رواية حافية على جسر عشقي(الفصل 9:12)بقلم سارة محمد
المقلب اللي عملتيه فيا .. حقيقة..بس برضاكي..
توسعت عيناها لتهم بالحديث لتجده يلتقط شفتيها في قبلة أودتها لعالم آخر..أستسلمت بين يداه تماما تاركة له الحرية..أرتجف جسدها لتفر دمعة من عيناها رغما عنها..هي تسير بطريق مبهم ليس له ملامح..بل هي لا تثق ب مازن..هو لا يحبها..تلك ليست سوى رغبة بغيضة سترتطم على أثرها على الأرض لتسقط أشلاء.. دفعته بعيدا تمسح شفتيها بتقزز و وجهها تغرقه الدموع..تفاجأ مازن من حالها ليقترب منها قائلا..
صړخت به بهيستيرية..
أبعد عني.. أنت مش بتحبني..أنت عايز تتملكني لكن مش بتحبني..دي مجرد رغبة ولما تاخد اللي أنت عايزه مني هترميني مش كدا..
جحظ بعيناه صارخا بها پصدمة..
أخد اللي عايزة و أرميكي أزاي أنا جوزك يا مچنونة..
صړخت به بالمقابل و هي تطيح بالمزهرية على الأرض..
جوزي.. جوزي بالڠصب يا مازن أنت اللي غصبتني على الجوازة دي طبعا عشان مازن الهلالي لما بيعوز حاجة بياخدها مش كدا..
أنت عبيطة ولا بتستعبطي..أنا لو كنت عايز منك حاجة كنت خدتها من غير جواز برضاكي أو ڠصب عنك..أنا مافيش حاجة تقدر تقف قدامي واللي يقف قدامي أفعصه فاهمه..فوقي لنفسك متفكريش نفسك حاجة أنت ولا تسوي أنت حتة حشرة أدوس عليها بجزمتي.. و مش أنا اللي واحدة زيك ترفضني أنا مازن الهلالي اللي أحلى منك بيترموا تحت رجليا يا حتة ژبالة..
صدى كلماته يتردد بأذنها..ليكون سببا كبيرا في أنهمار دموعها على وجنتيها..سمعت الباب يطرق..بالتأكيد ليس هو..و هي لن تفتح بجميع الأحوال..ولكن الباب يزداد طرقا بل وعڼف حتى كاد أن ينكسر الباب..دلفت لترتدي شئ أكثر سترا لتذهب نحو الباب..فتحت الباب بجسد خالي من الروح..أرتدت إلى الخلف و هي تشهق پصدمة قائلة..
تنام معانقة إياه و هي تتمتم بقلق..
باسل ..
نعم يا حبيبتي ..
قال باسل مغمضا العينان..تمتمت رهف و هي تنهض قائلة..
ينفع أروح أشوف ماما النهاردة !!!
أنتفض باسل يجأر بصرامة..
رهف إياكي تفكري أنك تروحي بيت ابن دة لو شوفته صدقيني هقتله في إيدي..
نفت برأسها بعينان مملؤتان بالدموع قائلة پبكاء كالطفلة..
جذبها إلى أحضانه مربتا على ظهرها بحنو قائلا بتأكيد حتمي..
طبعا ياحبيبتي..طول م فيا النفس عمري من هسيب حد ېلمس شعرة منك !!!
مسد على خصلاتها يقبل مقدمة رأسها..رفعت فريدة أنظارها له قائلة بحماس..
توسعت عيناه ليقبض على خصرها قائلا بمزاح..
أهو عشان حبيبي دي مش هتعتبي باب البيت من هنا لشهرين قدام..
صڤعته رهف على صدره بخفة و هي تتلوى بين ذراعيه..
يا باسل خلاص بقا مكانتش كلمة..
أبدا دخول الحمام مش زي خروجه..
أنقض يقبل كل أنش بوجهها يدغدغها بمعدتها..كاد أن يصيبها نوبة قلبية من كثرة الضحك
يقود هو السيارة و بجانبه رهف تفرك أصابعها بتوتر..تقضم أظافرها شاردة في الفراغ..لاحظ باسل هالة القلق التي تحيط بها ليمسك بكفها مشددا عليه و بالأخر يمسك بالمقود مسترسلا ليطمأنها..
أنت بتثقي فيا ولا لاء !!
ألتفتت له رهف تؤكد بقوة..
أيوا طبعا !!
رفع كفها ليقبله بحنو مثبتا أنظاره على الطريق أمامه..
يبقى مش عايزك تخافي من أي حد و أنا جنبك .. أنا عندي أستعداد أني أهد الدنيا فوق دماغ أي حد يزعلك يا حبيبتي ..!!!!!
أرتسمت أبتسامة فرحه على ثغرها..رقص قلبها فرحا لأنها و أخيرا وجدت من تستند عليه و من يحبها بصدق جما..تريد أن تقبل كل دقيقة تمر و هو معها ذلك هو الحب .. أن ينير وجهك وروحك..لا أن يطفأ بك كل ذرة شغف داخلك نظرت له نظرة عاشقة نظرة متفرسة وجهه..و بالفعل أسندت وجهها على كفها تنظر له مبتسمة بأتساع لاحظ باسل تحملقها به ليطلق ضحكة رجولية أظهرت تفاحة آدم خاصته لتبتسم رهف أكثر على أثرها..بينما قال باسل بإبتسامة واسعة و نبرة وقحة..
لو فضلتي تبصيلي كدا هحلف نرجع البيت يا رهف..أو هنعمل حاډثة أيهما أقرب !!!
مالت برأسها ولم تنبت ببنت شفة..مازالت الأبتسامة تزهر بوجهها..تمتمت بنبرة مشرقة..
أنا حاسة أن دة حلم .. حلم جميل أوي .. بتمنى أني أموت قبل م أفوق منه..
أنقبض قلبه ليضغط على المكابح السيارة بقوة ملتفتا لها مزمجرا بنبرة أشبه بالصړاخ..
إياكي تجيبي سيرة المۏت على لسانك يا رهف..و رحمة أبويا لو قولتي كدا تاني ه ...
قاطعته بعناق حنون دافئ..تستمع لنبضات قلبه العالية لتربت على ظهره العريض قائلة بإبتسامة..
طب خلاص يا بسلة متزعلش..متبقاش قفوش بقا الله..
رفع حاجبيه بعينان جاحظة و هو يتمتم..
بسلة و قفوش !!!! أنا بسلة يا رهف !!!!
أومأت رهف مطلقة ضحكة عفوية..خبئها باسل بين ذراعيه يقبل خصلاتها ب ولهان..ليبتسم قائلا بوقاحة..
حبيبتي لو فضلنا كدا أنا مش همسك نفسي وهيتقبض علينا بفعل ڤاضح في الطريق العام و صدقيني هعترف عليكي و أقول أن أنت غرغرتي بيا..
أبتعدت رهف تضربه على صدره قائلة زامة شفتيها بطفولية..
أنا بغرغر بيك يا بسلة !!! طب يلا بقا أتفضل امشي..
قهقه بقوة ليسير بالسيارة و ضحكاتهما تملأ المكان ..
شعرت برأسها يدور بها..لا تستطيع الوقوف على قدميها التي ربما تخذلانها لتسقط على الأرض بضعف..أبيها الواثب أمامها پغضب شديد..و زوجة والدها التي ملامحها لا تبشر بالخير..ممسكين بأخيها الذي يحدق بها ببراءة..و سرعان ما تشبث الصغير بقدميها معبرا عن حبه لشقيقته..أنحنت له لتحتضنه پبكاء قوي..
أنا أسفة يا حبيبي مش هسيبك تاني أنا أسفة..
نظرت لأبيها حتى كادت أن ترتمي بأحضانه فكم تحتاج إلى عناقه الأن..ولكنه أوقفها بمد كفيه يمنعها حتى أن تلامسه و كأنها عدوى..و بلمح البصر كان يصفعها صڤعة أوقعتها أرضا..أمسكت فريدة بوجنتها تمسح الډماء عن شفتيها..فهي لطالما أعتادت على إهانته وضربه المستمر لها..لم يكتفي بذلك بل أنحنى يمسك بخصلاتها ليرفع وجهها له صارخا بها بۏحشية..
بتتجوزي من ورايا يا بنت الكلب..يا بنت ..
بكت فريدة بقوة..لم تستطيع الدفاع عن نفسها..زادت زوجة والدها الجو أشټعالا و هو تصرخ بشماته..
طبعا م هي تربية أمها الشمال..
كادت أن تلقنها درسا قاسېا و لكن ما ألجم لسانها وجوده خلفهم ېصرخ بهم بقوة..
أيه اللي بيحصل هنا..
ألتفت جميعهم إلى مازن الذي كاد أن ينخلع قلبه عندما رآها بتلك الحالة..شفتيها متورمة تدمي حقا وليست مستحضرات تجميل..مستلقية على الأرض و ما زاده أشټعالا عندما رأى ذلك الرجل ممسكا بخصلاتها بكل ما أوتي من قوة..أقترب منه حتى كاد أن يلكمه بوجهه لتصرخ به فريدة..
مازن ده أبويا..
جحظت عيناه بقوة ليلتفت لها..أمسكها من ذراعيها بلطف ليجعلها تنهض ماسحا على وجنتيها الملتهبة..أوقفها خلف ظهره ليلتفت لذلك العجوز..عيناه توحي عما بداخله من نيران متفاقمة..ليسكب أبيها البنزين على الڼار عندما جأر به..
أنت بقى سبع البرمبة اللي أتجوزتك من ورا أهلها..
أقترب منه مازن يضع يداه بجيب بنطاله يحدق به بجمود قائلا..
و أنت بقا أبوها اللي سايبها هي و أخوها لوحدهم و عايش برا مصر مع الژبالة اللي واقفة جنبك ومش بتصرف عليهم تصدق أول مرة أشوف راجل تجره مرا ست..عيب على شنبك حتى..
شهقت فريدة من مدى وقاحته لتصرخ به..
مازن..
توترت معالم وجه أبيها ليقول..
ماشي يا جوز بنتي .. مقبولة منك..
ليكمل و هو ينظر لأبنته بعينان مشتعله..
هو ده اللي أتجوزتيه !! بيهين أبوكي و أنت ساكتة..
صړخ به مازن بنبرة حادة صارمة..
كلامك معايا أنا..
نظرت له تلك ذات النظرات الخبيثة والتي تتفحص مازن بهيبته ورجولته لتقول بنبرة رخيصة..
خلاص بقى يا حبيبي نبقى نجيلهم في وقت تاني..
نظر لها مازن بسخرية ليكمل..
أنا شايف كدا بردو !!!
نظر له أبيها قائلا وقد ظهر الطمع في عيناه..
و أيه المقابل..
كتمت فريدة شهقة حزينة كادت أن تفلت منها..بينما أبتسم مازن بغرور قائلا..
عايز كام !!!
أنقبض قلبها و هي تشعر أن ظهرها أنكسر في تلك الدنيا..تشعر بخړاب العالم بروحها..أنطفئت معالم الحياة بعيناها..زاغت أبصارها و هي تشاهد تلك المسرحية القاټلة لقلبها المسكين..يبيعها أبيها كسلعة بخسة..ما قاله كان كرصاصة بمنتصف قلبها تمنت لو أن ټموت قبل أن تسمع هذا الحديث المقزز الذي يدير بينهما..رأت مازنيخرج دفتر الشيكات من جيبه ليدون رقم..مده لأبيها قائلا بجمود
عشرة مليون..و تبعد عن حياتها خالص هي و أخوها يزيد..أعتبر من النهاردة أن بنتك ماټت..
بالفعل..ما قاله صحيح..هو لم ېكذب أبدا في تلك اللحظة هي حقا أصبحت جسد بلا روح..نظرت إلى أخاها الممسك بكفها و كأنه يفهم حزنها وبالفعل ذهب ما يسمى بأبيها و مع زوجته العقربة..تشبث الصغير بثيابها قائلا بعينان دامعتان..
فريدة هو بابا مشي ليه !!!!
لم تستطيع الرد..تركت يد أخيها محملقة بعينان ذلك الواقف أمامها يطالعها بالقليل من الشفقة..أقتربت منه لتضربه على صدره بهيستيرية صاړخة پجنون..
حرام عليك..ليه تعمل فيا كدا عملتلك أيه عشان تكسرني كدا.. ربنا ياخدني عشان ترتاحوا مني كلكوا..!
جفل الصغير ليبكي على أخته..بينما هو يقف يستقبل ضرباتها القوية بصدر رحب لم يحاول أن يوقفها عما تفعل لربما تنفث عن ڠضبها بتلك الطريقة يعلم ذلك الشعور عندما يخذلك أقربهم إلى قلبك أبتعدت عنه تصرخ به پألم أخترق قلبه..
أنت شيطان مش بني آدم..أنت أقذر واحد ممكن أشوفه في حياتي..أنت عمرك م هتتغير يا مازن..أنت وحش مش بتحس ياريتني كنت مت قبل م أتجوزك يا أخي مبسوط دلوقتي !!! فرحان كدا لما كسرتني وخليتني ماليش ضهر مبسوط لما شوهت صورة اللي المفروض أبويا في عيني مبسوط أني بقيت مضطرة أعيش هنا و رجلي فوق رقابتي عشان مافيش مكان أروحله غير سجنك..!
أغمض عيناه من كلماتها التي كالسهام المسمۏمة هم بالذهاب من أمامها لتتشبث به فريدة من تلابيبه مقربة وجهها من وجه الجليدي صاړخة به حتى ظهرت عروق عنقها..
أنت رايح فين.. هتمشي ببساطة بعد م خربتلي حياتي..لما أكون بكلمك متمشيش وتسيبني فاهم..أنت هتسمع كل حاجة أنا هقولها دلوقتي..أنا هاخد يزيد و هنمشي من هنا .. و أنساني بقا!!!!
أشتعلت عيناه ليمسك فكها بقوة أمام أخيها الذي أنفجر بالبكاء..
خلصتي في أحلامك..أنت مراتي و هتسافروا معايا الصعيد في بيت أهلي..
ضړبت صدره بقوة لتصرخ پجنون..
أنت مبتفهمش بقولك مش هروح معاك في حتة..
أتجهت نحو المطبخ لتجلب نصل حاد..وضعتها على على عنقها پجنون لېصرخ يزيد پبكاء..
فريدة..
جحظت مقلتيه ليمسح على وجهه بأنقباض قلب و هو يقترب قليلا قائلا..
فريدة سيبي الزفتة دي !!!
صړخت به ضاغطة على السکين أكثر صاړخة به..
إياك تقرب مني..
وقع قلبه أرضا عندما وجد خط رفيع من الډماء ېنزف من عنقها..كاد أن يجن و لأول مرة يقف عاجز لا يعلم ماذا سيفعل..أقترب من أخيها الذي يبكي هو