رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 1:4)
انت في الصفحة 14 من 14 صفحات
بتعب
دون أن تفتح عينيها...كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا...
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ...إنت كويسة يا هانم....
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها...انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس.
زينات...أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز
بينادي عليكي من برا عشان تصحى.
سيلين و هي تعدل ملابسها...خليه يدخل .
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها....جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
...إنت كويسة...وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة .
ضحكت سيلين و هي يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة...انا كويسة...إهدي.
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك .
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها...لا
انا كويس و الله...اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل...انا نوم بتاعي ثقيل..
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده نحو شفتيه ليقبلها
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى....
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
...حاضر....
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف...وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله...
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم ريا و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
خضراوتان و شعر اسود جميل...
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس...
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن...كيف إستطاعت في
والدها لتبدأ ايام شقائها...
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر....
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
...سرحانة في إيه قوليلي.....
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه...و لا حاجة
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن...طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا...انا و إنت و هي و ماما .
سيلين بطفولية...إنت عندك مامي.
سيف بضحك...انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه...
سيلين بعبوس...بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش...و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية.
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة.
توقف بصعوبة قائلا...لا هي بتقلك يا هانم
بالميم....مش هاني...لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك....
سيلين بجهل...مش فاهم...
سيف باللغة الألمانية...أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل...و لذلك تناديكي
هانم...فهمتي .
اومأت له و هي تتمتم بتفكير...يعني إنت
كمان تناديكي هانم....
سيف ضاحكا...يا نهار اسود...داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر...إنت
بهدلتي الدنيا...لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر...بس انا راجل فهي تناديني
باشا...
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت
يا باشا....
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا...يا روح قلب الباشا إنت...يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري....
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت.. لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة...
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا....
يتبع