رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة قدر) بقلم سارة مجدى كاملة
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
فى إحدى القرى البعيده عن التمدن و التقدم عائلة كبيرة هى أكبر عائلة فى تلك البلدة و هى ما تملك الأرض و تملك المال و لكنها لا تختلف عن باقى أهل البلدة فى تفكيرها . البنت عار كبير لابد أن لا تخرج من المنزل ليس لها الحق فى أى شئ لا تذهب إلى المدرسة لا يحق لها العمل و لا يحق لها إختيار الزوج التى ستكمل معه باقى حياتها التعسه لا يوجد لها أهمية سوا داخل المنزل . خادمة تحمل لقب زوجة و أم و إبنه لكن فى النهاية هى مجرد خادمة
وقفت تلهث أمام جدها الحج رضوان الزينى كبير العائلة . الحاكم و الآمر الناهى فى كل ما يخص العائلة . وأيضا فى كل ما يخص بلدتهم
نعم يا جدى . أأمر
لينظر إليها پغضب شديد و هو يقول
كنت فى المطبخ . هكون فين يعنى .
قالتها بصوت يرتعش خوفا . ليقول هو بأستفهام غامض بعد أن أرسل إليها نظرة صارمه
جهزتى كل حاجه زى ما أمرتك
أومئت رأسها عدة مرات و هى تعد على يديها ما قامت به من أعمال .
نظفت الأوضة و هويتها . وعملت كل الأكل إللي قولت ليا عليه . كمان بعت عم عبد الصمد يقول لكل كبرات البلد على غدا النهاردة
حلقة جديدة من حلقات عڈابها و ألمها . أصلان الذى يبغضها منذ كانت صغيره من حاول ذات يوم أن يكتم أنفاسها و ډفنها تحت إحدى شجرات الحديقة هى تعلم أن فى ذلك الوقت كان صغيرا و لكنها لم و لن تنسى كلماتها
أنا بكرهك . أنا مش عايزك تعيشى معانا فى البيت . أنت عار
كلمات سمعتها من قبل و لكن على لسان جدها . و من وقتها لم تشعر يوما أنها فى بيتها . لم تشعر بالسعادة يوما . أو الأمان و فى كل مره تقف فيها بين يد الله تدعوه أن يرحمها مما هى فيه و لكن من الواضح أن لحياتها سبب حتى لو كان العڈاب يغلفها و لله الأمر من قبل و من بعد
مر الوقت و قد أنتهت من كل شيء و الرجال تتوافد الأن كما العادة فى المواقف المشابهه و حضرت أيضا بعض الفتيات لتساعدها فى تقديم الطعام فهي بمفردها لا تستطيع تلبيه كافة الطلابات على كل تلك الطاولات . أخذت نفس عميق و هى تحاول تجنب عقلها التفكير فى كرهها لأصلان و أمنيتها الكبيرة فى وضع سم الفئران له بدل من الملح أو السكر . لكنها تخاف الله . و تعلم جيدا أنه لن يضيعها . لن يظلمها . فرب الخير لا يأتى إلا بالخير
فى تلك اللحظه علت أصوات السيارات و هتاف الرجال يعلمها أن سجانها الجديد قد وصل . يخبرها أن هناك قيد جديد ألتف حول عنقها . و قيود جديدة تلتف حول قدميها و معصميها . و كم تشعر به ېخنقها . و يمنع وصول الهواء إلى صدرها . خرجت من أفكارها على صوت إحدى الفتيات و هى تقول
أبن عمك جمر يا جدر
نظرت إليها قدر بأبتسامة جانبية ساخرة و قالت
اااه قمر . قمر قاټل سجان وسيم . شبه حراس المقاپر الفرعونية
أعتدلت فى وقفتها و قالت بصوت واضح و قوى
شهلوا يا بنات . وجب وقت الغدا
و خلال ثلاث ساعات لم تتوقف أى منهم عن العمل من وضع الطعام ثم جمع الأطباق الفارغة و غسلهم و وضع أطباق الحلوى و الفاكهة و المشروبات الباردة و الساخنة . عشر فتيات يقومن بعمل مئة رجل . الرجال الذين يجلسون بالخارج دون شعور ولو بالشفقه على هؤلاء الفتيات . على أقدامهم التى لم ترتاح لدقيقه . و أيديهم و ظهورهم . على معدتهم التى لم تتناول الطعام حتى الأن
و لكن من يسمع . و من يرى . من يشعر و القلوب تحجرت
بدء الرجال فى الرحيل و فى نفس الوقت بدأت الفتايات فى التنظيف توجه أصلان إلى غرفته و أكملت قدر تنظيف المطبخ و القاعة الكبيرة و الحديقة . و ستترك باقى عمل المطبخ للغد بعد ما رحلت الفتيات
كانت تفكر . أنه لم يهتم أن ينظر إلى وجهها . هو لم يهتم أن يسأل عنها . لا تعلم كيف لجدها أن يأمر بزواجها من أصلان . الذى لا يكره أحد فى الكون كما يكرهها . و لا تبغض هى إنسان على وجه الأرض كما تبغضة حتى والدها الذى تركها عالقه فى كل ذلك الألم بمفردها دون أن يهتم لم تكرهه يوما . لأنها لو أستطاعت أن تفعل مثله لفعلت
توجهت إلى غرفتها تريد بعض الراحة . و لكن هل وجود أصلان في البيت سيجعل الراحة إحدى أختياراتها . حين مرت من أمام غرفته متوجهه إلى غرفتها الصغيرة فتح الباب و طل منه بطوله الفارع و جسده الضخم أثر ممارسته الرياضة و ملامحه الخشنة التي رغم وسامتها إلا أنها تبغضها و تذكرها بذلك اليوم الذى وضع يديه حول عنقها و حاول قټلها و تلك الإبتسامة المستهينة و قت قرر أن يمنعها من إكمال دراستها . كان مازال بملابسة كاملة . و نفس النظرة المستهينة الكريهة و زاد كل ذلك حين سمعت صوته البغيض المليئ بالتعالى و الكبر
كنتي فين كل ده . المفروض أفضل مستنيكى قد أيه
ظلت تنظر إليه بصمت ثم قالت باندهاش و خوف أعتادت عليه
مستنينى ليه
علشان تقلعيني
قالها ببرود و غرور و تعالي . و بأمر و كأن ما يقوله شيء عادى . تراجعت خطوتان للخلف ليقول بأبتسامة أستخفاف
الجزمة مخك راح فين و لا صحيح هتجيبى المخ ده منين
و تركها على وقفتها وعاد إلى الغرفة . جلس فوق ذلك الكرسى الكبير ينظر أمامه و كأنه الحاكم بأمره أو سلطان عظيم و الجميع أسفل قدميه .
كان عقلها يحاول ترجمة ما حدث الأن لكنها لم تستطع إيجاد تفسير واحد غير أنها مجرد جارية . خلقت فتاة لتكون جارية لأبن عمها المغرور . أغمضت عينيها و بدأت فى أخذ عدة أنفاس علها لا تبكى أمامه لتنتفض على صوته و هو يقول من جديد
هفضل مستني كتير
لتفتح عيونها . و تدلف إليه بأقدام متراخيه . تتمنى لو ټموت الأن . أن يرحمها الله من كل ذلك . لكن من الواضح أن هناك حكمه ما من بقائها فى هذا العڈاب القاټل
حين وصلت إليه و وقفت أمامه مد ساقه كأشارة لها أن تقوم بما قاله
نظرت إلى حذائه . ثم إلى وجهه و أنحنت دون أن تحنى رأسها . أمسكت حذائه تخلعه من قدمه و عيونها ثابته فى عينيه دون إنكسار . و رغم أن قلبها يبكى و هو متحطم من إحساسه بالذل و الهوان إلا أن عيونها قوية و هذا أكثر ما يبغضه فيها أنها مهما حاول كسرها تظل قوية ثابتة
أنتهت مما أمر به و وقفت و عيونها لم تغادر عينيه ليقول ببرود
خدامة ممتازة . بتعملى شغلك بدقة و أنت مش شيفاه . برافو
ثم وقف ينظر إليها بتحدى و