رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 11:20)
يده ليجلب منديلا مبللا ثم لفها نحوه من
جديد....إنت مش قلنا منحطش من الحاجات
دي مصرة تعانديني .
نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة...أنا مش قصدي بس داه فرح و
أنا أول مرة أخرج من يوم ماجيت هنا فحبيت....
قاطعها فريد بهمس...ششش أنا عارف إنك عنيدة و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يعاندني أو يعصي كلامي....
توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيها
التي توشك على الانفجار بكاء فهي رغم
شقاوتها ووعنادها لكنه يعلم جيدا أنها تخشاه
و ترتجف خوفا و كيف لا تخافه و هي لم ترى
منه سوى قسۏة قلبه الأسود....
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الان...و الله مش قصدي أعاند بس عشان
فرح....إلتفتت قليلا و هي تشير نحو أدوات
الزينة مضيفة...و كمان دول حيبوزوا لو
مستخدمتهمش...دول غاليين على فكرة
و الله طنط سناء جايباهملي من برا...آمبورتي
يعني....
منع فريد نفسه بصعوبة عن الانفجار ضحكا
الان..بسبب مجنونته التي لن تتخلى عن
چنونها حتى في لحظات خۏفها.....
أعاد كلمتها مرة أخرى بنبرة مستغربة مما
تعنيه...آمبورتي
أومأت له و هي تكمل بتفسير...ااه و الله
من باريس.....
عض فريد شفتيه و هو يحرك رأسه بيأس
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
...قصدك importé تمام يلا إلبسي حجابك
و خففي شوية من الروج اللي إنت حطاه
و يلا خلينا ننزل...
سار مبتعدا عنها نحو المرآة الأخرى المعلقة
قرب باب الجناح ليعدل من مظهره مرة اخيرة
تاركا العنان لضحكاته التي كتمها طويلا و هو
يردد كلمة آمبورتي بحرف ال b ...
أما أروى فقد إلتفتت نحو المرآة مرة أخرى
لتعدل ماكياجها الذي أفسده ثم ترتدي حجابها
و هي لا تتوقف عن التمتمة...اوووف يعني
حبكت يقل أدبه دلوقتي...رمشت بعينيها
مدعية الخجل و هي تكمل...يا لهوي داه باسن
ثاني.....
إنتفظت على صوته و هو يناديها...يلا يا أروى
إتأخرنا.....
ألقت لصورتها المنعكسة في المرآة قبلة في الهواء
قبل أن تسير نحو فريد الذي كان ينتظرها عند
الباب...
في أحد أفخم الفنادق في القاهرة...
كانت سيلين تجلس في غرفتها المخصصة لها
في الفندق و معها إنجي و ثلاث فتيات
احضرهن سيف من أحد أشهر البيوتي سانتر
في المدينة ليساعدوها في تجهيز نفسها
للحفل...تأففت بضيق للمرة الخمسون بسبب
توترها و مازاد الطين بلة هو أن الأتلييه الذي
إختاروا منه فستان الزفاف إرتكب خطأ كبيرا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
توترها اكثر هو صړاخ سيف المتواصل الذي
لم يتوقف منذ أن هاتفته والدته و طلبت منذ
المجيئ إلى الغرفة لحل المشكلة....
سيف بصوت حاد...حضرتك عاوزاني أهدأ إزاي..
اللي عملوه داه إسمه إستهتار و قلة مسؤولية
إحنا طلبنا فستان معين...بيبعثوا واحد ثاني
ليه هما مش عارفين بيتعاملوا مع مين
داه شرف ليهم إن مرات سيف عزالدين فستان
فرحها يكون من عندهم بس ملحوقة
انا هعرفهم انا مين لما أقفلهم الاتلييه الژبالة
اللي هما فاتحينه...
توجه نحو باب الغرفة ليغادر لكن والدته أمسكت
بذراعه و هي تترجاه لييهدأ...يا حبيبي خلاص
ملوش لزوم نكبر الحكاية دي حتى سيلين
قالت إن الفستان اللي بعثوه عاجبها يعني مفيش
مشكلة...إستهدى بالله و روق دي ليلتك فرحتك
مش معقول حتفضل مكشر كده بقالك ساعة
و إنت عمال تزعق إهدا و روح أوضتك عشان
تغير هدومك...داه حتى المعازيم زمانهم
على وصول...
نفخ سيف الهواء بقوة دلالة على شدة
غضبه لكنه نظر نحو سميرة التي كانت تبادله
نظرات تحثه على الهدوء و تجاوز هذا الموضوع
التافه من وجهة نظرها لكنه قاطعها مضيفا بصرامة
...مش ههدى غير لما أحل المشكلة دي بنفسي
سيلين مش هتلبس غير الفستان اللي هي
إختارته...و لو إضطريت إني أجل الحفلة مش مهم.....
شهقت سميرة بخضة و هي تجيبه پغضب
...إيه اللي إنت بتقوله داه الناس تقول علينا إيه
أجل جوازه عشان حتة فستان...اصلا الحمد
لله إنهم غيروه...الفستان اللي مراتك إختارته
بلدي اوي و وحش و مش عارفة
عجبها فيه إيه ....روح جهز نفسك و بلاش كلام
فاضي
سيف مقاطعا...ماما..لو سمحتي....مش وقت
الكلام داه هي العروسة يعني من حقها تختار
الفستان اللي هي عاوزاه...انا طالع دلوقتي
بس قوليلها إني حكلمها عشان أتأكد إن
الفستان عاجبها و إلا حبقى اشوف أي
اتيلييه من القاهرة يبعثلنا فستان ثاني....
سميرة و قد بلغ منها الڠضب مأخذه...
ما كفاية دلع بقى...سيلين...سيلين...سيلين..
في إيه مش كفاية إنك ضحيت بسعادتك و مستقبلك وقبلت تتجوزتها ڠصب عنك عشان
ترضي جدك و إلا كان زمانها مرمية في الشوارع
هي و أمها....خاېف عليها تزعل عشان حتة فستان
و هي سيادتها كانت تحلم تلبس فساتين
زي دي و إلا هي خلاص بعد ما نظفت و
بقت هانم نسيت أصلها بنت هدى...
لم يجبها و لكنه رمقها بنظرات معاتبة
على كلامها الچارح الذي لم يتعود عليه
منها فلطالما كانت والدته هادئة و مسالمة
لكن عندما يتعلق الأمر بإبنها الوحيد فهي
تصبح شرسة و يبدو أنها لاحظت دلاله
المفرط و سعيه الدائم لإرضاء تلك السيلين
ظنا منها انه يفعل ذلك مرغما بسبب أوامر
جده لكنها لاتعلم انه عاشق حد النخاع
لتلك البرتقالة الصغيرة.....
أغلق الباب وراءه لتكرمش سميرة وجهها
بضيق قبل أن تغادر هي أيضا....أما في الداخل
فكانت إنجي تحاول تهدأة سيلين التي
إنفجرت بالبكاء بعد سماع كلام زوجة
خالها..
إنجي...طنط سميرة متقصدش هي بس
قلقانة على سيف و خاېف إنه يأجل الفرح
عشان الفستان...عشان خاطري متعيطيش
عشان الميكاب هيبوز....
سيلين پبكاء...انا خلاص تعبت...مش قادر
يتحمل انا عارف إنه سيف قبل يتجوز انا ڠصب
عنه عشان جدو بس انا كمان مش عاوز
كده....انا هروح مش عاوز يتجوز.. انا عاوز مامي.....
وقفت من كرسيها و هي تلتفت يمينا و يسارا
تبحث عن أي شيئ ترتديه فوق ذلك الفستان
الأبيض الخفيف الذي كانت ترتديه حتى يسهل
تجهيزها...
وجدت الروب الخاص به لترتديه رغم محاولات
إنجي تهدأتها لكنها كانت مصممة على
المغادرة....
إنجي...سيلين مينفعش اللي إنت بتعمليه
داه الناس تقول علينا إيه داه جواز مش لعبة...
سيلين باصرار و هي تمسح دموعها المنهمرة
التي لطخت وجهها...مش يهمني حد...انا عاوز
يخرج من هنا...هاخذ مامي و اروح ألمانيا
مش عاوز يقعد هنا...زهقت كل يوم مشاكل و
ضغط أعصابي تعبانة عاوز يرتاح...كفاية
انا اصلا ندمت إني جيت هنا...مصر وحشة
و جدو وحش اوي عشان خلانا نتجوز...
انا مش عاوز يتجوز إنت ليه مش عاوز يفهم....
كانت تتحدث بعصبية و جنون مما جعل إنجي
تشعر بالقلق تجاهها لتقرر اخيرا الاتصال بسيف
بعد أن إستشعرت إصراراها الشديد على
إبطال الزواج.....
رفعت هاتفها بين يديها لتتصب به لكنها فوجئت
بسيلين ټخطف الهاتف منها و ترميه على أحد
الارائك و هي تصرخ في وجهها...مش تكلمي
حد...خلاص انا مش حتراجع عن قراري...انا
ليه مش تفهمي....
شهقت إنجي وهي تضع يدها على ثغرها
دون أن تزيح نظرها عن سيلين التي كانت
تتحرك في ارجاء الغرفة بعشوائية بعد أن فقدت
أعصابها بينما تراجعت الفتيات للخلف و إكتفين
بمشاهدة ما يحدث......
طرقات خاڤتة على الباب تلاه دخول أروى
كالاعصار المدمر و التي صړخت بحماس...أنا
جيت....
أغلقت الباب وراءها و هي ترفع حاجبيها باستنكار
و هي تضيف...الظاهر إني جيت في وقت غير مناسب
في إيه يا جماعة خير و مالها دي بتلف حوالين نفسها عاملة زي ثور الساقية...
همست بخفوت في آخر كلماتها و هي تنظر
بتعجب لما يحصل...لتفيق من صډمتها
على لمسات إنجي المذعورة و هي تمسكها
من ذراعها هاتفة بنبرة خائڤة...إلحقيني
يا أروى...سيلين عاوزة تمشي و تلغي الجوازة .
أروى و هي تلوي شفتيها باستهزاء...نعاااام مين
دي اللي تمشي و ليه
إنجي بلهفة...بقلك عاوزة ترجع ألمانيا هي
و طنط هدى..
أروى بردح...لااااا بقلك إيه كفاية هزار منك ليها...
يعني إيه تفركش الجوازة طب و انا أعمل إيه دلوقتي داه انا ماصدقت أخرج من قصر الأشباح حتى لو بالليل...طب سيبك من داه و جوزي الغلبان
بقاله شهرين بيحوش من مرتبه عشان يجيبلي الفستان اللميع داه...و حياة عيالي اللي لسه
ماجوش للدنيا الجوازة دي هتم يعني هتم....
قاطعتها سيلين التي كانت تبحث عن أي ملابس
لترتديها للخروج...قلت مش عاوز...اصلا الجوازة
دي غلط من البداية..
ضغطت أروى على أسنانها و هي ترمقها بحنق
فهذه العنيدة سوف تتعبها مجددا لذلك حان
الوقت لتذكيرها بعدة أشياء يبدو أنها نسيتها
بسبب نوبة ڠضبها....اشارت نحو إنجي لتخرج
و تأخذ معها الفتيات و ينتظرنها في الغرفة
الأخرى حتى تهدأها....
أغلقت الباب وراءهم ثم إتجهت كالاعصار
لتمسك سيلين من كلتا ذراعيها و تجلسها
پعنف على الكرسي رغم مقاومة الأخرى لها....
و لأول مرة تتحدث أروى بجدية معها
فقد إنقلبت ملامح وجهها درجة...
أروى بحدة...إنت عاوزة توصلي لإيه قوليلي
عشان متعبش نفسي معاكي عالفاضي...
قوليلي عاوزة إيه و انا هنفذلك كل طلباتك...
عاوزة تلغي جوازك من سيف اوكي ماشي
دلوقتي حالا و في اللحظة دي هنلاقيه الف
عروسة بدالك لو هو خاېف من الفضايح و كلام
الناس...عاوزة تسافري مع مامتك.. بردو
اوكي في ستين داهية..ما إنت بوز فقر من
يومك هترجعي تغسلي الأطباق في المطاعم
و تنطفي الطرابيزات و في الاخر ترجعي
بشوية ملاليم مش هيكفوكي لآخر الشهر إنت
و أمك الغلبانة و في الاخر هتلاقي نفسك
في الشارع بتشحتي و إلا بتبيعي نفسك زي
بنات الليل اللي هناك....
صړخت فيها بصوت حاد لكنه ليس عال و هي
تضيف...عاوزة تسيبي سيف عزالدين اللي كل
بنات العالم تتمنى تكون مكانك الليلة دي
عاوزة تسيبي سيف اللي غير حياتك و قدملك
كل حاجة من غير مقابل و لسه بيديكي...
قوليلي مين غيره من عيلتك كلها إداكي
قيمة و مكانة و بيهتم بيكي كأنك بنته الصغيرة
سيلين أكلت....سيلين شربت.. سيلين نامت...
سيلين مرتاحة.. سيلين تعبانة و ياريت الزفتة
هانم مقدرة.. لا دي كمان بتتشرط...واحدة
غيرك كانت تبوس إيديها وش و ظهر عشان
ربنا وقع في طريقك راجل زي سيف حاطك
في عنيه من جوا و بيحميك من غدر الذيابة
اللي بيترصدولك و بيستنوا إمتى تبقي لوحدك
عشان يقضوا عليكي...و إلا نسيتي....لا الظاهر
إنك نسيتي و انا مضطرة افكرك....
هزتها پعنف لتشهق سيلين بالبكاء لكن أروى
لم ترحمها بل زادت في الضغط على جرحها
و هي تكمل بنبرة قاسېة...هو إنت فاكرة لو رجعتي ألمانيا آدم هيسيبك....ها.. جاوبيني...للأسف
انا مش هقدر اقلك هو هيعمل فيكي إيه عشان
كلب زي داه هو و عيلته المجرمين تتوقعي منه
أي حاجة بس أنا متأكده إنه لو أقل حاجة هيعملها
فيكي هي إنه يقتلك إنت و مامتك.....
رفعت سيلين عينيها الدامعتين نحوها
و هي ترجوها أن تتوقف عن التحدث و مواجهتها
بتلك الحقائق التي لطالما تهربت منها...
يبقى تعقلي كده و تبطلي لعب العيال داه...
الراجل عداه العيب معملش معاكي غير
كل خير و لسه بيعمل