رواية لاجئة في اسطنبول( الفصل 17 إلى الأخير) بقلم ياسمين عزيز
بصوت هامس..انت حامل حبيبتي... لدينا هنا طفل صغير قطعة.. مني و منك... انا لا أصدق...
لم يستطع مواصلة الحديث بسبب دموعه التي نزلت رغما عنه لتشهق لين بعدم تصديق فهذه اول مرة ترى فيها زوجها يبكي...
مسحت دموعه بأناملها الرقيقة ليبتسم هو قائلا .. لا تقلقي... انا فقط سعيد.. لا أستطيع أن أعبر عن مدى فرحتي...
انهى كلماته و هو يعانقها بقوة مردفا بتذكر.. سنحتفل.... سوف أقيم أكبر حفلة في التاريخ بهذه المناسبة....
أومأت لين بنفي و هي ترى مدى تحمسه لخبر حملها قائلة..لا أريد شيئا فقط إهدأ....مازال الوقت مبكرا على الاحتفال لما لا تأجله إلى حين يأتي...
جان .. عندها سأقيم حفلا آخر لا تقلقي...هيا لين لما لا تبدين متحمسة مثلي....الا تريدين الحصول على طفل ..
وقف جان من مكانه ثم جلس على طرف الفراش بجانبها و أدارها إليه قائلا بهدوء.. حبيبتي...مابك لقد لاحظت انك تبتعدين عني منذ أيام هل انت منزعجة مني... ام ان هذا بسبب الحمل..
رمشت لين بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تجيبه ..أعتقد أنه بسبب الحمل...لا داعي للقلق..
كانت لين ستجيبه إلا أن صوت طرقات الباب قاطعت كلامها..لتدخل نازلي و هي تبتسم بفرح قائلة ..يا إلهي و أخيرا سأصبح عمة كم انا متحمسة....مبروك لكما....
جان و هو يحتضن أخته قائلا .. شكرا أختي...بما انك عمته فأنت من ستتولين تنظيم حفلة له... أريدها ان تكون أكبر حفلة في العالم....
________________
في مكان آخر
صاح ليناردو پغضب و هو يرمي كل ما تطاله يده على وجه فرانكو الذي كان يرتجف ړعبا ..أيها الأحمق... ألم أخبرك ان تبدأ بتنفيذ الخطة منذ ايام...تاتيني الان و تخبرني انها حامل....... ها حامل سوف اقټلك فرانكو سوف اقټلك ايها الغبي عديم الفائدة... انت و ذلك التركي اللعېن.. هيا أغرب عن وجهي.....
ليناردو پغضب .. أمامك يومان... يومان فقط أيها الابله.. إما ان تقتله و تحضر لي الفتاة او سأقتلك بنفسي... هيا غادر لا اريد رؤية وجهك الكريه أمامي....
فتح فرانكو باب المكتب ثم خرج سريعا نافذا بجلده من عقاپ سيده المتوحش...عازما على قتل جان بأي طريقة.
مؤامرة
بعد أيام قليلة.....
تجلس لين في الحديقة مستمتعة بجمال
المناظر الخضراء التي أمامها... تذكرها
كثيرا ببلدتها الصغيرة التي كانت تعيش
فيها قبل أن تظطر إلى الانتقال إلى
هذا البلد الغريب عنها...
شردت قليلا بذاكرتها لتمر أمامها كل
الأحداث التي عاشتها لتنزل دموعها
دون إرادة منها..
إنتفض جسدها فجأة إثر شعورها
بلمسة خفيفة على كتفها لترفع
رأسها بسرعة و هي تكفكف
دموعها بيدها... تنهدت بارتياح
عندما وجدت ليزا تقف بجانبها
و على وجهها إبتسامة خفيفة
و هي تقول .. سيدتي لقد كنت
أناديكي منذ دقائق لكنك لم تجيبيني..
اجابتها لين ..ماذا هناك.. ماذا تريدين
ليزا بخبث.. لقد اوصانا السيد جان بالاهتمام
بصحتك فكنت اقترح جلب
بعض العصير الطازج لك...فأنت منذ الصباح
تجلسين هنا...
اشارت لها لين بالجلوس و هي تسألها ..كيف
حال والدتك ليزا
ليزا و هي تتصنع الحزن..الحمد لله على كل
حال... صحتها بخير لكنها دائمة الشرود..لا
تجيبني في أغلب الأحيان و معظم الوقت
تقضيه في النوم بسبب الأدوية المهدئة
التي تتناولها... المسكينة لقد عاشت حياة
صعبة ..
إبتلعت لين ريقها بتوتر قبل أن تهتف
..إهتمي بها جيدا و انا سأطلب من جان
إن يزيد راتبك حتى تستطيعي توفير
ثمن الدواء لها..و ان يبعث لها بطبيب
خاص حتى يفحصها جيدا....
قفزت ليزا من الكرسي و كأن عقربا
لدغها و هي تهتف بتلعثم..شكرا
شكرا لك سيدتي... لكن لا داعي
لذلك ارجوكي لو سمع السيد
جان فقد يغضب و يطردني
فهو لا يريد أن تتحدث الخادمات
مع أصحاب القصر في أمورهم
الشخصية... أرجوكي لا تخبريه..
بهتت لين من فزعها الغير مبرر
لتومئ لها برأسها لتتنهد الأخرى
بارتياح محاولة إخفاء رعبها
من إكتشاف كذبها...فلو أن
لين تخبر جان اي كلمة مما تقوله
لها ليزا فسيكتشف بسهولة خطتها
و بالتالي لن تنجو من عقابه الحتمي
و الذي لم يكون سوى المۏت.....
في الداخل.....
كانت اصلي تجلس على أرضية
الصالون تلاعب اوس المنشغل
بتركيب قطاره السريع الذي
أحضره له جان...تذمر الصغير
و هو يرمي إحدى القطع من يده
قائلا بحنق ..فشلت مجددا...لا
استطيع وضعها في مكانها المناسب
ابدا..مهما حاولت
ربتت نازلي على رأسه بحنان و هي
تجيبه .. اسدي الصغير.. لا يجوز ان
ترمي الاشياء هكذا هيا قم و احضرها
و انا سأساعدك في تركيبها...سوف ترى
كم هذا سهل فقط لا تستسلم.. إتفقنا ..
هز اوس رأسه و هو يناظرها بحماس قبل
إن يسارع و يحضر القطعة التي رماها
و يمدها نحوها قبل أن يجلس في مكانه
بجانبه منتظرا ما ستقوم به اصلي..ضحك
جان بخفة و هو يدلف إلى داخل الصالون
بعد أن رأى أخته الكبرى مندمجة في اللعب
و كأنها طفلة صغيرة...
رمقته اصلي بنظرة حانقة قبل أن تشاركه
ضحكه قائلة ..بعد سنتين او أقل سوف
أجدك مكاني تلاعب أطفالك حبيبي جان
و عندها سوف اضحك عليك..
إنحنى جان عندما وصل بجانبها ليقبل
رأسها قائلا بمرح..أنا متحمس جدا
لذلك...و لن أخجل فاضحكي كما تشائين
و منذ الآن إن اردتي....
جلس على الاريكة و هو يرمي بسترته
و ينزع ربطة عنقه ثم يرميهما بإهمال
قبل أن ينتبه فجأة لغياب لين...
..أين لين
هتف و هو يلتفت يمينا و يسارا
باحثا عنها لتحيبه اصلي دون أن
ترفع رأسها .. في الحديقة منذ ساعات
و هي جالسه لقد ارسلت لها ليزا
حتى تخبرها بضرورة تناول الطعام
فهي لم تأكل او تشرب شيئا منذ وجبة
الإفطار و هذا ليس جيدا في حالتها.....
عقد جان حاحبيه بقلق لما يسمعه
فهذه ليست اول مرة يلاحظ شيئا
غريبا من تصرفاتها...ففي الفترة
الأخيرة أصبحت دائمة الشرود
و الإختلاء بنفسها..و كثيرا ما يستيقظ
ليلا ليجدها تبكي بصمت و عندما يسالها
تتجنب إجابته... زفر بضيق و هو يمسح
وجهه بتعب مفكرا في إيجاد طريقة
ليتحدث معها بجدية حتى يفهم سبب
تغيرها....
جذب إنتباهه فجأة صوت اوس الذي
تحدث ببراءة ..لين تتحدث مع ليزا
عن والدتها المړيضة...إنها من نفس بلدنا
سمعتها تخبر اختي و قد اعطتها الكثير
من النقود.... 3
أكمل الصغير حديثه ثم عاد من جديد
للاهتمام بقطاره الذي نجح في تركيب
بعض قطعه بمساعدة اصلي... التي
نظرت بتعجب لجان قبل أن تعود لتلتفت
من جديد و تنهره قائلة بعتاب .صغيري
مالذي تقوله ألم اعلمك من قبل أن لا تتنصت
على حديث الآخرين ..
هز الصغير كتفيه بعدم إهتمام قائلا .. أنا
لم أفعل... لقد كنت العب مع أختي... بعدها
أتت ليزا و هي تبكي.. لين اعطتها الكثير
من النقود حتى تتوقف عن البكاء...
حدق جان بمدخل الفيلا برهة من الزمن و كأنه يفكر في شيئ ما ليخرج بعدها هاتفه
ويبعث رسالة لعلي يأمره بجلب معلومات
حول تلك الخادمة... فمن عادة جان انه لا يترك
أي شيئ للصدفه و إذا وجد طرف خيط فهو
يتبعه للآخر...و هذا سر من أسرار نجاحه في عمله.
ڼهرته اصلي قائلة بعتاب.. صغيري ما الذي تقوله
ألم اعلمك من قبل انه لا يجوز الاستماع
لحديث الآخرين...
نهض من مكانه بصمت متجها للحديقة...
ليلمح من بعيد لين تجلس على احد الكراسي
و أمامها تقف تلك الخادمة...
تقدم نحوهما لتنتبه له ليزا و التي سارعت
للاختفاء من المكان مما آثار شكه بها اكثر.
إبتسمت له الأخرى حالما رأته و هي تضع
يديها على بطنها دون شعور منها..و كأنها
تحمي طفلها منه.
قبل جان جبينها و خدها بحرارة بعد ان
جلس بجانبها محاوطا خصرها بيديه
ليقربها منه أكثر.. همس في أذنها
و هو لا ينفك يتنفس رائحتها
المسكرة ..لا تعلمين كم إشتقت إليك حبيبتي...
لم أستطع إكمال مالدي من أعمال تركتها
المسكين علي و أتيت هنا لأراكي... تعلمين
لو إستمر هذا الحال مدة من الزمن فيأعلن
إفلاسي قريبا..
ضحكت لين بخفوت و هي تمرر اصابع يدها الناعمة
فوق يديه تمسدها برفق قائلة بمرح..خذني
معك للشركة عندها لن تضطر للعودة باكرا ..
قبل عنقها بقوة متعمدا لټنفجر الأخرى من
الضحك و هي تحاول إبعاده عنها .. أقسم
انك مچنون....إبتعد سيرانا الحراس و..... جان
ستؤذي الطفل..
هتفت بحنق في آخر كلامها بعد أن
فشلت في زحزحته عنها ليتركها جان
و يتوقف عن مداعبتها قائلا بلوم.. هل
قبلاتي أصبحت مزعجة لهذا الحد..لدرجة
إيذاء طفلنا..
طأطأت رأسها محاولة التغلب على
مشاعرها المتقلبة التي تجتاحها
كلما رأته فمنذ أن قررت مسامحته على
ما فعله بهامن قبل
و هي تعيش معه أجمل أيام حياتها
جعلها ملكة متوجة على عرش قلبه
كل همه هو إرضائها و إسعادها بجميع
الطرق....
إلى أن قابلت تلك الشيطانة
ليزا و التي ظلت توسوس لها في كل
مرة محاولة هد كل ما يفعله من أجلها
حتى إستطاعت زرع بذور الشك
و الكره في قلبها تجاهه من جديد...
صفعت نفسها داخليا على أفكارها خاصة
بعد سماعها لنبرته المنكسرة لتزيد من
شعورها بالذنب فمنذ ايام عديدة
و هي تعامله بنفور شديد كلما حاول
الاقتراب منها تجد سببا او حجة
لتبعده عنها دون إهتمام بمشاعره
ما فعلت منذ قليل..
أفاقت من أفكارها على صوته يحدثها
من جديد ..أشعر أن هناك خطب ما بكي
لما لا تصارحيني هل انت غاضبة مني
لما تبدين مختلفة..تبعديني عنك في كل
مرة احاول فيها لمسك لا أعرف لماذا
لكن هذا يؤلمني كثيرا... يحرقني حيا
لين.... أرجوكي صارحيني تكلمي فقط
و انا سوف أجد حلا..
هزت رأسها بنفي عدة مرات و هي تفرك
يديها بتوتر قبل أن تجيبه.. لا أعلم....
أشعر أنني متقلبة المزاج لكن اصلي
قالت لي ربما بسبب الحمل... انا آسفة
لم اقصد ..
نظ نحوها بشك قبل أن يستقيم
من مكانه قائلا بصوت هادئ.. هيا
لندخل سنؤجل هذا الحديث مرة
أخرى..
سارت بجانبه باتجاه الفيلا و هي
ترمقه بنظرات مبهم من حين لآخر
وهي تتنهد بقلة حيلة..
صباح اليوم التالي....
صړخ جان بعصبية وهو يلقي
بالملف الذي ناوله له علي منذ قليل
على الأرضية .. كيف حصل هذا علي
أخبرني... كيف دخلت تلك المخادعة لمنزلي.
الصغير يقول انه سمعها تحكي لزوجتي
عن والدتها المړيضة تلك الحقېرة أشعر انها تخطط
لشيئ ما.. تريد كسب عطف لين بتلفيقها لحكايات
و قصص كاذبة...ماالذي تسعى إليها يجب ان
اعلم سريعا لكني قلق من أن ټؤذي أحد من
أفراد عائلتي....
ضړب سطح المكتب بقبضته بقوة
قبل أن يكمل بتصميم .. راقب تلك الحقېرة
جيدا اريد ان اعلم بجميع تحركاتها داخل
الفيلا و خارجها...اقسم أنني سأجعلها
تدفع ثمن جرأتها على إستغفالي جيدا..
أومأ له على بالإيجاب قبل أن
يغادر لإكمال عمله.
في الفيلا..
فركت لين عينيها بنعاس قبل أن
ترفع رأسها عن الوسادة تمتمت بانزعاج
بعد أن لمحت الساعة .. اوووف الساعة
صارت عشرة و انا لساتني نايمة لحد هلا....
صايرة كسولة يالين مو من عوايدك ..
سمعت ضحكات خاڤتة لتلتفت