رواية هوس من أول نظرة
الجمال داه يا لوجي...
إحنا كبرنا و إحلوينا إمتى....
أروى بضحك و هي تجيبها بصوت طفولي مكان
لجين...عيونك هي اللي حلوة يا طنط إنزي
يا عثل إنت....
إبتسمت سيلين و هي تحدق في لجين الصغيرة
و التي لفت إنتباهها جمالها البريئ رغم أنها لم
تتعود من قبل التقرب إلى الأطفال لكنها شعرت
بالالفة تجاهها ..
هي ترمق أروى بنظرات تدل على مللها...
اوووووف الظاهر إننا مش حنخلص النهاردة....
لم تتعجب أروى من تصريحها الوقح فهي
أيضا تبادلها نفس الشعور خاصة بعد المشكلة
التي وقعت فيها بسببها...لترد عليها بنفس النبرة
...مالك يا نودي...كأنك متضايقة من وجودي يا
حبيبتشيييي.....
ندى و هي تمط شفتيها بابتسامة مصطنعة
بالعيلة و كنت بناقشه انا و بنات عمي....
أروى بسماجة...تؤ تؤ تؤ كده تزعليني منك يا نودي...هو انا
غريبة ما أنا بردو مرات اخوكوا يعني من العيلة
و على فكرة انا لا بفتن و لا بنقل الكلام زي
ما بيعملوا ناس كثير....ربنا يكفينا شرهم قولي
آمين .
ندى بارتباك واضح...قصدك إيه
بالك دول ولاد ستين.....بس متقلقيش انا بعرف
اتعامل معاهم إزاي...المهم هو إيه الموضوع اللي
كنتوا بتتكلموا فيه....
في صالة الرياضة....
سيف...و إنت يا فريد باشا شغلك مع المجرمين
و الحرامية علموك القسۏة حتى على أقرب الناس
ليك...
فريد بعدم فهم...قصدك مين
حياتك الزوجية لازم تكون خاصة بينك و بين
مراتك محدش يعرف بيها...لكن إنت للأسف
مخلي اللي في القصر كلهم يتكلموا في سيرتك
إنت و مراتك حتى الشغالين....
فريد و هو يتنهد پألم...ڠصب عني يا سيف....
لسه مۏت ليلى مأثر فيا أوي و مش قادر أتخطاه
وجود أروى في حياتي كان غلط من الاول
ڠصب عني....كل ما شوفها قدامي بتعصب
و بتنرفز من غير سبب.....
سيف بهدوء...بس داه ميديلكش الحق إنك
تمد إيدك عليها....إنت عمرك ما كنت كده يا فريد....
كلنا عارفين إن شخصيتك صارمة شوية و داه
بسبب طبيعة شغلك بس مش معنى كده إنك
تتجاوز حدودك بالشكل داه...دي مراتك يعني
يمكن تغير رأيك و تحبها و بعدين يا أخي
إحمد ربنا إنك لقيت واحدة تستحمل عصبيتك
و جنانك...ليلى الله يرحمها كانت إنسانة
جميلة و تستحق إنك تبقى وفي عشانها طول
عمرك بس كمان هي سابتلك حتة منها و إنت
لازم تكمل حياتك عشانها مش معقول تفضل
قافل على نفسك كده...سنتين مروا و بنتك
بتكبر و إنت اكيد عاوزها تعيش حياة طبيعية
زي بقية الأطفال....حاول تتغير لو مش عشانك
عشان لوجي...انا عارف إن الكلام مش زي الفعل
بس صدقني الدنيا مش بتوقف على مۏت حد
ياما خسرنا ناس و كنا فاكرين إن بعدهم خلاص
الحياة إنتهت بس اهو...ادينا عايشين و الحمد
لله عشان دي طبيعة الحياة...لازم نقاوم لو مش
عشانا يبقى عشان الناس اللي بتحبنا...
أومأ له فريد بتفهم و قد تراءت له صورة تلك المچنونة التي إقتحمت حياته فجأة...
يتبع.
البارت السادس عشرالجزء الأول
بعد أسبوعين...في جناح فريد في القصر.
لو كنت حبقى قطة حلوة كنت اكيد هختار سيامي
لو كنت حي إسكندراني كنت حبقى أكيد ميامي....
تيرا را رارا.....داه أكيد اللي بيقوله عليه تلوث
سمعي.. أغاني هبلة و مقرفة داه انا الهبلة عشان
بسمع اغاني من أصله....أستغفر الله العظيم يارب...
ياختيييي البسكوتة الألمانية و اخيرا حتتجوز
مز مزاميز مصر ابو السيوف....والله ھموت
و اشوفها حتطلع إزاي في فستان الفرح ....
لم يكن هذا سوى صوت غناء أروى و من غيرها مچنونة القصر التي لا يتوقف لسانها عن الغناء و الثرثرة حتى عندما تكون بمفردها...
كانت تقف على طاولة الزينة تعدل حجابها و ماكياجها
إستعدادا للحفل....حفل زفاف سيف و سيلين...
نعم و اخيرا و بعد مناقشات و إجتماعات طويلة
و تدخل أطراف عديدة و خطط حربية
و إقتصادية ووو إستطاعت الفتيات اخيرا إقناع سيلين بالموافقة على زواجها من سيف لكن
نستطيع أن نقول ان أروى هي من كان لها التأثير الاقوى فهي ظلت تزن عليها ليلا نهارا بأنها إن لم تتزوج سيف فجدها سيرغمها على الزواج من آدم..لذلك وجدت سيلين أن الحل الأفضل هو القبول....خاصة بعد تحسن حالة والدتها و خروجها.
من المستشفى و إقامتها في فيلا سيف...
و في اليوم التالي لم يتردد سيف في الاعلان عن خبر زواجه في جميع الصحف و المجلات و مواقع التواصل الاجتماعي....
خرج فريد من الحمام متجها نحو غرفة الملابس
ليرتدي بدلته التي إختارتها له أروى خصيصا
لحفل الزفاف من احد المحلات الفخمة....
هذا صحيح فقد تحسنت علاقتهم كثيرا و تقربا
من بعضهما بعد حواره مع سيف ليقرر فريد بكل جهده تحسين معاملته لها رغم جنون اروى الذي يدفعه دائما للتهور معها...
توقف عن السير و هو يسمعها تقول...كونسيلر..برايمر..برونزر..بلاش....ممم فين قلم
الغليتر الفضي....داه كان هنا من شوية...
عقد فريد حاجبيه بغرابة و هو يتمتم...مالها الهبلة دي...بتقول طلاسم ....بسم الله الرحمن الرحيم دي باين فيها جلسة تحضير جن و عفاريت...مممم الظاهر إن في عفريت
منهم ضايع منها و مش لاقياه .
إقترب نحوها حتى أطل على طاولة التسريحة
من فوق كتفها قائلا بسخرية...هما فين
أروى بعدم فهم...هما مين
فريد و هو يبحث بعينيه...العفاريت.
أروى بخضة...بسم الله الرحمن الرحيم عفاريت
إيه إنت سخن و إلا حاجة
فريد...امال مين اللي كنتي بتندهي عليهم
دول سيلر و برونزر...هما فين
أروى...ها قصدك دول...و هي تشير نحو
أدوات التجميل أمامها...
أمسك فريد بأحد علب الكريم بطرف إصبعيه
قائلا...يعني علب الألوان و العجائن دي
بقى إسمهم كده
أمسكت أروى العلبة من يديه لتضع القليل
منها على ظهر يدها إستعدادا لإستعماله
على وجهها قائلة بثرثرة...
أيوا و داه إسمه فاوندايش...يلا بقى
روح كمل لبسك عشان بصراحة وجودك
بيلخبطني....و مش مخليني اركز و ممكن
احشر قلم الايلاينر في عيني و اټعور و ماروحش
الحفل و حضرتك حتضطر تاخذني للدكتور و ياعالم
بقى يمكن....
قاطعها فريد بصړاخ و هو يضع يده على
فمها لتتوقف عن الحديث...
بااااااس إيه داه....بالعة راديو كل داه عشان
قلم كحل...
أزاحها قليلا عن التسريحة ليجذب أول درج
مضيفا...
هو فين قلم الكحل داه اللي هيعمل كل المشاكل
دي...يانهار أسود..
إتسعت عيناه بدهشة و هو ينظر لاروى التي
كانت تبتسم ببلاهة...
إيه كل الأقلام و الألوان دي...شغالة في مرسم...
حول بصره مرة أخرى و هو يتفرس أقلام
و علب ضلال العيون التي كانت تملأ الدرج
باستغراب و هو يضيف...و حضرتك ناوية
تحطي الحاجات دي على وشك....
أومأت له أروى ببلاهة و هي ترفع إصبعها
قليلا هاتفة بصوت متوسل...شوية صغننين
قد كده.....
فريد و هو يدعي التفكير قبل أن تنقلب
سحنته للجدية...مممم شوية صغننين...
ماشي انا داخل دلوقتي عشان اغير هدومي
و راجعلك و خليني بس ألمح خط ملون على
وشك...حتشوفي انا هعمل فيكي إيه
وجه لها فريد نظرة ټهديد قبل أن يشق
طريقه متجها نحو غرفة الملابس ليغيب
داخلها بينما بقيت أروى متصنمة مكانها
و هي تتمتم...يعني إيه ما حطش حاجة
على وشي...داه فرح مينفعش أخرج بالمنظر
داه...
نظرت لوجهها في المرآة و هي تضيف...شكلي
زي العيانين...داه انا شفت وشي في المراية
تخضيت و الباشا عاوزني أخرج كده قدام الناس...
لالا الحوار داه انا شفته قبل كده...أكسوزمي
بقى انا طوطللي مبحبش كده آه حوار متحطيش
ميكاب و برفيوم أغبى فقرة في الروايات اللي
كنت بتنيل على عيني و بقرأها و سايبة مذاكرتي
...دي الواحدة مننا يا عيني بتبقى دافعة ډم
قلبها في شوية الإختراعات دي عشان في الاخر
اروح ووشي فاضي...لا يمكن وسعوا كده....
أبدأ بإيه...أبدأ بإيه و الله و ضحكتلك الدنيا
يا ريري و بقيتي تستعملي ميكاب أوريجين ....
رفعت أحد اقلام أحمر الشفاه بين اصابعها
و هي تضيف...أهو دا هدى بيوتي الأصلي
مش زي اللي عند أم سعيد...الولية القرشانة
كانت بتبيعه ب عشرين جنيه قال إيه داه غالي
عشان اصلي...جتها نيلة داه كانت ريحته عاملة
زي زيت العربيات دي لو سمعتها هدى بيوتي
كانت حترفع عليها قضية...يلا اهي ايام فقر و راحت
لحالها ربنا ما يرجعها...يلا يا مواهبي المدفونة
إستيقظي فقد حان وقت العمل....
طفقت تضع من مساحيق التجميل على وجهها
التي أضافت جمالا على ملامحها الفاتنة و خاصة
عينيها الشبيهة بأعين الغزلان.....
كانت منغمسة في وضع آخر لمسة من احمر الشفاه
عندما خرج فريد من غرفة الملابس...إستدارت
نحوه ليتصنم كل منهما في مكانه إعجابا
بالاخر
فريد كان في منتهى الروعة و الوسامة بهذه
الحلة السوداء الفاخرة التي أبرزت بوضوح
ضخامة جسده و كتفيه العريضين...
أما أروى فكانت ترتدي فستان للمحجبات
من إختيار فريد الذي أصر على أن ترتديه
دون إعتراض ...
إبتسمت أروى تلقائيا لرؤيته ثم تقدمت نحوه
لتقف على أطراف أصابع قدميها حتى
تصل لطوله رغم إرتدائها لكعب عال...لتعدل ربطة
عنقه ذات اللون المطابق للون فستانها....
كانت ستتراجع للخلف
و رفعها قليلا نحوهه فتأرجحت قدميها في الهواء لتغمض أروى عينيها بخجل هاتفة بتلعثم...نزلني....
أما فريد فكان في عالم آخر حتى أنه لم يستمع
لما قالته
فتحت أروى عينيها بفزع لترمش بأهدابها
عدة مرات باقتضاب بسبب قربه الشديد
منها...لا يغرنكم لسانها الطويل و شخصيتها
الجريئة كل هذا يختفي حالما تتعرض لموقف
حقيقي كهذا.....
همست و هي تكتم أنفاسها...ت.. تعاقبني...إيه
اقصد ليه
مرر أصابعه على وجنتها عرضا حتى وصل
لشفتيها المطليتين بلون أحمر نبيتي...
حركته جعلت دقات قلبها تصرخ معلنة
تمردها داخل قفصها الصدري...الا تكفي
رائحة عطره التي تكاد تذهب عقلها...
هذا كثير جدا ليستطيع عقلها الصغير
تحمله هل من المعقول ان رجلا يمتلك
كل صفات الرجولة و الهيبة....رجل مثل
فريد عزالدين حلم آلاف الفتيات مال و جاه
و عز كما يقولون بالإضافة إلى مركزه ووسامته
المفرطة التي تجعلها دون شعور منها تتأمله
لساعات و هو نائم بجانبها....
أفافت من شرودها و هي تلاحظ رأسه الذي
مال نحوها إزداد خفقان قلبها و بدأ جسدها يرتخي
هتف بصوت أجش و هو يرفع وجهها المحمر نحوه..كانت في غاية الجمال و الروعة جعلته يفكر في نسيان امر الزفاف و تجربة امر أراده بشدة منذ ايام...
لم يكن في يوم رجلا كانت النساء من أولى أهتمامته لكنه في النهاية رجل و هي حلاله...أنثى رقيقة و جميلة ذات روح مرحة إستطاعت خلال أيام قليلة إرجاع البسمة
لشفاهه بعد سنوات من الوحدة و الحزن....
تململت بين ذراعيه و هي تحاول لف يدها
إلى وراء ظهرها حتى تبعد ذراعه عنها...توقفت
عندما قاطع ما تفعله قائلا...
مش حسيبك غير لما تجاوبي....
رمشت باضطراب و هي تحاول إيجاد
إجابة معقولة على سؤاله الغريب...مش عارفة..
الدنيا كانت بتلف بيا محسيتش بحاجة...
نطقت كلماتها دفعة واحدة و هي تتنفس بقوة
من شدة إحراجها...تمتمت بصوت خاڤت ظنت انه لن يسمعها...حاسة إني شوية و حسيح...يارب يسيبني....
فريد بضحك و هو يتركها...ماشي حسيبك دلوقتي بس حنكمل
كلامنا بعد مانرجع من الحفلة....
اومأت له و هو تسرع نحو التسريحة لتأخذ
منديلا تجفف به يديها و جبينها المتعرق و هي
تحاول بكل جهدها السيطرة على جسدها
المرتجف....لكن لن يكون فريد من يرحمها
تقدم نحوها و قد إرتسمت على شفتيه
إبتسامة متسلية بعد أن حاصرها بينه و بين
التسريحة....
مد
يده ليجلب منديلا مبللا ثم لفها نحوه من
جديد....إنت مش قلنا منحطش من الحاجات
دي مصرة تعانديني .
نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة...أنا مش قصدي بس داه فرح و
أنا أول مرة أخرج من يوم ماجيت هنا فحبيت....
قاطعها فريد بهمس...ششش أنا عارف إنك عنيدة و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يعاندني أو يعصي كلامي....
توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيها
التي توشك على الانفجار