الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة

انت في الصفحة 17 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

لها يدرس كافة تعابيرها و حركاتها بعشق جارف
قرر أنه سيحقق جميع أحلامها و سيجعلها تحصل
على كل شيئ حرمت منه في الماضي رغم أن ذلك من حقها....من حقها كحفيدة عزالدين ان تشتري كل ماتريد و إن تعيش كاميرة مدللة.. نعم مدللته هو
لوحده سيعطيها كلما تريد فهذه عادته عندما يعطي.. يعطي بكرم و سخاء غريب لكن عندما يأخذ...يأخذ
كل شيئ هذه هي حقيقة الشبح التي يخبئها عن الجميع.
بعد حوالي ساعة من الركض و الثرثرة إرتمت
سيلين بجانبه و هي تحمل عدة فساتين و حذائين و حقيبة واحدة...تفرسها بغرابة و هو يقول...إيه داه 
سيلين و هي تضع الأشياء بجانبها بحرص...ثلاث
فساتين و جزمة و جزمة و داه.. ..
قالتها و هي تشير نحو الحقيبة.. ليهز سيف حاجبه
مردفا بسخرية...يعني بقالك ساعة بتلفي و في الاخر
جبتي دول بس .
حرك راسه بيأس ثم وقف من مكانه و جذبها من يدها
ليسير بها نحو الجهة المخصصة بالفساتين.. بدأ
ضيق عينيه بتركيز ثم مد يده ليبدأ في إختيار بعضها بعناية فائقة و هو يتمتم...داه لونه حلو.. ازرق زي
لون عنيكي...
أخرجه من مكانه ليضعه على ذراعه و هو يكمل...و داه...إيه رأيك في داه أخرجه من مكانه و بدأ
في تحريكه أمامها و هو يتثبت في تفاصيله...حلو
و طويل...و لونه مش ملفت...حناخذه .
وضعه هو الاخر على ذراعه ثم أكمل الاختيار
لم يترك فستانا لم يقلبه و كلما أعجبه واحد يضعه
على ذراعه حتى إذا إمتلأ يعطيهم لسيلين لتصعهم للاريكة حتى وصل العد لخمسة و عشرون فستانا...و رغم ذلك لم يتوقف...
بل كان ينتقدها من حين لآخر...شوفي الفستان داه حلو إزاي...ليه ما إختارتيشه...ساعة بحالها و راجعة ب ثلاث فساتين و حزمتين و شنطة....شوفي داه حناخذه كمان......
صړخت سيلين بانزعاج و هي تلحقه من مكان لآخر
لتوقفه بصعوبة عن شراء المزيد لينتقل نحو الاحذية
إختار لها مجموعة كبيرة من أحذية رياضية بمختلف الألوان و أحذية سهرات ذات كعب عال و أحذية شتوية...ثم إتجه للحقائب لينتقي عدة موديلات و الوان...حتى أن سيلين يئست من إقناعه عن التوقف.....
إنتهى أخيرا ليخرج هاتفه و يتحدث مع كلاوس ليأمره بالسماح للعاملات في المحل بالدخول و معهم صاحب المحل الذي كان ينتظر خارجا حتى ينتهوا...
فتح لها باب السيارة حتى تركب و هي تلتفت من حين إلى آخر نحو العاملات اللواتي كن يوظبن الأغراض
و داخل حقائب أنيقة مرسوم عليها شعار المحل
ليعطينها للحراس ليضعوها بعناية داخل السيارات
جلس بجانبها ثم أخرج حاسوبه ليبدأ في إتمام أعماله و هو يحدثها...باقي الحاجات حنجيبها بكرة
او حبقى اطلبهالك من النت.
قطبت حاجبيها بعدم فهم و هي تتمتم...باقي حاجات
إيه
سيف و هو يرفع رأسه عن الهاتف لينظر لها...اقصد
الميكاب و البارفانات و....اللانجري...
توسعت عيناها و تجمد وجهها من شدة الحرج
لتخفض رأسها تلقائيا و تجيبه بصوت مخفض...لا.. مش عاوز كفاية الفساتين و....
سيف بصرامة...طيب تمام...حوصلك للفيلا
عشان ترتاحي...
هزت رأسها دون أن تجيبه ثم إلتفتت نحو نافذة السيارة لتجول عيناها في شوارع برلين...إبتسمت
و هي ترى ذلك مبنى المول الذي كانت تعمل فيه
منذ ايام قليلة قبل أن تعود لمصر شهقت بصوت عال و هي تضع يدها على ثغرها قائلة...انا نسيت يقول
للمدير إني حطلب أجازة من الشغل...
هز سيف حاجبه بتعجب مما قالته قبل أن يجيبها
ببرود...أجازة إيه
سيلين بملامح قلقة...أجازة من الشغل عشان لما
انا يرجع الشغل...
سيف بحدة لأول مرة...و هو إنت متخيلة إني حسيبك ترجعي الشغل التافه بتاعك او حتى
اسيبك في البلد دي من أصله ...فوقي بقى
و إنسي حياة الفقر اللي إنت كنتي عايشتيها...
تراجعت سيلين بجسدها نحو باب السيارة
پخوف من ملامح وجهه الغاضبة التي تراها
لأول مرة...هذا ماجعله يعود من نوبة جنونه
الطفيفة و يرتدي قناع الطيبة مرة أخرى
ليتنهد مردفا بصوت حنون...سيلين...
يا حبيبتي مش قصدي بس في حاجة
عصبتني في الشغل عشان كده إتضايقت
انا آسف...انا مش حجبرك على حاجة إنت اميرتي
انا و تعملي كل اللي إنت عاوزاه...تعالي بقى مټخافيش...
رسم إبتسامة مزيفة على وجهه ليمكن من كسب
رضاها ثم مال بجسده نحوها بلطف
مكملا بمرح و كأنه يحدث طفلة صغيرة ...
الصغنن زعلان مني و انا لازم أراضيه بس مش
عارف إزاي ممممم ثواني....
أكثر ثم فتح
هاتفه لتظهر إحدى صفحات المحلات الفخمة لبيع مختلف انواع الشكولاطة السويسرية الفاخرة....
وجه شاشه الهاتف نحوها بحيث أصبحت ظاهرة
له و لها أيضا قائلا...إيه رأيك في دي الله بصي
النوع داه تحفة حاجة كده فوق الخيال...و إلا اقلك
انا حقلهم يجيلولنا كل الأنواع اللي عندنا....
إبتسم داخله بانتصار و هو يرى تعابير وجهها
التي لانت و هي تتفرس الصور باعجاب شديد
ليرسل إسم المحل لكلاوس و الذي بدوره سيتكفل
بالباقي....
أغلق هاتفه ثم رماه بجانبه هاتفا برقة أجاد تمثيلها
...حبيبي...قوليلي بقى إنت عاوزة ترجعي الشغل
عشان اديك إنت فلوس.. و اشوف بيت جديد
عشان إيجار و كمان لازم يرجع الشغل عشان مامي
لازم في دواء بعد العملية....
كانت تتحدث بصعوبة و تردد تعلم جيدا ان الأموال التي صرفها عليها لحد الان خاصة بعد شراءه لتلك الملابس و الاحذية طائلة و لن تستطيع تسديدها حتى لا باعت عشرة منازل كمنزلها...لكنها اقنعت نفسها في الاخير انها لم تطلب منه شراء اي شيئ و انه هو من فعل ذلك لوحده...
تنحنح سيف قبل أن يتحدث بجدية تامة و هو
يعقد يديه ببعضها متكئا بذراعيه على ركبتيه
...بصي انا حقلك حاجة مهمة جدا و حولي
تفتكريها دايما عشان انا في طبيعتي مش
بحب أكرر كلامي كثير...إنت تنسي حياتك
اللي فاتت كلها و انا قلتلك قبل كده إنت
حياتك إبتدت من أول لحظة ډخلتي فيها
مكتبي...إنت و طنط هدى مكانكم مش هنا
كفاية عمركم اللي ضاع في الغربة في باد بارد
كئيب زي داه ملكوش فيه لا أهل و لا صحاب
إنتوا لازم ترجعوا لمكانكم الطبيعي وسط
عيلتكم...انا عارف إن جدي مش حيبقبل
إنه يرجع بنته بسهولة بس متقلقيش انا ححل الموضوع داه...و حقنعه...إنت وافقي بس و سيبي الباقي عليا.. لو فضلتي هنا حتتعبي و حتعبي طنط
هدى معاكي و مش بعيد صحتها تتعكر ثاني...
تراجع بجسده إلى الوراء ثم امسك بيديها
و هو يكمل...طيب إفرضي إنت رجعتي شغلك
و لقيتي بيت تأجريه و كل حاجة تمام...قوليلي
مرتبك حيكفي إيجار و مصاريف اكل و شرب و كهربا و
غيره.. و كمان ثمن الدواء...طيب سيبك من داه
كله إنت مستعدة تسيبي مامتك لوحدها يوم
كامل و إنت في الشغل و ياعالم يمكن يجرالها حاجة و هي لوحدها...لو إنت حياتك مش مهمة عندك
على الاقل فكري في مامتك....
ترك يديها ثم عاد ينظر أمامه و هو يخفي إبتسامته الماكرة طبعا هو تعمد إستغلال عاطفتها و حبها لوالدتها ليجعلها ترضخ لما يريده....
يستطيع إجبارها على العودة معه لكنه لا يريد
....لازال لحد الان يعاملها بلطف و لين لأنها
مطيعة و تنفذ جميع ما يطلبه منها لذلك لا داعي
للتسرع....
توقفت السيارة أمام فيلا رائعة الجمال لم تنتبه
لها سيلين عندما دخلت السيارة البوابة لأنها كانت فقط تفكر فيما يقوله لها.. هذا الرجل لا تنكر ان لديه قدرة عجيبة على الإقناع و ماهر في اللعب بالكلمات
فتح لها باب السيارة ثم أعطاها يده بحركة نبيلة منه لتمسك بها و يساعدها على الخروج من السيارة...
سار بها نحو مدخل الفيلا ليجدا سيدة في اوائل الأربعينات تنتظرهما أشار لها قائلا...دي مدام
إيرينا اي حاجة تعوزيها حتساعدك...
حركت رأسها و هي تنظر نحو السيدة التي كانت ترتدي زيا كلاسيكيا للخدم تنورة سوداء طويلة و فوقها قميص ابيض كانت واقفة لم تنبس بأي كلمة انتظر فقط أوامر سيف الذي تحدث باللغة الألمانية
قائلا باختصار...سيدة إيرينا هذه سيلين...لا داعي
لأن اشرح لكي عملك....
إيرينا باقتضاب...حاضر مستر سيف.
إلتفت سيف نحو كلاوس الذي أتى محملا بالعديد
من الأكياس ليقدمها لسيف الذي أخذها بدوره
و أعطاها لسيلين سوى كيس واحد كان مميزا عن البقية أشار نحو إيرينا بعينيه لتسارع و تأخذ منها الأكياس قائلا...داه أيفون برو ماكس...بس لو عاوزة ماركة ثانية انا ممكن اجيبلك غيره.
فغرت فاها پصدمةو هي تحدق فيه و كأنه كائن
غريب برأسين...هذا السيف لن يتوقف ابدا عن إدهاشها فعلا ماعاشته في هذين اليومين لا يعادل
سنوات حياتها التسعة عشر الماضية....
إبتسم هو على هيئتها ليمسك بيدها و يضع فيها
الكيس قائلا بكل هدوء...بعد شوية حتوصل الحاجات
اللي إحنا إخترناها من البوتيك خلي إيرينا و البنات
يوظبوها في الشنط عشان حناخذها معانا لمصر لما نسافر...يلا انا لازم امشي ورايا شغل بس اوعدك مش حتأخر عليكي...
ثم إبتعد مكملا...لو لقيتي اي صعوبة
في إستخدام الايفون داه إستنيتي لما ارجع و اضبطهولك يلا ادخلي جوا عشان ترتاحي....
تركها بعد أعطى تعليماته لإيرينا حتى تلبي كل ماتطلبه منها ثم اوصى الحرس يعدم السماح لها بالخروج و مهاتفته إن حصل اي امر طارئ.. ركب سيارته
كعادته منطلقا نحو وجهته المحددة التي لا يعرفها
سوى هو و حارسه كلاوس....نحو طبيبه النفسي
.. 
وضعت أروى لجين على سريرها بعد أن نامت
أخيرا...تأوهت و هي تحرك عضلات جسدها
التي تشنجت بسبب جلوسها في وضعية غير مريحة لوقت طويل و هي تحاول فيه جعل الصغيرة تنام....
نظرت نحوها بعبوس قبل أن تهتف بتذمر...يالهوي 
لسه قد حبة الفستق و عاملة فيا كده امال لما حتكبري
حتشليني إنت و ابوكي....اللي ما يتسمى مديني كارت
على اساس فيها مرتبي و مش بيخليني اطلع من البيت على اساس إني حخبط الكارت في الحيط
تطلعلي هدوم و جزم...ياجزمة يا إبن ال....و إلا بلاش
طنط سميرة ست طيبة و متستهلش...بس هي السبب هي اللي قبلت إني اتجوز إبنها يوووه هو انا في إيه و إلا في إيه أنا جعانة و عاوزة بيتزا لا عاوزة إثنين و شيبسي و يا سلام لو معاهم كرتونة بيبسي او كولا او....مش مهم النوع المهم إني جعانة اوي....
انهت حديثها پبكاء مزيف قبل أن تنتفض
من مكانها و هي تستمع لصوت فريد الساخر
الذي دخل للغرفة حتى يطمئن على إبنته...الغداء كان من نص ساعة منزلتيش تتغدي ليه
وضعت الأخرى يدها على قلبها تهدئ ضرباته المتيارعة و هي تجيبه...لا نزلت و إتغديت بس دلوقتي جعت .
فريد و هو من الصغيرة ليقبلها...مكنتش أعرف إنك مفجوعة كده....اصله مش باين عليكي.....
وقفت من مكانها پغضب و هي تضع يدها على خصرها قبل أن تجيبه متناسية رهبتها منه...نعم انا مفجوعة....هو إنت إمتى شفتني و انا باكل في البيت الغريب داه انا آخر مرة اكلت فيها وجبة زي البني آدمين كانت في بيتنا.
هز الاخر حاجبه ببرود و هو يتأملها من فوق لتحت
مخفيا إعجابه بجمالها الملفت خاصة عيونها الكبيرة الشبيهة بأعين الغزلان...زي البني آدمين.
أروى
بحنق فهي حقا جائعة...امال عجبك اكل
الأرانب اللي إنتوا بتاكلوه هنا...خس و خيار و طماطم و سلطات و معاها حتة لحمة مش بتتشاف غير بالميكرسكوب قال إيه اكل صحي...داه انا بقيت بكره اللون الأخضر بسببكوا....
فريد و هو يجاهد حتى لا يضحك أمامها...أمال عاوزة تاكلي إيه
سال لعابها قبل حتى أن تجيبه لحمة او فراخ حمام
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 70 صفحات