رواية لاجئه في اسطنبول "كاملة" بقلم ياسمين عزيز
على الحائط فوجدتها الخامسه مساءا اي ان موعد رجوعه من النادي قد حان منذ اكثر من ساعه...اعدت ترتيب وشاحي الذي تبعثر بسبب حركتي الكثيره و انا اثرثر دون توقف...كنت أحاول تهدأه نفسي و السيطره على دقات قلبي المتسارعه.
عدت إلى غرفتي لاجد الرجل الغريب
يتمدد بارتياح على سريري...رمقني بنظرات غريبه و انا أمد يدي إلى هاتفي لاتصل باصلي.
نظرت له برجاء و انا اقول بين شهقاتي ...ارجوك اتركني....
تراجع بجسده قليلا إلى الخلف و قد حرر معصماي من قبضته...انتفض واقفا فجأه يرتب ملابسه و هو يقول لي...غيري ملابسك و انزلي إلى الأسفل ستفهمين كل شي....
بصق كلماته ثم خرج صافقا الباب وراءه دون الاستماع إلى اجابتها.
تنحنحت لين ليخرج صوتها مبحوحا بسبب صړاخها و بكائها...أين اصلي....
انزل جان ساقه و اعتدل في جلسته ثم قال بصوت قوي ...اصلي سافرت إلى لندن....
نظر جان إلى لين يتفرس وجهها الجميل و عينيها الزمرديه التي امتلأت بدموعها...ابتسم باستمتاع و هو يشعر بأناملها الرقيقه تمسك ذراعه.
شتم في نفسه عندما شعر بحراره جسده الذي تصلب تحت لمساتها البريئه...فكر للحظات ان ينقض عليها و يطفئ ڼار رغبته بها لكنه سيطر على نفسه نافيا أفكاره المنحرفه بشده.
أجابها و هو لايحيد بعينيه عنها ينتظر رده فعلها
...أخذته اصلي معها....
قطبت لين حاجبيها بعدم تصديق و حركت راسها
نافيه و قد ازدادت دموعها اڼهيار.
ابعد اوس يديها ثم تحرك من مكانه و هو يقول ببطئ لتتمكن من فهمه...اسمعيني جيدا و حاولي ان تفهمي ما سأقوله لك اصلي ليست ملاكا انها اختي و انا من بعثتها إليك لتاخذك من أمام المسجد منذ شهر...هي لم تكن تعرفك و ان تعرف أمام الجامع كل ذلك من تخطيطي و هذا القصر هو لي...
لحظات مرت على لين و هي جامده كالتمثال في مكانها لايسمع منها الا صوت أنفاسها التي ازدادت وتيرتها من الڠضب و الحزن لاتصدق ان اخر فرد من عائلتها قد رحل...لقد وثقت في اصلي كانت بمثابه اخت كبرى لها...لم تكن تعلم أن كل مامرت به كانت مجرد تمثيليه...نظرت اليه و الدموع تنساب على خديها كشلال مياه مازال عقلها يرفض تصديق كلامه جرت نحو باب القصر بخطوات متعثره تحاول فتحه.
سمعت جان ورائها و هو يقول...لا تتعبي نفسك يا صغيره الباب مقفل و النوافذ أيضا و هناك حراس خارج القصر لن تستطيعي الهرب....
عندها شعرت بارتخاء جسدها...ساقيها المرتعشتين اصبحتا هلامتين لا تقدران على حملها استندت بظهرها على الباب و تركت جسدها ينزل ببطئ حتى لامست الارضيه...أنزلت راسها إلى الأسفل باستسلام و شعور العجز و الخۏف يجتاحان كيانها...تشعر بعجزها الشديد على حمايه اخيها الذي خطڤ...و خۏفها من فقدانه. انتفضت بشده عندما امسك جان بذقنها ويرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجه و هو يقول
...لا تقاومي فكلما سارعت بتقبل الأمر كان أسهل عليك صغيرتي......
910
ليلا يجلس جان مع صديقه علي في الملهى الليلي. أشار علي بيديه إلى إحدى الفتيات اللواتي يرقصن وينتظرن اشاره من احد الرجال الأثرياء...جلست الفتاه الشقراء بجانبه ثم مدت يديها بدلال تاخذ كأس الشراب من فوق الطاوله و هي تنظر لعلي
و تعض شفتيها بإغراء.
نظر لها جان ثم اشاح بصره بتقزز...تافف بصوت مسموع بينما اصابعه الطويله تحرك الكأس بضجر.
قال علي غامزا بعبث و قد لاحظ تصرفات صديقه المتغيره...ما بك....
جان...لا شيئ بعض الملل فقط....
اجابه علي و قد وضع يده على خصر الفتاه يقربها...و لما نحن هنا ايها الأسد...انظر إلى الجميلات من حولك
و ستنسى كل شيئ....
أشار جان بيده بلامبالاه قائلا...لا اريد
....
علي بتعجب...الله.. الله جان لايريد و منذ متى...ممم فهمت تلك الفتاه مجددا.. انت تفكر بها كثيرا...لا أعرف لما لازلت محتفظا بها إلى حد الآن.... 1
جان ببرود... انت تعلم ....
علي بتسليه... انا لا اعلم شيئا...كل ما اعرفه انك تحتفظ بها منذ شهر دون أن تقترب منها...كيف تستطيع الحصول على زهره نادره دون اشتمام عطرها ...
قهقه علي باستمتاع و هو يرى نظرات صديقه الساخطه قبل أن يقول بصوت مرح ... انك تحترق يا رجل...هيا اعترف....
شرب كاسه دفعه واحده ثم قال بضيق... انها رائعه...مثيره رغم ملابسها المحترمه...خجوله و بريئه...اتعلم انها اول إمراه تراني و لاتعجب بي لا أعلم و لكنها تثير فضولي كثيرا....
صفق علي بطريقه مسرحيه و هو ينفجر ضاحكا و آثار الخمر بدأت تظهر عليه ... اذهب.. ايها....البطل اذهب فالنساء.... خلقن لامتاعنا أليس هذا كلامك ....
ردد علي بلسان متثاقل و هو يستند على الفتاه الشقراء متخذا طريقه إلى إحدى الغرف المخصصه للمتعه.
نظر جان لآثار صديقه قليلا ثم سكب محتوى الكأس في فمه دفعه واحده...رمى الكأس الفارغ فوق الطاوله دون اهتمام ثم اخذ مفاتيحه و هاتفه و غادر الملهى متجها إلى القصر.
..........................
عند لين
في غرفه اوس...جلست
لين على الفراش الصغير المصنوع على شكل سياره حمراء و في يدها إحدى قمصان اوس...عيناها المحمره والمنتفخه تدل على بكائها منذ وقت طويل...زاد نحيبها و هي تتذكر ضحكات أخيها الصغير و هما يلعبان بالكره في الحديقه الخلفيه للقصر...
منذ يومين و هي تلوم نفسها على اهمالها و عنادها الذي تسببا في فقدانها لاخيها لو انها بقيت في بلادها عند جارتها ام إحسان او بقيت في المخيم ربما خيمه بلاستيكيه بارده تجمعهما معا افضل بكثير من افتراقهما...أين هو ياترى كيف حاله هل تعتني به اصلي ياالهي راسها يكاد ينفجر من كثره التفكير. فكرت بنفسها و بمصيرها هل سيطردها ذلك الرجل الغريب الذي وجدته في غرفتها ام ستبقى مسجونه هنا. افكار كثيره دارت في رأسها قبل أن تغفو وهي جالسه بمكانها و تحتضن قميص شقيقها.
صعد جان الدرج بخفه و يبحث عن تلك العربيه الفاتنه قطب جبينه بدهشه عندما وجد غرفتها فارغه ابتسم بخبث قبل أن يتجه إلى غرفه اوس فهو يعلم بانها ان لم تكن بغرفتها فسوف تكون بالتأكيد في غرفه الصغير.
فتح الباب بهدوء و هو يشتم رائحه عطرها المميز مثلها.
اقترب منها يتأمل وجهها الأبيض
الذي تزينه خصلات شارده من شعرها البني الذي احكمته تحت وشاحها.
