الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 10:12)

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وجهها
البريئ الذي يشبه خاصة الأطفال...لتسقط 
حصون فريد في تلك اللحظة بعد أن ظل 
متشبثا بصموده فترة طويلة...ليقترب منها 
ضاما جسدها الصغير نحوه بكل قوته متمتما
بكلمات الاستغفار فهو في قرارة نفسه يعلم 
انه مخطئ في قراره....و غير مقتنع بما يتفوه
به بل يعتبر حراما و ضړبا من الجنون لكن ماباليد
حيلة فما مر به لم يكن سهلا بل سبب له عقدة
نفسية لم يستطع تجاوزها حتى بعد عدة 
جلسات من العلاج عند أحد الأطباء النفسيين 
الذين لجأ إليهم بسبب تلك الكوابيس التي 
لازمته طويلا في نومه و صحوه أيضا...ليال
طويلة و هو يعاني من عڈاب الضمير و الندم 
يلوم نفسه على مۏت ليلى فلو أنه منعها من 
الحمل وإنجاب لجين لما فقدها و هاهو من 
جديد يوضع في نفس الخيار و شعور العجز
يقيده مرة أخرى....أخطأ مرة و من المستحيل 
أن يكرر ذلك الآن. 
توقفت أروى عن البكاء بعد أن احست بهدوءه 
ظنا منها انه قد إقتنع بما قالته له و أن كل ما 
يشعر به ليس سوى ردة فعل بسبب تفاجئه 
بخبر حملها الذي لم يكن متوقعا...لكن فرحتها 
لم تدم طويلا عندما سحبتها يديه إلى الخلف 
بعيدا عنه محدثا إياها بما صدمها..
لو عاوزة تحتفظي بيه إنت حرة...بس ساعتها
كل واحد فينا يروح لحاله . 
شهقة تسللت من حنجرتها بينما عيناها الدامعتان 
تتابعان بعجز و ألم و ضياع خطواته التي قادته نحو 
سريره ليجذب الغطاء فوقه و يتدثر إستعدادا للنوم... 
أروى الشقية ذات الروح المرحة التي لا تنفك
تضحك و تلقي الطرائف طوال اليوم تشعر في 
خذه اللحظة بحزن العالم يغمرها  قد تضنون 
انها تبالغ و لكن وحدها من تعرف شخصية زوجها
فريد فكما أخبرتكم سابقا أبناء عزالدين مجانين 
في حبهم و في كرههم أيضا... 
مرت ساعات و إنتصف الليل و أروى لاتزال كما هي تجلس في الشرفة متدثرة بغطاء خفيف على كتفيها 
لم يقيها من برد شهر يناير الذي جمد أطرافها
حتى أنها لم تعد تشعر بها...وجهها الذي تجمد 
و عيناها اللتين جفتا من الدموع كانت لاتزال 
تنتظر متى ستصحو من هذا الکابوس المزعج 
فجأة تغيرت حياتها و إنقلبت مائة و ثمانون 
درجة كيف إستطاع ذلك الرجل الذي بكى
بين أحضانها كطفل صغير بعد أن نامت ليلة بعيدة عنه أن يكون بهذه القسۏة...أين ستذهب إذا 
قررت الاحتفاظ بجنينها فعلاقتها بعائلتها 
شبه منقطعة منذ زواجها و والدتها لن تقبل 
عودتها مجددا كم كانت غبية و ساذجة عندما 
صدقت أن سماء حياتها ستصفو اخيرا و غيوم 
الحزن ستنجلي كما يحصل دائما في نهاية الروايات 
التي كانت تقرأها... تبا لتلك الروايات التي 
أفسدت عقولنا و اذابت ارواحنا و غالطت 
أفكارنا و حولت مسارها نحو تلك الأكاذيب 
التي اقنعتنا بها...لا وجود لسعادة دائمة 
و يبدو أن ايام هناءها قد إنتهت هنا...في تلك اللحظات كان فريد هو الاخر مستيقظا
لم يغمض له جفن منتظرا دخولها منذ ساعات 
الغرفة إمتلأت بدخان السچائر التي كان يستنشقها
دون توقف من شدة توتره و عيناه مثبتتان على 
باب الشرفة المغلق.... 
دهس باقي السېجارة بنفاذ صبر في المنفضة 
الزجاجية  ناقلا بصره 
نحو الجهة الفارغة بجانبه من الفراش...متخيلا
مضى شهر أو شهرين بدونها ليجد نفسه ينتفض
بړعب و رفض  من مجرد تخيل تلك الفكرة المريعة
ضحك بداخله على نفسه باستهزاء متساءلا 
من أين أتته القوة عندما خيرها بينه و بين 
الاحتفاظ بالطفل...
أبعد الغطاء عنه و هو يلعن نفسه و يشتم 
كبرياءه بسبب هذه المهزلة التي أحدثها 
من لاشيئ في لحظة ڠضب  ليندفع حافيا نحو 
الشرفة مقررا أنه  لن يدع طفلا تافها يفسد علاقته 
بزوجته نعم هو يعترف أنه يحتاجها أكثر مما 
تفعل هي و من المستحيل أن يتركها تهجره
حتى لو أضطر للتخلص منه دون علمها ...ركع على ركبتيه أمامها باسطا يديه 
على كفيها المتجمدتين...و ماذا كان 
يتوقع ان تكون حالتها في هذا الجو المثلج 
أن تكون دافئة مثلا 
رق قلبه عندما شعر بارتجاف جسدها بأكمله 
ليجد نفسه يبتسم  تلقائيا على مظهرها القابل
للأكل في هذه اللحظة بوجهها المحمر و رموشها الطويلة الغارقة بدموعها التي وصلت أطرافها أعلى وجنتيها المنتفختين كخاصة لجين...بدت 
شبيهة بالأطفال الصغار و هي في غاية اللطافة 
ليعترف للمرة الالف في سره بأن فريد عزالدين روحه متعلقة بهذه الطفلة..... 
تحدث بهدوء و هو لايزال يتفرس ملامحها 
الجامدة..
الجو سقعة و كده هتمرضي... إنت بقالك 
ساعات قاعدة هنا . 
لم تجبه بل تتحرك حتى و كأنه غير موجود 
بل كانت لإنزال غارقة في هواجسها فعقلها مازال يسترجع كلماته مرارا و تكرارا دون توقف... 
و كأنه يذكرها كيف تخلى عنها بكل سهولة 
و بدون أن يرف له جفن لدرجة أنها بدأت
تشك من أنه كان ينتظر سببا ليتخلص منها
و يخرجها من حياته..و حكاية خوفه عليها 
ليس سوى حجة تافهة إعتمدها لتحقيق 
غايته...ألم يكن قاسېا عليها و هو يخيرها 
بين بقاءها معه و بين طفلها الذي لم يرى
النور بعد  و قتل فرحتها به  إذن فليتحمل النتائج إذن..لن ترحمه 
و سوف تأول كل كلامه و ظنونه إلى الأسوأ معه 
حق و لن تلومه فهو قد 
تعود على أروى المرحة المسامحة التي لم 
تغضب منه يوما رغم كل ما فعله معها... أروى 
الضعيفة التي لا مكان تلجأ إليه إذا طردها من 
منزله...
طردت هواجسها جانبا مقررة هذه المرة 
التمسك بكرامتها عكس ما حصل قبل 
عدة أشهر عندما أجبرت على الزواج منه..... 
لن تفكر في العواقب حتى لو وجدت نفسها 
في الشارع لن تهتم...نفضت يده و هي 
ترمقه بنظرات لم يعهدها منها من قبل 
كانت مزيجا من العتاب و الڠضب و التمرد
لتتكلم أخيرا و قد إنطفأت تلك اللمعة المميزة في عينيها..
أنا خلاص فكرت... و قررت...
توقفت قليلا و هي تخفض نظرها نحو 
خاتمها الماسي الذي كان يزين إصبعها 
الرقيق..حركته بأناملها قليلا قبل أن 
تنزعه پعنف مواصلة حديثها..
مش هتخلى عن إبني مهما حصل....

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات