رواية انا لها شمس (كاملة جميع الفصول) بقلم روز امين
خفيض مليئا بخيبة الأمل
حاضر يا ماما
انصرفت منيرة لغرفة الخبيز لتباشر ما تبقى داخل الفرن ووقفت هي تنظر لأثرها تنهد والدها بأسى لأجلها يشعر بتمزق روحها الدائم من معاملة تلك القاسېة لها لذا يحاول جاهدا أن يعاملها بلطف وحنان ليقوم بتعويضها ولو قليلا تحدث في محاولة منه للتخفيف من وطأة حزنها
متزعليش من أمك يا إيثار دي غلبانة أمها ماټت وهي صغيرة واتربت على إيد مرات أبوها وشافت معاها اللي متستحملوش عيلة عندها تمن سنين
ڠصب عنها يا بنتي هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر
رسمت على ثغرها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه...قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب واقفا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم يعود محتضنا إياها قائلا بحفاوة وترحاب
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور
________________________________________
لسة جاية من شوية إنت عامل إيه في مذاكرتك طمني عليك
محدش راحمني ولا مقدر إني في ثانوية عامة وعلى إيدك لسة راجع من الشغل في الارض بعد عزيز ما صمم ياخدني معاه...نطق كلماته المتذمرة وهو يرمق عزيز بنظرات ساخطة ليقول الاخر بحدة
مدت له يدها قائلة بعينين متطلعة
أزيك يا عزيز
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود بعدما مد يده وسحبها سريعا
الله يسلمك يا إيثار
تألمت على معاملة شقيقها الجافة التي لا تجد لها سببا حولت بصرها إلى وجدي الذي قابلها بابتسامة صافية مما جعل قلبها يهدأ قليلا وما زاد من سعادتها هو حديثه المريح
ابتسمت بسعادة لاهتمامه ليكمل والده على حديثه قائلا بلطف وهو يشير بجواره
تعالي يا بنتي تلاقيكي مېتة من الجوع
كادت أن تتحرك باغتتها تلك التي احتضنتها من الخلف وهي تقول بحفاوة
حمدالله على سلامتك يا قمر وأنا أقول البيت منور كدة ليه
ازيك يا نوارة
واسترسلت وهي تنظر لبطنها المنتفخ جراء وصولها لشهرها التاسع بالحمل
عاملة ايه وأخبار غانم الصغير إيه
محدش هيسمى غانم تاني هو غانم الصغير واحد بس...جملة جافة نطقت بها نسرينتنم عن غيرتها الواضحة بعدما علمت نوع المولود بينما نطق عزيز بتفاخر
اللي سبق كل النبق يا نسرين
قالها ومد يده ليجذب صغيره ذو الثلاثة أعوام والذي أطلق عليه إسم غانم تيمنا باسم والده للتباهي ليجلسه بأحضانه ثم حول بصره ليتطلع لشقيقه مسترسلا بمشاكسة حادة
قول لعمك يختار له إسم تاني يا غانم باشا
ابتسامة خاڤتة ارتسمت على ثغروجديليداري بها حرجه من حديث عزيز الذي اتخذ من اسم والده حكرا ليتحدث والدهما بتعقل
وفيها إيه لما اخوك يسمي إبنه على اسم جده يا عزيز ولا تكونش خدت الإسم على حسابك إنت ومراتك
احتدم صدره غيظا من دفاع والده ليتحدث بصفاقة وحقد
طب ولازمته إيه التقليد يا ابا ما الأسامي كتير يختار منها براحته هو ومراته ولا هو الكل لازم يبص لعزيز ويقلده في أي حاجة يعملها
قطبت جبينها بتعجب وهي ترى هجوم شقيقها الحاد وطباعة التي تزداد سوءا يوما تلو الأخر وبالاخص بعد زواجه من تلك الحقودة نسرين احتدت ملامح غانم وهم بالحديث لولا صوت وجدي الذي قاطعه قائلا كي ينهي ذاك الجدال الدائر
لا تقليد ولا غيره يا عزيز إبني هسميه خالد إن شاءالله
هز الأب رأسه بيأس ثم تنفس ونظر لصغيرته قائلا
أقعدي يا بنتي كلي
واسترسل وهو ينظر لزوجتي نجلاه برحمة
أقعدوا يا بنات واندهوا لحماتكم
هتفت منيرة التي ولجت للتو ممسكة بصينية كبيرة
أنا جيت أهو
هتف أيهم بعينين تلتمعان وهو يتطلع لصينية اللحوم قائلا بحفاوة
دكرين بط وحمام مع بعض أم عزيز مطرياها علينا على الأخر النهاردة
ابتسمت لتقول بعدما افترشت الأرض لتجاور زوجها
مش شقيانين من صباحية ربنا في شغل الأرض
قالتها لتحول بصرها إلى إيثار وهي تقوم بتقطيع اللحوم بكفي يديها
وكمان علشان أختك تتقوت بلقمة حلوة تلاقيها يا حبة عيني مبتدوقش الزفر اللحوم بأنواعها