رواية هوس من أول نظرة
في رؤيتها و إشباع حواسه منها...
...سيلين...يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم...بقالك أربع ساعات نايمة....
في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها...كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا...
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها...انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس.
زينات...أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى.
سيلين و هي تعدل ملابسها...خليه يدخل .
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
ثم مد يده وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
...إنت كويسة...وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة .
ضحكت سيلين و هي يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة...انا كويسة...إهدي.
سيف و هو يتنفس الصعداء...كنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي...
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها...لا
انا كويس و الله...اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل...انا نوم بتاعي ثقيل..
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده نحو شفتيه ليقبلها
برقة ثم وقف من مكانه قائلا...طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى....
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف...وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله...
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي....بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل...
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
بضيق و يأس...
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن...كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها...
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
تجاه إمكانية عودتها لمصر....
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
...سرحانة في إيه قوليلي.....
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه...و لا حاجة
كنت بفكر في مامي....
مد يده نحوها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن...طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا...انا و إنت و هي و ماما .
سيلين بطفولية...إنت عندك مامي.
سيف بضحك...انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه...
سيلين بعبوس...بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش...و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية.
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة.
توقف بصعوبة قائلا...لا هي بتقلك يا هانم
بالميم....مش هاني...لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك....
سيلين بجهل...مش فاهم...
سيف باللغة الألمانية...أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل...و لذلك تناديكي
هانم...فهمتي .
اومأت له و هي تتمتم بتفكير...يعني إنت
كمان تناديكي هانم....
سيف ضاحكا...يا نهار اسود...داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر...إنت
بهدلتي الدنيا...لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر...بس انا راجل فهي تناديني
باشا...
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت
يا باشا....
هو يحثها على الوقوف
قائلا...يا روح قلب الباشا إنت...يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري....
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت.. لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة...
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا....
يتبع
الفصل السادس
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة....
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها...افاقت على صوته يناديها بقلق
...سيلين مالك في حاجة
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل
لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب...مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي...بتقلقيني عليكي ليه
ها ...
سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج...اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة...انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة
و......
سيف مقاطعا...ششش...إنت تنسى حياتك اللي
فاتت كلها...عارفة ليه
سيلين بحيرة...لا...
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه...عشان حياتك
إبتدت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة
ثم إنحنى ليربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه
بالعربية
حركت رأسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله
لم تكن تهتم سوى لوالدتها...يكفي انه هو من
سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب
أن تركز عليه...
سيف و هو يلاحظ شرودها...حجيبلك
عصير برتقان عشان إنت مفطرتيش كويس
الصبح....
إتسعت عيناها پصدمة و هي تنظر له قبل أن
تجيبه بتذمر...لا مش عاوز ياكل حاجة تاني...إنت خليتيني ياكل كثير الصبح...و إمبارح كمان..
انا ياكل داه في أسبوع....
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم
شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع
التحكم في جسده في تلك اللحظة و منع نفسه من إختطاف قبلة منها...
حرك راسه لينفي تلك الافكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لاتزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده...
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان
ليعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات
طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني
به مع والدته.. كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا
تزوجت...كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب
القدر عجيبة.. و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم
بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها...سيلين
هو إنت معندكيش أخوات..
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته
من سؤاله هذا...كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا....زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء....يحاولن بكل
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود....
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه
في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء...هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة
التي كانت تعيشها مع والدتها
كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات...ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين...
لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخډرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي...يمارسون ال....في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها...
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها.. قبض على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي ېهدد بالخروج و ټدمير كل شيئ في تلك
اللحظة...طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير
عنه.
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي
إحمر بشدة من الڠضب ..
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله....لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل
والدها.. لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة.....
صړخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك
المضيفة و هي تشهق پخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت ټنزف بغزارة رفعتها بين
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز...سيف باشا
إيدك ....
و هو يرمقها بنظرات ممېتة
قبل أن بيده و يرفعها إلى الأعلى
قليلا مسندا جسدها على الحائط
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالمۏت...أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الژبالة اللي
زيك...
حركت المضيفة رأسها محاولة التخلص
من يده التي كانت تقبض على عنقها نظرات
عينيه تخبرها أنه لن يتردد لحظة في إزهاق
روحها و رميها من نافذة الطائرة...
تلوت و هي ټضرب يده بيدها و ساقيها
تتحركان في الهواء بعشوائية تريد فقط
تخلص نفسها من هذا الۏحش الوسيم..
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات
القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها
التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة
في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد
ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد أن رأت معاملته
لتلك الفتاة الصغيرة التي ترافقه تقصد سيلين
المسكينة لم تكن تعلم أنه مختلف و انه لا يشبه
اي أحد....جحظت عيناها و تحول وجهها إلى اللون الأزرق بعد نفاذ الهواء ليرميها سيف على أرضية الحمام
ثم فتح صنبور المياه ليغسل يديه ببرود غير
مهتم بشظايا الزجاج التي إخترقت ظهر
كفه ليهتف بنبرة جامدة محذرة...مش عاوز
ألمح خلقتك طول الرحلة.. لما نوصل لالمانيا
احسنلك تختفي عشان لو شفتك .....
تسحبت المسكينة بجسدها نحو الخارج و هي
تسعل و تتنفس أكبر كمية من الهواء
ثم إستندت على الحائط تحاول الوقوف بينما
يدها الأخرى كانت تمسد بها رقبتها التي
تجزم أنها لو بقيت تحت قبضته ثانية أخرى
كانت ستنكسر....
اما في الداخل إنتهى سيف من تضميد
يده و هو يجاهد لرسم إبتسامة على شفتيه
قبل أن يخرج...
عاد ليجد سيلين تتكئ برأسها على ظهر
المقعد و تغلق عينيها.. يبدو أن نامت فهي
في الصباح إستيقظت بصعوبة...
إتجه نحوها ليفتح حزام الأمان ثم حملها
ليأخذها للغرفة المخصصة للنوم...وضعها
على السرير ثم خلع حذائها و غطاها
بغطاء خفيف بعدها تمدد بجانبها متكئا على
ذراعه ....
امسك بإحدى خصلات شعرها ليلفها حول
إصبعه ناظرا أمامه بشرود....
في قصر صالح عز الدين....
ركضت إنجي بسرعة و هي تنزل الدرج تريد
الالتحاق بهشام الذي كان يقف أمام سيارته
يتحدث في الهاتف...
وصلت إلى مكانه لتنحني قليلا تأخذ أنفاسها
التي تسارعت بسبب ركضها...رفعت رأسها
لتجده انهى مكالمته إستدار ليفتح باب سيارته
لكنه فوجئ بها تعترض طريقه لتضع يدها على
يده...
هشام ببرود...عندي عملية مستعجلة و مش
فاضي.
إنجي...انا مش حعطلك يا هشام هما خمس دقائق
و بس مش أكثر.
هشام بنفاذ صبر...عاوزة إيه يا
إنجي خلصي
ورايا شغل....
إنجي و هي تفرك يديها بتوتر...عاوزة أعرف
إنت ليه متغير معايا مبقتش بتكلمني زي زمان
و لا حتى بتوصلني الجامعة..
هشام و هو يرفع حاجبيه قائلا بسخرية...ليه سواق
الهانم و انا معرفش.. إنجي إبعدي من قدامي
بلاش دلع .
طأطأت إنجي رأسها و