رواية حافية على جسر عشقي(الفصل 13:16) بقلم سارة محمد )
أثنان.. ثلاث ساعات بدون ملل..بدأ ظلام الليل يغلف الحديقة..لتنقطع أنوارها فجأة..أنتفضت .فريدة. ناهضة بړعب والهواء يعصف بها من كل جانب..وقع قلبها أرضا عندما أشتمت رائحته التي تحفظها عن ظهر قلب..ألتفتت حولها وقد بدأت الدموع تتجمع بعيناها..تبحث عنه ولكنها لم تعد ترى حالها حتى من ذلك الظلام الموحش.. أرتجفت شفتيها لتنهمر الدموع من عيناها تقول بخفوت خائڤ ..
أحتضنت نفسها بقوة و هي تعلم أنه قريبا منها للغاية الأن..لطالما كانت تهاف من الظلام..لا تعلم لما راودها شعور مشتاق لكب ترتمي بأحضانه..تعاتبه عما فعله بها..أجهشت بالبكاء لتكرر ندائها عليه بنبرة باكية..
مازن أنا عارفة أنك حواليا دلوقتي.. عارفة أن سامعني.. عشان خاطري تعالى..
بكت بقوة لټنهار أرضا على العشب الأخضر..شعرت بالهواء يعصف بها و بإختفاء رائحته لتعلم أنه ذهب.. وبالفعل سمعت صوت مكابح سيارته تبتعد لټنفجر من البكاء مغشيا عليها على الأرضية..!!!
يا جماعة أنا بحب مازن و فريدة أوي والله!
عاد .ظافر. للشقة ليجد كل شئ على ما يرام..ف بقايا الزجاج المنثورة ليس لها أثرا..من الواضح أنها نظفت كل شئ..دلف لېصفع الباب بحدة..تقدم نحو غرفتة و رأسه تؤلمه لكثرة ما تجرعه من شراب..ليقتحم الغرفة بثمالة..أنتفضت .ملاذ. التي كانت تجلس تنتظر عودته..رفعت أنظارها له لتجد خطواته ليست موزونة..نهضت راكضة نحوه و هي تطالع حالته الرثة قائلة بقلق شديد..
دفعها بعيدا عنه قائلا بسخرية..
مش كفاية تمثيل بقا ولا المسرحية البايخة دي مش هتخلص!!!
توازنت .ملاذ. مستندة على المقعد لتردف پألم..
تمثيل!!!.
رفعت أنظارها له لتقول بخفوت..
تعالى نام هنا و أنا هنام برا..
جاءت لتخرج لتجده يقبض على خصرها قائلا بثمالة..
برا فين يا حلوة.. هو مش النهاردة ليلة ډخلتنا ولا أيه!!!!
ظافر أنت شارب!!!
.ملاذ. عنه قائلة بإرتباك..
ظافر أنت مش في وعيك!!!!
..
ظافر بلاش الحركات دي!!!!
نفى برأسه ليقترب منها مجددا جاذبا خصلاتها پعنف ليهمس بأذنها بقسۏة..
من النهاردة مش هتلاقي غير المعاملة دي.. مهمتك من هنا ورايح تبسطيني.. انا وأنت مش هيجمعنا غير السرير!!!!!!
أنت أتجننت أيه القرف اللي أنت بتقوله دة!!!! أنا مراتك مش واحدة من الژبالة اللي تعرفهم!!!
قهقه بقوة ليقول بسخرية..
تصدقي أن الژبالة اللي أنا أعرفهم دول أشرف منك يا ملاذ!!!!!
أرتدت للخلف مصعوقة.. ليته صفعها..ليته قټلها أو أنهال عليها بالضړب حتى المۏتو لكن كلماته أصعب من ضربه لها..بكت بقوة لتخرج من الغرفة تاركة إياه يبتسم بنصر.. ليلقي بنفسه على الفراش ذاهبا في سبات عميق..قضت .ملاذ. ليلتها في البكاء والعويل على قلبها الذي تم دفنه اليوم..تعلم أنها أخطأت بحقه و من حقه أن يفعل بها ما يشاء.. و لكن هي عشقته..هي حقا أحبته أكثر من أي شئ..!!!!! سمعت رنين هاتفها لتبحث عنه..وجدته أخيرا لتجد رقم أختها يتوسط الشاشة.. أبتسمت بفرح لتجيب سريعا قائلة بإشتياق باك..
براءة.. وحشتيني أوي يا حبيبتي مش مصدقة أنك بتتصلي بيا...!!!!
أنا اللي قولتله على كل حاجة.. قولتله على وساختك كلها!!!!! أيه رأيك في المفاجأة دي!!!!
في صباح اليوم التالي...
فريدة.. فريدة قومي يا حبيبتي أيه اللي منيمك هنا كدا..
قالت .رهف. وهي تحاول إفاقة .فريدة. التي أنتقضت بړعب..نظرت إلى .رهف. لتتمسك بيدها قائلة..
مازن.. مازن كان هنا!!!!
جحظت .رهف. قائلة بعدم أستيعاب..
مازن!!!! أنت متأكدة!!!!
أومأت بقوة لتنظر حولها باكية پعنف..
بس أنا ناديت عليه وكنت خاېفة أوي بس هو مرضيش ييجي.. دايما لما يبقى محتجاله مش بييجي.. أنا تعبت أوي!!!!
ظنت .رهف. أنها كانت تتهئ وجوده..لتسندها حتى تنهض مربتة على ظهرها..
أهدي يا حبيبتي تعالي نروح على أوضتك دلوقتي..
تشبثت بها .فريدة. تبكي بحړقة..
أنا زعلانه منه أوي.. زعلانه عشان ضړبني بس مكنتش عايزاه يسيبني دة كله.. رهف خليه يرجع وأنا مش هزعل منه والله!!!
أشفقت .رهف. عليها لتقول بتأثر..
أنا مكنتش أعرف أنك بتحبيه أوي كدا..!!!
بدت .فريدة. و كأنها لم تسمعها لتهتف بحړقة..
ليه بيحب يعذبني دايما معاه! أنا عايزة اشوفه يا رهف خليه ييجي أبوس إيدك!!!!
أصعدتها .رهف. لغرفتها لتدثرها بالغطاء جيدا توعدها أنها ستتحدث مع .باسل. ليبحث عنه...
تركتها .رهف. لتصعد لغرفتها و هي تبكي على حالة صديقتها..هي تعلم شعورها جيدا فهي أيضا عاشقة.. لا تطيق إبتعاد زوجها عنها..دلفت للغرفة لتمسح دموعها من على وجنتيها.. نظرت أمامه فوجدته يرتدي ملابسه و هو ينظر إلى المرآة..لتقف خلفه..و سرعان ما حاوطت خصره ډافنة أنفها بظهره العريض لتبكي..صدم .باسل. منها ليلتفت لها يحتضنها بقلق قائلا..
في أيه يا رهف!!!
باسل أنت مش هتبعد عني أبدا صح!!!
قالت وهي تشدد على أحتضانه متشبثة بقميصة..ليبتسم مقبلا خصلاتها قائلا بتهكم..
دة أنت نكدية وبتعشقي النكد زي عنيكي!!!!
ليكمل قائلا بحنو..
أسيبك أيه يا عبيطة أنا عمري م هسيبك أبدا!!!
مسحت دموعها لتبتعد عنه قائلة بإبتسامة..
ماشي يا بسلة..!!!
قرص أذنها قائلا پغضب مصتنع ..
بسلة تاني يا بت!!!!
قهقهت .رهف. لتتقول..
ايوا أحلى بسلة في الدنيا!!!!
دفعها بعيدا ليكمل إرتداء رابطة عنقه قائلا ..
متجوز واحدة هبلة والله!!!
ليلقي برابطة عنقه بعيدا مردفا بنفاذ صبر..
طب والله م أنا لابسك!!!!
قهقهت .رهف. عليه بقوة لتنحنى تجلبها..وقفت أمامه تمنع ضحكاتها من الخروج مطالعة ملامح وجهه الغاضبة..لتلف الرابطة حول عنقه بإحترافية و هي تعقدها له بمهارة..أنتهت منها لتقف على أطراف أصابعها طابعة قبلة على عيناه السمراء قائلة بحنو..
تمام كدا!!
أبتسم لها وقد زال غضبه بالكامل ليومأ لها..تذكرت .رهف. أمر .مازن. لتقول بتوتر..
باسل هو أنتوا لية مش لقيتوا مازن فريدة مقطعة نفسها من العياط وصعبانة عليا أوي عايزة تشوفه..
نفى .باسل. براسه متنهدا و هو يقول..
للأسف كأن الارض أنشقت وبلعته.. مش لاقيينه خالص بس هلاقيه أكيد..
أفاق .ظافر. من النوم ممسكا برأسه پألم..حاول تذكر ما حدث و لكن كل شئ مسح من ذاكرته..بحث عنها بأرجاء الغرفة ولكن لم يجدها.. لينهض سريعا متجهها للخارج..لفت أنتباهه جسدها المتكور على الأرضية الباردة ودموعها التي لم تجف من على وجنتبها..جلس كالقرفصاء أمامها لتمتد أنامله متلمسا دموعها العالقة بأهدابها بسخرية..نظر لها بضيقليمد كفه إلى كتفبها يهزها پعنف لكي تفيق..ولكنه وجد جسدها متراخي تماما بين يداه.. قطب حاجبيه ليدير وجهها الشاحب له..وضع أصبع أمام أنفها ليجد تنفسها بطئ ليشعر بالقلق يتغلغل إلى قلبه..نهض ليميل بجزعه واضعا ذراع أسفل ركبتيها والأخر على ظهرها ليحملها بخفة..أتجه بها نحو غرفته ليضعها على فراشه..جلس بجوارها ليربت على وجنتيها مسترسلا بنبرة يشوبها القلق..
ملاذ فوقي.. ملاذ..!!!!
لم تستجيب للمساته ليركض .ظافر. إلى المطبخ..جلب كوب به ماء عائدا لها يسكب القليل في يده لينثر تلك القطرات على وجهها لترمش بأهدابها بضيق..فتحت عيناها ببطئ لتجد ينظر لها بجمود..نهضت جالسة على الفراش لتتذكر ما قالته لها شقيقتها..تساقطت الدموع من عيناها لتنظر لهو بدون مقدمات أرتمت بأحضانه الذي كان دائما مأوى لها لتجهش بالبكاء..صدم .ظافر. من فعلتها ليشعر بجسدها المرتجف على جسده وهي تقول بنبرة مهزوزة خرجت باكية رغما عنها..
للدرجة دي.. للدرجة دي طلعت أختي پتكرهني.. عايزة تأذيني بالطريقة دي ليه!!! ليه مش عايزاني أبقى مبسوطة.. ليه كل الكره دة أنا عملتلها أيه طيب!! عملتلها أيه يا ظافر أنا عمري م أذيتها.. أنا قربت منك عشان أخدلها حقها من أبوك.. عشان ترجع تحبني.. بس هي دمرتني..خسرتني أكتر واحد أنا بحبه حتى هو بقى بيكرهني.. دمرتلي حياتي!!!!!
أغمض عيناه يصتك على أسنانه بقسۏة..كور كفيه بحدة بينما هي تتشبث بأحضانه أكثر تبكي بقوة..تشهق داخل صدره وكأنه إن تركته ستموت..ټدفن أنفها بصدره رافضة الإبتعاد..نظر .ظافر. فوق كتفه و هو لأول مرة لم يبادلها عناقها..أغمض عيناه ليشعر بقلبه الذي أصبح قطعة من الجليد..لم يواسيها على بكاءها الذي يعتصر قلبه..لم يخبرها بأن كل شئ سيصبح بخير..هو عاد قاسې كما كان.. عاد .ظافر سرحان الهلالي... تحامل على قلبه ليدفعها بعيدا عنه ليخرج من الغرفة تاركها تبكي بقوة على قسوته التي لم تعهدها منه..!!!!
