السبت 30 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة

انت في الصفحة 43 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

هو اللي يقضي على 
نفسه بنفسه....و داه اللي هيحصل....يلا خلينا 
نطلع الناس مستنايانا تحت...
أشار لكلاوس و هو يضيف...خلي عينك على 
آدم و تبلغني بتحركاته اول ما يخرج من القصر.....
أومأ له كلاوس و هو يقف بجسده الضخم 
المليئ بالوشوم و التي أضافت لهالته المرعبة 
مزيدا من الرهبة و الغموض...
توقف سيف عن السير عندما وصل لباب الغرفة
ثم إلتفت نحو جاسر ليسأله...الفستان فين
جاسر و هو يشير لمكان ما داخل الغرفة...في 
الدولاب الباب الثاني حضرتك...
سيف و هو يفرك ذقنه بتفكير...طيب إستنوني يرا و انا خمس دقائق و هطلع....
بعد دقائق كان يمسك الفستان بين يديه 
ليتفحصه و هو يتمتم في داخله...إنت حلو 
بس مينفعش أميرتي تلبسك قدام حد غيري....
إبتسم بخفوت و هو يتذكر ذلك اليوم الذي 
كان يجلس مع سيلين لتختار فستان الزفاف 
من بين تشكيلة متنوعة من فساتين الزفاف 
لدار ازياء مشهورة في إيطاليا و كيف انها إختارت 
هذا الفستان...يومها تظاهر بأن ذوقها أعجبه 
كثيرا و أخبرها أنها سوف تكون أجمل عروس 
لكنه في الحقيقة كان يجاريها فقط حتى 
لا تغضب منه....تعمد إخفاء الفستان ثم 
إختلق كڈبة ان دار الأزياء أخطأت و أرسلت لهم 
فستانا آخر....
هكذا هو سيف لم و لن يتغير أبدا دائما 
يفعل ما يريد و لكن بطريقته الخاصة....
أعاد الفستان لمكان
ه ثم غادر الغرفة بخطوات 
سريعة و هو لا يكاد يصدق أن برتقالته الصغيرة 
كما يسميها سوف تصبح أخيرا له.....
في غرفة العروس....
كانت سيلين قد إنتهت من تجهيز نفسها لترتاح قليلا 
قبل أن يأتي سيف لينزلا سويا لقاعة الزفاف....
كانت تجلس بجانبها أروى التي لم تكف عن 
ثرثرتها كعادتها عكس إنجي التي كانت 
جالسة معهم بصمت.....
أروى...خلاص بقى و فكي التكشيرة دي 
طب و الله هوشي أفندي طلع ذوقه حلو 
و الفستان يجنن ومش ملزق زي اللي كنتي
لابسته من شوية...
رمقتها إنجي بغيظ و هي ترفع أكمام الفستان 
الطويلة...و النبي أسكتي و خليكي في حالك 
أنا اللي فيا مكفيني مش عارفة إزاي هنزل 
بالفستان الژبالة داه...داه موضة 0...
قال ذوقه حلو.. داه حمار....
تدخلت ندى التي كانت مشغولة بإغراق
نفسها بمساحيق التجميل التي لا تناسب 
سنها الصغير...مين داه اللي حمار.....
فستان ندى خسارة فيها بنت الجزمة 
إنجي بسخط...واحد كده.. خبطت فيه 
من شوية و انا طالعة هنا...يلا انا هكلم 
سيف عشان ييجي انا مش عارفة هو 
إختفى فين و كمان طنط سميرة و ماما 
هما راحوا فين كلهم.....
ندى بعدم إنتباه...حتى ماما مجاتش انا إتصلت
بيها بس مردتش عليا فاضطريت أكلم 
الشغالة و هي قالتلي إنها لسه في القصر 
مع بابا و اونكل امين...بس اكيد زمانهم جايين...
يلا خلينا ننزل انا زهقت و كمان عاوزة أتصور 
مع حماقي و انزل صوري على الانستغرام بتاعي دول صحابي هيتهبلوا...اوووف الروج داه لونه 
مطفي اوي مش عاجبني...
أروى بسخرية...كل داه و مطفي...دي شفايفك 
قربت تولع من الأحمر اللي إنت حطاه...
نظرت نحوها ندى باشمئزاز قبل أن تجيبها 
محدش خد رأي واحدة زيك...بيئة و مستفزة...
