رواية عصى الهوى(كاملة)بقلم نيرمين همام
بهدوء شكرا لك
سار ياسين إلى السيارة وأخرج حقيبتها ثم قال بأدب.
حسين منى أنتم تعرفون غرفك. سيتم تقديم العشاء قريبا
قالت منى سأصعد إلى غرفتي.
أحست الفتاة أن منى بادلتها العداء.
نظر ياسين إليها وسألها ببرود ماذا قال لك حسين
حسين فأجابت مرتبكة غير متفهمة. ثم احمرت خجلا. قابلت عينيه ونظرت بعيدا لا شيء
حسنا وصلوا إلى باب غرفة نوم نونا. وضع ياسين الحقيبة الخاصة بها على الأرض وتحرك أمامها.
رفعت رأسها مرتبكة ومرتبكة واستفسرت بحدة.
أخبرتك لم يكن شيئا كبيرا. لكن إذا كنت قلقا فلماذا لا تسأل حسين
هذه فكرة جيدة وابتسم وماذا سيقول لي
اهتم بشؤونك الخاصة بالطبع أجابت نونا بخفة ورفعت حاجبيها بسخرية. لحسن الحظ لم يستطع قراءة رأيها. ربما أعطت قلبها لذلك الرجل بطريقة سخيفة ومتسرعة لكنها لم تكن على استعداد للاعتراف بذلك. لقد كان الوقت مبكرا للغاية حيث كانت عواطفها الفوضوية تتصارع.
ياسين هل تريد أن ترى رسم العربة التي صممتها لك
انتهى التوتر الذي لا يمكن تفسيره الذي نشأ بينهما. تراجع ياسين بلا استعجال عن نونا مما أدى إلى تشتيت انتباهها وشعرت كما لو أنها هربت للتو من جهاز كشف الكذب . انتهزت الفرصة لدخول غرفتها متكئة بضعف على الباب المغلق وهي تستمع للأصوات تنحسر.
تحت الماء الدافئ ارتدت على قفازات جراحية ونزلت في حوض الاستحمام. تغسل شعرها.
ثم استعدت لتناول العشاء وخططت لما سترتديه الليلةفاختارت فستان طويل أبيض من الحرير يظهر لون بشرتها وعينيها.
وبينما كانت تنزل الدرج سمعت أصواتا قادمة من غرفة المعيشة. كان جزءا منها يشعر بالغيرة.
دخلت غرفة المعيشة. كان باسل غائبا لكن البقية اجتمعوا هناك. وقف حسين الذي لا يهدأ كالعادة من الضحك بالقرب من النافذة وجهه أضاء بسرور عند رؤيتها. جلست منى برشاقة على الأريكة وتعبيرها صارم وعيناها الجميلتان ممتلئتان بالڠضب. للحظة لم تفهمها نونا. ومع ذلك قدمت المرأتان تباينا مثاليا. منى طويلة القامة بيضاء صبغت شعرها بالأشقر ترتدي القطيفة الأسود بأناقة رائعة و نونا الصغيرة ذات الشعر الأسود والبشرة القمحية المائلة للاحمرار قليلا النابضة بالحياة بدت مليئة بالطاقة.
عرفت نونا ما كانت تراه وأصبح تنفسها غير منتظم. رأت ياسين ما أرادته أن يراه ... شكلها غير المزين بشرتها.
تجول حسين حول الأريكة وهو ينظر إليها بإعجاب.
تحول مذهل! . عزيزتي تبدين رائعة!
كانت نونا بطيئة في النظر بعيدا عن وجه ياسين وارتجفت من تعبيره الغاضب التفتت إلى حسين وهمست بيأس
أجاب لكننا بدأنا للتو محددا بصره على.
وجه نونا الرقيق المتورد.
بقلم نرمين عادل همام
قصص نيمو
كيف تجرؤ سألته متفاجئة جدا.
رد حسين بابتسامة. أن ياسين خطېر عندما يتم استفزازه لكنني أعتقد أنه يستحق ذلك!
كيف علمت بذلك سألت وعيناها اتسعت في دهشة.
عزيزتي لقد رأيته منذ البداية. لقد رأيته يكبر ويبتعد عن كل من حوله تقريبا وإذا تمكنت من إعادته إلى نفسه القديمة فلديك أخلص تحياتي وسأساندك واقف معك. ثم أضاف بهدوء لم أره مثل هذا من قبل!
لا تستسلمي تحت الضغط يا عزيزتي.
استدارت لتنظر إليه بقلق حيث توقف بجانبها وتفاجأت برؤية أن تعبيره لم يكن ټهديدا بل تعبير غريب كأنه سينقض على حسين ويفترسه. كان ياسين الصورة المثالية للإنسان المتحضر
ثم كان المساء بدايته کاړثة. في الواقع ساء الوضع. كانت الأعمال العدائية سرية. في العشاء كان حسين يتصرف بغرابة كل ما يفعله هو الضحك على اى كلمة تقولها أو أن يفتعل أي حديث معها ويضحك ويجملها.
فبدا ياسين غاضبا على نحو متزايد. أما منى فقد راقبت التفاعل باهتمام لكن وجهها المغرور الغامض لم يكشف عن أفكارها. عرض حسين على نونا تفسيرا قاسېا خلال إحدى محادثاتهما.
الهادئة
من زمن ومنى تحاول أن تستميل ياسين نحوها لكن لا تقلقي لم يحدث شيئا. لقد طاردته لسنوات لكنه يبتعد ويرفض بأدب احتراما للصداقة. أنا سعيد برؤيتها تحصل على ما أحدثته بي طوال السنوات الماضية.
أنا لا ألومها! هي محبطة لأنها لم تستطع تذوق العشاء كما فعل الآخرون.
من على رأس الطاولة سأل ياسين بتكاسل.
قال ياسين من لا تلومي
تجنبت عينيها عيناه وفجأة لجأت إلى صراحتها الفطرية وصړخت
أنا لا ألوم منى إذا لم تتحدث إلى حسين مرة أخرى! لقد تصرف بطريقة بغيضة وإذا كان العشاء دليلا على أشياء قادمة شكرا جزيلا لك لكنني سأتخطى الحلوى!
اڼفجر الرجلان ضاحكين
فقط منى لم تفهم النكتة وإراحة نونا لم يشرحها لها أي من الرجلين. ومع ذلك لا يبدو أن منى لاحظت أي شيء ونظرت إلى نونا في مفاجأة.
انتصرت كبرياؤها والفتاة لم تحمر خجلا وبفضل صراحتها الذي جاءت في الوقت المناسب وخفت الأجواء. حتى عداء منى أصبح أقل وضوحا عندما تكلمت لنونا لأول مرة. شعرت نونا بالارتياح عندما خف التوتر لدرجة أنها لم تمانع عندما توجهوا جميعا إلى الغرفة الخلفية لتناول القهوة.
قدم ياسين القهوة التي كانت تنتظر بالفعل على طاولة صغيرة. خدم حسين ومنى أولا ثم أحضرت نونا قهوتها أخذت الصحن بعناية وشكرته بعيون منخفضة. كانت منزعجة جدا من الطريقة الغريبة التي اقترب بها ياسين منها لدرجة أن يديها كانتا ترتعشان. بدلا من ذلك وقف في مواجهة نونا بالقرب من النافذة. أدارت الفتاة رأسها ونظرت إلى الخارج متمنية أن تتمكن من الابتعاد عن هذا الوضع الذي لا يطاق
قال ياسين بهدوء انظري إلي.
هزت رأسها ثم نظرت إلى الأعلى والتقت بوجهه. لقد كانت مشوشة. تحسنت العلاقات وكان الجميع مهذبين لكن يبدو أن ياسين لا يزال غاضبا من الغيرة التي أشعلها حسين داخل جسده.
قال ياسين بلطفإني استشاط ڠضبا منك ومن حسين لهذا الضحك الذي حدث فيما بينكم .
قالت بفخر لم أضحك مع حسين أدركت أنها تمكنت من الحفاظ على هدوئها.
هل تعتقد أنني لم ألاحظ ذلك
. حدقت به بلا حول ولا قوة. أعلم أنك لا تحبي ألعاب العقل ولكن إذا كنت قد شجعته سأقتل كلاهما!
كانت نونا تحترق من الڠضب.
يا له من تحذير مناسب وغير مفيد لأنك وأنا نعلم أنه لا يمكن تغيير ما لا مفر منه!
طرد ياسين أنفاسه بقوة وبدا أنه على بعد خطوة واحدة من ضربها.
أعتقد أنك تأخذ الكثير من الأشياء كأمر طبيعي .
إلا أنه ليس كذلك!
. فقالت لقد ارتديت مثل هذا من أجلك في تلك الليلة لكن ليس لدي أي سلطة على ردود أفعالك أنا الفتاة الصغيرة التي تريد الزواج منها لأنها لاتفقه شئ في الحياة ليس الا !
هذا أمر لا مفر منه ولست آسفة لأن كبرياءك قد تأثرت بفكرة أنك قد تضطر إلى التنافس على شيء ما لمرة واحدة في حياتك.
استمر ياسين في المحاولة يائسة لاحتواء الڠضب واتسعت عيناها بفهم مفاجئ. عرف لماذا كانت متشككة جدا بشأن ياسين في البداية. وجهان من جوانب شخصيته ... قسوته وصبره.
كانا في الأساس غير متوافقين متعارضين. إذا كان مليئا بالڠضب الليلة فقد كان معظمه موجها لنفسه بسبب رد فعله الذي لا يمكن السيطرة عليه في تلك الليلة.
أنت لا تعرف ما الذي تطلبه مني! اڼفجر وأدار وجهه بعيدا
لكنها كانت تعلم وشعرت باليأس. كشفت عينيه ووجهه عن اعترافه بالهزيمة وتراجع عن الصراع. ثم أعلن بصوت منخفض
أعلم أنه في محاولتك حمايتي منك قمت بحمايتي جيدا.
لعدم رغبتها في إطالة أمد هذا النقاش ابتعدت عن ياسين.
كان حسين ومنى يتجاذبان أطراف الحديث في أرجاء الغرفة وينظران إليها بفضول شديد. أعطتهم نونا ابتسامة صغيرة وأعلنت ببساطة
لقد تأخرت وأنا متعبة ليلة سعيدة.
رد الاثنان منى بتحفظ حسين ببعض القلق. لم ترغب نونا في النظر إلى ياسين عندما غادرت الغرفة لكن الاثنان الآخران فعلا ذلك. ومع ذلك فإن كل ما رأوه كان تمثالا له تعبير لا يمكن اختراقه.
تنهمر الدموع في عينيها ببطء ومؤلمة وهي تصعد الدرج. لقد رآها من البداية لكنه لم يفهمها.
لكل الأحاسيس القوية لم يستطع أن يفصل بينهما كلما كسروا الحواجز بينهما أقامهم مرة أخرى ثم ابتعد.
حسنا هذه المرة كانت هي التي ابتعدت.
ربما كانت ياسين ناضجة بما يكفي وذكية بما
يكفي لتقديم جانبها الناعم في إيماءة صداقة لكنها لم تعتقد أنها كانت ناضجة بما يكفي لقبول ذلك. ولا يمكنني العيش بدونها أيضا. وهي مقفرة فكرت في الابتعاد عن الاسكندرية. عاجلا أم آجلا. لكن تعافت يداها ويمكنها الآن العودة إلى العمل. استدارت بعيدا عن الباب وتجولت في الغرفة. لم تستطع المغادرة غدا وتتطلب المغادرة بعدها . لكن ماذا عن باسل كيف يمكنني أن أقول وداعا لتلك العيون الواثقة بي
أخطأت وهى تدور بالغرفة تعثرت في الأثاث ووقفت هناك واتجه وجهها نحو الحائط.
جاء صوت ياسين من الشرفة أنت بحاجة إلى شخص أكثر لطفا مما أستطيع أن أعطيه لك .
أصابت المفاجأة والألم أعصابها المتوترة بالفعل. لم يكن ېؤذيها أكثر إذا حاول عمدا.
اخرج من هنا! طلبت بصوت عال.
لكن الخطى والصوت كانا أقرب حتى جاء من خلفها.
أنت بحاجة إلى شخص لا يتدخل في حياتك المهنية ولن يشعر بالغيرة من هذا التركيز الشديد الذي يأخذ كل شيء من عقلك عندما تعمل.
بكت من الألم ووضعت يدها في فمها. إلى أي مدى يمكن أن يرفضها لم تكن تعرف لكنها كانت تدمره.
كان وراءها فجأة.
فقال أنت بحاجة إلى شخص يحبك بما يكفي يستطيع أن يتغاضى عن تلك الطفولة التي ما زالت بك.
ثم الټفت كي يغادر الغرفة إلا أنه وجدها ترتعش من البرد.
فأشعل المدفأة لها ووقف بحركة سريعة واحدة ثم سارع بالخروج وقام بإغلاق باب الشرفة.
لم تدري ما تفعله فجلست على سريرها فترة تفكر فيما آل الحال إليه وهل تتقبله كزوج وتعيش حياتها معه وهو بهذا الفكر فكم سمعت عن ان الحياة تكون صعبة مع وجود فارق سن ما بال رجل أعمال مشهور تتهافت السيدات عليه ويريد الزواج منها لمجرد أنها طفلة يشكلها كيفما شاء
ثم قامت واستبدلت ملابسها بملابس
النوم ورفعت الأغطية وانزلقت في السرير كم تتمنى أن يرشدها احد لكن الأوان قد فات فإنها