الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 6:10)

انت في الصفحة 12 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

أن تجيبه قائلة...انا عاوز
يشوف القصر...لما مامي يبقى كويس نرجع لألمانيا..
إبتسم سيف بتسلية بعد أن فهم مغزى كلامها جيدا
لتسأله...هو مين عايش في القصر
سيف باختصار...ماما و جدو و عمي كامل و عمي
امين.
سيلين...بس.
سيف...كل واحد معاه مراته و أولاده...حبقى
اعرفك على ندى و إنجي حتسلي معاهم جدا.
أومأت له بالموافقة و هي تقف لتعود للجلوس
على مقعدها بعد أن لاحظت إرتخاء ذراعيه
حولها....
رفع سيف يده ليرخي ربطة عنفه قليلا
بعد أن شعر باختناقه...علم بأنه قد عاد لنقطة
الصفر من جديد بسبب هذه العنيدة فهو يعلم جيدا
انها إختارت المكوث في القصر بلأنها تخاف د البقاء
بمفردها معه....مازلت لا تثق به و تعتقد بأنه
يساعدها لغاية إستغلالها في مابعد...
في جناح فريد في القصر....
إستيقظت أروى بصعوبة عجزت حتى عن تحريك
رأسها الثقيل الذي كانت تشعر بأنه يزن اطنانا...
فتحت عيناها المنتفختين و ذكريات البارحة تتدفق
داخل عقلها تدريجيا...رمشت عدة مرات لتزيح تلك
الغشاوة التي جعلت نظرها ضبابيا دون فائدة
تنهدت بحړقة و هي تحاول الاستناد على ذراعيها
لتحرك جسدها...نجحت أخيرا لتجلس على حافة السرير و تنزل قدميها على السجاد الناعم الذي كان يغطي الأرضية...
إنحنت للأمام و هي تسند رأسها بيديها و تغلق
عينيها پألم...تسللت لأنفها رائحة عطره التي كانت
تملأ الغرفة لتزيد من حدة الدوار الذي كانت تشعر به....
تحولت ببصرها في كامل ارجاء الغرفة لتجدها خالية
لتعلم انه غادر..وقفت على قدميها تجاهد ان لاتقع و هي تستند بكل ما تجد أمامها حتى وصلت للحمام....
نظرت لوجها المتورم و تلك الكدمات التي كانت تغطيه و التي تحول لونها البنفسجي الداكن...تلمست
الچرح في اطرف شفتيها لتتأوه پألم لاعنة فريد
بصوت عال...فتحت صنبور المياه لتغسل وجهها بحذر من بقايا المراهم التي وضعتها تلك الطبيبة على چروحها ليلة البارحة ثم فرشت أسنانها بصعوبة و هي لا تنكف عن شتم فريد و لعنه....
وضعت المنشفة في مكانها ثم خرجت من الحمام...
سمعت طرقات خاڤتة على باب الجناح إلتفتت نحو الباب پخوف فهي لاتريد ان يراها أي شخص بهذا
المظهر المزري...سوف تصبح حديث قاطني القصر
و خاصة تلك الحية إلهام...
إلتقطت الحجاب من فوق الاريكة ثم وضعته على
شعرها بعشوائية ليخفي جزءا كبيرا من وجهها
تاركة عيناها فقط لكنها سرعان ما تنفست الصعداء
عندما لمحت إنجي تدخل حاملة الصغيرة لجين بين
يديها....
إنجي بمرح...إيه يا ريري كل داه نوم الساعة بقت
واحدة الظهر ...مش عوايدك يعني...تصحي
متأ...خر .
اكملت كلمتها الأخيرة بتقطع و هي تتفرس
وجهها المليئ بالكدمات لتسرع نحوها هاتفة
پصدمة...إيه اللي وشك داه....مين اللي عمل كده
فيكي...إنت كويسة.
أبعدت أروى يد إنجي التي كانت تحاول أن نزيح
الحجاب من فوق رأسها مجيبة...حيكون مين
يعني....غير اخوكي .
إنجي بشهقة و هي تضع لجين على الأرضية...فريد
أروى و هي تجلس على المقعد...ايوا...ثم اكملت في سرها الزفت اخوكي اللي ما يتسمى.
