رواية صراع الذئاب الجزء الثالث (جميع الفصول كاملة) بقلم ولاء رفعت
من ذلك خشية أن يتفوه بكلمات يندم عليها لاحقا .. تركها وغادر المنزل .
جاءت من الخارج لتجده يتناول الطعام ....
مالسه بدري يا هانم ...قالها طه ساخرا
خلعت حجابها وعباءتها وألقت بهما ع الأريكة وأجابت بنفس السخرية
بدري من عمرك يا عينيا
طه عمتا أنا ميهمنيش أمرك كلها أقل من ساعة وهطلقك عند المأذون
طه ليه يعني أكون لاسمح الله بحبك ومش هقدر ع بعدك ولا متجوزين عن قصة حب أسطورية
وقفت ممسكة بورقة وأقتربت منه وهي تضعها أمامه ع المائدة وقالت لاء عشان الي هيشرف بعد 8 أشهر وهيقولك يا بابا
أتسعت عينيه وهو غير مصدق ما تسمعه أذنيه قال
بتقولي أي
وضعت يدها ع خصرها وقالت وهي تتشدق بالعلكة
زفر پغضب واضعا كفيه ع وجهه وقال
الي ف بطنك ده لازم ينزل
صاحت بحنق نعم يا دلعدي !!!
وقف ليجذبها من خصلاتها بقوة وقال مش عايز حاجة تربطني بيكي ... هتنزليه ياسماح يعني هتنزليه
تأوهت من قبضته وقالت
أنت أتجننت ... عايزني أموت روح
ما أنتي لو منزلتهوش هاطلع روحك وأخلص منكو أنتو الأتنين
تصنعت البكاء وقالت وهي تضع يدها ع صدره
كده ياطه وأهون عليك !! أنا عمري ماحبيت حد غيرك ... أنا سلمتلك نفسي من غير ما أفكر عشان بحبك
ترك خصلاتها وقال بإزدراء
أصدك عشان أنتي رخيصة ... وده يخليني أشك إن الي ف بطنك ده يبقي إبني
تأفف وأخذ يستغفر استغفر الله العظيم ... ده كان يوم أسود يوم ما جيتو تسكنو أنتي والحرباية خالتك
أقتربت منه لتعانق عنقه وقالت الله يسامحك ... بدل ماتفرح إنك هتكون أب
ألقي يديها پعنف وقال
سماح وأنا مش هنزله ياطه ... وع رأي المثل الي ملهوش كبير يشتريلو كبير
قالتها وهي ترتدي العباءة والحجاب بشكل عشوائي وتمسك بمحفظة نقودها
طه رايحة فين
سماح رايحة للي هينصفني وهيجبلي حقي منك
طه أنتي بټهدديني !!! أي الي عندك أعمليه بس متلوميش غير نفسك
سماح بكرة هانشوف مين الي هيلوم نفسه .. قالتها ثم غادرت المنزل وهي تعقد العزم ع أمر ما
طبعا ليك حق تغني ما الهبلة الي هي أنا ضحكت عليها بكلمتين وصدقتك ... قالتها شيماء
قام بغسل ذقنه من معجون الحلاقة وأخذ يجففها بالمنشفة فألتفت إليها وقال أنتي سلوك مخك دي متركبة غلط ولا الحالة أشتغلت عندك !!!
دفعته ف صدره بيدها وقالت لاء يا روحي أنا عقلي يوزن بلد ... قلبي الي يجيلو مصېبة هو الي موديني ف داهية ديما
أقترب منها وهو يضع يده ع موضع قلبها وقال ألف بعد الشړ ع قلبك يا حبي ... كده هزعل منك يا شوشو مالك ما كنتي من شوية كويسة أي جرالك بتقلبي مرة واحدة كده ليه
أبتعدت عنه موليه ظهرها له وقالت بصراحة أنا خاېفه منك لترجع تاني تشرب وتتاجر ف الهباب ده
وقف أمامها وأمسك يديها وقال ورحمة أمي وأبويا الي ما بحلف بيهم كدب أنا توبت خلاص ...
مبحطش ف بوءي غير سجاير عادية بطلع فيها عصبيتي وخلاص
شيماء يا عبدالله أنا خاېفة عليك خصوصا مبقناش لوحدنا ... عايزة لما يجي الي ف بطني ده بالسلامة يلاقي أب يتشرف بيه أدام الناس كلها مش يستعر منه
عبدالله بإذن الله هخليه أحسن واحد ف الدنيا ويطلع دكتور أو مهندس ... زعتر حبيب بابا
شيماء زعتر مين !!!
أبتسم ببلاهة وقال إبننا يا روحي
شيماء زعتر ف عينك ... لو طلع ولد إن شاء الله هاسميه عمر ولو بنت هاسميها ديما
عبدالله عمر مين وديما مين ... أوعي يكون أصدك بتوع المسلسل التركي الي كنتي واجعة بيه دماغي ده
أبتسمت وقالت أيوه يارب يطلع شبه عمر ده مز وشخصية و....
قاطعها پغضب وهو يمسكها من ساعدها مين الي مز يا روح خالتك !!!
تمتمت بصوت منخفض عع عمر
زمجر پغضب وقال شيمااااااااء
أجابت پخوف نعم
عبدالله أتلمي
شيماء حاضر ... ع فكرة كنت بهزر
عبدالله خلاص خلص الكلام ... المهم كنت هقولك ع حاجة ... أنا جاتلي شغلانه كده ف مطعم أكل ف وسط البلد طالبين دليفري بس الشيفت هيبقي من 12 بالليل للصبح .. فهاخدك معايا وأنا نازل هوديكي عند أبوكي تباتي وترجعي الصبح
شيماء وفيها أي لما أبات ف شقتي
عبدالله لاء أخاف عليكي تقعدي لوحدك أفرض لاقدر الله تعبتي مين هيلحقك !!
شيماء ودي من أمتي
عبدالله من بكرة إن شاء الله
شيماء طب والتوكتوك هاتعمل فيه أي
عبدالله أنا شغلت عليه عيل غلبان بيصرف ع علاج أمه فالي بيطلع بيه بنقسمه أنا وهو بس برضو فلوس مش هي ومتنسيش عايز أحوشلك فلوس للولادة ولمتابعة حملك وبامبرز وأدوية ومصاريف مبتخلصش
شيماء ربنا يوفقك يارب ويغنيك بالحلال
عبدالله ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي أيوه كده أدعيلي خلي ربنا يفتحها من وسع وأنا هعوضك عن كل حاجة
شيماء أنا كنت عايزة أرجع المشغل بس ....
عبدالله تاني !!! شغل تاني ... مش أتكلمنا ف الموضوع ده قبل كده وقولتلك مفيش شغل ... لما أموت يا ختي أبقي أشتغلي
شهقت پخوف وقالت بعد الشړ عليك يا عبده ... متقولش كده تاني لأزعل منك وخلاص مش هافتح السيرة دي تاني
حاوط خصرها بزراعيه وقال بمناسبة الحب والحنية الي شايفهم ف عيونك دلوقت ماتيجي أقولك كلمة جوه ف الأوضة
أبتسمت بخجل ولكزته ف كتفه وقالت أرحم نفسك وأرحمني شوية ... ولا نسيت كلام الدكتورة
حملها عبدالله ع زراعيه وقال يابت بقولك نازل شغل من بكرة تقوليلي دكتورة ... وعليا النعمة ما فاهمه حاجة ... وع رأي الراجل الي بيغني هاتي بوسة يابت هاتي حته يابت
أطلقت ضحكتها التي تميزها فأردف أموت أنا ف الفاكهه
قالها ودخل غرفة النوم وهو يحملها وأغلق الباب خلفه
في اليوم التالي ...
تقف خديجة خلف الطاولة الرخامية بداخل المطبخ تعد الفطور ... ترتدي عباءة قطنية بأكمام ومتسعة الصدر ... تمسك المضرب وتخفق به البيض
خرج من غرفته يداهمه ألم برأسه ...ألتفت إلي المطبخ وجدها منهمكة ف عملها ... ذهب إلي المرحاض وبعد دقائق خرج أتجه إلي المطبخ بدون أن
يلقي تحية الصباح أو يتفوه بكلمة
أخذ يبحث عن برطمان القهوة فلم يجده .. تركت ما بيدها وقالت عايز حاجة
حك فروة رأسه وقال عايز برطمان النسكافيه
خديجة طيب دقايق والفطار هيبقي جاهز وبعدها أشرب القهوة
رد عليها بإقتضاب قال مليش نفس
خديجة خلاص روح وأنا هاعمله لك
آدم شكرا أنا بعملو بطريقة مبشربش غيرها
تنهدت بضيق وقالت براحتك
أخذ من الخزانة إناء صغير الخاص بعمل القهوة ووضع به الماء والقهوة ووضعها ع الموقد وأشعل الڼار ... ظل ينتظرها وهو يحدق بخديجة التي لم تنظر إليه وتصنعت إنشغالها بإعداد الفطور ... أمسكت بالمقلاة ووضعتها ع عين أخري بالموقد وهي تبتعد قليلا عنه ... تشعر بالتوتر من نظراته المحدقة بها ... أخذت تشعل الڼار من المقبض لكن لم تشتعل فأمسك هو يدها وهي ع المقبض وضغط بيدع الأخري ع زر الإشعال الذاتي وقال
بتلفيه كده وبتدوسي ع الزرار ده عشان العين تشتغل .... نظرت إليه لتجده محدقا بها .. لفت ناظريه تلك العلامات التي تركها الأمس ع عنقها .. وضع أنامله برفق ويرمقها بنظرات إعتذار بدون أن يتفوه بكلمة ... أنتفض جسدها من لمساته ... فقاطعهم صوت فوران القهوة فأسرعت بدون حذر الإمساك بمقبض الإناء الساخن بدون عازل فصړخت پألم
أمسك يدها بسرعة وأتجه بها نحو الثلاجة ليفتح الباب ويأخذ مكعبات الثلج ووضعها فوق أناملها وقال خلي صوابعك ف التلج لما أشوفلك مرهم بتاع الحروق
ذهب مسرعا إلي غرفته وعاد بعد ثوان وبيده أنبوب
صغير قام بفتح الغطاء وقال هاتي أيدك
مدت يدها فأمسكها برفق فتأوهت پألم اااااه
آدم معلش إستحملي بس وإن شاء الله المرهم يخليها تخف بسرعة ... قالها وهو يضغط ع الأنبوب ليخرج منه المرهم ع هيئة كريم وأخذ بدهن أناملها بحذر وهي تجز ع أسنانها پألم
دقايق ومش هتحسي بأي ألم أهم حاجة تبعدي أيدك عن المية ... قالها آدم
خديجة شكرا
آدم العفو ... سيبك من الي كنتي بتعمليه ده وجهزي نفسك إحنا هنفطر برة ع البحر
خديجة أنا كنت عايزة أقولك إن إحنا معزومين عند مامت الولد الي حكتلك عنه إمبارح
آدم إعتذريلها لما تشوفيها ... أنا مبحبش أروح عند حد معرفهوش
خديجة بصراحة محرجة ... ممكن نعزمها إحنا
آدم أعملي الي تعمليه .... قالها وولج إلي غرفته ليبدل ثيابه
وهي أيضا ذهبت إلي داخل غرفتها لترتدي ثوب فضفاض وحجاب يناسب أجواء شاطئ البحر
في قصر البحيري ...
تمكث ف غرفتها منذ أمس قلبها يشتاق لرؤيته تريد الإطمئنان عليه ... تحاول الإتصال به مرار وتكرار لكن لم يجيب ... أرسلت له رسالة محتواها مصعب أرجوك ممكن ترد عليا
نهضت من فوق الفراش لتبدل ثياب نومها إلي ثوب أسود بنصف أكمام ويصل إلي أسفل ركبتيها ... مشطت خصلات شعرها القصير وغادرت غرفتها ... وبالرواق قابلت ياسمين
ملك ياسمين
ياسمين أمرك يا آنسه ملك
ملك متعرفيش مصعب فين
ياسمين بنبرة حزن وأسف ده تعب إمبارح والدكتور جاله قال عنده حمي ولازم يتنقل ع المستشفي
شعرت بغصة ف قلبها وقالت أي !! متعرفيش خدوه ع أنهي مستشفي
ياسمين معرفش والله بس عم شكري السواق هو الي خدو بالعربية إمبارح
تركتها ملك وقلبها يدمع حزنا وألما ... ذهبت إلي غرفتها وأخذت حقيبتها ومايلزمها ... وقررت أن تذهب إليه مهما حدث
في الحديقة تستمع إلي شكوي سماح التي تصنعت البكاء ببراعة ....
أبوس إيدك يا جيهان هانم ... أنا مليش غيركو ... أهلي ميتين وخالتي ست كبيرة وقاعدة عند قرايب جوزها ... قالتها سماح
جيهان خلاص يا سماح أنا وعدتك مش هانسكت عن الموضوع ده ... أنتو الأتنين غلطو من الأول فلازم يتحمل نتيجة غلطه دي
سماح بنظرات خبث وپبكاء مصتنع بصراحة أنا خاېفه أرجع البيت يعمل فيا حاجة عشان يخليني أنزل الي ف بطني
جيهان مټخافيش أنتي هتفضلي قاعدة معانا هنا وعمو عزيز هيكلمو يجي ويفهمو الي بيطلبو ده حرام دي مهما كانت روح
سماح