رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 16:20)
مع ماما وطنط هدى و نمشي...
إقترب منها ليقبل خدها الذي كان يداعبه
باصبعه و هو يضيف...أنا عارف إنك تعبانة
من سهرة إمبارح بس اوعدك هسيبك تكملي
نومك في الطيارة زي ما انت عاوزة .
نهض عن الفراش متجها نحو الحمام ليغيب
بداخله...بينما كانت سيلين تنظر في أثره
بعدم إستيعاب لما يحصل...أسندت راسها
بسبب عدم فهما لما يحصل من أشياء
لم تتوقع حدوثها.....لكنها
سرعان ما تحاملت على نفسها لتزيح الغطاء
من فوقها مستغلة عدم وجوده لتبدأ في البحث
عن قميص البيجامة التي كانت ترتديه ليلة
البارحة.....
يئست من إيجاده لتعود من جديد و تجذب
الغطاء و تثنيه عدة مرات ثم رمته
الذي يشبه في شكله باب الحمام....
فتحته لتجد بالداخل غرفة واسعة
تحتوي على أرفف عديدة تضم مئات
القطع من الثياب النسائية و قسم
آخر يضم قطع رجالية....لو لم تكن متعجلة
لظلت تتأملها بإعجاب دون كلل...
أسرعت نحو رف الفساتين لتقتني اول فستان
تقع عليه عيناها ووترتديه على عجالة مخافة
و بالفعل ما إن إنتهت و بدأت في تنظيم
شعرها و هيئتها حتى دق باب الغرفة
تلاه دخوله....كان يرتدي بنطال رياضي
ثقيل و فرقه تي شيرت بحمالتين فانيلة
باللون الړصاصي البارد.....
إبتسم لها واحتضنها ثم غمغم متنهدا براحة لشعوره بها بين يديه اخيرا ...أحلى من القمر يا روحي...
وهي بين ذراعيه كانت تنظر لصورتهما معا في المرآة المقابلة لهما بقلة حيلة لا تعرف ماذا تفعل سوى
يتمادى أكثر من ذلك....
كانت بصعوبة تمنع نفسها من دفعه
عنها رغم شعورها بارتعاش جسدها
إستجابة للمساته الخبيرة التي لم تجربها
من قبل سوى معه و هي تضغط على شفتيها
حتى لا تفضحها أنفاسها المتسارعة .....
إبتعد عنها و هو يخفي إبتسامته الراضية
من نجاحه في التأثير عليها عازما على
مد يده الخزانة ليخرج أحد المعاطف الطويلة
المصنوعة من الفرو الفاخر باللون الأسود ليضعه فرق كتفيها قائلا...خذي داه معاكي....الجو برد برا....
وضعت يديها على كتفيها تستشعر نعومة المعطف
بينما عيناها مازالتا تراقبانه من خلال المرآة
بصمت و هو
منهمك في تصفيف شعرها و إخراجه من
و كأنه أنجز عملا جبارا و هو يردف...كده
حلو...
أمال رأسه فجأة و هو يقطب حاجبيه
كمن طرأت له فكرة جديدة ليهتف...إيه
رأيك تختاريلي لبسي.. تعالي....
و دون إنتظار إجابتها جذبها بلطف نحو
أحد الأركان التي تحتوي على ملابسه
و تحديدا قسم البدلات....
حاوط خصرها من جديد بيديه مستندا
بذقنه على كتفها قائلا...يلا إختاريلي
بدلة على ذوقك...و إلا أقلك مش هلبس
بدلة النهاردة...إيه رأيك في داه
أخرج كنزة شتوية خضراء اللون قريبة
من لون فساتنها الذي ترتديه ليرفعه
أمامها قائلا...حلو صح....بحب اللون داه
جدا....
تنهد باستسلام من عدم إجابتها
و هو يبتعد عنها ليختار بقية ملابسه قبل أن
يختفي وراء أحد الستائر
التي لم تلحظ وجودها بسبب لونها المشابه
للون بقية الغرفة...