توسعت عينا إنجي و سيلين باندهاش ببنما
أجابتها أروى و هي تمثل الحزن...أنا إخص 
عليكي يا نودي أنا غرضي بس أنصحك 
عشان بعتبر نفسي أختك الكبيرة .
رمت ندى قلم الحمرة من يدها ثم تقدمت 
نحو أروى و هي تلف شعرها على 
أصابعها قائلة بتعالي...أختي الكبيرة.. 
و هو إنت فاكرة نفسك 
من عيلة عزالدين...إنت ناسية أبيه فريد 
إتجوزك ليه 
كانت إنجي ستتكلم لتدافع عن أروى رغم 
إستغرابها من قبول الأخيرة لإهانة ندى 
رغم لسانها السليط لكن أروى سبقتها قائلة 
و تبتسم بتسلية...عيب يا نودي لما تسألي 
أسألة زي دي ..لما تكبري هتعرفي . 
ختمت كلامها و هي تلقي
لها قبلة خفيفة في الهواء 
بهتت ندى من وقاحتها بعد أن فهمت ماترمي 
إليه لتكز أسنانها بغيظ بينما إنفجرت إنجي 
ضحما وهي تردد بصعوبة من بين ضحكاتها
...اقسم بالله....إنك کاړثة .
أروى...مش قالت عني بيئة...تبقى تستحمل 
إما وريتها هي و العقربة أمها و معاهم أخوكي فريد 
فاكرني نسيت .
أكملت باقي جملتها بخفوت و هي تتوعد لهم 
فليست أروى من تترك حقها و لو بعد حين 
فقط هي تنتظر الوقت المناسب....
بعد دقائق غادرت الفتيات الغرفة بعد أن هاتف 
سيف إنجي لتخبره أن يأتي و يصطحب سيلين 
للأسفل...التي كانت لاتزال جالسة مكانها
فستان العروس اللي لبسته في الفرح 
عقبال الصبايا يارب 
دلف سيف الغرفة لتقع عيناه عليها...و كأنها 
حورية من حوريات الجنة بجمالها الأخاذ 
و ملامحها الطفولية التي يعشقها
كانت بغاية الجمال و الرقة في ذلك الفستان 
الأبيض الذي إختاره لها ...عبس قليلا و هو 
يلاحظ لون شعرها البرتقالي الذي إختفى و تحول 
للبني الفاتح لكن لابأس سوف يعود و لونه
قريبا و لن يتركها تغيره ابدا...
تقدم بثقة نحوها ليمد يده نحوها يساعدها
على الوقوف...
رفعت عيناها لتتفاجئ به أمامها بكامل وسامته
و إبتسامته الساحرة...لثانية تمنت أنهم لو 
كانوا في ظروف مغايرة لكانت قد وقعت 
في عشقه فورا...
سيف بابتسامة أظهرت غمازتيه لتزيد من إرتباكها...
يارب أكون عجبتك عشان كده بتبصيلي .
وضعت يدها في يدها ليجذبها بخفة و 
ليونة مراعيا ثقل الفستان ثم قربها نحوه 
أكثر محيطا وجهها بيديه هامسا بنبرة دافئة...نفسي ادخلك 
جوا قلبي و أقفل عليكي عشان محدش 
يشوف القمر بتاعي...أنا مش عارف أوصفلك
إحساسي إيه دلوقتي حلمت كثير بيكي 
و إنت لابسة الفستان الأبيض و تخيلت 
شكلك كثير بس أبدا مكنتش متوقع إنك
هتطلعي فوق الخيال كده.....
قبل حبيبته و هو يتنهد بحرارة نابعة من قلبه مضيفا 
بقلة حيلة...مش عارف الساعتين اللي جايين 
هيعدوا عليا إزاي....بصي إنت تحطي الطرحة 
دي على راسك كده و إوعي تشيليها...
كان يتحدث و يضع فوقها طرحة الفستان 
الشفافة مكملا...كده أميرتي الحلوة بقت 
جاهزة..قطب جبينه باستغراب عندما لاحظ 
دموعها العالقة بأهدابها ليهتف بقلق و هو يرفع
وجهها يتأمله...بټعيطي ليه حد ضايقك بحاجة
إحكيلي .
نفت برأسها و هي تغمض عينيها پألم لتتسلل
دموعها شاقة طريقها نحو وجنتيها لتردف 
بصوت مخټنق...أنا آسفة عشان إنت...هتتجوز
أنا ڠصب..أنا آسفة....
تنهد و هو يمسح دموعها متمتما بداخله...ياااه
لو تعرفي انا عملت إيه عشان أوصلك.. مكنتيش
قلتي الكلام و لا فكرتي فيه حتى...يلا معلش
هانت و قريب جدا هعتعرفي كل حاجة....
أكمل بصوت مرتفع...ششش...كده هتبوزي
ماكياجك و كمان إتأخرنا على الناس اللي
تحت...مش عاوزك تفكري في حاجة إتفقنا 
على فكرة اللي بيغني تحت داه من أشهر 
الفنانين في مصر و الوطن العربي...عارفة
مين اللي إختاره....
سيلين بصوت منخفض و هي تتوقف عن البكاء...طنط سميرة...
ضحك سيف محاولا تخفيف توترها و هو 
يمسح وجهها بلطف من بقايا الدموع...تؤ...
كلاوس....تخيلي بقى الۏحش كلاوس طلع 
رومنسي الظاهر دي إشارة منه..عاوز يتجوز 
هو كمان...
إبتسمت بخفة و هي تتذكر مظهر ذلك الكلاوس
المخيف لتجيبه...هو عنده girlfriend .
إنفجر سيف ضحكا قبل أن يجيبها...لا إحنا 
معندناش الكلام داه لما نحب نتجوز على طول ....يلا خلينا ننزل و إلا إنت عاوزانا نفضل 
هنا أنا لو عليا موافق.....
نفت برأسها ثم تراجعت للوراء قليلا لتمسك 
طرفي فستانها حتى تستطيع السير براحة 
بعد أن رفضت عرض سيف أن يحملها حتى 
لا تتعب و هي تحمل هذا الفستان الثقيل......
بعد دقائق قليلة.....
و هي تنزل 
الدرج ببطئ تحاول بكل جهدها أن لا تتعثر في مشيتها متحاشية النظر للأسفل...بسبب نظرات
الجميع التي تسلطت عليهم بينما صدحت 
اغنية محمد حماقي أجمل يوم ترحيبا بالعروسين....
رواية بقلمي ياسمين عزيز حابة اعتذر عن 
كمية الاغاني اللي بحطها في الرواية بس 
مش قصدي غير الهزار و اتمنى متسمعوش 
اغاني يا بنات عشان حرام...
كان يقف بكل هيبته و شموخه يوزع إبتسامات 
خفيفة على المدعويين و هو لا يزال يحيطها 
بذراعه مستقبلا فلاشات المصورين بترحيب على غير عادته 
و كأنه يخبر العالم أجمع أن حوريته أصبحت 
له وحده...سخر بداخله عندما لاحظ غياب 
أعمامه و زوجاتهم لعلمه السبب الحقيقي....
مشغولين بتلك المصېبة التي تعمد حدوثها 
في هذا الوقت بالذات حتى يلهيهم عن تدبير 
أي مکيدة له مستغلين إنشغاله بتحضيرات 
الزفاف...خاصة بعد أن لاحظ تأثرها من قبل 
بكلام ذلك الأحمق آدم...
شيئ صعب أن يكونوا أقاربك هم أعدائكم في العادة العائلة تكون السند الذي نحتمي به من مصاعب الدنيا...الحضن الدافئ الذي نختبئ فيه حين ترهقنا الحياة...أناس يحبونك
دون مقابل يفدونك بارواحهم و لن يترددوا لحظة 
في تقديم الدعم و العون في أي مكان ووقت....
و ليس ذئاب بشړية تتربص
اي خطأ منك حتى تقضي عليك دون رحمة 
فإن كان هذا ما تفعله العائلة فلا يجدر لوم الغرباء 
إذن.....
أفاق من شروده على لمسات يديها و هي 
تدفعه عنها قليلا عقد حاجبيه بغرابة لكنه 
و هو يتمتم
بإعتذار هامسا في اذنها...حبيبي.. أنا آسف شردت شوية و محسيتش بنفسي....ۏجعتك .
نفت و هي تحاول مجاراة رقصته بهذا الفستان 
الطويل ليلاحظ هو عدم راحتها...ليضيف قائلا
بنبرة حنونة...أنا كمان مش بحب الرقص 
يلا خلينا نقعد و بالفعل توجها نحو كرسيهما
المخصص لهما و الذي كان مغطى بأزهار الياسمين البيضاء...
كانت سيلين في قمة توترها و خۏفها رغم
محاولات سيف العديدة و كلماته المطمئنة لها 
ارغمت نفسها على رسم إبتسامة متكلفة على شفتيها و هي تجول ببصرها في أنحاء القاعة المكتضة 
المدعوين الذين لم تكن تعرفهم....
الفصل السابع عشر
في صباح اليوم التالي...
إستيقظت سيلين على لمسات رقيقة و حانية
تجوب كامل وجهها...إبتسمت بفرح
ظنا منها أنها والدتها التي أصرت على النوم 
بجانبها في غرفته ليلة البارحة تاركة سيف لوحده في الجناح ...ثم فتحت عينيها لتختفي إبتسامتها عندما
وجدت وجه امام وجهها مباشرة....
سيف...صباح الورد و الجمال يا روحي...نمتي
كويس..
جذبت الغطاء بسرعة لتخفي جسدها عنه و هي تتمتم بارتباك...ماما فين
إبتسم سيف بهدوء و هو يجيبها بصوت عادي و كأن شيئا لم يحدث...طنط هدى في اوضتها.. عاوزة حاجة يا قلبي .
و هنا إنتبهت سيلين أنها ليس في نفس الغرفة التي نامت فيها البارحة مع والدتها فهذه تبدو اكثر فخامة و رقي...
لتسأله من جديد...أنا فين
قطب سيف حاجبيه مدعيا الاستغراب من 
أسئلتها قائلا...إحنا في أوضتنا يا روحي....
توسعت عينا سيلين بقلق قائلة...بس أنا
إمبارح نام مع مامي و كنت لابس هدوم .
سيف بابتسامة عاشقة...بعد ما نمتي أنا جبتك
هنا و ماهو مش معقول أنام لوحدي في 
اول ليلة جوازنا...و كمان غيرتلك هدومك 
عشان تنامي براحتك....يلا يا حبيبي الساعة 
دلوقتي بقت تسعة أنا عارف إنه لسه بدري 
بس إحنا ورانا سفر ....
سيلين لم تفهم ماذا يقصد أو أنها تظاهرت بعدم 
الفهم لتردف...سفر إيه
سيف...شهر العسل يا قلبي...هو إنت نسيتي 
إن إحنا إتجوزنا إمبارح...لا فوقي كده و صحصحي
معايا مفيش وقت يادوب نلحق نغير هدومنا 
و ننزل نفطر مع ماما وطنط هدى و نمشي...
إقترب منها و هو يضيف...أنا عارف إنك تعبانة
من سهرة إمبارح بس اوعدك هسيبك تكملي 
نومك في الطيارة زي ما انت عاوزة . 
نهض عن الفراش متجها نحو الحمام ليغيب 
بداخله...بينما كانت سيلين تنظر في أثره
بعدم إستيعاب لما يحصل...أسندت راسها 
بيديها وهي تشعر بغصة في حلقها 
بسبب عدم فهما لما يحصل من أشياء 
لم تتوقع حدوثها.....لكنها 
سرعان ما تحاملت على نفسها لتزيح الغطاء
من فوقها مستغلة عدم وجوده لتبدأ في البحث 
عن قميص البيجامة التي كانت ترتديه ليلة 
البارحة.....
يئست من إيجاده لتعود من جديد و تجذب 
الغطاء و تثنيه عدة مرات ثم رمته 
فوق كتفيها متوجهة نحو الباب الاخر 
الذي يشبه في شكله باب الحمام....
فتحته لتجد بالداخل غرفة واسعة 
تحتوي على أرفف عديدة تضم مئات 
القطع من الثياب النسائية و قسم آخر يضم قطع رجالية....لو لم تكن متعجلة
لظلت تتأملها بإعجاب دون كلل...
أسرعت نحو رف الفساتين لتقتني اول فستان 
تقع عليه عيناها ووترتديه على عجالة مخافة
أن يدخل سيف و يراها......
و بالفعل ما إن إنتهت و بدأت في تنظيم 
شعرها و هيئتها حتى
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 70 صفحات