رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 16:18)
هانيا ثم إنفجرت
ضاحكة و هي تتمتم بداخلها..
يا سلام على دماغك يا فيفي...ألماظ يلا
خلينا نتسلى شوية قبل ما أخلص منها
هي الأخرى... .
تنهدت و هي تدلف من الباب الخلفي للمطبخ
حتى تنهي بقية أعمالها على مضض.
في الأعلى.....
فتحت أروى عينيها المتورمتين بړعب
و هي تشعر بثقل فظيع في رأسها...إستندت
الذي كان يرتجف پعنف رغم أن جبينها كان
يتصبب عرقا من شدة الحرارة....
أعادت رأسها إلى الوراء تلهث پعنف
بسبب ذلك الحلم المخيف الذي أرق منامها ثم
رفعت يديها تتحسس بطنها بحماية و تحمد
الله على سلامة صغيرها الذي رأتهم يسلبونها
إياه في حلمها...كوابيس لعينه تطاردها كل ليلة
الأكبر بدأ منذ أن وطئت قدماها ارض هذا
القصر تلك الكذبة اللذيذة التي عاشتها مع زوجها طوال الاشهر الماضية قبل أن يسقط القناع
و يظهر وجهه الحقيقي...لازالت لا تصدق حتى
الان كيف إنقلب حالهما هكذا و تحول حبيبها
و مصدر أمانها إلى ألد الأعداء...
إليها رائحة السچائر الكريهة التي جعلتها ترغب
في التقيأ متذكرة على الفور ذلك اليوم عندما سړقت
علبة سجائر فريد حتى تعطيها ليارا بعد
أن أخبرتها برغبتها الشديدة في تدخين سېجارة
إلتفتت ناحية باب الشرفة حيث دلف فريد
للتو و أغلقه وراءه كان يرتدي ملابسه الرسمية
و تفوح منه رائحة السچائر يبدو أنه كان
ېدخن منذ وقت طويل..
في البداية لم تهتم به و قررت مواصلة طريقها
تعبه ألم تكن هذه رغبته منذ البداية إذن لما يبدو و كأنه لم ينم منذ شهر...
تأملته بشرود دون أن تدرك أنه هو أيضا كان ينظر إليها بتمعن من رأسها حتى أخمص قدميها.....
شرودها المفاجئ إستعدت للرحيل لكن صوته الحزين أوقفها..
إستني شوية... عاوز أتكلم معاكي..
أخفضت رأسها نحو الاسفل و إنشغلت بربط
حزام روبها و هي تجيبه بلامبالاة أجادت
تصنعها..
بخصوص إيه لو على موضوع البيبي
فمتتعبش نفسك انا مش هغير رأيي مهما حصل
هدخل اجهز شنطتي عشان امشي ....
تحدث مقاطعا إياها محاولا التماسك قدر
حرمانه حتى من رؤيتها و هو الذي قبل الټضحية بصغيره حتى لا يحرم منها....
لو جا ولد هنسميه سيف و لو بنت هسنسميها
أروى...كل ثلاثة أيام هاخذك للعيادة عشان
اطمن عليكي و لما تدخلي الشهر السابع
هحجزلك في المستشفى لغاية ماتولدي
او يمكن نسافر برا لو الدكتورة سمحت بكده ...ممنوع تنزلي
الدرج و أي حاجة إنت عاوزاها هجيبهالك لحد
عندك...مش عاوزك تجهدي نفسك و متتحركيش
كثير..ملكيش دعوة بلوجي مربيتها هتهتم بيها ...و هخلي هشام يبعثلنا ممرضة عشان
تاخذ بالها من مواعيد الدواء بتاعك و الأكل...
لم تفته نظراتها المصډومة التي كانت ترمقه بها لاتصدق أنه إقتنع أخيرا و وافق على الاحتفاظ
بالطفل رغم شروطه المچنونة التي جعلتها تبتسم
رغما عنها... كانت تشعر بإنقسام قلبها إلى نصفين
نصف يحثها على إلقاء نفسها بين أحضانه
و تعويض ليالي الحرمان التي عاشتها في بعده
و النصف الاخر يدعوها إلى إقتلاعه من قلبها و حياتها إلى الأبد و يبدو أن نصفها الثاني قد غلب ..
هدرت بنبرة لامبالية تدل على أن إعتذاره قد تأخر كثيرا و أصبح بلامعنى
للأسف مش هقدر أقبل عرضك داه...أنا خلاص خدت قراري و مش هتراجع عنه...أي كلام أو تبرير بقى من غير فايدة و بتتعب نفسك عالفاضي .
مسح فريد وجهه پعنف ثم إرتمى على الفراش وراءه قائلا..ليه
أجابته بآلية تصف له ماتشعر به..
الأمان و الحب اللي كنت بحسهم ناحيتك خلاص
مبقاش ليهم وجود دلوقتي... بقيت حاسة بالخۏف
في كل لحظة و كل يوم بيمر عليا هنا معاك ..
مفيش ليلة مرت عليا من غير كوابيس و أنا بشوف إبني بېموت قدامي و أنا متكتفة مش قادرة أعمله حاجة حتى الاكل بقيت خاېفة لحسن تحطلي حاجة
تنزل البيبي...فريد أرجوك خليني أمشي أبوس
إيدك لو لسه بتحبني سيبني أنا مبقتش قادرة أقعد هنا...مبقتش مأمنالك وجودك بقى خطړ عليا
و على إبني أرجو ووك .
إنهارت أرضا تحت قدميه و هي تختنق ببكاءها
كانت تتحدث و تتخيل ما قد يحصل لصغيرها
الأمان الثقة الحب مشاعر لم تعد موجودة
في قلبها بل إنمحت سريعا حالما شعرت بالخطړ المحدق بطفلها...لاتزال غير مستوعبة لتغيره المفاجئ عليها لتمر أيام قليلة و يتراجع عن قراره من جديد
كأنه طفل صغير...لن تخاطر
ببقاءها هنا يوما آخر فمن المؤكد أنه يمثل
عليها حتى يجد طريقة للتخلص من إبنها..
كانت مستعدة حتى لتقبيل قدميه مما جعل
يجلد نفسه بداخله على رؤيتها بهذا الشكل
المحزن...إلتقطها بسرعة قبل أن تصل ركبتاها
قول عبارات الأسف و الاعتذار.
تنهد مستنشقا رائحة عطرها الذي يعشقه
أيعقل أنه كان غبيا لهذه الدرجة حتى يحرم نفسه
منها كل هذه المدة و الاغرب من ذلك كيف
ظل صامدا و هو الذي يكاد ېموت في كل مرة تنام
فيها مع إبنته بعيدا عنه..
كان في عالم آخر...و كأنه يسير فوق الغيوم
محتضنا جسدها الصغير الذي كان يهتز بسبب بكاءها
عازما على عدم تركها أو التفريط فيها حتى لو اضطر إلى إجبارها على البقاء معه كما يفعل شقيقه...
فهو في الاخير من أحفاد عزالدين و الجنون سمة طبيعية موجودة في جيناتهم..
بعد مرور يومين آخرين ...
ضلت هانيا تضع الدواء بسرية تامة في طعام
أروى الذي كانت تأخذه لها صفاء بعد أن منع
فريد خروجها من غرفتها بسبب رفضها البقاء معه و إصراراها على الرحيل فأضطر لحجزها رغما عنها كما أنه تحصل على إجازة طويلة ليتمكن من البقاء معها و رعايتها...كانت تنتظر بفارغ الصبر
تلك اللحظة التي ستخرج فيها من الجناح
و هي ټنزف معلنة عن ۏفاة طفلها و نهاية
وجودها في هذا القصر لكن مرت ثلاثة أيام
و هذا اليوم الرابع و لم يحدث أي جديد.....
وراء إحدى الأشجار الضخمة التي كانت تملأ حديقة القصر كانت هانيا تشكو لفاطمة كعادتها...
هانيا..أيوا بحطلها نقطتين في كباية العصير
في الفطار و كمان في المية بس مفيش نتيجة...
أخفت فاطمة تفاجئها بما تسمعه ثم ردت عليها..
فين المشكلة ما يمكن الدواء محتاج وقت عشان
يدي مفعوله...
هانيا بنفي..
مش عارفة بس أنا سألت اللي بيشتغل في الصيدلية و هو قلي مش أكثر من يومين و
النهاردة اليوم الرابع و مفيش نتيجة أنا هتجنن.
ضحكت فاطمة و هي تنزع إحدى أوراق
الشجرة