إنجي بلهفة...طب روحي غيري هدومك
و تعالي نروح المستشفى .
أروى و هي تقلب عينيها بملل...متقلقيش اخوكي
عمل الواجب و زيادة...بعد ما إداني العلقة التمام اخذني على المستشفى...
إنجي و هي مازالت تتفحصها...و ليكي مزاج تهزري
إنت وشك مدمر خالص...
أروى بسخرية...مشاء الله اخوكي مدرب على وشوش المجرمين طبيعي إيده حتكون ثقيلة.
إنجي پغضب و هي تقف من مكانها...انا حقول
لجدو و هو حيتصرف معاه...مش معقول داه
مش بني آدم اللي يعمل كده...
جذبتها أروى لتجلس من جديد قائلة...اقعدي بس
جدك مين اللي حيتصرف معاه...إنت عاوزة تكملي
عليا...و بعدين انا متعودة متقلقيش مش حيحصلي
حاجة .
إنجي بنبرة حادة...لا إنت اكيد مچنونة...إنت...إيه
اللي بتقوليه داه يعني إيه متعودة...هو ضړبك قبل
كده.
أروى بنفي...لا...انا أقصد في بيتنا اصل ماما
كانت بتصبحني بعلقة و بتمسيني بعلقة...يعني
متعودة على الضړب .
أمسكت إنجي يدها و هي ترمقها بنظرات مشفقة
على حالها لإستسلامها...أروى حبيبتي في فرق
بين مامتك و جوزك...دي تعتبر إهانة و چرح لكرامتك إنت مراته مش جارية مشتريها بفلوسه....الراجل الي
يضرب مراته مرة حيرجع يمد إيده ثاني و ثالث و عاشر....إنت إزاي حتستحملي داه...تعالي معايا
حنروح نتكلم مع جده صدقيني هو بيحترمه و بيسمع
كلامه..انا عارفة إن اخويا مچنون بس مكنتش فاكرة إنه...
قاطعتها أروى پبكاء و هي تتمسك بيديها الاثنتين...ارجوكي يا إنجي متقوليش لأي حد على
اللي حصل...انا عارفة إن كلامك كله صح بس انا
للأسف معنديش حل ثاني غير إني أستحمل و أسكت
اخوكي لو طلقني حبقى في الشارع....انا مليش مكان
ثاني اروحله.
إنجي...مستحيل يطلقك مامي مش حتخليه و جدو
كمان....بس إنت مقلتيليش هو ...ضړبك...ليه .
أروى و هي تمسح دموعها...مش عارفة قالي إن انا رحت لطنط و إشتكتلها منه و قلتلها تخليه يعاملني كزوجة و كده....و إني مش حقبل اقعد في اوضة لوجي.. بس انا و الله ما تكلمت معاها في حاجة...بالعكس أنا مرتاحة جدا إني بعيدة عنه .إنجي بعدم فهم...و هو إنت الايام اللي فاتت كنتي
بتنامي مع لوجي....يعني أقصد....
أروى...إنجي ارجوكي مش داه موضوعنا...
و ايو انا كنت بنام في اوضة لوجي من أول ليلة
فرحي لغاية إمبارح انا مدخلتش جناح اخوكي غير
مرة واحدة ساعتها فهمني إنه تجوزني عشان أهتم ببنته و إنه مستحيل حيعتبرني زوجة و إنه لسه
بيحب مراته الاولانية الله يرحمها ...
وضعت إنجي يدها على ثغرها و عيونها متسعة
بعدم تصديق لاتسمعه لتضيف أروى
...شايفاكي إتفاجأتي من كلامي....إيه يعني مكنتيش
عارفة.
نفت إنجي برأسها و هي تجيبها...لا و انا حعرف
منين اصلا...انا صحيح كنت ملاحظة إن فريد
بيعاملك بسطحية بس كنت فاكراه إنه قدامنا
بس...عشان هو اصلا شخصيته صعبة شوية بحكم شغله حتى مع ليلى الله يرحمها رغم إنه كان بيحبها لدرجة إنه تغير مية و ثمانين درجة بعد ۏفاتها بس هو عمره ما مد إيده عليها و لا عاملها وحش بالعكس ....
