السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 1:4)

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

ميلاد رامي الحداد...داه ابوه وزير يا بنتي....
شيرين بمكر...و معجب بيكي جدا....
يارا بغرور...عارفة بس انا مع صالح دلوقتي
لما أخلص منه حبقى افكر فيه..هو اكيد
حيستناني....
رؤى بعدم رضا...رامي داه بتاع بنات و كل يوم
يارا و هي تنظر لشيرين...سيبك منها و قوليلي
حتلبسي إيه
شيرين...مامي جابتلي مجموعة فساتين
من باريس الاسبوع اللي فات حبقى البس واحد
منهم و إنت حتقنعي صالح إزاي هو اكيد مش حيوافق إنك تتيجي الحفل.....
يارا بلامبالاة...حبقى أتحجج بأي حاجة انا
عارفة إنه متخلف و رجعي مش حيقبل إني
أخرج ارفه عن نفسي شوية زي البنات اللي
في سني...
شيرين...تمام..انا رايحة عندي مشوار مهم
حبقى اشوفكوا بعدين....يلا سلام.....
في المساء....
مكالمة بين صالح و يارا....
صالح بلهفة...إزيك يا حبيبتي..عاملة إيه
واحشاني اوي..
يارا بفتور...أنا تمام و إنت...
صالح بحب...بقيت كويس بعد ما سمعت صوتك
عاملة إيه في المذاكرة انا عاوز إمتياز مش حقبل
اقل من كده.
يارا في داخلها  ليه فاكرني زيك مفيش
البركة فيك إنت بقى ما إنت اللي حتذاكرلي مش إنت الدكتور بتاعي و إلا نسيت..
صالح...متشغليش بالك يا قلبي و هو انا أطول
أدرس أجمل و أرق بنت في الدنيا....
يارا بتصنع...ميرسي يا حبيبي...ربنا يخليك
ليا انا بجد من غيرك مكنتش عارفة حعمل إيه
اصل الهندسة صعبة جدا و انا بصراحة مش
بفهم حاجة من الدكاترة اللي في الكلية.
صالح بهيام...و لا يهمك يا حبيبيتي...انا
حضبط كل حاجة و الأسبوع الجاي إن شاء
الله نبتدي مذاكرة مع بعض...عشان الامتحانات
قربت داه فاضل أقل من شهر و نبتدي.
يارا بدلع...حاضر يا حبيبي...انا أصلي
حسافر إسكندرية مع ماما يومين عشان
نزور طنط مريم..
صالح بحزن...يعني مش حشوفك بكرة كمان....
يارا...يا حبيبي ما أنا قلتلك حسافر يومين
و حرجع على طول...حبقى اكلمك كل ساعة
متقلقش...
صالح باستسلام...حاضر تيجي بالسلامة...
خلي بالك من نفسك و متكلميش ولاد...
يارا بضحك...ماشي..يسلملي اللي بيغير..
صالح...لو تعرفي بس انا بحبك قد إيه..
يارا بغرور...عارفة...عارفة و انا كمان بمۏت
فيك..
صالح بسعادة...أنا بستنى بفارغ الصبر
اليوم اللي أتخرج فيه عشان حطلب إيدك
في نفس اليوم....
يارا بضحكة مرتبكة...إنت بتهزر صح....
صالح بجدية...لا طبعا انا بحبك اوي
و إنت كمان بتحبيني...إيه المانع إننا نكون
مع بعض إحنا نعمل خطوبة و كتب كتاب مع بعض و بعدها لما تخلصي دراستك نتجوز..يارا بعدم تصديق لكنها تحاملت على نفسها
...يا حبيبي لسه بدري على الكلام داه انا لسه
عندي .9 سنة....
صالح...ما انا قلتلك نتجوز لما تخلصي دراسة
يعني ساعتها حتبقي ثلاثة و عشرين....
أرادت يارا تغيير الموضوع لتتصنع ان والدتها
تناديها...طيب يا حبيبي انا لازم اقفل عشان
ماما بتنادي عليا...حبقى أكلمك بعدين
على الفيس....
صالح...ماشي ياقلبي....
أقفلت يارا الخط و هي تتأفف بشدة قائلة
...داه اللي ناقص...اتجوزك إنت عشان ادفن
نفسي بالحياة...انا مش مصدقة هو لسه في
ناس بالتفكير داه...لا و كمان لسه شاب يعني
و الله لو كان راجل كبير كنت حتفهم إنما
شاب و بالعقلية دي مش معقول داه ناقص
يقلي نامي من المغرب و ياخذ مني الموبايل
اوووف دي شيرين عاوز إيه دي كمان.....
أفتحت يارا سماعة الهاتف لتكمل حديثها مع
صديقتها غير عالمة بالمؤامرة التي تحضرها
لها...
بعد يومين في حفل عيد ميلاد رامي الحداد...
رامي حداد مثال للشاب الوسيم و الغني
إبن عائلة معروفة مدلل و مستهتر لأبعد الحدود
رسب سنتين في السنة الثانية هندسة بعد
أن إجتاز السنة الأولى بصعوبة....
حياته عبارة عن حفلات شرب و بنات...يغير
حبيباته كما يغير أحذيته...هو معجب بيارا
منذ اول مرة رآها فيها لكنه لم يستطع الاقتراب
منها خوفا من صالح....
دخلت يارا قاعة الحفلة لتتوجه كل الانظار
صوبها ترمقها باعجاب و أخرى بكره و حسد...
كانت بالفعل جميلة جدا بفستانها الأسود
القصير
أشارت نحوها رؤى لتأتي لتبتسم لها يارا
إبتسامتها الخلابة قبل أن تتوجه نحوها....
رؤى باعجاب...إيه الجمال داه يا بنتي...
يارا بغرور...طول عمري قمر ههه
رؤى بهمس...بصي رامي حياكلك بعنيه...
يارا...عادي يا بنتي سيبك منه امال فين
شيري..
رؤى بعدم إهتمام...كانت هنا مش شوية...
اهي هناك مع سيدا و فادي العدوي...
يارا و هي تنظر حيث أشارت رؤى...غريبة
دي عمرها مع كانت صحاب هي سيدرا...دي
بكرهها كره العمى..
رؤى...لا غريبة و لا حاجة إنت عارفة شيري
دايما مع مصلحتها...متنسيش إن سيدرا
اووووبا يارا إلحقي مش داه صالح عز الدين..
إرتجفت يارا پخوف و قلق قبل أن تدير
رأسها ناحية الباب لتراه...كان في قمة
الوسامة و هو يرتدي بنطال جينز باللون
الأسود و فوقه قميص صوفي باللون الأزرق
الداكن ضيق يبرز عضلات جسده الضخمة....
وصل إلى جانبها لينحني و يقبل وجنتها
ببرود قبل أن يلقي التحية على رؤى
...إزيك يا رؤى.
رؤى بتوتر...تمام و إنت
صالح بصوت خاو...الحمد لله..
انزل يده ليلفها حول خصر يارا ليسير
بها نحو باب الخروج قائلا...عاوزك في
كلمتين برا .
أومأت له يارا لتمشي بجانبه بهدوء و دماغها
يكاد ينفجر من شدة التفكير...لماذا جاء و كيف
علم انها هنا...هو ابدا لا يأتي لهذه الحفلات
فلماذا هذه الليلة بالذات.....
فتح الباب ثم دفعها بخفة لتركب سيارته
قبل أن ينطلق خارج الفندق....
أوقف السيارة على حافة الطريق ثم اخرج
هاتفه ليضغط بعض ازراره قبل أن يرميه
فوق ساقيها دون أن ينبس بحرف...
يارا بتوتر و هي لا تعرف ماذا تقول لتبرير
فعلتها  كذبها عليه و ذهابها للحفلة...صالح
إسمعني انا حفسرلك...
صالح و هو يضع سبابته على شفتيه...شششش
إسمعي و إنت ساكته...
ضيقت يارا حاجبيها و هي تنصت لصوتها
عندما إكتشفت إن هذا ليس سوى تسجيلا
لحوارها مع شيرين و رؤى منذ يومين
لم تكد تتمالك صډمتها حتى صړخت بصوت
عال عندما فاجئها صالح بامساكه لشعرها
بين يده ليوجهه وجهها نحوه صارخا پغضب
يا يارا....تكذبي عليا و ترسمي عليا الحب
و تطلعي في الاخر......ليه ليه عملتلك إيه....
قبض أكثر على خصلات شعرها و هو يهز
عال...صالح ارجوك...
الثاني. 
مضت أكثر سبعة أشهر على وجود سيلين
في عملها الجديد كبائعة في إحدى المولات
الكبيرة في برلين....تعرفت على زملائها الجدد
و لكنها كانت تفضل ان تكون وحيدة طوال
الوقت....
رغم إبتسامتها الدائمة التي كانت نرسمها على
وجهها لتستطيع القيام بعملها على أكمل وجه
إلا انها كانت تخفي حزنها الكببر في قلبها
بسبب أوضاع حياتها التي كانت تتدهور يوما
بعد يوما....
أكملت عملها على الساعة الثامنة مساء
ثم توجهت إلى محطة القطارات حتى
تستقل القطار المتوجه نحو الحي الذي
تقطن فيه...لفت سترتها الجلدية حول جسدها
بسبب برودة طقس شهر سبتمبر اول أشهر
الخريف قبل أن تجلس على احد المقاعد...
نظرت للشاشة العملاقة التي تعرض مواعيد
قدوم و إنطلاق القطارات لتجد ان قطارها
سيصل بعد دقيقتين....
بعد نصف ساعة كانت تقف أمام باب منزلها
تبحث عن المفاتيح في حقيبتها...فتحت الباب
ثم دلفت لتجد والدتها عافية على الاريكة
كعادتها تنتظر مجيئها...تقدمت نحوها بعد أن
رمت حقيبتها جانبا ثم بدأت في إيقاظها
بهدوء حتى لا تفزع....
...مامي...إصحى حبيبي انا جيت....
فتحت هدى عينيها ببطئ لتجد طفلتها الصغيرة
تقف أمامها...تنهدت بارتياح قبل أن تمسح
وجهها المتعب قائلة...إنت جيتي يا حبيبتي
الحمد لله...كنت مستنياكي بس الظاهر إني
نمت مكاني...تعالي إغسلي إيديكي و انا
ححط الاكل على السفرة عشان نتعشى سوى.
سيلين بعتاب و هي تتوجه نحو الحمام لتغسل
يديها...مينفاش مينفعش كده يامامي مكانش لازم
تتعب نفسك كنا طلبنا بيتزا من برا ا اي
حاجة ليه تطبخ.
هدى...و هو زحنا كل يوم حنقضيها اكل شوارع
و بعدين انا مش بتعب و لاحاجة....انا طول
النهار قاعدة لوحدي زهقانة و مش بعمل
حاجة...بفكر فيكي يابنتي و ببقى مړعوپة
كل ما ييجي الدنيا تظلم و إنت بتبقي برا
أنا خاېفة عليكي مش كفاية مستقبلك اللي
ضاع بعد ما سبتي جامعتك....
ليه دايما نفس الكلام...حضرتك عاوزانا
نعمل إيه مافيش حل غير إني أسيب جامعة
و اشوف شغل....أكملت بالالمانية...أبي رحل
و أنت مريضة لاتستطعين متابعة عملك..نحن
في بلد غريب و لا أحد سيشفق علينا...لم يكن
أمامي اي حل يجب أن اخرج للعمل حتى أجلب
النقود...من أين سنأتي بثمن الاكل و الدواء
و فواتير الماء و الكهرباء و غيرها...نحمد الله
أن المنزل ملكنا و إلا كنا الان مشردون في
الشوارع.....
رمقتها هدى بتردد قبل أن تهتف بنبرة منخفضة
...خلينا نرجع مصر يا بنتي كفاية مرمطة هنا.
سيلين پغضب...أمي...تعلمين رأيي في هذا
الموضوع لن اذهب لتلك البلاد...أكرهها و أكره
المصريين جميعا. قالتها بغل و هي تكز على
أسنانها پغضب عندما تذكرت سيف المصري
الذي كان سببا في طردها من عملها....
هدى بعتاب...ملكيش حق يا سيلين و هو في
أطيب من المصريين و جدعنة المصريين
يعني عاحبينكم الألمان..جامدين و قلوبهم
حجر...خليني ساكتة أحسن.
سيلين و هي تغرس ملعقتها في صحن الشوربة
...على الاقل هم لديهم وجه واحد...قلوبهم قاسېة
و لا يعرفون معنى الرحمة او التعاطف و لكنهم
غير ناكري للجميل....امي دعينا من هذا الموضوع
لن أعود لمصر ابدا انا ألمانية لقد ولدت هنا
و ترعرعت هنا و لا اعرف بلدا آخر غير ألمانيا....
هدى بحزن...بس يا بنتي الحمل ثقل عليكي
أوي إنت مش ملزومة إنك تشتغلي و تصرفي
علينا...إنت مكانك في كليتك مع زمايلك لحد
إمتى حتقعدي تشتغلي في المطاعم و المحلات
أنا لو مت حتبقي لوحدك يا بنتي إحنا ملناش
حد هنا.....
سيلين باستهزاء...سنعود لمصر لنجد أروع
عائلة في العالم تنتظرنا..ارجوكي امي.
هدى بتحسر...أيوا هناك في عيلتي اللي
هربت منها من عشرين سنة...عشان حبيت
ابوكي و أصريت إني أتجوزه و هربت معاه
على هنا بعد ما أبويا رفض علاقتنا....ياريت
السنين ترجع بيا لورا مكنتش حعمل اللي
أنا عملته زمان...مكنتش حغلط غلطة
قعدت ادفع ثمنها عمري كله....رواية بقلمي ياسمين عزيز
سيلين...إنت لم تخطئي انت أحببتي والدي
السنوات لم يحاولي البحث عنك حتى.
هدى...أنا كمان من ساعة ما سبت القصر
محاولتش اتصل بيهم ثاني...الحق عليا انا
اللي غلطانة...الجواز مش بس حب بين
إثنين...الجواز مسؤلية قبل كل شي انا
و ابوكي غلطنا كنا انانيين مفكرناش غير في
نفسنا...مفكرناش في أولادنا لما ييجوا يلاقوا
نفسهم وحيدين في بلد غريبة و اهو اللي
خفت منه حصل.....
طعامها و هي تستمع لحديث والدتها و هي
تحكي لها على حياتها السابقة في قصر
والدها عندما كانت صغيرة....
إنتهيا من العشاء لتقوم سيلين بغسل الصحون
و ترتيب المطبخ قبل أن تدلف غرفتها طلبا
للراحة بعد تعب يوم طويل....
في القاهرة....
و تحديدا في قصر صالح عزالدين....
يقف فريد بين زملائه و أصدقائه الذين
أتوا ليحتفلوا معه بحفل زفافه و الذي
سعى ان يكون بسيطا و ضيقا يقتصر
على حضور عائلته و بعض أصدقائه
و طبعا سميحة والدة أروى لم تمانع فالمهم
عندها هو أن يتزوج إبنتها....
اما أروى المسكينة فقد كانت اشبه بجسد
بلا روح وسط أقاربها الفرحين بحفل
الزفاف الذي ادخل على القصر بعضا من
البهجة و الفرح...
تشعر انه سيغمى عليها من الخۏف في كل دقيقة
تمر و كأنها ذبيحة تساق نحو هلاكها...
تعالت دقات قلبها و بدأ جسدها بالارتعاش
بعد أن شاهدت الۏحش كما تسميه هي
يتقدم نحوهها بجسده الضخم و هيئته
المرعبة التي جعلت قلبها يهوي داخل اضلعها
فزعا و ړعبا منه...
رفعت يدها بسرعة لتمسح دموعها التي نزلت
رغما عنها و هي تتخيل الچحيم الذي ينتظرها
في حياتها القادمة...فهي لطالما سمعت عن
جبروته و عجرفته و غروره....
جلس بجانبها دون إهتمام بها حتى أنه لم يلتفت
من جديد

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات