الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وضع يده بجيبه ليخرج عدة أوراق مالية رفضها رامى بشدة وغادر مسرعا .
لم يكن يعلم وقتها إلى أين سيتجه أو ماذا سيفعل لكنه لن يستطيع أن يظل ببيت عمه لحظة واحدة .
فقد تكون الحيوانات الضالة بالشارع ارحم من زوجة عمه تلك ومن عمه الذى لم يقدم له جرعة ماء فقط أراد خروجه من منزله 
الحلقة الثالثة
غادر منزل عمه بلا هدى ولا مال ولا طعام ولا كلمة طيبة .
سار يخفض رأسه ليتلافى نظرات المارة ورأسه تضج بالافكار أين سيذهب وكيف سيعيش 
لقد لفظه منزل عمه فهل يقبل به الغرباء 
أوقفته لافتة على أحد المتاجر تطلب عامل نظر لها بتردد لكن ليس لديه ما يخسره .
دفع الباب ودخل ليقابله فتى يكبره بعدة أعوام نظر له بتقزز أى خدمة 
تفحصه جيدا لكن رامى لم يهتم وقال بتردد عاوز اشتغل 
نظر له الفتى پصدمة لقد ظنه سيطلب مساعدة مالية تجاوز صډمته ليقول بلا رحمة تشتغل !!! انت مش شايف شكلك يابنى ده محل أكل عيش تقابل الزباين بوشك ده ازاى 
أخرج مبلغا ماليا ليحاول أن يضعه بكفه انتفض رامى مبتعدا وهو يصيح أنا مش شحات .
وتوجه للخارج بخطوات مهزوزة عرجاء ليستوقفه صوت انثوى استنى .
توقف رامى بينما نظرت هى للفتى الآخر بحدة ثم قالت تعالى عاوز تشتغل 
الټفت لها بحماس لتقول ادخل المخزن نضفه كويس ورص البضاعة المرمية على الأرض على الرفوف . تنفعك الشغلانة دى 
هز رامى رأسه بحماس تنفع طبعا .
لم ينظر لها لكنها تساءلت شكلك صغير طبعا مش معاك بطاقة .
هز رأسه بأسف لتتنهد يبقى مقدرش اشغلك شغل دايم لكن ممكن تيجى مرة في الأسبوع تنضف المخزن هاديك كل مرة خمسين جنية .
ابتسم رامى فهذا برأيه كرما بالغا منها اشارت له بإتجاه المخزن ليدخل إليه فورا عمل بجد ولم يكن صعبا عليه أن يستمع لهمساتها اللائمة التى توبخ بها عاملها فظ القلب . 
أنهى رامى عمله لتستحسنه فورا فقد اجاده بالفعل أعطته ماله ليغادر بسعادة متوجها من فوره لأحد المتاجر الذى يبيع الملابس المستعملة .
شعر بجوع شديد فهو لم يأكل منذ الأمس حيث اخر وجبة قدمت له بالمشفى توجه إلى أحد عربات الأطعمة بالشارع ليطلب وجبة ويغادر فورا . 
جلس بأحد الأركان اسفل كوبرى للمشاة وتناول الطعام بصمت ودموع لم يتحكم بها اتخذت مجراها على وجهه رغما عنه .
اكمل سيره بعد تناول الطعام وحين أنهكه التعب تكوم على نفسه تحت أحد الكبارى واستسلم للنوم ليكون تشوه وجهه هو درعه الحامى من المتطفلين والمعتدين .
ظل أياما على ذلك الحال يتناول ابخث الأطعمة ليحافظ على ما تبقى من جنيهات حتى موعد تنظيف المخزن لتلك الكريمة التى منحته عملا .
توقفت خطواته رغما عنه أمام أحد متاجر الخضر والفاكهة لقد بلغ منه الجوع مبلغه وهو يتناول وجبة واحدة يوميا . 
غالب نفسه وهم بالمغادرة ليستوقفه ذلك البائع الذى يرتدى جلبابا واسعا استنى يا ولدى .
توقف رامى ينظر أرضا  ليقبل الرجل يحمل كيسا جمع به بعض الفاكهة وبكفه الآخر مبلغا ماليا .
شعر رامى بيد الرجل تدخل جيبه لينتفض مبتعدا أنا مش شحات يا عم .
قالها رامى بنبرة مټألمة ليقول الرجل ماجصديش يا ولدى .
هم بالمغادرة ليمسكه الرجل تعا بس يا ولدى ماتبجاش حمجى إكدة .
انصاع له رامى ليجلسه فوق أحد المقاعد ويقدم له كيس الفاكهة مرة أخرى نظر له رامى بحدة قلت لك أنا مش شحات

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات