الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

كاملة

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني (كاملة جميع الفصول) بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 27 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

بړعب بعد أن سمعت صوت زئير أحد الأسود 
القريبة و التي ظنت أنه قد دخل الفيلا...
في الأعلى كان سيف مركزا على الصفحة 
الأخيرة من بنود تلك الصفقة التي أرسلها له 
جاسر صباح اليوم عبر الإيميل...
عبس للمرة الالف و هو يتفقد الباب أملا 
في مجيئها فهي بالفعل تأخرت في الأسفل... 

ندم على تركها لكنه إضطر لذلك بعد أن 
ظلت تلح عليه أن تنزل فقط خمس دقايق حتى تحضر له كوبا من العصير....قفز من مكانه 
فجأة بعد سماعه لصوت صړاخها ليرمي
الحاسوب من فوق ساقيه ثم اسرع حافيا 
باتجاه الباب و هو ينادي بإسمها.... 
توقف فجأة ليسترجع أنفاسه التي سلبت منه 
و هو يراها تقف على الدرج و تستدير نحو 
باب الفيلا و كأنها تبحث عن شيئ و الذي 
علم ماهو حالما سمع أصواتهم من جديد....
ناداها لتندفع نحوه محتضنة إياه بقوة وكم 
راقه ذلك ليبتسم بخفة على مظهرها الخائڤ 
و هي بين ذراعيه... 
كانت ترتجف و تبكي و هي تحاول نطق 
بعض الكلمات لكنها عجزت لتحدثه بالألمانية 
ذلك الۏحش... إنه هنا...في الفيلا . 4
ربت على شعرها و هو يهمس لها مهدئا إياها
طب إهدي... خلاص أنا جمبك...إنت  مش وعدتيني
إنك عمرك ما هتخافي و أنا معاكي.
هزت رأسها بإيجاب و هي تحاول أن تتحدث
لكن لم يكن هناك سوى شهقات خاڤتة 
تصدر منها.... 
ضم سيف شفتيه حتى لا ينفجر ضحكا عليها
و هو ينظر نحو الأطباق و الكؤوس التي 
تحطمت حيث ذهب مجهوده سدى... 
سار بها نحو الأعلى حتى إذا وصلوا للغرفة 
هدأت سيلين قليلا لتهتف من بين بكاءها 
الاكل راح....أنا عملتلك عصير و ساندويتش
عشان إنت مش تعشيت كويس....
أحضر لها سيف كوبا من الماء ثم ساعدها 
لتجلس على الكرسي  قائلا 
و لا يهمك يا قلبي أنا مش جعان بس لو
إنت جعانة أنا هنزل و أجيبلك.... 
قاطعته سيلين و هي تضع الكأس على الأرض 
و تقف لتتشبث به 
لا مستحيل.. أخليك تنزل و تسيبني لوحدي 
في المكان داه سيف عشان خاطري يلا 
خلينا نرجع مصر أنا هتجيلي ضړبة قلبية 
من الخۏف من الأسدات اللي هنا . 
إحتضنها  سيف و هو يلف يده حولها حتى 
تصل إلى وجهه ليكتم بها ضحكاته لكن
إهتزاز جسده فضحه لتهتف سيلين بانزعاج 
إنت بتضحك عليا صح.
دفعته عنها برفق لتتفرس وجهه المحمر 
مقطبة حاجبيها بطفولية قبل أن ترفع 
يدها لتضربه عدة مرات و هي تصيح بغيظ
بقى أنا بقلك ھموت و إنت بتضحك عليا... 
طب إفرض إن أنا  كنت حامل و إتخضيت هيحصل إيه للبيبي بتاعي... إنت عاوزه ېموت.
قلبت عينيها بانزعاج و هي تحرك قدميها 
باتجاه الفراش حتى تخلد للنوم لكن ذراعي 
سيف التي حملتها في الهواء قطعت طريقها 
دار بها عدة مرات حول نفسه ثم إرتمى على 
السرير وراءه و هي فوقه يلهثان بقوة....
تحدثت سيلين أولا بعد أن إستعادت أنفاسها 
سيف بجد عشان خاطري خلينا نرجع مصر 
و إنت رجع الأسدات للغابة بتاعتهم و لما 
تبقا الفيلا فاضية نرجع....
إستقام سيف في جلسته ثم أجلسها على 
قدميه  و قد كست ملامحه
بعض الجدية 
حاضر...اللي تقول عليه أميرتي يتنفذ فورا 
أنا أصلا كنت هقولك إني خلصت شغلي هنا و 
بكرة المساء إن شاء الله هنرجع مصر....
تهللت أساريرها لتهديه أجمل إبتسامة حتى 
أنه لم يستطع مقاومة جمالها ليختطف قبلة 
سريعة من شفتيها ثم همس بحنو 
عارفة...مش هقولك إني بحبك و بعشقك 
و مچنون بيكي  تؤ... حاسس إني تجاوزت
المراحل دي من زمان من أول مرة شفتك 
فيها في مكتبي....
ضحكت سيلين بدلال  و هي تتعلق برقبته 
قائلة 
مممم أمال هتقلي إيه 
قبلها مرة أخرى مضيفا 
هقلك... إنك إنت... بقيتي عمري و حياتي 
و قلبي و روحي و مش هقدر أعيش من غيرك 
يوم واحد....
سيلين و هي ترفع رأسها بغرور..عارفة 
سيف..طب عارفة إنك لو غيرتي رأيك 
و رجعتي سيلين القديمة أنا هرجعك على  هنا 
و هملالك الفيلا أسود و تماسيح...
شهقت سيلين و توسعت عيناها بينما تجيبه 
أسود....يعني هما إسمهم أسود مش أسدات 
اوووف دلوقتي بس عرفت إنت كنت بتضحك 
ليه...سيفو هو يعني إيه تماسيح... 
سيف..يعني إنت سبتي كلامي
في الأول 
و ركزتي على التماسيح....
سيلين و قد لمعت عيناها بعشقانا هسيب الايام هي اللي تثبتلك إني بقول الحقيقة و مش بخدعك.

الفصل العاشر
فصل خاص بصالح و يارا...
إنفجرت يارا بالبكاء و هي تعانق صالح
لأول مرة مما جعله يضحك على تصرفاتها
الغريبة فهو متأكد أنها الان ليست في وعيها
و لو كانت كذالك لما سمحت لنفسها أن
تلمسه حتى....
بعد دقائق هدأت و عادت لرشدها لكن تأثير
المفاجأة لازال ساريا عليها... جففت دموعها التي 
أغرقت وجهها بسرعة ثم أردفت بارتباك
و هي تحرك يديها بعشوائية..
بص أنا .. أنا و الله أوعدك هعمل كل حاجة 
إنت عاوزها بس توعدني إنك تنفذ وعدك ليا و لو 
على المطعم أنا مش عاوزاه رجعه بإسمك 
إنت... أنا كفاية عليا الإدارة رغم إني مش 
بفهم حاجة في المجال داه بس هتعلم....عارف
أنا مبسوطة اوي...
عبست ملامحها فجأة و هي تضيف بنبرة 
مهزوزة..
صالح إنت مش بتكذب عليا صح
قرص وجنتيها بأصابعه و هو يجيبها..
لا بس هتراجع في رأيي لو فضلتي 
تزني عليا كده....
تحدثت يارا من جديد..
صالح....
قلب عينيه بملل قبل أن يهتف بانزعاج..
في إيه ثاني...ياستي و الله مابكذب عليكي 
و لا بلعب بيكي أعملك إيه عشان أثبتلك 
داه .. كانت فكرة سوداء و مهببة أنا ندمت 
على فكرة .
يارا باستدراك و كأنها لم تسمع ما قاله..أنا نسيت مشربتش الهوت شوكلت...
صالح..مش قلتي إن في مكان ثاني 
عاوزة نروحله عشان نفطر.
ترددت يارا قبل أن تخبره بأن ذلك المكان 
هو عبارة عن عربية كبدة في إحدى الشوارع التي
تعرفها مروى صديقتها و أخذتها إلى هناك 
في إحدى المرات و قد أعجبها الطعام كثيرا..اه بس أصلي مش عارفة المكان كويس...
صالح بهدوء..
تمام خلينا نرجع جوا عشان الوقت تأخر و إنت لسه مفطرتيش إنت ناسية إنك حامل .
يارا بارتباك..لا أنا نفسي في الأكل داه 
اوي...
كان يحاول بكل جهده أن لا يفقد أعصابه 
باعتباره يوما مميزا ليستطرد ممثلا الهدوء..
حاضر مفيش مشكلة ... إنت حاولي توصيفيلي المكان و أنا أكيد هعرفه.
دق ناقوس الخطړ داخل عقلها من ردة فعله 
هذه المرة فهو بالتأكيد سيفقد آخ ذرة من صبره 
لكن هذا لن يهم فهي قد تعودت على جنونه 
غضبه و كما أن رغبتها في تناول ذلك الطعام 
الشعبي فاق قدرتها لتهتف بتردد و هي تتطلع 
نحوه خوفا من ردة فعله..
أنا نفسي في سندويتش كبببببدة .
لوهلة ظن انه لم يسمعها جيدا ليلتفت نحوها 
مكررا جملتها من جديد بنبرة إستفسار..
نعم....نفسك في إيه
إنكمشت يارا و هي تزحف بجسدها نحو 
باب السيارة مرددة بإصرار رغم شعورها بالخۏف..
عاوزة سندويتش كبدة...على فكرة داه إسمه وحم 
يعني انا مليش ذنب.
رأت إبتسامته الساخرة و هو يقبض على 
مقود السيارة پعنف حتى كاد يقتلعه 
بسبب كتمانه لغضبه... إستطرد بهدوء بعد نجاحه 
في السيطرة على إنفعاله..
سندويتش كبدة و داه هتلاقيه فين دلوقتي .
لم يكن سؤالا بقدر ماكان فخا لها فهو طبعا كان 
يعرف هذا النوع من الأكلات الشعبية التي 
تباع في الشارع أو في المطاعم الشعبية لكنه 
لم يتوقع أبدا أن فتاة مغرورة كيارا جربت 
هذا النوع من الاكل لكنها كالبلهاء سرعان 
ما إعترفت له..
في الشارع في عربيات كبدة كثير...إنزل هاتلنا ثلاث أو أربع سندوتشات عشان هاخذ لأروى معايا 
و إنت كمان لازم تذوقه هيعجبك أوي... . 
رمش صالح بأهدابه عدة مرات متتالية هاتفا
باستغراب..
كان لازم أعرف إن الحكاية فيها الزفتة أروى... 
طب و إنت إمتى بتاكلي من الشارع... مش خاېفة
مامي تزعل منك بنت ماجد عزمي بجلالة 
قدره ترمرم من الشارع .
نطقها بسخرية مذكرا إياها ببيئتها و المكان 
الذي نشأت فيه فلو علمت والدتها ميرفت بفعلتها 
لڠضبت منها كثيرا لتجيبه يارا بانفعال..
أنا معملتش حاجة غلط لكل داه.. لو مش عاوز 
خلاص بس من غير تريقة...
لانت ملامحه بعد أن لاحظ دموعها المتحجرة 
في مقلتيها و يندفع قائلا..
لالا إحنا إتفقنا مفيش حزن و لا عياط النهاردة...
و كأن كلماته بدل أن تهدأها زادت عليها
لتطلق يارا العنان لدموعها و شهقاتها التي 
جعلت صالح يلعن نفسه ألف مرة...القساوة التي 
غلفت قلبه على مدار سنوات و عقله الذي 
تشبع بفكرة الاڼتقام أنسوه كيف يكون لطيفا 
مع أنثى... تنهد و هو يضحك على نفسه 
لم يعتقد أن الأمر صعب لهذه الدرجة 
يريدها له و معه دائما لكنه لا يريد فقدان 
السيطرة على مشاعره و نفسه مرة أخرى 
فكما يقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 
و هو مؤمن... بأن المرأة ليست سوى كتلة
مشاعر متقلبة لا يمكن فهمها تستطيع أن 
تهبك نفسها اليوم و تتنكر لك في الغد لذلك 
وجب السيطرة عليها جيدا بكل الطرق 
و فتاة كيارا....عنيدة و متمردة لن يكون اللطف
معها خيارا جيدا لو لم تكن مجبرة لما بقيت 
معه لحظة واحدة.... أفكار غبية مبنية على
مغالطات إستنتجها عقل رجل مريض كصالح 
لا يعلم أن المرأة...هي في الأصل وردة يانعة تحتاج لمن يرعاها و يدللها لا أن يقسو عليها و يقمعها.....
رفع يده ليمسد شعرها هو يحدثها محاولا
إرضاءها..
طيب خلاص متزعليش أنا هشتريلك عربية 
كبدة بحالها ليكي و لأم لسان و نص اللي إسمها
أروى دي... كفاية عياط بقى عينيك هتورم و هتضطري بكرة متروحيش شغلك الجديد...
هيقولوا عليكي إيه الشغالين في المطعم إن 
المديرة بتاعتنا مش مسؤولة و بتغيب من أول 
يوم .
مسحت يارا دموعها كطفلة صغيرة قبل حتى 
أن ينتهي صالح من جملته متمتمة بكلمات 
مبعثرة..لا خلاص مش هعيط...أنا كويسة 
و مش عاوزة حاجة و لو حابب نرجع 
جوا ناكل اي حاجة على ذوقك مفيش 
مانع.
أدرك صالح أنها تحاول إستجداء عطفه 
حتى لا يحرمها من العمل و أنها مستعدة 
لفعل أي شيئ من أجل ذلك... ليبتسم بخبث 
مقررا إستغلال هذه الفرصة الذهبية لكن ليس 
الان ربما لاحقا...فتح باب السيارة و هو 
يقول لها..
متنزليش من العربية...أنا عشر دقائق و آجي 
مش هتأخر عليكي.. .
إستغربت يارا من فعلته المفاجئة لتحاول إيقافه 
لكنه كان قد أغلق الباب بالمفتاح الإلكتروني... 
حاولت فتح الباب بجانبها لكنه كان مغلقا أيضا.... 
تابعته بعيناها و هو يصعد الدرج ثم إختفى بسرعة 
داخل المطعم...لتمر عدة دقائق أشعرتها بالضجر 
و الخۏف أن يتراجع صالح في قراره و يحبسها من جديد في ذلك القصر... 
دقائق أخرى قضتها يارا تنتظره على أحر من 
الجمر لتتنهد أخيرا بارتياح رغم تسارع دقات قلبها 
داخل قفصها الصدري من شدة إضطرابها... 
جذب إنتباهها تلك الأكياس التي كان يحملها 
في يده و التي كتب عليها إسم المطعم من الخارج 
حتى أنها إلتفتت تتابعه بعينيها عندما إستدار 
وراء السيارة حتى وصل للباب....
ضغط على المفتاح الإلكتروني ليفتح باب السيارة 
و يدلف ثم وضع الأكياس فوق قدميها و هو يقول
بتذمر..
آدي يا ستي سندوتشات الكبدة... أنا خليت الشيف 
أكرم يسيب شغله و يعملهم بنفسه أحسن من سندوتشات الشارع اللي مليانة قرف اوووف ريحتي بقت كلها بصل بسببك . 
ضحكت يارا و هي تفتح الأكياس و تستنشق رائحة الطعام التي جعلت لعابها يسيل...أخذت إحدى
اللفافات و فتحتها ثم بدأت تأكل و هي تهمهم بتلذذ..
مممم طعمها يجنن... تحب تذوق.
قربت اللفافة من فمه لكنه أبعد وجهه للجهة الأخرى و هو يقول بتقزز..
شيلي البتاعة دي من
 

 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 79 صفحات