الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي(الفصل 9:12)بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

كان أخوه هيتچوزها..يا ليلة سودا !!! و من ورانا و من ورا أهل البلد !!! ليه..
دة كان الحل الوحيد..
طب .. طب و مازن راح فين أوعى تكون عملتله حاچة يا ظافر !!!
أستعد ليفجر في وجهها الصدمة التالية قائلا بهدوء..
ومازن أتجوز ممرضة شغالة قي المستشفى بتاعتنا..
شعرت بالأرض تسحب من أسفلها..أسندها ظافر صارخا بهلع..
أمي .. أمي.. 
دلفت ملك للغرفة لترى والدتها تسقط على الفراش بوجه شاحب و عينان مغلقتان أسرعت ملك تركض نحوهما لتهتف لأخيها پبكاء..
أيه اللي حصل يا ظافر في أيه..
حاول ظافر أن يفيقها ليجلب كوب من الماء نثره على وجهها لتفيق أسرعوا بمساندتها حتى تجلس على الفراش أحتضنتها ملك تشهق پبكاء خائڤ من فقدان أغلى ما لديها..
خضتينا عليكي ياما أنت كويسة !!!!
لم تنبت ببنت شفة ظلت تنظر أمامها بشرود حزين نظر لها ظافر بشفقة ليردف..
ملك سيبينا لوحدنا شوية !!!
نفت ملك متشبثة بوالدتها التي بدت بحالة ليست طبيعية قائلة..
لاء يا ظافر أنا لازم أعرف في أيه !!!
ملك..
صړخ بها بنبرة حادة لترتجف ملك من شدة الخۏف أنكست رأسها بحزن لتخرج خارج الغرفة..أقترب ظافر من والدته لينحنى أمام قدميها ممسكا بكفيها قائلا..
يا أمي ردي عليا..زعقي طيب أعملي أي حاجة بس حالتك دي بتقلقني صدقيني أنا عرفت أن مازن كمان أتجوز بالصدفة بس باسل كنت عارف أنه هيتجوز محدش فينا يقدر على زعلك و ياستي لما ييجوا أبقي عاقبيهم براحتك بس بلاش حالتك دي .. أعملك أيه طيب عشان تبقي مبسوطة .. صدقيني هما جايين دلوقتي يا حبيبتي و هما هيفهموكي كل حاجة..
أومأت دون أن تتحدث أبتسم ظافر بسعادة ليقبل كفها بحب

أفاقت فريدة لتشعر بثقل على خصرها وجدت يزيد و مازن يحتضنان خصرها النحيل أنتفضت فريدة بفزع تناظرهما بجسد يرتجف سرعان ما تذكرت ما حدث لتجهش پبكاء حارق أخبئت وجهها داخل كفيها وجسدها ينتفض من شدة البكاء أفاق مازن على صوت بكائها ليهرع نحوها رؤيتها بتلك الحالة جعلته يشعر بشعور لأول مرة يشعر به هو لا يعلم ماذا يفعل لكي يجعلها سعيدة ولا يعلم لم يحاول إرضائها بشتى الطرق هو من أصابها في مقټل بكلماته المسمۏمة ليأتي الذي من المفترض أبيها ليكمل عليها مسح على وجهه و هو كالعاجز أمام بكائها كاد أن يمسك بكتفيها بلطف لتبعد ذراعيه پعنف ناظرة له بإشمئزاز خرجت الكلمات مصحوبة بشهقات مرتجفة..
إ .. إياك تلمسني .. أبدا..
نهضت عن الفراش تحاول خلق مسافة كبيرة بينهما نهض هو قبالتها قائلا بنبرة هادئة..
فريدة أسمعيني عايز أقولك اي..
وضعت كلتا كفيها على أذنها صاړخة پجنون ليفيق أخيها الصغير على صوت بكائها
سيبني بقى في حالة مش عايزة أسمع حاجة مش عايزة أسمع كفاية اللي سمعته وشوفته سيبني..
أقترب منها يحاول تهدئتها و بدأ في فقدان أعصابة لتبتعد هي إلى الوراء صاړخة پجنون حتى أشتدت عروق عنقه بكى يزيد يضم ساقيه إلى صدره أندفع نحوها ليحاوط كتفيها بذراعيه المفتولين صارخا بوجهها..
اهدي بقولك..
ضړبته على صدره بكفها الصغير بدموع تنهمر على وجنتيها كالشلالات أستقبل ضرباتها بصدر عريض مشددا على خصرها أنهكت قواها واستنفذت طاقتها لټخونها قدميها حتى كادت أن تسقى لولا ذراعه الذي أسندها سريعا تعلقت أنظاره بأنظارها ليتنهد بإرتياح بعدما هدءت تمتم مازن بصوت أجش..
هعمل أتفاق معاكي مقابل أنك تيجي معايا لقصر الهلالي في الصعيد ..!!!
هزت رأسها نافية بضعف قائلة..
مستحيل أجي معاك في مكان !!!
ثبتت أنظارها عليها قائلا..
لاء هتيجي .. وبمزاجك ..!!!
ليتابع هو بعينان ماكرة قائلا
هشتريلك شقة وهكتبها بأسمك في أحسن مكان في القاهرة أخوكي هيدخل أرقى المدارس و هيتعلم احسن تعليم مش هخليكوا محتاجين حاجة بس هتفضلي على ذمتي يا فريدة لحد م أنا اللي أقرر هطلقك عايز أثبت لعيلتي أني مش فاشل وأني أعرف أعتمد على نفسي كويس وأعرف أكون عيلة قولتي أيه !!!
صدمت من عرضه فرغت شفتيها بذهول لتلوي شفتيها بتقزز متمتمة..
أنت فعلا فاشل يا مازن و مستحيل تنجح في أنك تكون عيلة أنت مش عارف تحب نفسك عشان تحب اللي حواليك و أنا مش مستعدة أبقى فار تجارب عشان تثبت لعيلتك أنك مسؤول..
أظلمت نظراته ليضع يداه في جيبه قائلا بسخرية..
فريدة أنت مراتي والمهر بتاعك أنا دافع فيه ډم قلبي يعني كدا ولا كدا أنت هتيجي معايا عند أهلي بس أنا عايز تبقي مستفادة عشان تضمني حقك لما أطلقك بس واضح أنك غبية فعلا !!
ظلت تناظره بحدة ممزوجة بتحدي و أخيرا أسترسلت..
على شرط ..
أبتسمت عيناه لنجاح خطته قائلا
أشرطي يا مدام ..
نظرت لأخيها الذي ينظر لهما بعدم فهم لتهمس..
جوازنا هيبقى على ورق بس يا مازن !!!
قطب حاجبيه لوهلة لتصدح صوت ضحكاته العالية أرجاء الغرفة عائدا برأسه للخلف سرعان ما قطع ضحكاته بنظرة راغبة تتفرسها..
أنت أنانية أوي يا فريدة عايزة تاخدي كل حاجة و أنا ماخدش أي حاجة فريدة أنا متجوزك لسبب واحد أنت عارفاه .. وبعمل كل دة بردو و أنت عارفة ليه.. وتيجي تقوليلي على ورق طب و أنا كدا هبقى مستفيد بأيه..
شهقت مصډومة من مدى وقاحته لتعود للخلف ضاربة الأرض بقدميها قائلة..
مستحيل دة يحصل..
نظر إلى يزيد ليجده قد غفى ذاهبا في سبات عميق تقدم منها بضع خطوات لتعود هي ضعفهما لينتهي بها الحال محاصرة بين الحائط وذراعيه ينظر لها كالأسد الذي يود إفتراس بل ټمزيق فريسته تاهت في عيناه السمرواتين شاردة بقساوتهما يقترب ليسند جبينه على جبينها مستنشقا أنفاسها الدافئة قائلا بنبرة خالية..
أنت محتاجاني صدقيني..أبوكي مستحيل يسأل فيكي لا أنت ولا يزيد شغلك مش هيكفي المصاريف اللي هتصرفوها أعتبري أنك بتعملي خدمة مقابل مبلغ مادي محترم وشقة و أحلى عيشة بذمتك مش عرض مغري..
أغمضت عيناها البندقيتان لتنهمر الدموع على وجنتيها شعر بقبضة تعتصر قلبه ليميل مزيلا دموعها بشفتيه الغليظة التي أخذت تجول على وجنتيها فتحت عيناها على مصراعيهما دون أن تتحرك نزل بشفتيه قليلا حتى كاد أن يطبق بشفتيه على شفتيها لتدفعه فريدة قبل أن تستسلم للمساته المذيبة خفق قلبها بړعب لتتمتم..
طيب .. موافقة .. موافقة بس سيبني لوحدي لو سمحت ..!!!
أبتسم بخبث ليقول..
مافيش وقت..جهزي نفسك وأخوكي عشان هنسافر الصعيد .. دلوقتي..
تركها ليدلف خارج الغرفه أرتمى على الأريكة في إرهاق ليخرج سېجاره البني نفث دخانها يحك جبهته بتعب عاد بذاكرته للخلف عندما هاتفه أخيه ..
أنت لازم تيجي حالا يا زفت وتجيب البت اللي متجوزها دي معاك صدقني ليلتك مطينة..
أمسك بذهنه بشرود كيف علم أخيه يأنه تزوج رغم حرصه على أن لا يعلم أحد من عائلته أبدا لم يكن يريد أن يعلم ظافر دون أن يخبره هو نهض واثبا ليجلب مفاتيح سيارته لينتظرهما بالأسفل .. 

الدموع عالقة بأهدابها تنظر إلى وجهها الذي بهت لونه وعيناها التي أصبحت خالية من كل شئ لم يعد لديها ظهر تحتمي به لم يعد لديها سوى الله حملت أخيها الصغير الغارق في النوم بعد أن أرتدت ملابسها البسيطة لتلج خارج الغرفة بحثت عنه لكنها لم تجده في البيت ظنت أنه تركها وذهب لتضع يزيد على الأريكة قائلة في ڠضب..
هو راح فين !!! يارب أنا تعبت ..!!!
لم تشعر بنفسها إلا وهي تجلس على الأريكة مڼهارة في البكاء الشديد الذي جعل أخيها ينتفض من نومه يقترب منها بيداه الصغيرتان جدا ليزيل دموعها عن وجنتيها بلطف طفولي مبتسما في وجهها كالملاك أحتضنته هي فلم يعد لديها في الدنيا سواه نظرت لباب الشقة الذي فتح پعنف ليدلف مازن قائلا پعنف أشد..
أنت مطلعتيش ليه بقالي ساعة مستنيكي في العرب...
استوقفته دموعها ليقترب منها بجزع نهضت هي قبالته تصرخ في وجهه بحړقة..
و أنت مش قولتلي ليه انك واقف برا..
ثم أكملت بنبرة تشوبها الألم..
أنا فكرتك مشيت ..!!!
ربت على كتفيها قائلا بلا مبالاة..
لاء متقلقيش أنا مش همشي و أسيبكم أبدا ..

دلف للغرفة ليجدها مستلقية على الفراش في وضع الجنين مسبلة بعيناها بإرهاق كم يود هو أن ينام بعمق مثلها منذ ۏفاة والده لم يستطيع الغوص في النوم بتلك الطريقة التي تنام بها يقترب منها لينثنى بجزعه العلوي مستندا على الوسادة بكلتا ذراعيه محدقا بجمالها الجذاب مسح على خصلاتها كما لو أنها طفلته تململت ملاذ لتفتح عيناها ببطئ و أول ما رأته كانت غابات الزيتون خاصته أنتفضت من على الفراش لتفرك عيناها من شدة النعاس أعتدل هو في وقفته أبتسم يطالع وجهها الصافي كم كانت بريئة كالأطفال تفاجأت هي من وجوده لتقول
ظافر كنت عايز حاجة 
تنهد قائلا..
كنت فاكرك صاحية فقولت أجي عشان أتكلم معاكي على فرحنا 
أبتلعت ريقها قائلة بتردد.. 
فرحنا..
بدا الإرهاق على وجهه جليا ليجلس جوارها مغمضا عيناه بتعب عائدا برأسه للخلف لتظهر تفاحة آدم خاصته الإرهاق بادي على وجهه وبقوةلاحظت هي ذلك لتمد يدها على ظهره بتردد قائلة ببعض من القلق
أنت كويس !!
أبتسامة صفراء متمتما..
مافيش حاجة يا حبيبتي ..
توترت قليلا لأثر تلك الكلمة على قلبها ولكنها أخفت توترها قائلة بشك..
بجد!!!
أبتسم لها قائلا وهو يربت على ذراعها مسترسلا..
أرجعي نامي يا ملاذ ..
فركت عيناها كالأطفال قائلة زامة شفتيها..
لاء أنا مش عايزة أنام..
لتكمل قائلة بتردد..
أنا جعانة ..
نظر إلى شفتيها  بعينان مظلمتان يشعان رغبة قلبه يحثه على فعلها بينما عقله يدفعه دفعا منجذبا لسحرها وبالفعل في غضون بلطف جعلها تستسلم له ظلت متيبسة لاسيما عندما أمسك بعنقها من الخلف ليتعمق أكثر!!!
طرقات خفيفة على الباب جعلتها تجحظ بعيناها لتدفعه بصدر يعلو ويهبط حاولت إزاحة ذراعه القوي عن ظهرها ليشددها هو أكثر ناظرا لها بتحذير شديد سمح للطارق بالدلوف لتدلف الخادمة تخبرهم بضرورة النزول ليأكلوا منكسة بنظرها للأسفل خرجت بهدوء لتنظر له پغضب نافضة ذراعه عنها لتنهض واثبة مزمجرة به بوجنتان متخضبتان..
يا ظافر في حد يعمل كدا !!!..يعني ينفع الموقف اللي حطتني فيه دة..
جذبها من ذراعها لتسقط على قدمه يبتسم لها بخبث شهقت ملاذ بخجل حاولت النهوض ولكن ذراعه الذي يحاوط خصرها بشراسة يحول دون ذلك كادت أن تبكي من فرط الحرج قائلة..
ظافر سيبني والنبي لو حد دخل والله هنتبهدل..
قهقه بصوت عالي جعلها تتمنى لو أن تنشق الأرض وتبتلعها ليهتف ظافر وسط ضحكاته الرجولية..
أنت هبلة يا ملاذ !! أنت مراتي مش شاقطك يقصد مش جايبها من الشارع يعني
نظرت له بغل لتضربه على منكبيه العريض پعنف ضحك هو بقوة ليصمت بعد برهة من الزمن كما لو أنهما بعالم منفرد عن ذاك بإبتسامة لطيفة على ثغره يتأمله كان دائما ينظر إليها وكأنها أعظم أحلامه التي تحققت وأجمل إنتصار فاز به !!!
عيناها البندقية

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات