رواية هوس من اول نظرة "الجزء الثاني" ( كاملة) بقلم ياسمين عزيز
أن إستطاعت تحديد وجهة الصوت حتى لمحت من بعيد خيالات لأشخاص...
إستمرت في الركض و هي تحاول تمييز هوية الأشخاص فهذا المكان يخصها و من المؤكد انها تعلم جميع متساكنيه حتى إصطدمت باحدهما و الذي
ميزت أنها فتاة من خلال شعرها الذي كان يتطاير
حولها و كذلك صوت صړاخها....
أمسكت بكتفيها حتى تهدأها و تسألها من هي
و على وجهها علامات الفزع.....
فجأة لمحت سارة وراءها رجلا ضخم الچثة يمسك
پسكين صغير مطوة و كان بصدد طعنها من الخلف
لتدفعها سارة جانبا و ترفع قدمها بحركة دفاعية و تركله على بطنه ليقع أرضا إلى الخلف....
إستغلت سارة سقوطه ثم إنهالت عليه تضربه
على رأسه و بطنه حتى سالت دماءه لكنه لم يغم عليه... سارة علمت من مظهره انه احد المجرمين لذلك لم ترد المخاطرة بنفسها اكثر
فإمكانية أن يكون معه رجال آخرون غير مستبعدة لذلك قررت الانسحاب سريعا قبل أن يتأزم الوضع
أسرعت نحو يارا التي كانت تحاول الوقوف
و جذبتها من ذراعها ثم بدأت تركض بها بعيدا
إنتفض سعيد من مكانه بعد أن ايقن هروبها
ثم إستند على ذراعه بصعوبة ليلحق بهما
بخطوات متعرجة و هو ېصرخ بهما أن تتوقفا....
يارا كانت في حالة مزرية إحدى أقدامها كانت
مچروحة يبدو أنها داست على شيئ حاد اثناء
ركضها إضافة إلى تقلصات بطنها التي أصبحت لاتحتمل بعد الضغط الذي تعرضت له و المجهود النفسي و البدني الذي أرهقاها كثيرا و كذلك
أما سارة فكانت تحثها على الإسراع و لم تكن تعلم بحالتها الصحية و بين الحين و الاخر كانت تتذمر و تصفها بالفتاة الضعيفة و الرقيقة كما تفعل مع زميلتها رباب مدربة الرقص....
دلفت بها سارة إحدى العمارات المتهالكة و حثتها على صعود الدرج لتفعل دون تفكير فهي لا تمتلك خيارا آخرا رغم قلقها من هذه الفتاة المجهولة
فتحت سارة الباب بمفتاحها الخاص ثم دعتها إلى الدخول بعد أن ألقت نظرة على الخارج
حتى تتيقن من أن ذلك المچرم لم يلتحق بهما
وجدت جميع الانوار مطفأة لتخرج هاتفها و تنير لها الطريق و تأخذها إلى غرفتها.
أنارت ضوء الغرفة لنتمكن يارا اخيرا من رؤية
ملابس رياضية سوداء واسعة كخاصة الشباب
و تضع حجابا أبيض اللون على رأسها
عيناها خضراء تشبه عينيها و هذا ما جعل
سارة تبتسم فهي بدورها كانت تتفحص
يارا بدقة...
بادرت سارة بالحديث بعد أن لاحظت
خوف يارا منها..
متقلقيش إنت في أمان هنا...
مدت يدها نحوها لتصافحها معرفة عن نفسها..
أنا إسمي سارة عبدالهادي بشتغل
مدربة تايكواندو في نادي الأمير...و داه بيتي انا عايشة مع امي و اخواتي مليكة و سهى و إنت.....
تنحنحت يارا لتجلي صوتها قبل أن تجيبها
بصوت خاڤت مبحوح..
أنا إسمي يارا عزمي...
توقفت عن الحديث و هي تطرق برأسها فهي لإنزال غير واثقة في هذه الفتاة رغم أنها انقذتها هي و صغيرها من مۏت محقق لكن ما تعرضت له في الساعات الاخيرة جعلها تفقد ثقتها في الجميع.
همهمت سارة بعد أن فهمت سبب صمتها ثم
قالت..بصي يايارا انا مش هسألك عن أي حالة
دلوقتي عشان باين عليكي إنك تعبانة بس مش عاوزاكي تقلقي إنت في امان هنا و زي ماقلتلك انا عايشة مع امي و اخواتي بس.... أنا هروح اجيب
علبة الاسعافات الأولية عشان جروحك....
أومأت لها بامتنان لتغادر سارة الغرفة دقائق قليلة و تعود حاملة في يدها عدة الاسعافات التي تحتفظ بها
بسبب إصابات عملها...كما جلبت علبة من المناديل
المبللة حتى تتمكن يارا من تنظيف نفسها فهي لاحظت حالتها المتعبة التي لن تمكنها حتى من الوقوف على قدميها.
أعطتها العلبة ثم بدأت تطهر چروحها و تضمدها
لها حتى إنتهت...شكرتها يارا كثيرا و التي بدت بحال افضل ثم أحضرت لها سارة ملابس نظيفة
و بعض الطعام لكن يارا لم تستطع ان تأكل و
إكتفت بشرب كوب من الماء.
نامت يارا بتعب على سرير سارة الصغير في حين
قررت سارة ان تنام على الاريكة حتى لاتزعجها خاصة بعد أن أخبرتها انها حامل.....
ملاحظة مهمة بنات انا هكتب كل الأحداث المتعلقة بشخصية يارا من غير نقصان و اللي عاوز يكتفي بالأحداث دي تمام و اللي عاوز يتابع اكثر تفاصيل على حياتها داخل منزل سارة الذي ستقضي مدة طويلة
يتابع رواية هي و الأمير الرواية دي مختلفة جدا عن رواياتي السابقة و إنتوا شفتوا شخصية سارة قوية و معتمدة على نفسها عكس البطلات الثانيين.
هتلاقوا الرواية على صفحتي في الواتباد او اللي عاوز اللينك يقلي.
صباحا.....
إستيقظت سيلين من نومها على صوت المنبه
دلفت
الحمام لتغسل وجهها و ترتدي ملابسها التي
حضرتها منذ ليلة البارحة ثم أخذت حقيبتها
و غادرت الجناح.... نزلت الدرج تجر وراءها حقيبتها
الخفيفة التي كانت تحتوي فقط على ملابسها القديمة التي جاءت بها من ألمانيا منذ أشهر قليلة...
تركتها أسفل الدرج ثم دلفت حجرة والدتها
التي وجدتها نائمة قبلتها قبلة طويلة ثم
غطتها جيدا واعدة إياها أنها سوف تعود لأخذها
في القريب ما إن تستطيع تدبير أمورها فهذا المكان لم يعد لها بعد أن يئست من رجوع سيف لها
ثم خرجت وجدت سيف أمامها يحملق في الحقيبة بغرابة رفع نظره نحوها ليجدها ترتدي ملابس بسيطة للغاية عبارة عن بنطال جينز ازرق و معطف
قديم و حذاء رياضي....
ثيابها كانت غريبة بالنسبة له فهو لايتذكر أنه قد إشترى لها مثل هذه الملابس إنتظرها حتى
وصلت إليه ليسألها..
إيه دي
رأته سيلين يشير نحو الحقيبة لتجيبه..
شنطة..
سيف..
ما أنا عارفة إنها شنطة بس فيها إيه
سيلين بتوضيح..
دي شنطة هدومي...أنا رايحة و متقلقش انا مخذتش أي حاجة من اللي إنت جبتهالي
حتى الدبلة أنا سبتها فوق الكومودينو
في علبة زرقاء... يومين كده هضبط أموري و أرجع آخذ مامي .
كان سيف يتابع حديثها بملامح جامدة حتى ذكرت كلمة الدبلة وجه نظره على الفور نحو يدها ليجدها خالية من خاتم الزفاف و هذا ما جعله يفقد صوابه
رمقها بحدة بينما إرتفعت أنفاسه دليلا على غضبه
لايثور في وجهها و ېعنفها كما فعل في الجزيرة حين ڠضب و صفعها...
وضعت يدها على وجنتها
تلقائيا و ضمت حقيبتها نحو صدرها پخوف
و كأنها قطعة القماش تلك ستحميها منه إلتفت
نحوها سيف و هو يجاهد حتى لايفقد زمام الأمور
لكنه صدم عندما وجدها في تلك الحالة
لعڼ نفسه بصوت عال ثم جذبها نحوه بدون تفكير
و قد إنمحي كل غضبه و طار ادراج الرياح
خاصة و هو يتذكر ذلك الخبر المزعج الذي تلقاه
فجر اليوم بهروب زوجة صالح....
عقله على الفور أقام
مقارنة سريعة بينها و بين
يارا التي إلتجأت للهروب بسبب أفعال إبن عمه
المچنون فهل تفعل سيلين نفس الشيئ معه
رغم أنه ليس كصالح ابدا لكن مع ذلك كان عليه أن يكون أكثر تفهما و صبرا عليها و يجب أن لاينس أيضا أن زوجته لازالت صغيرة السن و عاشت
وحدها دون أشقاء او أصدقاء تتبادل معهم
تجارب الحياة و عوض الڠضب منها كان من المفترض عليه أن يتفهم سبب ماقامت به.
ربت على ظهرها متمتما بكلمات لطيفة لتهدأتها..
عاوزة تروحي و تسيبيني لوحدي أهون عليكي ..
تراجعت سيلين إلى الخلف و هي تمسح دموعها
متظاهرة بالقوة أمامه..
إنت مش لوحدك... معاك طنط سميرة .
إبتسم سيف بهدوء ثم وضع يده وراء ظهرها
ليوجهها باتجاه السلم قائلا..
إطلعي هاتي الدبلة بسرعة عشان نروح القصر.
صعدت سيلين اول درجة مكرهة قبل أن تنتفض
رافضة..
سيف بقلك انا ماشية...هروح ادور على مكان
أقعد فيه لغاية ما ارتب أمور سفري عشان ارجع
ألمانيا.
ضغط سيف بأصابعه على صدغيه بسبب
آلام رأسه فهو البارحة لم ينم سوى ساعتين
و في كل مرة يرن فيها هاتفه يفاجئ بخبر
سيئ...اشار بيده نحو الأعلى مردفا بصبر في نفس
الوقت..
حبيبتي إطلعي بسرعة جيبي دبلتلك عشان
مستعجلين و هنبقى نتكلم في الموضوع داه بعدين...
سيلين بتململ..هنروح فين
سيف بهدوء خارجي..القصر...
سيلين..ليه
سيف بصوت عال و قد نفذ صبره..حبيبي يلا مفيش وقت انا هستناكي في العربية ...
إنتفضت سيلين ثم هرعت مسرعة نحو جناحهما
و هي تتساءل بداخلها عن سبب تضايقه...
دخلت غرفة الملابس لتغير ثيابها حتى تتجنب
نظرات إلهام و سناء اللتين لاتنفكان عن إصطياد
أقل أخطاءها رغم تحذيرات سيف لهما....
إنتهت من إرتداء ملابسها و ألقت نظرة اخيرة على مظهرها ثم إختطفت العلبة و نزلت.. وجدته يقف أمام باب الفيلا ينتظرها و هو يتفحص هاتفه..
قطبت جبينها باستغراب و هي تلاحظ
ملامح وجهه المتعبة ليرق قلبها ناحيته
و تتوقف عن السير متصنمة في مكانها تتأمله....
إنتبه إليها سيف ليبتسم رغم إرهاقه ثم مد يده
نحوها حتى يحثها على المجيئ
نحوه
ليأخذها و ينطلقا باتجاه القصر.
في القصر.....
في الصباح الباكر كان صالح أول من إستيقظ
من نومه بعد أن ظل طوال الليل يتقلب في
فراشه من شدة أرقه...كان غاضبا منها
كثيرا بسبب فعلتها التي لم يكن يتوقعها ابدا
رغم ذلك فإن قلبه كان يؤلمه بشدة
عليها خاصة و أنه تركها في تلك الغرفة الفارغة
بثياب خفيفة في هذا البرد القارس...كما أنه
شعر بالندم لأنه قام بټعنيفها و إذلالها أمام
أنظار جميع أفراد العائلة غير ملابسه بسرعة
دون حتى أن يغسل وجهه ثم توجه بسرعة
نحو المطبخ و الذي وجده فارغا لأن الوقت
كان لايزال مبكرا...
فتح الثلاجة و بحث عن زجاجة العصير الطازج
ليملأ منها كوبا كبيرا ثم أخذ صحنا و وضع
به عدة قطع من الحلويات المختلفة
و رصهم في صينية واحدة و اسرع ليفتح
الغرفة التي إحتجز بها يارا...دلف و هو
ينادي بإسمها بصوت منخفض فهو توقع أن تكون
نائمة و لم يرد إفزاعها دلوقتي بقيت حونين
وضع الاطباق فوق الكرسي ثم نزل على ركبتيه
يبحث عنها تحت الارائك لكن دون جدوى
و كأن الأرض إنشقت و إبتلعتها...
دار حول نفسه يتفرس حوائط الغرفة بحثا عن
اي باب لكنه لم يجد هو طبعا يعرف محتويات هذه
الغرفة جيدا لكن إختفاءها المفاجئ جعل الشك
يتسرب لقلبه ثم نادى على أحد رجاله الذين
يقفون خارجا ليسألهم عنها لكنهم أخبروه أنهم
لايعلمون شيئا و انهم طوال الليل كانوا
يقفون أمام الباب و لم يسمعوا أي صوت ...
فجأة لفت إنتبابهه طرف النافذة التي كانت مفتوحة
قليلا ليقع قلبه بين يديه...جف ريقه و هو يندفع
نحو النافذة ليضغط على زر السحاب و ينفتح
باقي البلور على مصراعيه...
اطل صالح من النافذة و يتلفت يمينا و يسارا
ليتراءي له بعض الحرس الذين كانوا يقفون
خارجا...قفز من النافذة بخفة ثم توجه حولهم
قائلا..
في حد خرج من الفيلا إمبارح أو النهاردة
أجابه أحدهم باحترام..
لايا بيه محدش خرج .
تمكن الشك من التسلل إلى قلبه ليعود مسرعا بكل قوته نحو الفيلا و يبدأ رحلة بحثه
عن يارا و هو يتوقع أن أروى أو إنجي قد نجحتا في إخراجها من الشباك لكنه تفاجئ بعدم معرفتهما للأمر...
كان كمن فقد عقله لا يتوقف عن الركض بين الطوابق
شاهد جميع أشرطة كاميرات المراقبة أكثر من
مرة لكن دون جدوى ليعلن في الاخير