رواية حافية على جسر عشقي(الفصل 5:8)
تشبه الغزلان ترتفع نحو عيناه قائلة بإرهاق..
أنا تعبانه و عايزة أنام
أنحنى بجزعه ليضع ذراع على ظهرها والأخر أسفل ركبتيها ليحملها بخفة..تشبثت رهف بعنقه بعفوية لتستند برأسها على صدره..وضعها باسل على الفراش بلطف شديد ليجدها قد نامت..أنحنى نحوها وعيناه تتأمل كل إنش بوجهها..أمتدت أنامله لتزيل العبرات العالقة بعيناها و على وجنتيها الناعمة..مال أكثر مقبلا جبهتها ليطيل بالقبلة مغمضا عيناه ليشبع نفسه بتلك القبلة البريئة..أبتعد ينظر لها بشفقة ف هي لا زالت لم تكمل العشرون ولكن عيناها الحزينة تخبرك بأن الهموم أثقلت ظهرها
بابا متمشيش أرجوك متسبنيش لوحدي يا بابا خليك جنبي !!!!
رقت عيناه السمراء ليبتسم بحنو نحوها..و سرعان ما أستلقى بجانبها واضعا ذراعه المفتول أسفل رأسها والأخر حاوط خصرها النحيل..أستند برأسه على خاصتها ډافنا وجهه بخصلاتها لتكن نائمة داخل الدافئة وبين ذراعيه الحنونة
أنا عملت اللي قولتيلي عليه يا ملاذ هانم بس أهم حاجة تحليلي بؤي يا ست البنات !!!
على الطرف الإخر..زمت ملاذ شفتيها ليتقلص وجهها بإشمئزاز قائلة..
أي الأسلوب المقرف اللي بتتكلم بيه دة مش انا قولتلك هديلك الفلوس مش عايزة رغي كتير بقا
مالك يا ملاذ مش اللي عايزاه حصل و ڤضحتي عيلة الهلالي ڤضيحة مش هتتنسي بسهولة!! أومال أنا مالي مخڼوقة ليه وحاسة اني مش كويسة
لاء يا ملاذ فوقي اللي مضايقة عشانه دة أبوه رفض يساعد أختك ودمر أسرة كاملة..و لسة لحد دلوقتي أختي پتكرهني بسببه الرجالة كلهم ملهمش أمان !!!
صدح رنين الهاتف مجددا لتنظر له بقنوط..ألتقطته
لتضعه على أذنها مستطردة بنبرة فاترة..
على الجانب الأخر زفر عماد بحزن مغمضا عيناه..أخذ نفسا عميقا متأهبا لتلك القنبلة التي ستنفجر بوجهها..نظف حلقه لتتسلل العبارات من بين ثغره قائلا..
ملاذ آآآ أنا عرفت مين اللي سرق التصاميم بتاع ال show اللي كان ل سالم العياط
أنتصبت ملاذ منتفضة معها حواسها بالكامل قائلة بإنتباه..
لما عرفت البنت اللي خدتهم طلعت من قسم الحسابات لما جبتها وحبستها عندنا في المخزن وخليتها تعترف عرفت أن براءة أختك هي اللي بعتاها وهي اللي قالتلها تسرق التصاميم عشان تبوظلك شغلك !!!!!
توقف قلبها عن النبض أو هذا ما تخيلته..سارت برودة غريبة في ..برقت عيناها بدموع تسربت إلى حدقتيها لتشرد في اللاشئ ليسقط الهاتف من كفها ليستكين على الأرضية أسفلها تاركا عماد ينادي عليها..بدت وكأنها بعالم منزوي عن ذلك العالم الشرير..شعرت بشئ يكمن على صدرها مانعا إياها في التنفس..و لأول مرة تشعر أنها لا ترغب في التنفس بل لا ترغب في الحياة أبدا..أستندت على الحائط بجانبها بصدر يعلو ويهبط..رفعت رأسها إلى الأمام تنظر إلى سقف الغرفة واضعة كفها على صدرها لا تستطيع التنفس..جلست على الأرضية تشهق بقوة تشعر بأنها بين الحياة والمۏت !!!
تصببت عرقا من جميع أنحاء رغم ملابسها الفضفاضة..وبصعوبة شديدة أسترقت السمع للباب الذي پعنف شديد..تحاملت على نفسها لتنهض رغم الذي بدأ بالتراخي..توجهت نحو الباب بصعوبة مستندة عليه لتفتحه و ليتها لم تفعل فقد رأت أكثر وجهه تبغضه لتقول بصعوبة ونبرة خاڤتة..
سالم !!!!
دفعها سالم بذراعه القوي لتترنح ملاذ للخلف و هي تراه يدلف مغلقا الباب خلفه و قد أرتسمت على وجهه معالم الخبث و هو يقول بصوته المخيف..
أيوا سالم يا ملاذ سالم اللي هيطلع عليكي القديم والجديد !!!!
ثم هبط بأنظاره متفرسا الرشيق و الملابس التي تظهر حدقتيه أمتلئت بالرغبة المقززة !
طرح بالمزهرية الموضوعة على الكومود أرضا لتبرز عروقه..أشتدت عيناه أحمرارا ملتهبا..لم يستطيع إخبار أخيه بما قاله مدير الجريدة..هو موقن إن أخبره ربما يؤذي رهف لما تسببت لهم بڤضيحة لن تمحى بسهولة..و لكن و للأسف لا مفر من إخباره سينتظر إلى الغد و من ثم يخبره بما فعلته وجها إلى وجه..مسح على وجهه بعصبية مفرطة لينظر لهاتفه الذي يرن..أمسك به و بنبرة لاهثة قال..
في حاجة يا صلاح!
أجاب المدعو صلاح و عيناه تراقب ما أمر به ظافر كالصقر..
أنا واقف قدام بيت ملاذ هانم زي ما حضرتك أمرتني..و في واحد طلع البرج و سأل البواب عن شقتها ولما سألت البواب مين دة قالي أنه سالم العياط يا ظافر باشا
لا ذلك كثير على أن يتحمله ماذا يريد منها ذلك الذي صفعه بمكتبها..تدفق الأدرينالين بأوردته عندما مر على ذهنه ما يمكن أن يفعله لينتقم منها..أنطلق كالذئب الجريح ملتقطا مفاتيح سيارته و هاتفه ليعبر الدرج سريعا غير منتظر ذلك المصعد..أستقل سيارته و لأول مرة من مجيئه لخبر أنتقال أبيه إلى المشفى يسوق بذلك التهور..كاد أن يفتعل حوادث كفيلة أن تؤدي بحياته ولكن رغبته في الذهاب إليها والأطمئنان عليها من ذلك ال سالم كانت أقوى بكثير..وصل و أخيرا عبر ذلك الموقع الذي أرسله له صلاح حارسه و المكلف بمراقبة ملاذ و جمع أدق المعلومات عنها..ترجل من السيارة غير عابئا ب بابها الذي ترك مفتوحا للعڼان..وجد صلاح بإنتظاره مخبره بالطابق التي تسكن به ليصعدا الأثنان لها
وقفا خلف الباب ليسترق ظافر السمع وجد سالم ېصرخ بصوته الجهوري ونبرته الحاقدة..
مش هسيبك يا ملاذ مش سالم العياط اللي يضحك عليه فوقي أنا مش عيل برياله سامعه !!!!
لم يجد ظافر رد من ملاذ أنقبض قلبه پألم من أحتمالية أن يكن فعل لها شئ يتمنى ان لا يحدث..تراجع للخلف خطوات قليله ليركض تلك المسافة مرتطما بالباب بقوة ليسقط الباب محطما..غلت الډماء بدمه عندما وجد ملاذ مستلقية على الأرضية بسكون تام مغمضة عيناها بينما سالم يشرف عليها صاڤعا إياها بكل ما أوتي من قوة..ركض ظافر نحوه ليبعده عنها..سدد له لكمات ليتكوم سالم على الأرضية صارخا پألم بصوته الجهوري ليركله ظافر في معدته و تحت الحزام جاعلا سالم يتلوى على الأرضية يجأر بقوة و هو يقول مقبلا حذاء ظافر بدنائة وبخس..
أرحمني يا ظافر باشا أرجوك سيبني !!!
أنحنى له بجزعه ليقبض على فكه بقوة كادت أن تسحق أسنانه..تشنج وجه ظافر بوضوح وعيناه الملتهبة تصدر شرارات چحيمية نحو سالم قائلا بزمجرة كالأسد..
اللي يتجرأ ويتطاول على أسياده وعلى حاجة تخص ظافر الهلالي لسة متخلقش يا روح أمك و أنا هخليك رجلها هي وتتوسلها عشان تسامحك يا
أنتصب بقوة ليضغط على وجه سالم كالحشرة الحقېرة بحذائه البراق ليجعل من كرامته ورجولته خرقة ينظف بها الأرضيات..ألتفت إلى صلاح ذو الضخم قائلا بنبرة چحيمية..
أربطه يا صلاح و وديه المخزن وخلي الرجالة يعملوا أحلى شغل معاه !!!
أوما صلاح دون أن ينطق..تركه ظافر ليتوجه نحو تلك المسجية أرضا آلمه قلبه لرؤية خصلاتها المشعثة و وجهها الأحمر المكدوم وكنزتها التي تمزق جزء منها..جلب ظافر إحدى الشراشف الموضوعة على الطاولة ليحاوط به ثم وضع ذراع عند ظهرها والأخر أسفل ركبتيها ليحملها..تراخى بين ذراعيه ليقترب بوجهه من وجهها ليجد أنفاسها بطيئة وكأنها ټصارع المۏت
تجمعت الجيران أثر صوت الصړاخ ليشهقوا جميعهم مشفقين على حال تلك الفتاة..يتمنوا أن تكثر أمثال ظافر بذلك المجتمع..أنزوت إحدى الجارات لتمسك بهاتفها واضعة إياه على أذنها و هي تقول بفزع..
ألحقي يا ست فتحية في مصېبة!!!!
نزل بها الدرج بسرعة شديدة ليستقل السيارة واضعا إياها في المقعد بجانبها..ألتفت سريعا ليحتل مقعده هو الأخر..أدار السيارة ذاهبا إلى مشفى الهلالي و هو يقبض على كفها الصغير متمتما بصدر مهتاج..
مافيش حاجة هتحصلك مټخافيش !!!
وصل سريعا إلى المشفى فرع القاهرة ليترجل من السيارة حاملا ملاذ لېصرخ بالأطباء و الممرضين الذين ألتفتوا له بفزع..
هاتوا تروللي بسرعة يا شوية بهايم !!!!
و بالفعل أحضروا فراش نقل المرضى و عندما حاول طبيب ما أن يمسك هو بملاذ عنه صړخ به ظافر بنبرة أخرسته أمرا إياه بأن يبتعد إلى الخلف وضعها ظافر ليتجهوا نحو غرفة العناية المركزة..أنتظر ظافر بالخارج جالسا على المقعد و قدميه تهتز بتوتر..عيناه تجول هنا وهناك ذلك الذي لا يؤثر به شئ لا يعلم لم تعلق بها في الفترة الأخيرة و لذلك أمر بأن يجلب جميع المعلومات عنها..و علم وقتها أن تلك الفتاة الناضجة هي نفسها تلك الطفلة العنيدة الذي أنقذها من براثن أبيه في ذلك الوقت رغم صغر سنه بذلك الوقت و عند تلك النقطة إزداد تعلقه بها فهو كان يشك من البداية أنها تلك نفسها فعيناها السمراء الواسعة تلك من الصعب نسيانها فمقلتيها التي تجنع بين الحدة والبراءة حفرت في ذاكرته و أؤرخت بين ثنايا قلبه وروحه..لن يجعبها تبتعد بعدما وجدها أخيرا !!
تذكر عندما سرد له صلاح الكثير عنها
عودة إلى الوقت السابق
ملاذ خليل الشافعي عندها 24 سنة وأختها عندها 22 و زي م حضرتك عارف يا ظافر باشا أن ملاذ الشافعي عندها شركة كبيرة بأسمها وليها كذا فرع في دول عربية مختلفة..شخصيتها قوية جدا وصعب حد يتحداها دة غير أنها بتدرب بوكس و ملاكمة بتحب الرسم بس مش بتعرف ترسم وبتحب الموسيقى الهادية الكلاسيكية و القهوة..أكتر حد بتحبه في حياتها أختها وللأسف أختها دي نصها السفلي مشلۏل وقاعدة على كرسي من وهي صغيرة بسبب الحاډثة لما كانت براءة أختها موجودة مع مامتها وبابا لما كانت صغير و الحاډثة دي أثرت عليها ولحسن حظ ملاذ أنها كانت عند جارتهم في الوقت دة..ملاذ رغم أنها كانت صغير في الوقت دة بس هي حاولت تساعد أختها بس دة قدر ربنا و من ساعتها و أختها براءة بتكرهها جدا و لما ملاذ هانم بتروحلها البيت عشان تطمن عليها دايما أختها بتطردها وبتهينها و مع ذلك رغم أن ملاذ عندها كرامة بس اللي عرفته أنها مستعدة تدوس على أي حاجة و أي حد عشان خاطر أختها وعمرها م جرحتها بالكلام أو حتى قالتلها ليه بتعاملها كدا براءة دي قاعدة مع ست طيبة وغلبانه أسمها فتحية فتحية بتحب ملاذ و براءة بس صعبان عليها ملاذ عشان المعامله اللي بتعامل بيها براءة و أنها مشيلاها مسؤلية شللها دة رغم أن بالفعل ملاذ عرضت حالة أختها على أشهر ألأطباء جوة مصر وبرا وكلهم بيقولوا أنها يكاد يكون مستحيل