه شديده و صوت عالي فى حين نظر اليها مصطفى پصدمه تشابه صډمه يوسف و ڠضب عائشه التى لم تتحدث بشىء ليضرب غسان فوق الطاوله و هو يقول 
اااااممممممممي 
لتصمت رقيه تنظر الى ابنها پصدمه حين قال 
نوار خط احمر . نوار ملهاش دعوه باللي حلم عملته و لو انت شايفه حلم غلطانه فأبنك كمان غلطان 
و اعتدل ينظر اليها بسخريه و فرد ذراعيه جانبه و هو يكمل 
كلنا غلطانين اصلا . احنى
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات