قصة حلم كاملة
رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة حلم) بقلم سارة مجدى كاملة
هوايته التى يفضلها و تساعده أيضا على التفكير بوضوح
بعد أكثر من نصف ساعة توقف و هو يلهث بشده . و لكن كان على وجهه إبتسامة واسعة لقد وجد الفكرة التى تخرجها مما هى فيه
غادر غرفته و توجه إلى الأسفل ليجد والدته تجلس على الأريكة الكبيرة التى تتوسط بهو البيت الكبير بهيئتها المميزة جلباب أسود مزين ببعض الخطوط العربية و بجانبها نوار التى تمسك أحد الكتب التى تفضلها تقرأ فيه بتمعن و مؤكد عائشة ذهبت إلى عملها
جلس جوار والدته التى نظرت إليه بطرف عينيها و قالت
مش كنت روحت شوفت إللى وراك يا راغب
نظر إلى أمه ببعض الخجل و قال
يا أمى مفيش حاجة مهمه و بعدين الكل خرج و راح شغله . لو حصل حاجة لحلم مين يلحقها
كانت نوار تتابع ما يحدث دون أن ترفع عيونها عن كتابها . و أبتسمت إبتسامة صغيرة لم يلحظها أحد
الله يكون فى عونها إللى شافته من وهى صغيرة مش شوية
ثم نظرت إلى نوار و قالت
قومى يا بنتى شوفى السواق خليه يوصلك علشان تجيبى الفستان إللى هتخرجى بيه مع جوزك النهارده
أغلقت نوار الكتاب و بدأت أصابعها فى مداعبة أوراقه وهى تقول
غسان أجلها يا ماما علشان خاطر حلم
أومئت رقية بنعم . و هى تتنهد بتثاقل و قالت ببعض الشرود
أنحدرت تلك الدمعة الحبيسة فى عيون نوار التى قالت
كلنا مجروحين و موجوعين و هو ولا شايف و لا حاسس
كان راغب من داخله يغلى ڠضبا مما يقوم به عمه من يوم وعى على تلك الحياة و هو يرى أفعاله المشينة . و أثرها الواضح على العائلة رغم محاولات جده و والده المستميته لتغطية تلك الأفعال حتى لا تطول العائلة سمعه سيئة
أنا هخرج بس أجيب حاجة وأرجع على طول
أومئت بنعم ليتحرك سريعا لينفذ ما فكر فيه عله يخرجها من تلك الحالة سريعا رغم يقينه من صعوبة ذلك . لكنها تبقى محاولة من أجلها و إن لم تنجح سيجد غيرها فعقله الذى لا يفكر إلا بها سوف يبتكر الكثير من الأفكار
هطلع أطمن عليها و أتصل بجنة تيجى تقعد معاها شوية يمكن حالتها تتحسن
وقفت رقيه وهى تقول ببعض الحزن
ربنا يروق بالها و يصلح الحال . و أنا هروح أشوف الغدا
و توجهت كل منهم لتقوم بما قالت . فى هذا الوقت كان راغب يبحث عن كل أنواع الشوكولاته بعد أن أحضر زهور القرنفل التى تعشقها ولفهم جميعا بشكل مميز
أنتهى و توجه مباشرة إلى البيت و ظل ينظر و يتلفت حوله . لا يريد أن يراه أحد . تكفى نظراتهم له منها المشفق و منها اللائم و منها من يخبره كم هو مسكين . و أيضا هو لا يريد أن تعلم هى أنه هو من أحضر لها تلك الأشياء يكفى أن تشعر هى ببعض الشك أنه هو . ذلك يكفيه و فقط . وضع الأغراض أمام غرفتها و طرق الباب عدة طرقات و أبتعد سريعا حين أستمع لصوت خطوات على السلم دلف إلى غرفته سريعا و لكنه ظل يراقب الوضع من خلف بابه . ليجد جنة تقترب من باب غرفة حلم وقفت تنظر إلى تلك الأغراض الموجودة أمام باب غرفة حلم ثم أنحنت تحملهم و طرقت الباب عدة طرقات و حين لم تجد إجابة فتحت الباب و دلفت
أغلق باب غرفته و توجه إلى كيس الملاكمة من جديد و بداء فى ضربه و لكن تلك المره بأبتسامة واسعة فهو يعلم الأن أن حلم سوف تبتسم و تعود إلى طبيعتها
ظلت واقفة عند الباب تنظر إليها ممدده على السرير فى وضعية الجنين أقتربت من السرير و وضعت الأغراض على طرفه أسفل قدمى حلم . و أقتربت منها و جلست بجانبها تداعب خصلات شعرها . رغم كونهم أصدقاء منذ كانوا أطفال إلا أنها لا تعلم الكثير عن حياتها . حلم قليلة الكلام . لا تتحدث عن عائلتها أو عن ما تشعر به . أو سبب تلك الحالة التى تحدث لها من وقت لآخر
ظلت تداعب خصلات شعرها السوداء و هى تقول بابتسامتها التى ترتسم دائما على وجهها ولا تغيب إلا نادرا
أنا عارفة إنك صاحية يا حلم
فتحت حلم عيونها لتظهر غابات الزيتون التى تسكن عينيها و نظرت إلى صديقتها الوحيدة التى تبتسم ببشاشة
و أعتدلت جالسة دون أن تقول أى شئ لتقترب منها جنة تقبل وجنتها و هى تقول ببعض المرح
بحب خدودك المقلبظة دى رغم إنك رفيعة و شبه خلة السنان لكن عندك خدود تتاكل أكل
لتبتسم حلم إبتسامة صغيرة . لتكمل جنة من جديد و بنفس المرح
قولى يا بنتى طريقة عمل الخدود المقلبظة عيب عليكى أحنى أصحاب
لم تتمالك حلم نفسها و بدأت تضحك بصوت عالى . لدرجة أن صوت ضحكاتها وصلت لذلك الذى يقف فى النافذة يحاول أن يطمئن عليها و حين سمع ضحكاتها أبتسم بسعادة و قفز فى مكانه يمسك ذلك العمود الحديدى و بداء يرتفع و يهبط حتي برزت عضلات ذراعيه . وحين أنتهى توجه إلى سريره و تمدد عليه براحة و هو يتنفس الصعداء و أغمض عينيه براحة و قلب مطمئن
ظلت جنة تتحدث مع حلم و تحاول إخراجها من تلك الحالة حتى يطمئن أخواتها و عائلتها بأكملها رغم عدم عرفتها بذلك السر الكبير الذى يجعل صديقتها فى تلك الحالة إلا أنها ليست فضولية و لا تدخل فيما لا يعنيها و رغم ذلك قد أخبرت حلم أكثر من مره أنها مستعدة أن تستمع إليها و كأنها تتحدث مع نفسها
توقفت حلم عن الضحك حين وقعت عيونها على تلك الحقيبة و بجوارها ورود القرنفل لتنظر إلى جنة بأندهاش و قالت
أنت إللى جايبه الحاجات دى
نظرت جنة إلى ما تشير إليه حلم و قالت بابتسامة واسعة مرحة و لطيفة
و أنا من أمتى و أنا جاية أزورك بجيب معايا حاجة . سيد عيب متقولش كده أحنا أخوات و مفيش الكلام ده بنا
لتضحك حلم من جديد لتكمل جنة
أنا لاقتهم على باب أوضتك يا هانم
لتنظر حلم إلى الأغراض من جديد . و هى تشعر من داخلها أنه هو من أحضرها . بل هى موقنه تماما أنه هو و ليس أحد غيره . لتنتبه من أفكارها على صوت صديقتها تقول من جديد
تلاقى حد من أخواتك جابهم ليكى أو غسان أو يوسف . كل العيلة أصلا بتحبك و كلهم قلقانين عليكي
أومئت حلم بنعم . فهى لم تقص على صديقتها أى شئ يخص راغب . راغب الذى يعشقها منذ كانت صغيرة هى تعلم ذلك . و الجميع يعلمه . و لكن تظل عقدتها كما هى . أنه رجل . رجل كاوالدها و إذا كان والده و أخويه عكس والدها فى كل شئ إلا أن ذلك ليس ضمان لأن يكون هو الأخر مختلف إذا كان والدها سئ الطباع فعمها رجل ندر وجوده إذا ما الذى يمنع أن يكون راغب كما والدها و يختلف عن والده و أخويه . غير كل ذلك هى لن تسلم قلبها و حياتها لرجل . لن تعيش أسيرة رجل يتحكم بها و ېقتل روحها تدريجيا . حتى تنقطع أنفاسها عن كل الحياة لن تكون مثل والدتها لن تسمح أن تنتهى حياتها كما أنتهت حياة والدتها
أغمضت عينيها بقوة تحاول تجاهل تلك الذكرى التى تحاول أن ترتسم أمام عينيها كجميع ذكريات والديها السيئة التي تخيفها أكثر و أكثر و تجعلها تبتعد عن الرجال أميال و أميال
فى غرفتها بالعيادة المشتركة بينها و بين زوجها . كانت تجلس بعد خروج تلك المړيضة التى حددت موعد سريع بسبب حالتها الحرجة و التى تنبئ بولادة مبكره لذلك قررت عائشة إرسالها إلى المستشفى و سوف تلحق بها . لكنها أعطت تعليماتها للمستشفى بعمل اللازم معها حتى وصولها
طرقات على باب غرفتها ثم دخوله المحبب مع إبتسامته المحببة إلى قلبها فمنذ كانت صغيرة وقعت فى غرام إبن عمها الشاب الهادئ الخجول . صاحب النظارات الطبية و الذى أستغنى عنها بعد إجرائه لعملية جراحية فى فترة مراهقته أعادت نظره لسابق عهده و جعلت وسامته تزداد خاصة بجمال عينيه الساحرة . لم تشعر ذات يوم أنه ينظر إليها بنظره مميزة فهو كان دائما صامت عيونه داخل أحد الكتب . وذلك كان يؤلم قلبها خاصة و هى كانت ترى مطاردة غسان لنوار فى كل مكان . و إظهار حبه لها و رغبته فى الأقتران بها طوال الوقت . و كانت نوار هى من تخجل و تختبئ منه قدر إمكانها . لكن يوسف لم يكن كذلك يوما كان دائما يتجنبها هى و أخواتها . يجلس دائما فى غرفته فى أبعد نقطة فى حديقة البيت الكبير ليكون بعيد عن لعبهم أو الأختلاط بهم الكتب العلمية هى فقط صديقته المقربة
و لكن و حين دلفت إلى نفس الكلية التى كان بها . تحول فجأة و أصبح يتقرب منها يتودد لها . يطلب توصيلها و يعلم مواعيد محاضراتها و ينتظرها حتى يعيدها إلى البيت و لم يستمر الوضع كثيرا و طلب يدها من جدها و والدها . و بالطبع هى وافقت وبشدة
أقترب منها و وقف خلف الكرسى الخاص بها و مد يديه يدلك فقرات رقبتها برفق لتغمض