رواية لاجئه في اسطنبول "كاملة" بقلم ياسمين عزيز
ألين بحزن لتعمده المتكرر تجاهل مشاعر الحب التي تكنها له... ففي كل مرة تشعر بقلبها ېتمزق تحت سياط كلماته الباردة... هي تحبه بل تعشقه منذ سنوات منذ أن كانت مراهقة صغيرة بعمر السادسة عشر... تراه كل ليلة في أحلامها وتتمناه في يقظتها لتصرخ و عيناها تفيضان بالدموع.
..علي ارجوك... لا تفعل هذا..انت تقتلني في كل مرة و انا لم أعد استطيع التحمل... لما تتجاهل حبي لك.. عيناك تقول انك انت ايضا تحبني....
قاطعها بحدة و أنفاسه الحاړقة تلفح وجهها الذي ثبته بين كفيه .. ايلين... يجب أن تنسي انت مازلت صغيرة و بريئة... لاتستحقين رجلا مظلما مثلي..لن استطيع اسعادك... لاتقلقي سوف تجدين شخ... ..
مئات النساء و لكنه لم يستطع نسيانها او محوها من مخيلته... يرى وجهها في جميع النساء.. و لكنها صغيرة و بريئة وهو شيطان... لايريد تدنيسها...
شعر بضرباتها الصغيرة على صدره و هي تنفي برأسها قائلة پهستيريا . لا اريد... انا أريدك انت انت فقط..انا أعلم كل شيئ عنك لا يهمني الماضي... سوف.. سوف نفتح صفحة جديدة معا انا انت فقط ..
مربتا على ظهرها ليحاول تهدئتها متجاهلا صړاخ قلبه العليل المطالب بقربها الدائم.
يتبع....
بعد اسبوع....
مساءا.. يدلف علي الى مكتب جان في الشركة و على وجهه علامات القلق...رمقه الاخر ببرود قائلا بوقاحة
..ماالذي حصل.. لما تبدو مړتعبا...هل فقدت قدرتك أيها القوي. ....
ذلك المخنث الإيطالي ليوناردو يريد القضاء عليك لأخذ مكانك في مجلس زعماء الماڤيا بأوروبا و انت هنا تمزح... انا حقا لاافهمك.. ..
رمى جان القلم من يده ليصدر صوتا مزعجا على المكتب قبل أن يتشدق بتهكم .. انت غير معقول يا رجل.. صديقي منذ سنوات طويلة و لازلت لا تعرفني جيدا...تعلم جيدا ان شخصا كليوناردو لا يخيفني و لا يشكل ټهديدا لي... انه مجرد كلب جبان لا يستطيع سوى النباح... لذلك لا داعي لكل هذا القلق... انا اعرف ما أفعل جيدا..
جان و قد لمعت عيناه پغضب مخيف .. اقسم ان فكر أحدهم مجرد التفكير في الاقتراب من لين لن اتردد في القضاء عليه هو و من يعرفهم جميعا... .
جان ببرود .. انت تبدو شاردا هذه الأيام.. هل بسبب تلك الشقراء الذي افلس والدها.. علمت بأنها لاتناسبك
علي بنبرة حزينة ..لا لقد تركت تلك الفتاة منذ فترة طويلة.... انا احب فتاة أخرى... احبها حقا و لكني لا استطيع الحصول عليها انها كنجمة مضيئة في السماء... سابقى اشاهدها من بعيد فقط..
تعجب جان من حال صديقه الذي يراه لأول مرة بهذا الشرود و الحزن ليقول باصرار..لما لا تخبرني مابك... قد أتمكن من مساعدتك... لكن قل لي من هذه الغبية التي تجرأت على رفضك.. قل من هي و سأحضرها راكعة تحت قدميك خلال نصف ساعة..
اغمض علي عينيه بضيق لشعوره بخېانة صديقه الوحيد فحبيبته هي ابنة عمه الصغيرة ايلينا....و جان يعلم بكل علاقاته الماجنة و يعلم أيضا انه مستهتر و غير مسؤول في حياته الشخصية لذلك من الصعب أن يوافق على الاقتران بإحدى فتيات عائلته بالإضافة إلى عمله في الماڤيا.. القټل و الټعذيب و تجارة الأسلحة...خمر و عاھرات...حياته مظلمة و يداه ملطخة بالډماء... ولا يحق لشيطان مثله
ان يحب ملاك.......
لوح بيده دليلا على عدم اهتمامه قائلا..لا داعي يا صديقي انها حكاية طويلة... سوف يأتي يوم ما و أخبرك كل شيئ الي اللقاء..
خرج بهدوء ثم أوصد الباب ورائه ليقلب الاخر عينيه بانزعاج على هذه الدراما الزائدة قبل أن ينفجر من الضحك و هو يتمتم ..تبا لي انا لن اتغير ابدا.. علي ليس مثلي انه رومانسي بعض الشيئ... لكني انا ايضا أصبحت رومنسيا اوووف كدت ان انسى جلب الورود اليوم ..
هب واقفا و هو يجمع متعلقاته الشخصية ثم غادر مكتبه مسرعا بعد أن وجد انه تأخر عن موعد عودته الي القصر...فمنذ اسبوع غادر قصر العائلة عائدا الى قصره بعد أن رفضت لين السفر إلى أي مكان لقضاء شهر العسل...
توقف موكب السيارات أمام القصر لينزل جان حاملا باقة من الورود الحمراء كعادته.. فبعد زواجه اكتشف ان لين تحب الورود الحمراء و انها كانت تقضي ساعات طويلة هي تعتني بمجموعة من الورود في حديقة القصر.
دلف الى الداخل و هو يبحث عنها.. سأل إحدى الخادمات فأخبرته انها في غرفتهما منذ ساعات...
انتابه قلق شديد عليها ليصعد الدرج بخطوات بسرعة كبيرة حتى وصل إلى الغرفة...
تنفس الصعداء عندما وجدها تقف أمام السرير ممسكة بغطاء سرير حريري احمر اللون و أمامها أخر في اللون البيج الفاتح و على وجهها علامات الحيرة..
احتضنتها بسعادة و هي تتمتم باللهجة السورية..كثير حلوين هالوردات يسلموا..
قطب جان جبينه قائلا بطفولية..لقد فهمت فقط كتيير هلوين.. اما الباقي لا..
تعالت ضحكاتها على نطقه الظريف للكلمات العربية فهو قد بدأ منذ مدة قصيرة في تعلمها لكنه مازال يعجز عن نطق بعض الأحرف...
لين و قد توقفت عن الضحك ..الورود رائعة... شكرا لك ..
شرد جان في جمال ضحكتها التي لا يراها الا نادرا...بعد استطاع في الآونة الاخيرة التقرب منها قليلا محاولا كسب ثقتها و حبها...
قبل جبينها مرة أخرى بعمق ليحس بدقات قلبه تتعالى و حرارة جسده ترتفع... اللعنه لا تعلم هذه البريئة التي تقف أمامه انه يحاول بأقصى قوته ان يسيطر على نيران رغبته بها و التي تكاد تقوده الى الجنون....ابتعد عنها بأنفاس لاهثة من فرط الاثارة...
الټفت الى الاغطية ليسألها من بين أسنانه... ..ماذا كنتي تفعلين حبيبتي..
وضعت باقة الورود على السرير ثم انحنت لتمسك بحافة الغطاين و هي تجيبه ..لقد كنت افكر.. اي لون سأضعه على السرير..
تظاهر جان بالتفكير ليضع يده على ذقنه قائلا بمزاح..فعلا انها مسألة صعبة و معقدة للغاية و تحتاج قرارا حاسما......
زمت شفتيها بحنق على كلامه الساخر لترمي الاغطية من يديها و تلتقط باقة الزهور و تهتف پغضب..فليبق السرير اذن بلا غطاء... انا سأذهب لوضع هذه الزهور الجميلة بجانب اخوتها....
اڼفجر ضاحكا على تصرفها الطفولي الذي جعلها في غاية اللطف و البراءة.. لا ينكر سعادته التي يشعر بها... لأنها أصبحت تتقبل وجوده و لا تخشاه مثلما كانت تفعل في السابق بل أصبحت تتحدث معه بل و تجادله احيانا..
اعترض طريقها قائلا بخبث
.. حسنا لن أخبرك اذن عن السيدتين اللتين أخبرت نازلي عنهما..
هتفت بلهفة واضحة تجلت في عينيها الفاتنتين..ما حصل لهما ثم من أخبرك عنهما اهي نازلي..
جلس على الاريكة مدعيا اللامبالاة ثم قال ..نعم هي من أخبرتني انك قلقة بشأنهمها لذلك كلفت بعضا من رجالي ان يتقصوا أخبارهما..
جلست الى جانبه لتسأله بقلق.. ارجوك طمني عنهما... اريد معرفة أخبارهما... لقد وعدتهما انني سأعود للسؤال عنهما إذا تحسنت احوالى في تركيا..
جان باهتمام مفاجئ..إذا أنت تعتبرين ان حياتك مستقرة هنا..
لين و هي تخفض رأسها.. لا أعلم... اعتقد هذا ..
رفع ذقنها بأصابعه و ينظر في عينيها قائلا.. لماذا هل هناك شيئ ينقصك... اخبريني فقط ماذا تريدين انت زوجتي لا تنسي هذا... زوجة جان يلدريم يحق لك ان تطلبي كل ما تريدين فقط تمني..
لين بصوت ضعيف.. لا أعلم.. اريد فقط الاطمئنان على السيدة وداد لقد كانت تعاملني انا و اوس بمنتهى اللطف... لقد كانت تمنعني من الخروج من الخيمة خشية ان يتعرض لي أحدهم... لقد كانت تقول انني
جميلة و قد يأذيني أحدهم.... أما الخالة إحسان فقد اخذتني للعيش في بيتها بعد أن تدمر منزلنا و قد اعطتني بعضا النقود لاتمكن من السفر رغم اعتراضها على رحيلي... ..
اغمض عينيه ليقاوم شعور الندم الذي احتل قلبه... كم يود في اللحظة ان يحضنها الى صدره عله يخفف عنها ما تشعر به... لأول مرة في حياته يحس بالشفقة فصغيرته قد عانت كثيرا و لم ترحمها الحياة او تراعي صغر سنها ثم يأتي هو و يزيد من عڈابها و يقضي على آخر احلامها.... لكنه احبها بل عشقها و يتمنى من كل قلبه ان يعوضها عن كل لحظة معاناة مرت بها....
استنشق كمية كبيرة من الهواء ليزفرها دفعة واحدة.. ثم قال بصوت تعمد ان يكون مرحا لاخراجها من حالة الحزن...
..أميرتي.. لا داعي للحزن... انت فقط قرري كيف تريدين مساعدتهما و انا جاهز لتنفيذ كل ما تأمرين به جلالتك.....
لمعت عيناها بفرح قائلة..حقا... هل تستطيع إخراج وداد من المخيم و توفير مكان آمن لها و لصغيريها... المسكينة لقد فقدت زوجها في الحړب و تركها تعاني..
ابتسم و هو يأخذ كفيها الناعمين بين يديه الكبيرتين
ثم اردف بصدق.. طبعا غدا سوف انقلها الى شقة مريحة في مكان هادئ و آمن و سأوفر لها عملا مناسبا و لن أنسى الطفلين أيضا.....
لين بدهشة.. هل ستقوم بكل هذا في يوم واحد ..
جان بتأكيد.. طبعا انه امر سهل للغاية لا تنسي من هو زوجك... اخبريني الان فيما يخص السيدة الأخرى..
لين برجاء .. فقط بعض النقود ليس كثيرا الف أو الفي دولار تكفي..
جان بضحك.. حلوتي القنوعة...انا لا أعلم كيف لكي ان تكوني بهذه الروعة رغم بساطتك لو كانت فتاة أخرى مكانك لطلبت مليون دولار لكن انت تكتفين بمبلغ بسيط لا يعادل ثمن وجبة غداء في مطعم صغير...لا تصدقين بعد أن زوجك ملياردير و يملك الكثير من النقود... ..
لين بهدوء..لكنها نقودك... انت من تعبت في جمعها ليس من حقي طلب... ..
جان مقاطعا بصرامة .. لكنك زوجتي كل شيئ املكه هو لكي أيضا... لكي الحق في طلب كل ما تريدين... و لا تقلقي سوف ابعث لجارتك مبلغا كبيرا من النقود... هيا لنتناول العشاء فانا جائع جدا ..
وقفت لين بعد أن احست بتضايق جان من كلامها لتقول بتوتر..آسفة ان كنت ازعجتك... سوف أسبقك الى الاسفل