كل شيئ فيها يثيره بشده بدايه من اسمها...هيئتها الساحره حتى رائحه عطرها رائحه المسک الأبيض و الياسمين.
انتفضت لين فجأه و هي تشعر بشيئ يتحسس بشره وجهها...ابتسمت ببلاهه عندما ظنت ان اخاها اوس قد عاد...فتحت عينيها بسرعه تزامنا مع ابتسامتها التي اختفت و هي ترى جان امامها يتفحصها بجرأه واضحه.
زحفت إلى الطرف الآخر من السرير الصغير و هي تقول بتلعثم...ما...ماذاتريد
حك جان جانب شفتيه بابهامه بحركه بطيئه و هو ينظر للين المرتعبه من هيئته... أريدك انت ....
لين بعدم فهم... ماذا تقصد ....
جان بضجر... انت تفهمين قصدي لقد انتظرت شهرا كاملا حتى احصل عليك أيتها القطه ....
هبت لين من مكانها فجأه و قد تغيرت ملامحها البريئه لأخرى شرسه...لم تنتبه لوشاحها الذي انحسر فوق كتفيها ليظهر شعرها البني اللامع كشلال من القهوه صاحت پغضب و هي تراه يقترب منها بجسده الضخم ليحاصرها في احد زوايا الغرفه.
لين... اللعنه عليك يا عديم الشرف...سرقتم اخي و الآن تريد أن تسرق شرفي أهذا ما تجيدونه انت و
اختك...الخداع و السرقه.. ايها الحقېر ال......
كمم جان فمها بيده و هو يثبت جسدها الصغير المرتعش بيده من الأعلى و بساقه من الأسفل...قطع سيل شتائمها و هو يقول بصوت جامد و كأنه يعقد إحدى صفقاته
... اصلي ستهتم بالصغير ...هذا أفضل له من العيش في الشوارع اما انت فيمكننا ان نعقد اتفاقا ان طردتك أين ستذهبين
إلى الشارع صحيح.... ستصبحين بلا مأوى و قد تتعرضين لاپشع الچرائم...لكن ان بقيتي هنا فسوف اعاملك كأميره...ساحقق لك كل ماتتمنينه ....
اكمل كلامه غامزا بوقاحه جعلت من لين تزداد ڠضبا...تلوت بين يديه و هي تشعر بجسدها يشتعل بشعور الذل و الاهانه بعرضه المخزي فهذا المدلل الذي امامها يستغل ظروفها و يعرض عليها ان تكون عشيقته.
ابعد جان يده التي كممت فمها ينظر اجابتها على عرضه المغري حسب رأيه ففتاه مشرده ليس لديها حل سوى الرضوخ له.
ليتفاجئ بها تبصق على وجهه و هي تقول بصوت عال...حقېر فالتذهب إلى الچحيم انت و عرضك...لن تحصل على شعره مني حتى في أحلامك ااه...
صړخت پألم عندما باغتها جان بصفعه قويه بظهر يده جعلت راسها يصتدم بارضيه الغرفه...وضعت كفها الصغير تتلمس خدها الذي تخدر من قوه الضربه...انحنى لمستواها يجذبها من شعرها لتقف أمامه...همس في اذنها بصوت بدى كفحيح افعى... أيتها العاھره...كيف تجرئتي ساريك ماذا سيفعل هذا الحقېر بك...ساجعلك تتوسلين المۏت و لاتجدينه ساحولك إلى دميه يتسلى بها رجالي لكن بعد أن اجربك اولا....
وضعت لين يديها على يديه تحاول تخفيف الم قبضته على شعرها الذي يكاد ينقلع...زاد ارتجاف جسدها و طفرت الدموع من عينيها و هي تستمع إلى توعده لها بالچحيم.
جرها وراءه پعنف من شعرها إلى خارج الغرفه...لم يبالي بسقوطها المتكرر على الارضيه بسبب عدم قدرتها على مجاراه خطواته الواسعه فتح
باب غرفتها ثم دفعها للداخل على السرير و اقفل الباب بقدمه خلفه...تقدم منها و على فمه ابتسامه خبيثه مالبثت ان تحولت إلى ضحكات عاليه....الآن وقت دفع الحساب ....
حركت لين راسها يمينا و يسارا