أروى معقبة...الله يرحمها....
إنجي بتذكر...بس إنت مقلتليش مين اللي
قال لماما على الحكاية
أروى بتنهيدة...معرفش...بس هو قالي إن طنط
كانت عارفة .....
إنجي بحيرة...ماما لا معتقدش...لو كانت عارفة
مكنتش سكتت كانت قالتله من أول يوم...
أروى في سرها...انا متأكدة إنها كانت عارفة كل حاجة بس مهتمتش هي كانت عاوزاه يتجوز و يجيب ام لبنته و بس .
إنجي بتفكير...اكيد في حد قلها...قوليلي إنت حكيتي حاجة للسوسة ندى .
قلبت أروى عينيها بسخرية قبل أن تهتف...ندى
مين اللي اتكلم معاها في حاجة زي دي...انا يادوب
عرفتها من اسبوع و بعدين....يانهار إسود انا إزاي
فاتتني دي...دي جات أوضة لوجي إمبارح و قعدت
تلف و تبص في كل ناحية اكيد شافت هدومي
و حاجتي...اوووف بس مكنتش اتوقع إنها حتفهم
دي عيلة.
إنجي و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا...عيلة
إنت شايفاها كده بس هي في الحقيقة اكبر
فتانة في مصر كلها...هي و امها...الاثنين دول سبب
كل مشكلة توقع في القصر إبعدي عنهم احسن
و إوعي تحكيلهم اي حاجة مهما كانت بسيطة .
أغلقت أروى عينيها و هي تقبض على يديها
بقوة من شدة القهر و الڠضب قبل أن تهتف بوعيد
بداخلها ماشي.. أصبروا بس عليا كلكم و الله لأخذ بثاري منكم ثاني و مثلث..بكرة حتشوفي ياعقربة
إنت و بنتك الحية بنت الحواري حتعمل فيكي
إيه و البادي أظلم....
فتحت عينيها لتجد إنجي تحمل لجين و تضعها
على الكرسي بجانبها قائلة...طيب حتعملي
إيه دلوقتي مينفعش تسكتي على اللي حصل
انا حساعدك و مش حسيبك.
أروى...حتساعديني إزاي يا إنجي قوليلي ها....
و عاوزاني اعمل إيه اشتكي لجدك طيب لو
فرضنا عملت كده إيه اللي حيحصل حيخليه
يحبني...
إنجي...لا بس على الاقل يبطل يهينك و يضربك....
أروى...إنت عارفة إن داه مستحيل...اخوكي عصبي
و إيده سابقة لسانه...يضرب و بعدين يتفاهم
جدك حينبه عليه و حيسمع كلامه شهر إثنين...أربعة و
حيرجع يهيني ثاني و انا حرجع أشتكيه...و المشاكل
حتكبر...انا مش عاوزة اي حد في القصر يشمت
فيا و يسمعني كلام في الرايحة و الجاية...انا
حصبر و إستنى يمكن يزهق و يسيبني في حالي..
إنجي...طيب بس انا حقول لماما و حتكلم معاه
كمان...مش معقول اللي عمله فيكي داه.
أروى...ارجوكي يا إنجي بلاش...إنت كده حتزودي
المشكلة و هو حيتأكد فعلا إن انا اللي قلت لطنط
سناء على حكاية الأوضة ارجوكي...لو عاوزة
تساعديني بجد اسكتي و إنسي الحكاية....و....
توقفت أروى عن الحديث عندما سمعت صوت باب الجناح يفتح ليدخل فريد حاملا في يده بعض الأكياس....نظر ببرود نحو إنجي التي كانت ترمقه
بنظرات مؤنبة...تجاهلها و هو يتقدم ليضع
مفاتيحه و هاتفه و الأكياس على الطاولة
ثم نزع جاكيت بدلته ورماه على الاريكة...قائلا
...لو خلصتي كلامك خذي لوجين على اوضتها
المربية الجديدة مستنياها هناك.....
إندفعت إنجي من مكانها باتجاه فريد لتجذبه من
ذراعه حتى يلتفت نحوها صاړخة بحدة...إنت
إيه اللي عملته في مراتك داه...إزاي تمد إيدك عليها.
فريد بسخرية...ما تكملي تديني قلمين أحسن .
إنجي و قد تمالكت نفسها فهي اول مرة تصرخ في وجه أخيها...حرام عليك دي مراتك مش واحد من
المجرمين اللي عندك...إتقي ربنا فيها إنت ترضى
إن حد يعمل فيا اللي إنت عملته فيها .
فريد ببرود و هو يجلس على الكرسي...و انا عملت
إيه هي غلطتت و انا عاقبتها..
حركت إنجي رأسها بيأس ثم نظرت باسف نحو
أروى التي كانت تتابع حوارهم العقيم...إنحنت
لتحمل لجين قم غادرت الغرفة بهدوء...
هذا ليس أخيها فريد الذي تعرفه...لقد تغير كثيرا
منذ ۏفاة ليلى التي غادرت هذه الحياة تحمل قلبه
معها...تاركة مكانه صخرة لا تشعر....
خلع فريد حذاءه ثم إستقام واقفا على قدميه
قائلا...انا جبتلك أكل عشان تاخذي الدوا..كنت
متأكد إنك مش حتنزلي بمنظرك داه...جوا حتلاقي
المطبخ انا داخل آخذ شاور اطلع الاقيكي خلصتي
أكل.....
اجابته بسخريه واضحة...منظري ده إنت السبب
فيه و مش عاوزة منك حاجة.....ااااه سيبني.
صړخت بعد أن قبض فريد على شعرها من الخلف
هادرا بصوت مرعد...الظاهر إنك متعلمتيش من ليلة إمبارح...بس معلش الايام جاية كثير و انا حعرف
اربيكي من أول و جديد .
رماها على الأرض بلا مبالاة ثم أكمل طريقه
نحو الحمام ليغلق الباب وراءه پعنف...
أما أروى فقد بقيت تنظر في أثره بجمود...رغم
دموعها التي نزلت....أصبحت تعود نفسها
أن تكون أقوى في كل مرة ېهينها فيها منتظرة
الوقت المناسب للاڼتقام هذا ماكانت تردده في نفسها
منذ ليلة البارحة....
وقفت فاطمة أمام مدخل الفيلا المهجورة
لتتأملها باستغراب بعد أن نزلت من السيارة التي
كاد يقودها أحد رجال صالح....دلفت لتجده يقف
في بهو الفيلا يتحدث مع حارسين.
تنهدت في سرها و هي تتأمل وسامته الفائقة
و طلته اللتي لطالما ارقت منامها لتتجه نحوه على. الفور....
فاطمة برقة...صباح الخير يا صالح بيه.
صالح و هو يلتفت نحوها مجيبا بنبرة عادية...اهلا
يا فاطمة تعالي ورايا عشان افهمك شغلك.
فاطمة بطاعة و هي تبتسم ببلاهة و كأنه سيأخدها
لنزهة...حاضر يابيه.
تبعته ليسير خارجا نحو الحديقة الخلفية للفيلا
قبل أن يقف مقابلا لشرفة المطبخ حيث يمكنه
رأيته كل مايحدث داخله ...أشار بعينيه نحو فتاة ما لم تستطع فاطمة رؤية ملامحها جيدا لكنها سمعته يقول...شايفة البنت اللي هناك دي...اللي مين غير طرحة دي إسمها يارا..عاوزك تهتمي بيها كويس
متخليهاش تتنفس من الشغل...خليها تعمل كل حاجة
في الفيلا...
فاطمة بتعجب...هي عملتلك حاجة يابيه
صړخ صالح بحدة و عيناه تتقدان شرارا...إعملي
اللي قلتلك عليه و بلاش أسئلة....و حسك عينك
تلمسيها او تحطي إيدك عليها...غوري شوفي
شغلك بس يكون في بالك انا حبقى مراقبك .
إرتجفت فاطمة پخوف و هي تومئ له بطاعة
قبل أن تهرول بعيدا متجهة نحو الفيلا.. بينما
بقى صالح ينظر
نحو يارا بملامح متوعدة.....
هرولت إنجي خارج جناح فريد لتعطي لجين
للمربية الجديدة ثم ركضت من
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 14 صفحات