رواية "هوس من اول نظرة" (كاملة حتي الفصل الاخير)ج الاول بقلم ياسمين عزيز
و سلبتها الراحة و الأمان
مساء في فيلا سيف
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها سيلين يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم بقالك أربع ساعات نايمة في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها كانت تستمع بأصوات
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ إنت كويسة يا هانم
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى
سيلين و هي تعدل ملابسها خليه يدخل
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
إنت كويسة وشك أحمر أجيبلك الدكتورة
بلطف قائلةانا كويسة إهدي
سيف و هو يتنفس الصعداءكنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها لا
قبل أن تكمل انا نوم بتاعي ثقيل
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده
برقة ثم وقف من مكانه قائلا طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
حاضر
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل
على حافة الدرابزين لتتأمله
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
سرحانة في إيه قوليلي
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه و لا حاجة
كنت بفكر في مامي
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن
طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا انا و إنت و هي و ماما
سيلين بطفولية إنت عندك مامي
سيف بضحك انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه
سيلين بعبوس بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة
توقف بصعوبة قائلا لا هي بتقلك يا هانم
بالميم مش هاني لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك
سيلين بجهل مش فاهم
سيف باللغة الألمانية أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل و لذلك تناديكي
هانم فهمتي
اومأت له و هي تتمتم بتفكير يعني إنت
كمان تناديكي هانم
سيف ضاحكا يا نهار اسود داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر إنت
بهدلتي الدنيا لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر بس انا راجل فهي تناديني
باشا
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت
يا باشا
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا يا روح قلب الباشا إنت يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا
يتبع
الفصل السادس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها افاقت على صوته يناديها بقلق
سيلين مالك في حاجة
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل
لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي بتقلقيني عليكي ليه
ها سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة
و سيف مقاطعا ششش إنت تنسى حياتك اللي
فاتت كلها عارفة ليه
سيلين بحيرة لا
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه عشان حياتك
إبتدت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة
ثم إنحنى ليربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه
بالعربية
حركت رأسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله
لم تكن تهتم سوى لوالدتها يكفي انه هو من
سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب
أن تركز عليه
سيف و هو يلاحظ شرودها حجيبلك
عصير برتقان عشان إنت مفطرتيش كويس
الصبح
إتسعت عيناها پصدمة و هي تنظر له قبل أن
تجيبه بتذمر لا مش عاوز ياكل حاجة تاني إنت خليتيني ياكل كثير الصبح و إمبارح كمان
انا ياكل داه في أسبوع
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم
شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع
حرك راسه لينفي تلك الافكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لاتزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان
ليعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات
طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني
به مع والدته كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا
تزوجت كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب
القدر عجيبة و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم
بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها سيلين
هو إنت معندكيش أخوات
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته
من سؤاله هذا كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا
زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء يحاولن بكل أسلحتهن
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه
في عينيها اللامعتين أسند رأسه على ذراع
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة
التي كانت تعيشها مع والدتها
كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين
لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخډرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي يمارسون ال في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها قبض پعنف على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي ېهدد بالخروج و
ټدمير كل شيئ في تلك
اللحظة طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير
عنه
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي
إحمر بشدة من الڠضب
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل
والدها لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة
صړخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك
المضيفة و هي تشهق پخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت ټنزف بغزارة رفعتها بين
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز سيف باشا
إيدك پتنزف
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالمۏت أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الژبالة اللي
زيك
حركت المضيفة رأسها پعنف محاولة التخلص
من يده التي كانت تقبض على عنقها نظرات
عينيه تخبرها أنه لن يتردد لحظة في إزهاق
روحها و رميها من نافذة الطائرة
تلوت و هي ټضرب يده بيدها و ساقيها
تتحركان في الهواء بعشوائية تريد فقط
تخلص نفسها من هذا الۏحش الوسيم
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات
القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها
التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة
في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد
ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد