رواية حافية على جسر عشقي (الفصل29:30) بقلم سارة محمد
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
أنا.
وبالفعل هدأت تماما عندما سمعت صوته يتغلغل إلى أذنها..متذكرة ما حدث بالأمس..فوجدته يفتح ضوء خفيف من جواره..ليلتفت لها مجددا يسند جسده بمرفقه..قائلا وهو ينظر لها بتركيز..ونبرة صوته قلقة..
رهف..سامحتيني مش كدا.
أيوا..مسامحاك.
حرام عليكي نشفتي ريقي.
أبتسمت .رهف. لسعادته..ليعود لها .باسل...ليسند جبهته على جبينها..ممسكا بوجهها بين راحتيه..وعيناه مغلقتان..تنهد براحة وكأن حجر ثقيل أزاحته هي بكلمة منها من فوق صدره..ليسترسل بصوت مثقل بالعاطفة..
يآآآه يا رهف..أخيرا..أنا مش عارف أوصفلك أد أيه فرحان..أنا كأن أتكتبلي عمر جديد.!
هتفت .رهف. بصوت حزين..
أنا مكنتش أعرف أن هيجرالك كل دة والله..أنا عذبتك أوي يا باسل.
أبعد وحهه عنها ليبقى في مواجهتها..ثم حاوط وحهها سريعا قائلا بلهفة..
أرتجف قلبها بين ضلوعها لتنظر له بحزن..ف جذبها لأحضانه مستلقيا جوارها..ثم همس بصوت خاڤت..
أومأت دون أن تتحدث وهي محاوطة خصره تستنشق عبير رائحته التي حرمت منها شهور..و حنانه الذي أشتاقت له..ليهمس لها وهو ينظر لها بخبث..
نبدأ من الأول خالص بقا.
أطلقت ضحكة لتضربه على صدره..ليقضيا أجمل ساعات معا..وكلا منهم أجتمعا في عالم خاص بهم.
عندما وصلا المنزل..و .هنا. لم تتحدث أبدا..فقط جالسة على فراشهم أسفل الغطاء..ف أخذت الدادة .عمر. ليبيت معها في شقتها بالأسفل بأمر من .ريان...الذي أتجه نحوها جالسا أمامها..يقول بصوت هادئ..
أحكي كل حاجة من أول م سيبتكوا.
لم تلتفت له..ولكنها قالت في صوت لا حياة به..
طيب ممكن أنام دلوقتي ولما أقوم نتكلم.
لاء مش ممكن.
هتف بحدة..ثم زفر يضيق..لينهض و هو يقول..
أنا لازم أعرف أيه اللي حصل بالظبط..و ليه كنت خاېفة أوي كدا وأحنا في العربية..تعبك وبرودة جسمك دي كانت من أيه..عايز أعرف أيه اللي خلاكي تسيبي عمر لوحده في مكان زي دة وتبعدي عنه.
كان يتحدث وهو يسير ذهابا و إيابا..ف نظرت له .هنا. بحزن شديد..و هي تتذكر تلك اليد القڈرة التي لمستها..و ذلك الصوت المقرف والتي لازال يرن بأذنها..وفور تذكرها ما حدث أنفجرت بالبكاء تخفي وجهها بكفيها..ف توقف .ريان. عن الحديث متسمرا بالأرض..ليلتفت لها بقلق..ثم ذهب نحوها ليجلس أمامها على الفراش يبعد كفيها عن وجهها الأحمر..أعتصر قلبه عندما رآها بتلك الحالة..ليكوب وجهها بين كفيه..يقترب منها أكثر هامسا بجزع..
في أيه يا هنا. قولي يا بابا مټخافيش..أنا متأكد أن في حاجة كبيرة حصلت.
نظرت له بحزن..لتنظر إلى كفيها تفرك أصابعها بإرتباك..ليمسح دمعاتها بحنان..ثم رفع وجهها له مجددا يردف وهو يحاول أن يطمئنها..
ردي عليا يا هنا..أيه اللي حصل..متسيبيش دماغي تودي وتجيب كدا.
نظرت لعيناه بمقلتين مهتزتان..ف وضع خصلاتها خلف أذنها يومأ لها برأسه يحثها على الحديث..ف تلعثمت .هنا. وهي تقول بنبرة مهزوزة..