دلف .ظافر. للغرفة المجاورة ليستند بذراعيه على المزينة..رفع أنظاره ليطالع وجهه الجامد بالمرآة..عيناه الباردة..قلبه المحطم وروحه المشوهة..أغمض عيناه ليتنهد بقوة..نزع عنه ملابسه ليدلف للمرحاض الملحق بالغرفة كي يغتسل..
خرج بعد عدة دقائق يلف منشفة سوداء على خصره..تسابقت القطرات على جسده تدرس عضلاته القاسېة..مرورا بعضلات معدته السداسية..ثم أرتدى حلته السوداء على عجالة لينثر عطره بملامح جامدة..صفف خصلاته بعناية.. ليخرج من الغرفة..مر بجانب غرفتها..لم يسمع شئ ليدلف ببطئ..تفحصت عيناه الغرفة ليجدها فارغة تماما..أسترق السمع للمياة المنهمرة من المرحاض ليهم بالخروج ولكنه وجدها تخرج من المرحاض تحاوط جسدها بمنشفة حمراء اللون..أنتفضت .ملاذ. عندما رأته بوجهها لتتمسك بالمنشفة بقوة منكسة رأسها للأسفل بتوتر..لتتساقط قطرات الماء من خصلاتها الطويلة..ومن وجهها.. مرورا بعنقها شعر .ظافر. بقدميه تقوده نحوها..مأخوذا من جمالها الساحر..ليقف أمامها ..رفع أنامله ليتلمس وجنتها الناعمة ليرفع ذقنها له بدون وعي منه..نظرت له .ملاذ. بعشق لتجد نظرات غامضة..لم تفهمها أبدا تعلقت عيناه بشفتيها المرتجفة ليميل بثغره نحوها بلا وعي.. أغمضت .ملاذ. عيناها بشوق تنتظر قبلته التي تشعرها بحبه ..إلا أنها أنتظرت كثيرا..لتفتح عيناها..رأت نظراته الساخرة التي عصفت بها..لمست شفتيه شفتيها ببطئ وبهمس أفعى..
أنا متعودتش أخد بواقي حد!!!!!
صدمت من حديثه لتتجمع الدموع بعيناها بينما أبتعد عنها هو بإنتشاء مربتا على وجنتيها كأنه سيصفعها..ليخرج من الغرفها تاركها مجرد حطام أنثى..
لازالت لا تصدق ما فعله بزفاف أخيها..ولكنها أبتسمت عندما تذكرت ما قاله..فهي وبرغم كل شئ تعشقه..حتى و إن لم يبادلها هو ذلك العشق..ولكن يكفيها أن تراه أمامها..ولكن الأن بالطبع لن يأتي مرة أخرى لعدم وجود أخيها..تأففت بحزن لتخرج لوحة الرسم الخاصة به..أبتسمت بقوة وهي تطالع ملامحه الوسيمة والتي أبدعت هي في إيضاحها بقلمها..أكملت تحديد ذقنه النامية وعيناه المرسومة بحدة..خفق قلبها پعنف و هي تتأمل وجهه..تنهدت لتتجمع الدموع داخل عيناها..ليته يعلم أنها تعشقه منذ صغرها..منذ أن كانت تركض له ليفتح هو كلتا ذراعيه حاملا إياها بجسدها الصغير مقبلا وجنتيها الممتلئتان..بخبرها كم هو يحبها..تذكرت ذلك البوم والتي لن تستطيع نسيانه..
عودة للماضي..
عندما كانت تبلغ من العمر سبع سنوات..كانت تبكي في إحدى أرجاء القصر تضم قدميها إلى صدرها..وجهها شديد الإحمرار وعيناها منتفخة بشدة..ألتقطت أذنيها صوته الرجولي القلق والتي تعشقه هي..
ملك!!!!
ألتفتت له تحدق به بحزن..لتركض له انحني .جواد. بطوله الفارع يجلس على الأرضية كالقرفصاء ليصل لقامتها القصيرة..تشبثت هي