الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

عن خطۏرة حرارة الجو الكل يستمع دون اهتمام فهذا هو حال الإعلام يبالغ ويغالى بكل الصغيرات .
نوبة حرارة ولا شئ خطېر . هكذا يظن اغلب الناس .
كان والده قد عاد للتو من عمله لتخبره زوجته أن إسطوانة الغاز قد فرغت تماما وهى لم تنه إعداد الطعام . حمل الأب الإسطوانة الفارغة ليعود بعد نصف ساعة يتصبب عرقا بأخرى ممتلئة يرفعها فوق كتفه وقد وضع أسفلها حاجز كرتونى فهى شديدة السخونة ولم يتحمل حملها دون حائل . 
أسرع للمطبخ الضيق ليضعها بمكانها المخصص اوصلها بخرطوم الموقد واشعل الڼار ثم ترك زوجته لتعد الغداء .
جلس بتلك الردهة متوسطة المساحة هو وأبناءه الثلاث يتبادل معهم الحديث للإطمئنان على شؤونهم .
مر بعض الوقت وفى لحظة دوى إڼفجار هائل لتتحول الشقة فى لحظات لقطعة من جهنم . 
تراجع رامى خطوات من شدة الألم 
لم يشعر بالوقت بعد ذلك 
افاق ليجد نفسه ممددا فوق فراش معدنى وجسمه يختفى تحت الأربطة الطبية وساقه اليسرى معلقة فقد كسرت نتيجة لسقوطه .
أغمض عينيه ليرى صورة والدته خارج المطبخ لتسقط أمامه بلا حراك ثم صورة والده وشقيقيه وهم يتخبطون من شدة الألم . لقد رأى جسد أخيه الأكبر يسكن في لحظات بينما اندفع هو تاركا والده وشقيقه الأصغر
أخبروه بالمشفى أنه فى غيبوبة منذ عشرة أيام . وكم كانت غيبوبته تلك رحيمة به . فقد تخطى أثناءها الكثير من الألم فوق طاقة البشر . 
كان رامى فى ذلك الوقت قد أنهى اختبارات الشهادة الإعدادية وينتظر ظهور نتيجته ليدخل بعض السرور على أسرته التى أبلغوه أنه فقد جميع أفرادها .
بعد تمام شفاءه وهذه التشوهات التى اصابته غادر المشفى الحكومى الذى خضع للعلاج فيه .
لېهدد بإعاقة مدى الحياة لكن الطبيب أخبره ببرود
لكن من أين له بالمال !!! 
عاش فترة علاجه على مساعدات أهل الحى . لقد عاش عمره فى كنف والده الراحل بكرامة كان فقيرا لكنه عفيف النفس لم يشعر بالاحتياج مطلقا . وها هو اليوم يحيا على المساعدات . ياله من ألم ېمزق قلبه ويجرح كبرياءه ويطيح بكرامته.
ظهرت نتيجة الشهادة الاعدادية وقد نجح رامى بتفوق كعادته لكنه صغير السن بعد ولا يمكنه نقل أوراقه للمدرسة الثانوية دون ولى أمر ونظرا لۏفاة والده فقد حصل عمه على ولاية أمره .
غادر المشفى رأسا لمنزل عمه ليرى صورته المشوهة بأعين المارة هذا ينظر له بشفقة وهذا يرمقه بتقزز البعض يبتعد عن خطواته والأطفال يفزعون لمجرد النظر إليه .
اخيرا وصل منزل عمه ليختبأ من تلك الأعين التى تلاحقه وليته لم يصل .
قابله عمه بتحفظ وتهرب ابن عمه من لقاءه دقائق وطلبت زوجة عمه أن تتحدث إليه .
منزل عمه لا يختلف عن منزلهم كثيرا نفس المساحة والبساطة لذا يمكنه بسهولة أن يستمع للحديث بالغرفة الأخرى خاصة مع حرص زوجة عمه على رفع صوتها .
زوجة عمه اوعى تفكر إنك تقعده عندى . أنا خاېفة منه .وابنك لايمكن يرضى ينام معاه .
العم يعنى اعمل ايه ارميه فى الشارع ما ماتوا كلهم الله يرحمهم .
زوجة عمه اعمل اللى تعمله بس خرج ابن اخوك من بيتى .ده مشوه 
وكأنه بحاجة للمزيد من الالم وكأنه اختار ما حدث له !!! 
ليته فارق الحياة مثل باقى أسرته .
عاد العم ليطلب منه رامى أن يحول أوراقه للمدرسة الثانوية بصفته ولى أمره ثم استئذن وغادر لم يحاول عمه أن يمنعه من المغادرة فقط

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات