رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 1:4)
أي نوع تتناوله...ما إن انهى
مكالمته حتى دلف كلاوس و جاسر و على
وجههما علامات الصدمة....
يتبع
الفصل الخامس
شهقت يارا بصوت عال و هي ټصارع لتتنفس
بعد أن سكب عليها صالح سطل ماء مثلج
...إنت اټجننت يا....
صمتت و هي تتأوه پألم شديد بعد أن داس
على يدها الأخرى التي كانت تستند بها على
الأرضية...لتصرخ و هي تتوسله...اااه ارجوك
من يده متوجها نحو كرسيه....لتمسح يارا
دموعها و هي تنظر حولها لتجد نفسها مرمية
على أرضية صالة الرياضة...بدأ جسدها في
الارتعاش بسبب برودة المكان و كذلك المياه
التي بللت ملابسها....
أدارت عيناها نحو صالح الذي كان يجلس
يراقبها بنظرات خالية من اي مشاعر...أشار
لها بأن تقترب منه....حركت ساقيها بصعوبة
لتتخلص منه...
رأته يبتسم بسخرية و هو يدير نحوها
جهاز الحاسوب قائلا و هو يغمزها بوقاحة...ابوكي طلع جامد اوي بصراحة الظاهر إنه زهق من ميرفت هانم بس عنده حق البنت حلوة برده و تستاهل انا
بفكر أباركله و بالمرة أبعتله هدية...و إلا اقلك
خليها بعدين...مش يمكن نتفق يا قطة...
البرد تكاد تسقط على الأرض في اي لحظة
و وجهها شاحب اصفر لا يحتوي على قطرة
دماء واحدة....عيناها محمرتان من شدة
البكاء و الإرهاق ليضيف پشماتة و هو يشير لها باصبعه باشمئزاز و قرف...سبحان مغير الاحوال...
بقي إنت يارا عزمي البنت اللي كنت بحبها
زمان...مش مصدق انا كنت أعمى إزاي بس خلاص
وقف من مكانه ليدور حولها قائلا...اول حاجة
تغيري هدومك دي طبعا انا ميهونش عليا
تقعدي بيها طول اليوم...
يارا بخفوت...لا حنين...
امسكها من شعرها المبلل لتكتم يارا صړختها
بالرغم من انه كان يشدد قبضته عليها حتى
حتقلي أدبك...لسانك حقصهولك فاهمة يا....
يا ربابة الشوارع....
ضړبته على ذراعه لكن عوض ان تؤلمه آلمت
نفسها بسبب عضلات ذراعه التي كانت في
صلابة الحديد او الأسمنت....
دفعها على الأرض لكنها تمالكت نفسها حتى
لا تسقط و هي تتنفس بقوة و تحارب حتى
لا تسقط دموعها أمامه...
عاد ليجلس على كرسيه ببرود و كأنه لم يفعل
شيئا و هو يكمل بنبرة واثقة...حياتك و حياة
إنت اللي حتخسري....صمت قليلا و هو يتفرس مظهرها المزري بابتسامة
متشفية قبل أن ينادي بصوت عال...يا بهية....
يا عنايات....
تفاجأت يارا بقدوم فتاتين ترتديان ملابس
سوداء و بيضاء خاصة بالخدم...لم تكن تعلم
بوجود اي بشړ هنا سوى الحراس المخيفين...
صالح بلهجة آمرة...دي زميلتكم الجديدة
يارا حتبتدي النهاردة شغل معاكم...إديها
هدوم جديدة و عرفيها الشغل...
يارا بصړاخ...إنت تجننت عاوزني أشتغل خدامة
عندك....انا يارا عزمي أشتغل عند واحد زيك...
اشار صالح للفتاتين أن تذهبا ثم إلتفت نحو
يارا ليقف من مكانه أمامها مباشرة...نظر نحوها
و عيناه تطلق ڠضبا جحيميا ودت يارا في تلك اللحظة ان تختفي من امامه...
كانت ستتحرك لتفر بجلدها لكنه بحركة سريعة سحبها نحوه لټرتطم به شهقت بصوت عال من هول المفاجأة...احست بأن ذراعها سينكسر
من شدة ضغطه عليها لكنها لم تستطع حتى تحريك
حتى إصبعها اغمضت عيناها برهبة و هي تستمع
لانفجاره حيث صړخ في أذنها بنبرة محذرة جعلها ترتعد و رغم المها و رعبها إلا انها أقسمت انه لو لم يكن
ممسكا بها لكانت وقعت على الأرض....
...آخر مرة....آخر مرة تعلي صوتك و إلا تعارضي
أوامري....المرة الجاية أقسم بالله ححاسبك
و إنت عارفة انا ممكن اعمل إيه...و إلا نسيتي
صورك...ضغطة زر واحدة من صباعي و حخليكي
أشهر.....في مصر و العالم كله حخلي الناس
كلها تتفرج و تتمتع و هي بتتفرج على
جسمك...
ترك ذراعها و هو يسير نحو حاسوبه ليرفعه
قليلا موجها شاشته نحوها لترى يارا صورها
...حتبقي مشهورة عالميا و مش بعيد تجيكي
عروض تمثلي....و إنت طبعا عندك خبرة
في التمثيل من أيام الجامعة...بس المرة دي
حتبقى عروض من المواقع....إنت عارفاها بقى....
حتبقي مطلوبة بالاسم....إغلطي غلطة كمان
و انا ححققلك أمنيتك مش إنت لوحدك
لا حيكون معاكي ابوكي المحترم و أهو حتبقوا
زملاء مع بعض.....
قهقه بسخرية لترمقه يارا بنظرات متقززة من حديثه لكنه تجاهلها و هو يشير لها بأن تنصرف...يلا روحي إعملي اللي قلتلك عليه و فتحي دماغك كويس
عشان بكرة حتكوني هنا لوحدك....
غادرت من أمامه و هي تلعنه بصمت تاركة
لدموعها حرية النزول بعد كبت طويل...
في مكتب سيف عزالدين
...هدى هانم لسه عايشة يا سيف بيه .
هتف جاسر بينما اومأ له كلاوس يؤكد ما يقوله
ليقفز سيف من كرسيه مسرعا نحوهما و هو يقول
...إنتوا متأكدين من الكلام داه
جاسر...أيوا حضرتك و الملف داه فيه كل
المعلومات...هدي هانم دلوقتي في مستشفى
......في برلين مستنية تعمل عملية قلب
بس للاسف لسه مدفعتش تكاليف العملية
إيريك هو و الرجالة دلوقتي في المستشفى مستنين أوامرحضرتك.....امسك سيف الملف ليتفرس أوراقه بلهفة
ليتأكد من صحة الكلام الذي يقولانه...إرتمى
بجسده على إحدى الكراسي و هو يدقق في تلك
الملفات بكل تركيز و كأن حياته تعتمد على ذلك
دقائق قليلة قبل أن يرفع رأسه ببطئ بوجه جامد
خال من اي تعابير...
وضع الملف فوق المائدة أمامه قائلا بثبات...خلي
ساهر يجهز الطيارة عشان حنسافر ألمانيا....
نظر نحو سيلين ليجدها تسترق النظر نحوهم
ليسترك قائلا...و إلا أقلك خليها بكرة الصبح
الساعة ثمانية بالضبط....جهزوا كل حاجة....
حركا راسيهما بإيجاب قبل أن يغادرا الغرفة
تاركين سيف غارقا في تفكيره يكاد يجن مما
و زوجها في حاډث سيارة ثم أمر الجميع
بنسيانها و عدم التحدث عنها مجددا....
يعلم أن جده قاسې القلب بل أحيانا يشك انه
لديه حجرا مكان قلبه...لكن لم يتوقع انه
سيكون لهذه الدرجة...كيف ترك إبنته وحيدة
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها
لكن ليس بتركها ټموت دون إهتمام...كان
يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه
البشاعة....حكم عليها بالمۏت و امر عائلتها
بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة...
في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن
إلى الوراء قليلا...ماكان عليه أن يصدقه ماكان
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد
بنفسه منها....
مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر
من التفكير ليهتف بصوت خاڤت و هو يكاد
يعض اصابعه ندما...إزاي حاجة زي دي تفوتني
إزاي...
إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب
جلس على ركبتيه أمامها ليزيح خصلة شاردة
أنه سيعوضها على كل ما عانته طوال حياتها....
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده...
وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات
الباب...ليأمر الطارق بالدخول..
سيف مقاطعا...وزعيه على الموظفين..
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني....
أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها...
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة
...خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي
عشان شكلك تعبانة من السفر...و بكرة
حنسافر عند طنط هدى...إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة
...يعني.. إنت صدقتي انا مش بكذب....
قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها
بصعوبة...ايوا صدقتك...يلا خلينا نمشي....
أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول
الإبتعاد عنه...
فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له...أزاح يده من على كتفها ثم رفع
ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية ...عاوز أقلك حاجة
مهمة حاولي تفهميها كويس...رجوعك لمصر
مش حيكون سهل أبدا...حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخۏفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة...و انا حكون معاكي و مش
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي...
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف
مكملا...حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة...على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة....إتفقنا.
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها...قلبها الذي
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر
الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل...
فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته
لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه...
عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد
النادر أمامهما...سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا
السكرتيرة...
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو
للحظة رغم شعوره بانزعاجها...لحظات قليلة
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة
مليئ بالسيارات....
قادها نحو سيارته الفاخرة ال royce
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة
من الناس و هم فاحشوا الثراء...
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس
بأن سيتولى القيادة بنفسه..
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى
ليركب مكان السائق...بدأ في القيادة و سرب
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه
ليتبعه...
نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا...
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي...انا عادة
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك
هناك دلوقتي...
سيلين بارتباك...ليه
سيف بتفسير...عشان مش حابب اقعد
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا....النهاردة حترتاحي عشان بكرة
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع
داه....
أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا
بقراره بل شعرت بالراحة