رواية انا لها شمس (كاملة جميع الفصول) بقلم روز امين
ترددت كلمات زوجة والدها المقيتة حينما كانت تنعتها بأبشع الأوصاف والش. تائم وتخبرها بأن الفتيات نذير شؤم في المنازل وأنهن خلقن فقط لخدمة أشقائهن من الرجال ومن بعدهم خدمة أزواجهن والقيام على راحتهم بكل الطرقوأنهن جئن إلى الحياة ليصبحن حملا ثقيلا على عواتق الرجالفلطالما عاملتها على أنها ع ار ولابد التخلص منهوالأن يبدوا أن قواعد حسبتها ستتغير وسيتبدل حالها وحال أولادها على يد تلك الإيثار تذكرت حين أصيبت بإكتأب حاد عندما أخبرتها الطبيبة بأنها سترزق بفتاة حتى أنها فكرت جديا بالتخلص من الحمل لولا غانم الذي نهرها كثيرا وقام بټهديدها إذا تخلصت من حملها سيقوم بتطليقها في الحالوأبلغها أن الفتيات يجلبن الرزق لعائلاتهن ويصبحن منبع للحنانلكنها ما كانت تكترث لحديثه ولا تأخذه بعين الإعتبار
تعبتي نفسك ليه بس
مفيش تعب ولاحاجةبعد إذنك...قالتها واستدارت
________________________________________
لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول
تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك ال عمرو تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانويةفكم من المرات التي ڼهرتها بها بل ووصل الأمر بټعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقا دراسيا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الچنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزا حديديا مازال موجودا إلى الأننظرت بعينيها لتقول بجدية
شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج
أنا مش زعلان منها يا خالتي بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها
ما هو الحق عليك بردوا يا عمروأصلك قطعت بينا مرة واحدةروحت وقولت عدوا ليده حتى فرح وجدي محضرتوش
هتف سريعا مبررا
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبا بصديق الطفولة قائلا وهو يقترب عليه
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح
جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنت عليه
إنت قاعدة عندك بتعملي إيه
رفعت كتابها لأعلى لتقول بنبرة ساخرة
زي ما إنت شايفة يا ماما بذاكر
اقبلت عليها لتهجم على كتابها وتنتزعه من يدها وتلقي به أرضا لتهمس بفحيح من بين أسنانها وهي تدهسه تحت قدميها
أدي اللي إنت فالحة فيه
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر لكتابها لتسترسل الاخرى بحدة
قومي انجري على المطبخ إعملي شاي ل عمرو ودخليهوله
أمسكت رسغها بقوة تحت ارتياب تلك المذهولة لتستطرد متذكرة
وبعدين تعالي لي هناإنت إزاي يا بت تكسري كلمتي وتطلعي لما قولت لك إقعدي معانا
هتفت بكامل صوتها لتقول باعتراض
ومن امتى وأنا بقعد مع رجالة غريبةده ولاد أعمامي لما بييجوا مابتسمحليش أدخل لهم الشاييطلع مين عمر ولا عمرو ده كمان علشان أقعد معاه!
احتدت نظراتها لترمقها باشمئزاز هاتفة باحتقار
هتفضلي غبية والفقر بيجري وراكي زي أهلك بالظبط
شعورا ممېتا اقتحم صدرها ليصعب التنفس وكأن أحدهم طعنها بنصل سکين حاد بمنتصف قلبهاناظرتها پألم لتبتلع غصتها من الإهانة التي تعرضت إليها على يد والدتها التي من المفترض أن تكون لها منبع الحنان من تدفعها للأمام وتزرع بداخلها عزة النفس واحترامهاإغرورقت عينيها بدموع الألم والحسړة لتزفر تلك القاسېة وهي تصيح هادرة پغضب
عيطي ياختي عيطيأدي اللي إنت فالحة فيه ټحرقي دمي بعمايلك وبعدين تنزلي لك دمعتين علشان تصعبي على اللي قدامك ربنا ياخدك وارتاح منك
رمقتها بازدراء لتخرج صافقة باب الغرفة خلفها بعدما أصيبت بالإحباط وعلمت أن لا أمل بخروج تلك البائسة من غرفتها اليومأما تلك المسكينة التي وما أن خرجت والدتها حتى تركت لدموعها الأبية العنان لتنهمر بغزارة فوق وجنتيها كشلال
صباح يوم السبت
تركت منزل أبيها لتتجه لأول الطريق كي تستقل سيارة أجرة تقلها للقاهرةتنهدت حين تذكرت تلك القاسېة التي تجاهلتها عند مغادرتها المنزل بالرغم من انها اقتربت عليها لتودعها قبل