الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة حلم كاملة

رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة حلم) بقلم سارة مجدى كاملة

انت في الصفحة 4 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

عيونها باسترخاء لتأثير لمساته على جسدها و روحها و كلماته تصل إليها تهدء روحها و قلبها
أعصابك مشدودة كده ليه يا عائش 
أخذت نفس عميق فكم تعشق ذلك الأسم منه تشعره محبب إلى قلبها . ولم تجيبه بشئ و هو يعلم أنها لن تجيب هو يفهمها أكثر من نفسها يعلم جيدا أنها و رغم قوتها إلا أنها تتجنب ذكر والدها بأى شكل حتى حين يحدث موقف كالذى حدث اليوم تتظاهر بكأن شئ لم يكن و تتعامل بشكل عادي  لكن يظهر ذلك على جسدها كالأن . يعلم جيدا كيف تجنب عقلها ذلك الألم . هى لا تعتبر والدها على قيد الحياة . لا تتحدث إليه و لا تتحدث عنه . كحال شقيقتيها رغم أن لكل منهم و على حسب طباعها ردت فعل مختلفة خاصة بوالدهم لكنه يتألم أكثر على حبيبة قلبة
أستمر مجهده و وشك أصفر مالك يا عائش بلاش تخوفينى عليكى . و لو على إللى
لتضع يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
يمكن تعب من الشغل أو مجهود زيادة
يعلم جيدا أنها لن تتحدث عن الأمر و هو لن يضغط عليها . لكنها أبتسمت بمشاغبة  و أكملت قائلة
يمكن محتاجة أجازة و دكتور قلبي يعملى مساج أسترخائى مميز
ليبتسم بجانب فمه و عيونه يرتسم بداخلها شقاوة الأطفال و قال بمشاغبة تشابه مشاغبتها
يا خبر أبيض ده أنا مقصر خالص . أستعدى النهارده هعملك مساج
و مد يده ېلمس ساقها من أسفل الفستان . صعودا إلى الأعلى و هو يكمل
هيريحك على الآخر . و يخليكى تسترخى و بعده مش هتقدرى تستغنى عن المساج بتاعنا خالص يا فندم
أوقفت يديه التى تداعب ساقيها و قالت ببعض الڠضب الواهن
يوسف عيب أحنا فى العيادة . أستنى لما نروح
ليضحك بصوت عالى و هو يرى تورد وجنتيها بخجل و حبيبات العرق التى نبتت على جبينها و أبعد يديه عنها و رفعها بجانب وجهه و هو يقول
أوامرك يا برنسس
ثم وقف على قدميه و هو يقول
هروح على مكتبى بقا علشان أنا سايب ثلاث حالات بره
لتقف هى الأخرى وحملت حقيبتها و هى تقول موضحة
و أنا رايحة على المستشفى فى حالة ولاده و شكلها كده الموضوع كبير و خطېر
ربت على كتفها و هو يقول بتشجيع
و أنت قدها يا قلبى . ربنا يوفقك يا حبيبتى
سارت بجانبه ليغادرا غرفة مكتبها و توجه هو إلى مكتبه و دخل له إحدى المرضى و غادرت هى . رغم إحساسها بالأرهاق و بأنها ليست بخير
جالس بداخل مكتبه فى الديوان رأسه مستريح على الكرسى و عينيه مغلقة بعد أن أنهى عمله و تأكد أن كل شئ يسير جيدا . لا يشعر بالرغبة فى العوده إلى البيت أن إحساسه بالذنب ېقتله . منذ ذلك اليوم و أنقلبت حياته رأسا على عقب . يحمل الأن فوق كتفيه ذنب كبير يعلم جيدا أنه حين يفضح سره لن يسامحه أحد و سيكون هو الخاسر الوحيد . أن نوار هى عشقه الكبير . من يوم وعى على تلك الحياة و هو يراها ملاك لديه جناحان أبيضان كبيران . دموعها القريبة و سريعة النزول . قلبها الحانى . رقتها فى التعامل معه و كأنه إبنها و ليس أكبر منها بسنوات يتذكر حين كانت صغيرة خاصة بعد مۏت والدتها و كأنها أصبحت هى والدتهم . رغم أن الفروق بينها و بين أخواتها ليست بالكبيرة معادا حلم إلا أنها و حتى تلك اللحظة هى الأم البديلة من بعد والدتهم
فتح عينيه ينظر إلى تلك الصورة الموضوعة على رف سفلى فى مكتبه خشيه من أن يراها أى من زوار الديوان . يضعها هناك حتى يراها هو فقط
أبتسم لأبتسامتها الرقيقة التى تزين ثغرها و هو يتذكر يوم تزوجها لم يتحمل أن ينتظر حتى تنهى دراستها و تعهد لها و أمام الجميع أنه سيعينها على إكمال دراستها . و أيضا سيأجلون الإنجاب حتى تنتهى . و دون أن يعلم أن الله قد قرر عنه أنه لن يكون أب أبدا
أغمض عينيه من جديد و هو يتذكر  بعد أنتهائها من دراستها بأكثر من ثلاث سنوات و قد أوقفت وسيلة تنظيم الأسرة و لم يحدث حمل . فجلست بجانبه ليضم يديها بيديه لتقول بخجل
غسان
نعم يا حبيبتى
أجابها و هو يقبل يديها المستريحة بين يديه . لتبتسم بحب و عشق
كنت عايزه أطلب منك طلب
نظر إليها بأهتمام و قال بثقه و ثبات
نوار حبيبتى تأمر و أنا أنفذ بس
لتتسع إبتسامتها الخجلة و تزداد تلك اللمعة العاشقة داخل عينيها لكنها قالت بخجل
ربنا يباركلى فيك يا غسان . و تفضل حنين كده عليا ديما
ليقترب منها أكثر و قبل جبينها بحب و قال
و يباركلى فيكى يا قلب غسان و روحه
ثم ربت على جنتها برفق و أكمل مستفهما
حبيبى كان عايز أيه بقى 
عايزه أروح لعائشة أشوف سبب تأخير الحمل
أجابته بابتسامة مرتعشة لتختفى إبتسامته تدريجيا و أبتعد عنها قليلا ثم قال
نروح يا حبيبتى .رغم أنى مش مستعجل على الموضوع ده . و كمان خاېف لما تخلفى تنشغلى عنى بولادنا و حبك ليا يقل
و عاد يقبل يديها مره أخرى ثم قال ببعض التوتر
بس ليا عندك طلب ممكن 
أومئت بنعم سريعا . ليكمل هو سريعا
هنروح لدكتورة بس بلاش عائشة . بلاش نخلى أى حد من العيلة يعرف أى حاجة عن الموضوع ده . ممكن 
لم تتفهم سبب ذلك الطلب لكنها أومئت بنعم ليربت على وجنتها من جديد بابتسامة متوتره
عاد من أفكاره ينظر إلى صورتها من جديد و هو يقول
أنا آسف يا نوار . آسف رغم أنى عارف إن إعتذارى مش هيفيد بأى حاجة بس أنا آسف
ظلتا الصديقتان يتحدثان كثيرا و يضحكان
أن جنة قادرة على إنتزاع الضحكات من أعماقها و إخراجها من قلبها بحرية و إنطلاق
وقفت جنة و هى تقول
هو أحنا هنفضل قاعدين فى الأوضة تعالى ننزل الجنينة نقعد فى الهوا
ثم جذبتها من يديها و هى تكمل بمرح
أنا مش عارفة إزاى يكون عندكم جنينة حلوة كده و تفضلي قاعدة في الأوضة يا كئيبة يا عدوة الفرحة ده لو أنا ممكن أبات فيها
لتضحك حلم بصوت عالى و سعادة حقا جنة الوحيدة التى تخرجها مما هى فيه دون أدنى مجهود منها بطبيعتها المرحة و روحها الطيبة
توجهوا إلى الحديقة الخلفية بعد أن وضعت الزهور فى إناء مميز و خبئت باقى الأغراض فى إحدى أدراجها حتى لا يراها أحد فلن تتوقف أختيها عن محاولة إقناعها بالموافقة على الأقتران براغب
جلست على الأريكة الخشبية و جلست جوارها جنة وعقصت قدميها و هى تقول
إبن عمك ده عبقرى . عامل المكان ده تقعدوا فيه براحتكم و كمان محدش يشوفكم فيه و حاجة كده قمر
نظرت إليها حلم و هى تتذكر ذلك الوقت الذى ظل راغب يعمل فى ذلك المكان المخصص لهم و لمدة أسبوع كامل بعد أن أحضر كل الأدوات الذى أراد كان يرفض أقتراب أى شخص من المكان حتى أنه وضع مظلة كبيرة حتى لا يراه أحد من النافذة . و حين أنتهى توجه إليها هى و طلب منها أن تأتى معه و حين رفضت ذهبت معها عائشة ليصدما الأثنان من جمال المكان و روعته و الخصوصية القوية به دون أن يشوه المظهر المميز للحديقة
فعلا المكان حلو أوى و بحب أقعد فيه . رغم
ولم تكمل كلماتها و هى ترفع عيونها إلى نافذة غرفته المفتوحة دائما لتنظر إليها جنة بعدم فهم و قالت
رغم أيه 
نظرت إليها حلم و أبتسمت إبتسامة صغيرة و هى تقول
بطلى فضول
لتضحك جنة بمرح و قالت بمشاغبة و هى تداعبها بحاجبيها
مبقاش جنة لو مكنتش فضولية
لتضحك حلم من جديد بصوت عالي . مر الوقت بين الصديقتان فى مرح و كانت رقيه و نوار يقفان عند باب المطبخ الخلفى يتابعان ما يحدث حتى قالت نوار
أكثر واحدة بتخرج حلم من عزلتها و الحالة النفسية السيئة إللى هى فيها
لتقول رقيه ببعض الشرود غير منتبه لكلماتها و تأثيرها على نوار
لولا أن راغب بيحب حلم و لسه شايف منها أمل كنت خطبت جنة ليه هى دى البنت إللى تفرحه و تسعده بجد
تجمعت الدموع فى عيون نوار و لم تعلق على تلك الكلمات . لكنها تحركت خطوتان حتى تصعد إلى غرفتها لتجد غسان يقف هناك ينظر إليها باعتذار عن كلمات والدته التى ضايقته رغم تفهمه لموقف أمه و خۏفها على إبنها الذى كاد يكمل عامه الثلاثين بعد عدة أيام . أكملت سيرها و وقفت أمامه و هى تقول
حمدالله على السلامة . رجعت بدرى النهارده
قبل جبينها و هو يستنشق رحيقها المميز و الذى يتغلل إلى روحه يربت على قلبه المحمل بالأثم و الذنب
أقتربت رقيه من وقفتهم و هى تقول
أطلع شوف راغب . و خليه ينزل عمك هيصحى كمان شويا و أنت عارف إللى بيحصل كل مره
نظر إلى نوار التى نظرت أرضا ثم نظر إلى والدته بلوم لتقول رقيه بهدوء بعد أن أقتربت عدة خطوات من نوار و ربتت على كتفها بحنان
يا بنتى أنتى و أخواتك البنات عندى زى بناتى و غلاوتكم من غلاوة ولادى الثلاثة أنتوا عندى ولاد دلال الله يرحمها مش ولاد أحمد
ثم أبتسمت بتشجيع و هى تكمل كلماتها
أطلعى بقى مع جوزك ساعديه علشان يغير هدومه بسرعة و صحوا راغب و أنزلوا بسرعة
غادرت نوار مع زوجها فى نفس اللحظة التى علا فيها صوت هاتف المنزل
توجهت رقيه إليه و جلست على الأريكة الكبيرة التى تجاوره و وضعت قدم فوق الأخرى و أجابت . ليصلها صوت يوسف الذى أبلغها بأنهم سيتأخرون اليوم . فلدى عائشة عملية ولاده متعثرة و هو أيضا لديه عملية قلب مفتوح لطفل لصغير
أغلقت الهاتف و هى تدعوا لهم و لأولادها جميعا بصلاح الحال و الرزق الحلال و الذرية الصالحة
كان بركات يجلس فى غرفته يفكر بهم . ماذا فعل بحياته حتى يكون له ولد كأحمد بكل ما يقوم به من أعمال مشينة و سيئة . بماذا أذنب و بماذا أخطئ معه . و كيف يكون أخطئ و ما قام به معه قام به مع أخيه الأكبر . و ها هو مصطفى إبن يفتخر به و أب جيد و زوج رائع و رجل أعمال مميز
بماذا أخطئ حتى ېقتل ولده زوجته . ويجعل فتياته يخجلن من كونه والدهم .

انت في الصفحة 4 من 25 صفحات