خرج بعد دقائق قليلة يرتدي بنطالا أسود
اللون و تعلوه تلك الكنزة توقف عند أحد
الأرفف البلورية ليخرج ساعة و يرتديها
قبل أن يسير نحوها من جديد....
كل هذا و سيلين لاتزال واقفة مكانها
دون حراك او تعبير على وجهها.....
سيف...قسم ال shoes هتلاقيه هناك...
إستدارت نحو المكان الذي أشار له لتجد
خزانة عريضة ذات واجهة زجاجية تحتوي
على مئات الاحذية المختلفة الأشكال و الأنواع.....
تقدمت بآلية لتقف أمام الخزانة لاتعلم ماذا تنتقي
حتى رأته يخرج لها أحد الأحذية الشتوية
ذات الكعب العالي.. و هو يقول...إلبسي داه
حلو.....
وضعه على الأرض بجانب كرسي ثم أقبل
نحوها ليقف أمامها يتأملها بعشق...حبيبي
مالك....تعبانة أجيبلك الدكتورة....
تحسس وجنتيها و جبينها بقلق و هو يكمل
الحمد لله مفيش حرارة...في حاجة بټوجعك...
لو تعبانة خلاص نأجل السفر.....مش بتردي عليا
ليه يا قلبي....
سيلين و هي تنظف حلقها لتجيبه...انا كويس
بس بشوف الأوضة.. حلو جدا....
تنهد بارتياح و هو يرفع يديها نحو فمه
ليقبلها عدة مرات قائلا بسعادة...الأوضة و
الفيلا و كل حاجة فيهاو معاهم قلبي و روحي
ملكك إنت لوحدك يا روحي و دنيتي كلها....إنت
شاوري بس....
إضطربت سيلين بخجل و بدأت أنفاسها بالتسارع
لتبعد يديها عنه بلطف قائلة...شكرا...أنا...إحنا
هنتأخر عالسفر...أنا هلبس الشوز و إنتي كملي لبسك...تمام....
ضحك و هو يحاول تجاوز ضيقه من فعلتها حتى
لا يتطور الأمر...تمام يا روحي...
أخذ نفسا عميقا قبل أن يفاجئها و ينحني
ليحملها بخفة بين ذراعيه لتشهق سيلين
فهي لم تتوقع فعلته هذه...لتهتف بفزع و هي
تتشبث بكتفيه...إنت...بتعملي إيه...عاوز أنزل...
رفعها سيف إلى الأعلى أكثر و هو يضحك
قائلا...مش هسيبك مين غير ما تدفعي....
بقى أنا بقالي ساعة بدلع فيكو إنت في الاخر
تقوليلي...شكرا...أعمل بيها إيه دي
سيلين و تزيد من تشبثها به...مش فاهم
إنتي عاوزة إيه
سيف بضحك...اولا إسمها إنت عاوز إيه يلا
سمعيني ثاني....
سيلين و هي تعيد وراءه بسرعة...إنت.. عاوز إيه
سيف بمكر و هو يتطلع في وجهها المرتبك
عاوز بوسة....
سيلين بتوتر...ها..مش فاهم...مممم نزلني..
سيف...تؤتؤتؤ...مش قبل ما تدفعي...
أسرعت تقبل وجنته قبلة خفيفة قبل أن
تهتف...ها نزلني....
سيف بتذمر...و مستعجلة على إيه.
جلس على المقعد و هو مازال محتفظا
بها بين ذراعيه
غمغم بصوت متوسل و بعبارات لم تتوقع سماعها منه و لو في أقصى أحلامها جعلت طبول الحړب تقرع
قلبها دون توقف
...حبيني يا سيلين...أرجوكي...حبيني و انا مستعد
أقدملك الدنيا كلها تحت رجليكي...مستعد أقدملك
قلبي و روحي بس.. حبيني زي ما بعشقك .
بعد ساعة كان ينزل معها درج الفيلا و هو
يلف ذراعه على خصرها بحماية...بينما هي
كانت تنظر أمامها بجمود و كأنها لم لاتزال
لم تستوعب صدمة إعترافه حتى الآن....
أما هو فكان هادئ على غير عادته يرسم
إبتسامة خفيفة على وجهه حالما رأى والدته
تنتظره في الأسفل....
أسرع في خطواته قليلا نحوها دون أن
يترك زوجته التي لم تعد تستغرب سبب
إلتصاقه الدائم بها...
مد يده ليجذب يد والدته و يقبلها ثم قبل
جبينها قائلا بنبرة حب
صباح الخير يا ست الكل...إزيك النهاردة
سميرة بابتسامة...ألف مبروك يا حبيبي.. يارب
أشوفك على طول مبسوط....انا كويسة طول
ما إنت بخير...
إبتسم سيف لها قائلا...الله يبارك فيكي
يا حبيبتي....إطمني انا عمري ما كنت مبسوط
كده...طول ما إنت كويسة و حبيبة قلبي
معايا هبقي على طول سعيد...
جذب سيلين نحوه قليلا و ه يكمل...مش عايز
غيركوا في حياتي إنتوا الاثنين.....
سميرة بحنان...ربنا يخليكوا لبعض...يلا
عشان تفطروا....انا هخرج برا للجنينة عشان
اشم شوية هوا...بقالي كثير مجيتش الفيلا
هنا.....
سيف...حضرتك فطرتي....و فين طنط هدى
سميرة...انا فطرت من بدري.. و لسه مشفتهاش
الشغالة قالت إنها مطلعتش من أوضتها....
أدرك سيف أن والدته لحد الان لم تتحدث مع
هدى و لم ترها رغم أنهم كانوا في الماضي
صديقتين مقربتين حتى أن هدى ساعدتها
قليلا في الاعتناء بسيف عندما تعرضت
سميرة لصدمة عقب ۏفاة زوجها والد سيف....
حاول تغيير الموضوع ليقول...طيب
إحنا هنفطر و نروحلها عشان نسلم عليها
قبل ما نسافر....
سيلين بأعتراض...لا انا عاوز اشوف مامي...
مش عايز يفطر...
طرق كتفيها باصرار عندما حاولت السير
بعيدا عنه ليتحدث بنبرة غير قابلة
للنقاش...نفطر الأول و بعدين هندخلها....
سار بها نحو طاولة الفطور التي كانت
تعج بأطباق متنوعة تكفى قبيلة كاملة
من البشر و ليس شخصين فقط....ليجلس
سيلين على كرسي بجانب كرسيه
تماما ثم إستدار ليأخذ مقعده.....
في تلك اللحظة قاطعه دخول كلاوس الذي
كان يسير و ينظر للارض كعادته كلما دخل
صباح الخير يا سيف بيه....
سيف بمرح و هو ينظر له ...صباح الخير يا كلاوس.. تعالى إفطر معانا....الظاهر إن حماتك بتحبك...
كلاوس بابتسامة بسيطة...شكرا يا سيف بيه
انا سبقتكوا...أنا كنت عاوز أبلغ سيادتك
بحاجة مهمة جدا....
سيف...ممم فيه إيه أكيد حاجة تخص
عيليتي الكريمة...إيه متقليش إنهم جايين
هنا يباركولي على جوازي..
قالها بسخرية لكن كلاوس نظر نحوه
باستغراب قبل أن يومئ له مؤكدا كلامه...
أيوا حضرتك هما في طريقهم على هنا
و قربوا يوصلوا....
سيف بلامبالاة و هو يجلس...طيب اول ما يوصلوا
خليهم يدخلوا...
إستأذن كلاوس ليغادر الفيلا و هو يتحدث
مع أحد الحراس من سماعته اللاسلكية
و ما إن إنتهى حتى أزالها من أذنه ليرتمي
على أقرب كرسي يراه و هو يتمتم بداخله...
ساعات بشك إنه مشغل جن معاه....بس
هو عرف إزاي إنهم جايين على هنا...أنا
متأكد إنه عارف السبب كمان...و بيقول على
نفسه مريض و بيتعالج داه انا اللي محتاج
اتعالج...اووف اهم وصلوا....أرخم عيلة
في مصر...
راقبهم و هم ينزلون من السيارات لكن ماجعل
كلاوس يستغرب أن من أتى هم فقط
أمين و كامل....
بعد دقائق إقتحم الاخوان الفيلا...بينما
كان سيف يجلس مع زوجته يتناولان الإفطار
بكل هدوء و ببرود...او فلنقل هو فقط
فسيلين كانت تمضع الطعام و تشعر و كأنها
تأكل رملا...فمن جهة هي خائڤة على والدتها
من هؤلاء القادمين و من جهة أخرى
متوترة من السفر و من إعتراف سيف لها.....
نظرت نحو سيف الذي وضع يده فوق يدها
لتجده ينظر لها بنظرات مطمئنة يخبرها
أن لا تقلق و تخاف مادام بجانبها.....
أومأت له ثم سحبت يدها لتكمل طعامها
بهدوء و هو أيضا...
بعد دقائق قليلة دخل كامل و أمين و كأنهما
إعصار و خلفهما كلاوس...الذي بقى بعيدا
يراقب ما يجري و ينتظر دوره للتدخل....
تحدث كامل بصوت عال و هو ينزل درجات
الداخلية للفيلا لترتعش سيلين پخوف
بينما إكتفي شقيقه
بالنظر نحو الزوجين بنظرات حقودة...
إبني فين يا إبن سميرة
مسح فمه بالمنديل ثم وضعه مكانه ببرود
قبل أن يرفع عينيه نحو عمه الذي كان
ينظر له بنظرات حاړقة ليجيبه بمنتهى الهدوء و اللامبالاة...
صباح الخير يا...عمي....
كامل و هو يضرب الطاولة بيديه مقاطعا إياه
إبني فين إنطق يا ك بدل ما أهد
الفيلا دي على دماغك إنت و ال اللي متصدرة جنبك....
شهقت هي پخوف و تعجب مما تسمعه من
كلام غير لائق من عمها لتتسلل يدها و تمسك
ذراع سيف الذي كان حالما شعر بها حتى
إبتسم بسعادة لإحتمائها به...كم هو غريب
هل هذا وقته ألا ليس لديه السيطرة على
مشاعره..يجزم أنه سيسعد بأي لمسة منها
حتى لو كان على مشارف المۏت...لمستها
جعلت من غضبه يتلاشى بعد سماع
إهانة عمه لها لكنه طبعا لم ينس......
زفر بملل عندما قاطعه صوت عمه الاخر
البغيض الذي كان يخاطب شقيقه
بتهكم...
معلش يا كامل...الظاهر إن البيه مشغول.....
سيف بابتسامة سمجة...فعلا مشغول للأسف...هو حضرتك متعرفش إني عريس و إمبارح فرحي
و اللي إنت هنتها من شوية دي...مراتي .
كامل باصرار و قد إتقدت عيناه پغضب
جامح...تتحرق إنت و هي مليش دعوة...
انا عاوز إبني.....آدم فين يا سيف...إنطق
بدل ما خليها بحر ډم و أول حد هبدأ
بيه عروستك اللي إنت فرحان بيها دي .
أمال سيف رأسه نحو تلك التي كانت حرفيا
تكاد ټموت من الخۏف ليهمس لها بعدة
كلمات و ما إن إنتهى حتى حركت رأسها عدة
مرات ثم وقفت من مكانها