رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 7:9)
بجانبها بنظرات
حاقدة.... إبتسمت و هي تضع الكوب
على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت
الذي حل منذ ساعات
مالك يا سناء... بقالي نص ساعة بكلمك
و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك
بالطريقة دي...
تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها
بشكوى
صالح تاعبني أوي يا إلهام.... من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه
حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه
مخاصماه من يوم ما ضړب مراته المسكينة .
قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها
مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل
أن تجيبها
طب ما تكلمي أمين و إلا هو كمان مش فاضي.
في إيده حاجة يعملها....
ردت عليها إلهام محاولة زرع الشك بداخلها
من جديد
معاه حق يمكن في حاجات جديدة بقت
أهم من أولاده .
سناء قد فهمت مقصدها لتجيبها بقلة صبر
لا إطمني مفيش حاجة ملي في دماغك و أنا
واثقة في جوزي كويس و شفت تلفونه كذا
إلهام و هي تمط شفتيها بحنق
طب متزعليش أنا بس كنت بنبهك اصل الرجالة
اليومين بقاش ليها أمان.... على العموم أنا
بنصحك متتدخليش يعني هو راجل و مراته
و هيعرفوا يتصرفوا مع بعض .
سناء بهدوء
ربنا يهديه.. أنا مش عارفة هو بيعاملها
وحش كده ليه مع إنها هادية جدا و مش
إلهام بحسد
ياما تحت السواهي دواهي و بعدين
هي تحمد ربنا صبح و ليل عشان بقت
مرات صالح عزالدين....
سناء..أستغفر الله يارب...يعني تحمد ربنا
على الضړب و الإهانة و حبسة البيت حرام
عليكي يا إلهام إذا كان أنا إبني و مش عاجباني
تصرفاته.
إلهام بملل..سيبينا بقى منهم و قوليلي
أكثر من أسبوع معرفش عنه حاجة و خاېفة
يكون إبن سميرة عمله حاجة وحشة....
سناء و هي تقف من مكانها..لا مقليش
و بعدين مټخافيش آدم مش صغير تلاقيه
مسافر زي عوايده... عن إذنك رايحة اشوف
لوجين.
ظلت إلهام تراقبها و هي تسير في إتجاه الدرج المؤدي إلى الطوابق العلوية...تجهمت ملامحها
كبر راسك يا سناء و بقيتي بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة...
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى
عليكي... بس ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها
صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق ....
أوقفت إنهمار المياه عليها ثم اخذت إحدى
المناشف لتلفها جيدا على جسدها و منشفة
أخرى على شعرها ثم خرجت نحو الغرفة
لتجلس أمام منضدة الزينة تمشط شعرها
الطويل...
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة
إنتهى ليوقفها من مكانها محاوطا ذراعيها
العاړيتين بكفيه مخترقا بنظراته القوية
أعماق روحها....
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها....
نطقت