لاجئة في اسطنبول
اما التشرد في الشوارع.
عبرت السياره بوابه الكترونيه عملاقه لتسير بهدوء في ممر طويل تحيط به مساحه خضراء لا نهايه لها.
شهقت لين بخفه و هي تتأمل باعجاب الأشجار الكثيره و الورود المختلفه التي تزين الحديقه الكبيره توقفت السياره أمام قصر اقل ما يقال عنه خرافي باضوائه الخافته المريحه للبصر.
حملت لين اوس الذي غط في نوم عميق و تبعت اصلي إلى داخل القصر.
صوت اصلي و هي تنادي إحدى الخادمات ايقضها من شرودها.
...لين هيا ستاخذك الخادمه إلى غرفتك انت متعبه...سنتحدث لاحقا اذا احتجت إلى شي فأنا موجوده....
اكملت اصلي كلامها ثم انسحبت بهدوءإلى إحدى الغرف فيما صعدت لين الدرج بحذر الخادمه التي فتحت إحدى الغرف الموجوده في آخر الممر.
لقد كانت غرفه واسعه يزينها اثاث عصري يمزج بين اللونين الأبيض و البني...يتوسطها سرير ابيض و ستائر بيضاء انيقه تتوزع بشكل جميل على طول الشرفه الزجاجيه...إلى جانب سجاده ذات فرو ناعم تغطي جزء كبيرا من الارضيه البنيه اللون و اخيرا التلفاز العملاق ذو الشاشه المسطحه.
غرفه ملابس كبيره تحتوي على المئات من قطع الملابس النسائيه و احذيه و حقائب من احلى و أغلى الماركات العالميه. مررت لين يديها على الفساتين الملونه باقمشها المختلفه اختارت فستانا بسيطا اسود و وشاحا باللون الأزرق القاتم و حذاء اسود اللون بكعب مسطح ثم توجهت إلى الباب الاخر لتجد حماما كبيرا رائعا مجهزا بمختلف الزيوت العطريه و سوائل الاستحمام.
...شكرا لك....
لم تفتها نظرات الخادمه و هي تتأمل جمالها الفتاك بدء من عينيها الخضراء و بشرتها البيضاء المائله إلى اللون الوردي و شفتيها المكتنزتين بلونهما الأحمر الطبيعي. و جسدها المغري الذي ظهرت بعض انحناءاته تحت ثوبها الانيق. لقد كانت ايه من الجمال
ابتسمت لين بلطف قبل أن تعيد سؤالها للخادمه...من فضلك...اريد بعض الملابس...لاوس اخي....
...سيدتي هناك غرفه اخرى للصغير.... اجابتها الخادمه و غادرت تاركه لين في حيره. فالسيده اصلي خصصت لهما غرفتين منفصلتين لكن لماذا هي مجرد ضيفه لماذا كل هذا الاهتمام كان يكفيها ان تعطيها غرفه صغيره عاديه.
اسبوع تجلس لين بجانب اصلي في الحديقه تترشفان الشاي. عاده صباحيه جديده اكتسبتها لين منذ أن جاءت إلى القصر...ففي كل صباح تأخذها اصلي هي اوس و تجوب بها أطراف الحديقه الواسعه.
شاهدت لين انواعا كثيره من الورود النادره و الأشجار الكبيره...و استمتعت بركوب الاحصنه مع اصلي و اوس رغم خۏفها و اكتشفت ان اصلي ارمله تزوجت بعد قصه حب كبيره جمعتها مع زميل لها في الجامعه عندما كانت تدرس الاقتصاد بإحدى الجامعات في لندن و لكنها فقدته في حاډث سير مريع منذ ثلاث سنوات و بالرغم من أن زواجها استمر لأكثر من اربعه عشر عاما الا
أنهما لم يرزقا باطفال و حتى بعد أن ټوفي زوجها لم تفكر اصلي ان تتزوج مره اخرى وفاء لحبه.
ادمعت لين عيناها و هي تستمع إلى قصتها فمن يراها لا يظن ان امرأه جميله و غنيه مثلها مرت بكل هذه الالام.
قالت اصلي بتردد بعد أن لاحظت شرود رفيقتها.
...هاي...لين أين ذهبت بعقلك....
نفت لين قاىله...افكر في اوس لا أعرف لقد كبر و يجب.......
وضعت اصلي كوب الشاي على المنظده امامها و ربت على يد لين بحنان...لين...جنم انا اعلم كل شي لاتقلقي يبدو الأمر غريبا لكن صدقيني خلال هذا الاسبوع تغيرت حياتي كليا...احس انه أصبح لدي عائله...لقد آثار اوس غريزه الامومه بداخلي.... سكتت اصلي فجأه و نكست راسها بحزن قبل أن تتابع حديثها ...لطالما أردت أن ارزق باطفال حتى انني حاولت أن اتبنى طفلا من احد دور الأيتام لكنني لم أستطع..لكن اريد ان اتكفل بأوس ارجوكي....
... لكن هذا كثير انا لا استطيع أعني ان اعطيك مقابلا.... حاولت لين إيجاد الكلمات المناسبه للتعبير عن خجلها من كرم المراه الطيبه امامها.
ابتسمت اصلي بخفه و قالت... اسمعي يجب أن تعطيني اوراقك و أوراق اوس الشخصيه....
ضحكت بمرح قبل تتابع ... لقد أصبح رجلا كبيرا و يجب أن يذهب إلى المدرسه و انت ايضا يجب أن تكملي دراستك...حاولي ان تنسى الماضي و تبدئي من جديد....
شدد جان قبضته على هاتفه و هو يستمع إلى اخته تخبره بأنها قررت أن تحضر مدرسا خاصا للين لكي تتقن اللغه التركيه للتمكن من العوده الى الدراسه من جديد. صاح بلهجه تحذيريه... اصلي...هل جننت مالذي تريدين فعله....
ردت اصلي بهدوء... لاشي اريد ان
اساعد الفتاه و شقيقها....
جلس جان على الاريكه بعدان اخذ انفاسا عميقه ليحاول السيطره على غضبه...اختي...حبيبتي...انسيت اتفاقنا...ها انت تعلمين انني اريد الفتاه و لا اريد ان يعلم أي شخص بوجودها....
ردت اصلي بعصبيه من كلام شقيقها... جان..انت لاتفكر سوى بارضاء رغباتك الفتاه صغيره. و... ....
قاطعها جان و قد بدأ صبره ينفذ...اصلي.. لا شان لك اهتمي بالصغير فقط و أعدك انني سادعمك و اقنع امي بأن تسمح لك بتبنيه.. التزمي باتفاقنا اذاكنت تريدين الصغير أليس كذالك....
اغلقت اصلي الهاتف دون أن تسمع بقيه كلمات شقيقها...و سرعان ما اجهشت پبكاء مرير. تشعر بمدى ندمها و حقارتها لأنها استغلت فتاه صغيره و بريئه كلين التي تراها ملاكا نزل من السماء لانقاذها هي و أخيها من التشرد.
لقد هاتفها جان منذ اسبوع و أخبرها بأن فتاه صغيره
جاءت من سوريا هربا من الحړب و معها طفل صغير أخبرها ان الفتاه جميله ووجودها في الشارع وحدها يجعلها فريسه سهله للذئاب البشريه.
لقد
استطاع بسهوله إقناعها بسبب معرفته لنقطه ضعفها و هي الأطفال.
وعدها بأنه سيساعدها في اقناع امهما و بقيه أفراد العائله بتبني اوس.
لم تكن تشعر انها انسانه انانيه من قبل لكن شعور الامومه الذي احست به عندما حملت اوس اول مره جعلها تستسلم للالحاح جان.
..............................
في مكتب جان في الشركه.
يجلس جان خلف مكتبه يتأمل سكرتيرته ...نازان... و هي تتمايل بدلال بفستانها الأحمر العاړي الكتفين...الذي يلتصق على جسدها كجلد ثان لا يكاد يغطي سوى جزءا صغيرا من مفاتنها..
وفجأة جذبها ليرميها على الأرضية تحت قدميه
قائلا من تحت أنفاسه اللاهثه ...
إبدئي عملك أيتها ال.... ....
بعد دقائق طويلة وهي لا زالت تجلس على الارضيه ...غيري ملابسك بسرعه و اخرجي....
رتب جان ملابسه و هو يلهث لاعنا تحت أنفاسه ...تبا لين تبا لك...
تحرك بخطوات متثاقله نحو الاريكة ...امسك زجاجه النبيذ يترشفها حرك راسه إلى جانبيه بينما يستمع الى صوت صديقه علي الساخر و هو يدلف من الباب دون طرقه كعادته
... ايهاالوحش ماذا فعلت لنازان تبدو شاحبه....
اكمل جان شرب الزجاجه قائلا بلامبالاه...لقد... منذ قليل لكنها لم تكن جيده....
...الله...الله. كلام جديد و الحل ...تساءل علي بدهشه من كلام صديقه الغريب.
لمعت عيني جان فجأه و هو يقول بتصميم... قريبا.. ..قريبا جدا يا ذات العيون الزمرديه.. ....
بعتزر للغياب لان صفحتي كانت محظوره
78
لين
لم اكن اتوقع ان تسير حياتي بهذا الشكل فقد اعتبرت نفسي محظوظه جدا...جئت هنا كلاجئه هاربه من الحړب فوجدت نفسي اسكن في اجمل مكان أراه في حياتي...كنت احس انني اميره اسكن قصرا خرافيا...كم أشعر بالامتنان لاصلي لأنها انقذتني و اخي من التشرد. لذالك لم امانع ان تتقرب من اخي اوس لقد كانت تعامله كابن لها. فبفضلها التحق اخي بارقى و أفضل مدرسه لتعليم اللغات في البلاد و أصبح يرتدي من أغلى الماركات العالميه للملابس كما انها خصصت له غرفه كبيره تحتوي على الكثير من الألعاب الباهضه الثمن بعضها مصنوع في فرنسا حسب الطلب بالاضافه إلى سياره خاصه به تنقله إلى المدرسه او النوادي.
اما انا ففضلت البقاء في القصر و تحسين لغتي التركيه بالاضافه إلى بعض اللغات الأخرى استعدادا للعوده إلى جامعتي في السنه القادمه.
جان
لم أعد استطيع الانتظار اكثر فمنذ شهر و انا اراقبها من خلال الكاميرا التي زرعتها قبل مجيئها إلى القصر
لقد كنت متأكدا انها مختلفه عن باقي النساء فعندما رأيتها اول مره فكرت في أن أعرض عليها بعض المال مقابل مرافقتي لكنني كنت قلقا من عدم قبولها و قد تسبب لي مشاكل انا في غنى عنها فالصحافه الصفراء المختصه في الفضائح لطالما كتبت عن علاقاتي العاطفيه المتعدده و لكن ان يكتشف الناس انني استغل فتاه مشرده و لاجئه لتلبيه رغباتي فهذا من شأنه ان يسبب لي فضائح لاتنتهي لذلك قررت الحصول عليها بطريقه اخرى...اعلم انني رجل سيئ لكنني تعودت دائما الحصول على ما اريد بأي ثمن حتى لو التجات إلى الخداع.
و تلك العربيه الجميله قريبا سوف تصبح لي.
مساءا استيقظت من النوم و انا اشعر براسي يكاد ينفجر من الألم لم يكن من عادتي النوم نهارا لكنني و لسبب اجهله شعرت بحاجتي الشديده لأخذ قيلوله بعد الغداء.
زحفت بجسدي إلى الخلف ببطئ لارتكز على حافه السرير. فتحت عيناي و انا افرك جبيني باصابعي في محاوله لتخفيف الألم.
شهقت بفزع عندما رأيت رجلا ضخما يقف في شرفه الغرفه. قفزت من السرير ابحث عن وشاحي لاضعه على راسي باهمال...ألقيت نظره سريعه على ملابسي ثم التفتت اليه و انا اصړخ پغضب...من انت ماذا تفعل في غرفتي....
زادت دهشتي و انا اشاهده يتقدم مني ببطئ و على ثغره ابتسامه ساخره و هو يقول ...تقصدين منزلي أيتها الجميله....
توسعت عيناي بدهشه عندما فهمت مقصده...ماذا تقصد منزلك هذا منزل اصلي.......
تركته في الغرفه و
توجهت إلى الباب بسرعه و قد تملكني ڠضب شديد... حتى لو كان منزله لايحق له الدخول إلى غرفتي و انا نائمه...ماذا لو كنت نائمه او... او عاريه... يا الهي من الممكن انه قد تحرش بي و انا نائمه...الوقح.. عديم التربيه....
تمتمت داخلي و انا افتح كل الغرف التي اقابلها في طريقي. ناديت بصوت عال و انا انزل الدرج بسرعه...اختي اصلي أين أنت ....
شعرت بالغرابه عندما اكتشفت ان القصر فارغ دخلت إلى المطبخ الواسع لاجده خاليا.
ناديت على الخادمات لكن لم يجبني احد...يبدوا ان الجميع قد رحل عندها تذكرت اخي اوس...أسرعت إلى غرفته و انا اجري كالمجنونه اصړخ...اوس اوس وينك...أخي وين رحت ....
فتحت باب غرفته لاجدها مرتبه كما تركتها صباحا...نظرت الى الساعه المعلقه
على الحائط فوجدتها الخامسه