أنا هقولك...لما كنت واقفة مع عمر لمحت ولد كدا صغير ... كان هيقع من اللعبة..ف لما روحت ومسكته جات مامته آآآ و زعقتلي عشان فاكرة إني جاية أخطفه..و آآ قالتلي كلام وحش كدا..ف أنا لسة متأثرة شوية بيه.
أعتلى الڠضب ملامحه..ليتركها قائلا بضيق..
دي واحدة ژبالة مبتعرفش تفرق بين ولاد الناس والحرامية..يعني دة منظر واحدة ټخطف طفل.
قال وهو يشير عليها..ف زفرت .هنا. براحة..ف هي كانت تتوقع عدم تصديقه لها..لم تجيبه..ف هتف بإنفعال وهو يجلس أمامها..
وبعدين و أنت تتأثري بكلامها ليه دي مچنونة..بدل م تشكرك إنك أنقذتي أبنها بتتهمك أنك بټخطفي أطفال..دي واحدة ماعندهاش ډم و آآآ
..
مامي عايز أنام جنبك عسان خاېف.
أغمض عيناه يسب أبنه في سره..يعض على شفتيه السفلى بغيظ..ليفتح عيناه فوجدها تسربت من بين يداه..متجهة إلى .عمر. بخطوان مرتبكة..لتحمله قائلة بحنان..
تعالي يا حبيبي.
حاوط .عمر. عنقها..ولكن وقعت عيناه على أبيه..فشهق بخضة قائلا..
مامي هو بابي وسه أحمر ليه كدا. هو مضايق.
كتمت .هنا. ضحكاتها وهي تنظر لوجه .ريان. المكتوم بحمرة مغتاظة..لتوجه له نظرة متشفية..قائلة بنبرة ذات مغزى..
لاء يا حبيبي..دة بابي هينفجر بس..أصل أنت قطعت عليه حاجة مهمة.
نهض .ريان. متجها لهم..لتتحول ملامحه من ڠضب إلى مكر..ليقترب منهم قائلا وهو يجذب .هنا. من خصرها..ينظر إلى طفله بخبث..
أصل أنت مشوفتش أمك يا عمر كانت عاملة أزاي من شوية..كانت خلاص بتسلم نمر .
تصاعدت الډماء لوجهها بخجل شديد..لتنكزه بكتفه..ثم ذهبت إلى الفراش لتنام على جانبها الأيمن..واضعة .عمر. بأحضانها..وكادت أن تغمض عيناها لولا ذراعه الذي ألتف على..شدد على معدتها ليقربها منه..ثم أسند جانب
تسارعت نبضات قلبها من شدة الأرتباك..لتغمض عيناها بنعاس..ولكنها شهقت تكتم ضحكتها التي كادت أن تصدح بالغرفة عندما دغدغ معدتها بأنامله..ألتفتت له بوجهها فقط لتطالع الأبتسامة التي أعتلت وجهه..فقطبت حاجبيها غيظا..ثم هتفت بضيق زائف..
يا ريان نام بقا.
وبعد وقت قصير..أستسلمت .هنا. له..ولم تبدي أية أعتراض..ولكن وفجأة قفز إلى عقلها ما قاله هذا الرجل..وأنهم مراقبون حتى في غرفة نومهم..لتدفع .ريان. إلى الخلف من صدره بدون مقدمات..ف أندهش الأخير يردف..
في أيه.
ألتفتت حولها بړعب..ومقلتيها تدورا في كل أنحاء الغرفة..لينكمش جسدها عندما نظرت إلى الشرفة المغلقة وهي تتخيل أنه يقف خلفها..ولكن ما أخرجها من تهيؤاتها .ريان. الذي أدار وجهها له ممسكا بذقنها..يردف ب شك ملحوظ..
هنا أنت فيكي حاجة!!
تسارعت أنفاسها من شدة الړعب لتنهض من فوق الفراش تغلق الشرفة جيدا..ثم سدلت الستائر عليها..قطب حاجبيه من أفعالها الغريبة..ليجدها ذهبت له ثم أستلقت جواره..لتدس رأسها في صدره محاوطة خصره وجسدها بأكمله يرتجف..حاوطها .ريان. بذراعيه السمراوتين..ليربت على ظهرها..و هو تيقن تماما أن هناك شيئا حدث..وسيعلمه ولكن ليس الأن حتى لا يضغط عليها..مسح على خصلاتها حتى غفت بأحضانه..ف نام هو أيضا..ولكنه عقله بقي يفكر فيما أصابها وهو بعيدا عنها.