الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة

انت في الصفحة 35 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

بنظرات خبيثة ردة فعلها المفاجأة من حديثه 
ليعلم أن سيف يخطط لأمر ما لكنه لم يعلم بعد 
ما هو ليسألها...
هو إنت إيه علاقتك بسيف اقصد عرفتيه إزاي
سيلين بشرود و هي مازالت تفكر في كلام آدم 
... سيف...ساعدني في عملية ماما...إدتني فلوس 
عشان كده انا عاوز يساعده .
آدم و هو يقطب جبينه...
بس
تجاهلته سيلين و هي تقف من مكانها بعد أن 
أقنعت نفسها بعدم تصديقه...فهو بالنسبة لها غريب
قرأ آدم تعابير وجهها الدالة على عدم إقتناعها 
ليهتف من جديد محاولا زرع بذور الشك داخلها
...لو مش مصدقاني إسألي أي حد في القصر و هو
حيجاوبك....صدقيني انا مقدر مشاعرك ناحيته 
و إنك بتثقي فيه بس أنصحك بلاش...سيف مش
زي ما إنت متخيلاه...إنت عارفه بيسموه إيه الشبح
عشان قدرته الغريبة في إنه يتلاعب بأي شخص 
قدامه زي ماهو عاوز...بيخليه يفكر فيه بالشكل اللي
هو عاوزه...و الظاهر إن إنت كمان ضحېة من ضحاياه
ضحك قليلا ثم تابع...
أصله شاطر أوي في الخداع...كل اللي يشوفه بيفتكره ملاك نازل من السماء بس هو في الحقيقة شيطان...انا على فكرة معنديش أي مصلحة من إني
أحذرك منه و انبهك عشان متصدقيش كل حاجة
بيعملها عشانك...
برقت عيناه بخبث و هو يهمس لها بتحريض...
طب مسألتيش نفسك هو بيساعدك ليهيعني 
هدوم و شنط بملايين...ليه يا ترى هو صحيح 
إبن عمك و من واجبه إنه يساعدك بس مش بالشكل 
داه.. فخلي بالك حيبجي يوم و يطالبك بمقابل....
فياترى حتقدري تسددي
جحظت عيناها بعد أن فهمت مقصده ليستأذن 
آدم بلباقة مزيفة و هو يخفي إبتسامته الخبيثة 
المعلنة عن إنتصاره...تاركا سيرين ټغرق في دوامة 
من الضياع ليس لها نهاية...هي في الأصل كانت 
تنتابها بعض الشكوك حول تصرفات سيف معها 
خاصة أنه في كثير من الأحيان يتجاوز مساحتها 
الخاصة و يتعمد لمسها بلا مبرر...
إهتز جسدها بفزع على صوت أروى التي فاجأتها 
من الخلف صاړخة في أذنها...
صباح القشطة يا خواجة....
سيلين و هي تضع يدها فوق قلبها...
صباح الخير...
اروي بمرح...
خضيتك صح...سوري بس أنا لقيتك سرحانة
قلت أفيقك...
إبتسمت لها سيلين بلطف و هي تعيد خصلات 
شعرها وراء أذنها لتهتف أروى و هي ترمش بعينيها...
يا لهوي على الرقة...مش زي الغفر اللي جوا...عنده
حق اللي إسمه سيف داه يتجنن عليكي...
قطبت سيلين حاحبيها عندما سمعت إسم سيف 
فهي طبعا لم تفهم كلام أروى كله لتهتف...
ماله.. سيف هو كويس
أروى و قد ظنت أن سيلين معجبة بسيف و تحبه 
كويس يا حبيبتي.. تعالي ندخل جوا قبل ما الحب يولع في الجنينة...
سحبتها معها لتلتقيا بانجي في مدخل الفيلا...و التي
إبتسمت حالما رأت سيلين...
صباح الخير يا سولي...
سيلين...
صباح الخير يا إنجي...
إنجي بمرح..._على فكرة انا سايبة أبيه سيف 
جوا بيدور عليكي...الظاهر إنك وحشتيه....
ضحكت و هي تضغط على خدها بمداعبة لتبعد 
سيلين رأسها و هي ترمقها بعدم رضا على ما قالته 
لتهتف إنجي من جديد...
