قصة حلم كاملة
رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة حلم) بقلم سارة مجدى كاملة
. و أرجع ألوم نفسي
أعتدل ينظر إليها من جديد و قال
خليني أحاول للآخر يا أمي
أنا فاهمة كل إللى أنت بتقوله يا أبني بس أنا أم و عايزة أطمن عليك
قالتها رقيه ببعض الأستسلام
ثم قالت
بس أنا عايزة أقولك أن مفيش أمل من حلم و أنت بتجري ورا السراب و مصدق أنه حقيقة
ثم وقفت لتغادر الغرفة و كان ينظر إليها حتى وقفت عند باب الغرفة و نظرت إليه و بقلب أم قالت
عاد من أفكاره ينظر إلى والدته و لفت نظره أن نوار تجلس على إحدى الكراسي تبكى
فنظر إلى أمه باستفهام لترفع كتفيها بلا فائدة
يقف أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى تلك الأرض الواسعة أمامه بأشجارها العالية الكثيفة و اللون الأخضر المنتشر فى كل مكان ينظر إلى ذلك الظلام الذى بداء ينتشر فى كل مكان كذلك الظلام الموجود داخل قلبه
خير التحاليل كويسة مش كده
تركت الطبيبة الأوراق من يديها و نظرت إليه بوجه غير مفسر ثم قالت
تحاليل مدام نوار كلها سليمة و مفيهاش أى مشكلة
أبتسم و هو يقول بسعادة
الحمد لله . الحمد لله طيب و التحاليل بتاعتي
صمتت الطبيبة قليلا ليشعر أن هناك شىء ما . قطب بين حاجبيه و هو يسأل من جديد
أخذت نفس عميق ثم عدلت من حجابها و قالت بأسف
شوف يا أستاذ غسان حضرتك عندك تشوه فى الحيوانات المنوية . كمان عددهم أقل من المعدل الطبيعي بكتير جدا . أنا آسفه بس حضرتك متقدرش تخلف
ظل ينظر إليها دون أستيعاب . ينظر إليها و كأنه ينتظر أن تتحدث و كأنه لم يستمع إلى حديثها التي قالته منذ قليل . رمش عدة مرات ثم قال
ثم قال بحماس
مفيش مشكلة مستعد أخد أى دوا أو لو حتى محتاج عملية كمان معنديش مشكلة
هزت الطبيبة رأسها بلا ثم قالت موضحة بأسف
للأسف يا أستاذ غسان . مفيش علاج ينفع مع حضرتك النسبه إللى موجودة قدامى أقل بكتير . بكتير جدا على إننا نشتغل عليها علشان تزيد
صمتت لثواني ثم قالت من جديد موضحة بشكل أكبر
وقف على قدميه و هو يقول
لأ . لأ مش هيحصل أبدا . مقدرش أخسرها مقدرش
نظر حوله ليكتشف أنه قد أبتعد كثيرا عن عيادة الطبيبة و عن المكان الذى ترك فيه سيارته . أوقف سيارة أجرة حتى تعيده إلى سيارته و عقله يرتب الأفكار . ماذا سيقول لها . هل يخبرها أن العيب منها و أنه سوف يبقي عليها معه لأنه يحبها . أم يخبرها أن لا مشاكل صحية لديهم و إن الأمر متروك للوقت و إيرادة الله
عاد من أفكاره على إحساسه بتلك الدمعات الساخنة التى تسيل فوق وجنتيه ليشهق بصوت عالي و هو ينظر إلى السرير الذي يجمعهم يوميا . و اليوم خالي منها . ينظر إلى مأذرها المعلق الذى يحمل رائحتها المميزة توجه إليه و أخذه يضمه إلى صدره بقوة و شوق و توجه إلى السرير تمدد عليه و المأذر بين ذراعيه يضمه كأنه يضمها و يشم رائحتها و همس قبل أن يغرق فى النوم
أنا آسف يا نوار . آسف . آسف
جالسه فى منتصف سريرها ممدده قدميها أمامها سارحة غير واعية بنظراته التى تتفحصها بقلق
يعلم جيدا أن عقلها سارح فى كل ما حدث مع أختها الصغيرة
و كيف سقطت أرضا من على درجات السلم دون أن يرف جفن لوالدها الذى شاهد سقوطها بكل ډم بارد
أخذ نفس عميق و هو يقترب منها برفق و جلس أمامها لتنتبه له حين بدء فى تدليك قدميها بطريقة إحترافية و مميزة و هو يقول بحب
أنا بحب أنفذ و عدي لكن من الواضح كده أنت اللى عايزه تهربي
لم تستطع الإبتسامه على كلماته لكن سقطت تلك الدمعة الحبيسة داخل عينيها من وقت غادرت المستشفى ترك قدميها و أقترب منها يضمها إلى صدره بحنان و قال بهدوء
عارف إن كل إللى حصل صعب على أى حد يستوعبه و يفهمه . بس أيه الجديد فى تصرفات عمي هو عمره ما فكر فى حد و لا شغل باله بحد المفروض يا حبيبتي بدل ما تفكرى فى إللى حصل و تزعلي تفكري إزاى نقف جمب حلم و نخرجها من دايرة الماضي و كل الأحداث الصعبة إللى حصلت إزاى نقدر نخليها تعيش حياتها
صمت لعدة ثواني ثم قال بصوت هادىء تغلغل إلى عقلها و روحها و وصل إلى قلبها
إحنا كلنا محتاجين ننسى عمى أحمد و ننسى تصرفاته و وجوده . أحنا محتاجين نقفل بيبان الماضي علشان نعرف نعيش الحاضر و نرتب لمستقبلنا
رفعت عيونها إليه التى تحمل حزن ينحر قلبه دون رحمه ليبتسم لها بحنان و كأنه أب ينظر بحنان كبير إلى طفلته الصغيرة الحزينة على فقدان دميتها المفضلة
يعدها أن يأتي لها بأفضل منها . يمسك بيديها يضمها إلى صدره بحركة حماية و دعم لتضع رأسها من جديد على كتفه و أغمضت عينيها و هى تهمس ببعض الكلمات الذى لم يتبين منها سوى
الماضي لعڼة هيطولنا كلنا
شعر بأنقباض بقلبه و كأنه لا يستطيع التنفس و لا يجد هواء حوله يتسطيع تنفسه
فى صباح اليوم التالي دلفت الطبية النفسية إلى غرفة حلم التى تجلس صامته تماما تنظر إلى النافذة الكبيرة تتابع تلك السحب البيضاء الكبيرة التى تملىء السماء و تخبىء خلفها زرقة السماء و صفائها غير شاعره بمن معها فى الغرفة و لا بدخول الطبيبة
جلست الطبيبة أمامها لعدة دقائق صامته لم تنظر لها حلم و لا يبدوا على وجهها أنها تعلم بوجودها من الأساس
قالت الطبيبة بصوت هادىء
إزيك النهاردة يا حلم
لم تتحرك حلم و لم يظهر على وجهها إلا معالم تدل على أنها سمعتها و قبل أن تعيد الطبيبة كلماتها نظرت لها حلم و قالت
كويسة
طيب الحمد لله . تسمحيلي نتكلم شوية مع بعض
قالت الطبيبة كلماتها بابتسامة بشوشه مريحة إلى النفس لتبتسم حلم إبتسامة حزينة صغيرة و قالت
اه ممكن . و هو فيه فى أيدى حاجة تانية غير الكلام
أعتدلت فى جلستها و قربت وجهها من الطبيبة و هى تقول
أنا مش محتاجة أتكلم علشان أنسى الماضي . أنا الماضي عايش الحاضر . و عمره ما ماټ و لا خلص . نقدر نتكلم و أقولك على كل إللى بحس بيه و إللى بفكر فيه . بس لا أنت و لا أخواتي و لا أى حد قادر يشيل الكره إللى جوه قلبي لأب عمره ما حبني . عمره مكان راجل حقيقي لأمى أو لأخواتي أو ليا . عمره مكان مصدر أمان طول عمره هو الشىء الوحيد السىء فى حياتي العلامة السودة إللى شوهت صورة الحياة فى عيوني
أبتسمت بسخرية و هى تكمل
أمحى الماضي . رجعى أمى . غيري أبويا وقتها أنا هخف زى ما أنتوا عايزين
كانت الطبيبة تستمع إليها بصمت عيونها ثابتة على تعبير وجه حلم الذى يرتسم عليه التقزز وقت ذكر والدها و ترتسم ضحكه لطيفة حين تذكر والدتها . و ظلام حالك داخل عينيها حين تتحدث عن المستقبل و الحياة . أنها حالة صعبة و تصل إلى حد أنها ميؤس منها طالما هى ترفض العلاج
ظل الأثنان ينظران إلى بعضهم بصمت حتى عادت حلم تنظر إلى السماء من جديد عبر شباك غرفتها لتقف الطبيبة و توجهت إلى الباب و قبل أن تفتحه نظرت إلى حلم و قالت
محدش فينا بيختار أبوه و أمه و أخواته بس الإنسان فى إيده يختار حياته . يغيرها و يبدلها زى ما هو عايز و يحقق رغباته كلها . الحياة مره واحده بس يا حلم و لازم تتعاش . بلاش تبقي ضعيفة كسرى قيود روحك و شوفي راحتك فين و أرتاحي
لم تنظر إليها و لم تحرك ساكنا لتفتح الطبيبة الباب و غادرت لتنظر حلم إلى الباب و أنحدرت تلك الدمعة ثم عادت بنظرها إلى السماء و هى