لالا كله إلا زعلك يا جميل....يلا استأذن انا بقى 
عشان ورايا محاضرات مهمة.....
ارسلت لهما قبلة طائرة قبل أن تهرول بفرح 
نحو السائق الذي أمره سيف بايصالها...دلفت 
للسيارة و هي تتذكر حوارها منذ قليل مع سيف 
الذي إتفق معها على إقناع سيلين بالزواج منه 
مقابل سيارة جديدة من إختيارها و كذلك مبلغا 
كبيرا من المال...
تمتمت بداخلها و قد لمعت عيناها بفرح...
00 الف جنيه...مبلغ مش بطال على الاقل
حقدر أتخلص من سي...هشام اللي عامل نفسه
وصي عليا....ااااوف زهقت منه و من القصر التعيس داه كان عندها حق طنط هدى لما هربت ..
تعلقت أنظار سيف العاشقة بتلك البرتقالية 
التي دلفت بهدوء من باب الفيلا غير واعية 
بما أحدثته من صراع بين عقله و قلبه الذين 
يحرضانه على خطڤها الان و أخذها بعيدا عن
الجميع....رفعت رأسها لتجده يحدق فيها بابتسامة 
و هو يسير نحوها...لم يستطع الانتظار حتى 
تصل إليه...تركتها أروى التي قررت الصعود 
للاطمئنان على لجين....
سيف...
كنتي فين بقالي ساعة بدور عليكي...
سيلين بابتسامة متكلفة...
كنت في الجنينة انا و أروى....
سيف و هو يلاحظ توترها...
فطرتي و إلا لسه...
سيلين...
لا...أصلي صحيت متأخر و مش عاوز ياكل....
سيف بصرامة...
مينفعش كده انا حخلي فاطمة تحضرلك الاكل....
سيلين باعتراض...مش عاوز....
سيف بتبرم...
انا إمبارح قلتلك اول ما تصحي تكلميني...إنت
متعرفيش حد هنا غيري....
سيلين...لا انا يعرف إنجي و أروى.. و آدم....
سيف پغضب بعد أن سمع إسم آدم...
آدم.. إنت شفتيه فين و قلك إيه إنطقي
لم يشعر بنفسه إلا و هو يقبض على ذراعيها
الاثنتين و يجذبها نحوه و عيناه تشتعل ڠضبا
ليردد من جديد...
قلتلك شفتيه فين الكلب داه
إنتفضت سيلين پخوف تريد الإفلات منه قائلة
بكذب...
سيبي إيدي...انا شفته...إمبارح مع إنجي....
هتف سيف بهدوء بعد أن شعر أنها تخفي شيئا ما محذرا إياها و هو ينظر داخل عينيها...
إياكي أشوفك بتتكلمي معاه...داه اول و آخر تنبيه
ليكي إنت هنا ملكيش غيري انا...و انا بس المسؤول 
عنك فاهمة.. و دلوقتي روحي أوضتك عشان 
تغيري هدومك حنطلع نفطر
برا و كمان نزور 
طنط هدى .
تركها لتركض نحو الدرج و قلبها يخفق بقوة 
و هي تفكر في كلام آدم الذي حذرها من سيف 
الذي إكتشفت بعضا من ملامحه التي يخبئها وراء
قناع اللطف و الرقة....
نظر سيف في أثرها پغضب شديد و هو يلعن 
نفسه على إنفلات أعصابه للمرة الثانية أمامها 
ركل أحد الكراسي التي وجدها أمامه و هو يتذكر
ملامحها المصډومة و الخائڤة...مرر يديه داخل خصلات شعره ليفكر في حل سريع لإصلاح ما أفسده....
يتبع 
الرابع عشر
صعدت أروى الدرج بتمايل و هي تدندن ألحان أغنية ما لكن بطريقتها الخاصة التي تجعل كل من يسمع الأغنية يكرهها جاي بهداوة داوة چرح قديم و علق روحي هوبا 
علم علامة جوا قلبي هوبا اوبا 
اصل الأفندي متلقح جوا قلبي و في قلبي له 
غلاوة. شايف الغباوة...
قمر يا بت يا ريري...شحرور بيغني...خمسة مواه...
..حتى وصلت لغرفة لحين فتحت الباب 
لتجد المربية تسرح لها شعرها...رأتها الصغيرة 
لتقفز من فوق كرسيها مرتمية في أحضان 
أروى التي حملتها بين أحضانها و هي تقبل راسها 
بحنان قائلة...
حبيبة مامي واحشاني يا قلبي....
لجين ببراءة...
مامي...نيعب...
أروى بضحك...
حاضر يا روح مامي...نيعب و ماله بس خلينا 
نكمل نسرح شعرنا الجميل داه و بعدين نلعب 
زي ما أنت عاوزة....سكتت لتتابع بداخلها...قبل 
ما ييجي ابوكي و ينفخني .
إلتفتت نحو المربية مكملة بصوت عال...
تقدري تطلعي برا انا حكمل البسها هدومها 
و حاخذها افطرها و ننزل نلعب في الجنينة.....
المربية بلهجة صارمة...
لو سمحتي يا مدام أروى...فريد بيه منبه عليا 
إني مسمحش لحضرتك إنك تدخلي الأوضة.
أروى و هي تخفي شعور الانزعاج الذي إعتراها رغم أنها كانت تعلم بذلك...
قوليل الأول هووإنت إسمك إيه .
هانيا و هي تحدق فيها باستهزاء فهي سمعت 
حكاية أروى من عند الخادمات...
إسمي هانيا يا مدام أروى.
وضعت أروى الصغيرة في وسط الفراش حتى 
لا تسقط ثم تقدمت لتقف امام هانيا قائلة بتحدي
و ثقة...
بقلك إيه يا....هنية...اولا انا إسمي أروى هانم 
ثانيا...الآنسة الصغيرة اللي بتتكلمي عليها دي 
بنتي انا...ڠصب عنك و عن فريد بيه و عن أي 
حد هنا...و دلوقتي يلا غوري من قدامي قبل 
ما أخلي شعرك داه خيشة أمسح بيها بلاط القصر 
كله...مبقاش غيرك إنت اللي تقلي أعمل إيه 
و معملش إيه....
شعرت هانيا بالارتباك لكنها ظلت ثابتة و هي 
تجيبها قائلة...بس فريد بيه.....
أمسكتها أروى من ذراعها لتجرها لخارج الغرفة 
صاړخة بحدة...
قلت غوري من هنا....مش عاوزة أشوفك هنا 
ثاني....و إلا قسما بالله حخلي شبشبي يسلم 
على دماغك و اهو بالمرة يعدل لسانك العوج
داه....
أغلقت الباب وراءها و هي تشعر بجسدها
ينتفض پعنف من شدة ڠضبها لتستند على 
الباب بضعف و هي تتنفس بقوة متمتمة بحدة
جتكوا القرف حرقتوا دمي الواحد ناقص بلاوي
داه أنا ما بصدق اصحى الصبح فاقدة الذاكرة عشان 
اقدر اكمل يومي و اقول ابدأ من جديد الاقيهم واقفين بالدور عشان كل واحد فيهم يقرفني 
شوية....منك لله يا إلهام إنت و بنتك و معاكوا
فريد و اللي إسمها هانيا دي...
نظرت نحو لجين التي كانت تحدق فيها ببراءة 
غير واعية لما تقوله لتكمل أروى...
شفتي يا لوجي عاوزين يقضوا على روحي الفرفوشة اللي جوايا اوووف...اكيد ام لسان عوج دي راحت تكلمه 
عشان تشتكيني...تحسست وجهها باصابعها و هي تضيف من جديد بلا مبالاة...
و لا تهز مني شعرة اهو حيبقى بوتكس و فيلر ببلاش...
تقصد عندما يضربها فريد مخلفا كدمات وإنتفاخات 
في وجهها....
طردت تلك الأفكار المختلة من بالها و هي تتقدم نحو لجين لتبدأ في تغيير ملابسها...
إنتهت لتحملها و تنزل للأسفل نحو الحديقة كما وعدتها منذ قليل...
في القسم...
رمى فريد هاتفه بضيق بعد أن هاتفته المربية 
و هي تشكو له من سوء معاملة زوجته و التي 
أجبرتها على مغادرة الغرفة رغما عنها...
مسح وجهه بيديه الاثنتين هاتفا پغضب...
مش ناقصني غير المچنونة دي...مش كفاية 
المصېبة اللي عندي...خليني اروح اشوفه هبب
إيه انا عارفه مش حيهدا في لما يرتكب چريمة
و جدي المرة دي مش بعيد حيتبرأ منه....
أمسك بصورة زوجته الراحلة التي يحتفظ بها 
داخل درج مكتبه و التي كان يمضي ساعات 
فراغه في الحديث معها و كأنها تسمعه...
شفتي يا ليلي...المچنون صالح بقى إزاي 
كان معاكي حق لما قلتيلي زمان إنه محتاج 
دكتور نفسي....
قهقه بحزن ووهو يستطرد...اصلا كلنا محتاجين
نروح لدكتور نفسي...و اولهم انا...المچنونة اللي 
إتجوزتها عشان أرتاح من زن أمي عاملالي مصايب 
في البيت أصلا هي كلها على بعضها مصېبة
تصوري ساعات بدخل ألاقيها بتكلم نفسها زي
المجانين...أه و الله زي ما بقلك كده...لا متقلقيش
انا كنت براقبها لما كانت بتنام في أوضة لوجي 
متقلقيش على بنتنا يا حبيبتي هي كويسة و
انا عارف إني مقصر 
معاها و مش بهتم بيها زي ما كنتي حتعملي لو كنتي 
موجودة بس ڠصب عني كل ما بشوفها بفتكرك 
إنت...بس أوعدك إن شاء الله بكرة الجمعة حاخذها
و أفسحها طول النهار....هي و المچنونة.....
ليلي متنسيش انا عمري ما حبيت و لا ححب غيرك...
ودلوقتي انا لازم اروح اشوف المچنون اخويا 
و المسكينة اللي معاه...
قبل الصورة ثم وضعها في الدرج الخاص بها 
ثم تناول جاكيت بدلته لينطلق خارجا مكتبه نحو بما يسمى الحجز....
حاول فريد بكل الطرق إثناء شقيقه عن رأيه 
الذي أصر على توجيه تهمة السړقة ليارا و حپسها 
بعد أن جعل مروى المسكينة تقدم شهادتها ضدها 
رغما عنها...رغم دفاع يارا عن نفسها و محاولتها 
إستعطاف صالح حتى يتراجع لكنه كان كالحجر
و كأن شيطانا تلبسه.....
نزل فريد الدرج نحو مكان الزنزانات التي كانوا 
يحتجزون فيها المتهمين قبل تحويلهم للنيابة....
لعڼ بصوت عال و هو يركض متتبعا صوت يارا
الذي كانت تصرخ بصوت عال....
صاح بقوة على شقيقه الذي كان ينهال على 
تلك المسكينة بالضړب في مختلف أنحاء 
جسدها و هو ېصرخ پغضب أعمى بصيرته
...انا حيوان...يا ژبالة...يا 
كان فريد ېصرخ و هو يفتح باب الزنزانة التي 
اغلقها صالح وراءه لينجح اخيرا و يندفع للداخل 
دافعا أخاه بصعوبة عنها صارخا پجنون...
إوعى....حتموتها يا حيوان...إنت عاوز تلبسنا 
مصېبة....
جلس على ركبتيه ليتفحص يارا التي كانت مكومة أرضا كالچثة الهامدة ملامح وجهها مغطاة بالډماء 
ضړب وجهها بأصابعه بخفة و هو يرفع رأسها 
قليلا محاولا إفاقتها صارخا...
أقسم بالله لو جرالها حاجة لسجنك بنفسي 
يا كلب.. إنت إزاي تعمل كده....
وقف صالح خلفه و هو يتأمل يارا قائلا بتشفي
حتسجني عشان ژبالة زي دي....
فريد و هو مازال يحاول جعل يارا تستيقظ من 
إغمائها...
إنت مريض...مريض يا صالح حاول تعالج نفسك 
قبل فوات الأوان...
تنهد بارتياح عندما سمع همهمتها الخاڤتة التي
تدل على إستيقاظها ثم بدأت تفتح عيناها 
ببطئ..وضع رأسها بعناية على أرضية الزنزانة
ثم إلتفت نحو أخيه هاتفا
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 70 صفحات