رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
الطازج الموضوع امامها مرتشفة جرعة كبيرة منه لترطب حلقها الجاف فقال ونظرات الشوق الحاړقة
لو قلت لك بحب المانجة هتخليني أدوقها نظرت اليه واجابت محاولة التماسك
لا وانت الصادق هدومك هي اللي هتدوقها
انتهت السهرة وسط الفرحات والضحك وقد أصر احمد على سيف أن يتابع السهرة هو ومنة مع الجميع ويدع هذه الصومعة التي وكأنه لم يكد يعقد قرانه على منة حتى ينفرد بها بمعزل عن الباقين همس سيف اليه من بين اسنانه
ما صدقت مش كدا عموما هتروحي مني فين يا منايا ودلوقتي ايدك في ايدي واوعي تبعدي عني خطوة واحده أحسن لك نظرت اليه بنصف عين واجابت بابتسامة بريئة زائفة
أنا معقول لا لا لا اوعي تفتكرني صح ياللا بقه علشان عاوزة اقعد مع اخواتك شوية مالحقتش اتعرف بيهم قال بنزق
زفرت منة ثم نظرت اليه وقالت مهادنة كمن تحايل طفلا صغيرا بدلال أسره حتى كاد أن يفقده صوابه
انت الكل في الكل طبعا انت مش عارف كدا
ولا إيه هما اخواتك وانا علشان كدا يهمني علاقتي بيهم تبقى كويسة ياللا بينا بقه ومنحته ابتسامة جعلته يتيه بين رسم شفتيها الشهيتين يكاد بعرض الحائط بأي آداب أو سلوك فيسحبها اليها ساحقا ابتسامتها المغرية بشفتيه النهمتين لها
يا هووو أخينا ثم مال برأسه الى شقيقته الواقفة تطالع سيف وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها
ماله دا انت عملت فيه ايه
هتفت منة بتلقائية
وربنا ما عملت حاجه هو اللي إتسلوح لوحده كدا
فيما صوت منة الرقيق الهامس كالبلبل المغرد يتردد في أذنيه وهي تتدلل عليه لأول مرة
ايه نازل رغي رغي رغي ارحمنا وسار هو ومنة متجهين الى الخارج بينما يتابعه احمد بعينيه المذهولتين وهو يشير الى نفسه متسائلا في دهشة
أنا
بدلت منة ثيابها وخلدت الى الفراش طلبا للنوم الذي خاصم جفنيها فكلما أغلقت عينيها تتراءى لها صورة سيف
إيه رأيك ناخد منة معانا ما هو انت شكلك إكده مش هتتعتع من مطرحك واصل لينفجر الجميع بالضحك مما اضطره للانصراف ملقيا بنظرات ولهة اليها وهو يتمتم في اذنها بكلمات دغدغت احاسيسها الفتية
انتبهت من شرودها على رنين جرس المحمول بجانبها مدت يدها ليطالعها اسمه اجابت مبتسمة بهمس
مچنون معقول مانمتش لغاية دلوقتي
اعتدل سيف في رقدته فوق فراشه وقال بصوت داعب أذنيها
أنا قلت لك هكلمك يبقى هكلمك بس اعمل ايه في التحقيق اللي اتعمل لي من أخواتى قلتوا ايه عملتوا ايه عروستك زي القمر ما سابونيش الا لما قلت لهم ناموا علشان هتسافروا الصبح بدري اجوازهم دخلوا ناموا وسابوهم لي هما واولادهم كنت تشوفيهم تقولي سيرك قومي فتح جوة بيتي
حرام عليك يا سيف دا جزاتهم انهم فرحانين بيك
تنهد سيف عميقا وقال وهو يمرر أصابعه القوية السمراء بين خصلات شعره فيشعثها بينما شعر بنغزات من الشوق اليها ما ان تناهى الى سمعه صوت ضحكاتها الخلابة وشرد فيما حدث بينهما عندما كادت أن تذوب بين يديه كقطعة السكر قال زافرا بعمق
بقولك ايه هنبتديها كدا مش كويس للصحة العامة على الأقل
قطبت منة واستفهمت بابتسامة حائرة
يعني ايه مش فاهمه
اطلق ضحكة عميقة وأجاب
هفهمك يا منايا بس لما اشوفك فيس تو فيس يعني أصل الموضوع دا بالذات ما ينفعش يتشرح شفوي لاااااازم تحريري
استمرت المكالمة بينهما لما يقرب من ساعتين حتى طالعت منة ساعتها الموضوعه فوق الجارور بجوار فراشها فهتفت قائلة
سيف احنا بئالنا ساعتين واكتر بنتكلم ياللا علشان نعرف ننام شوية قبل ما نصحى نصلي الفجر ثم سألت مقطبة
انت بتصحي تصلي الفجر يا سيف طبعا مش كدا ولا من اللي بيروح عليه نومة ويقول هبقى أصليه صبح ويعمل نفسه مش سامع حاجة
أجاب بصوته الرخيم
لا طبعا يا قلب سيف بصليه وفي المسجد كمان بس انا بقه من انهرده هبطل أظبط المنبه عاوزك انت اللي تصحيني عاوز أصحى على صوتك
قضمت شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤية وقالت بخفر
حاضر تصبح على خير
هتف قبل ان تنهي المكالمة
استني استني مش هتقوليها بقه
سألت بحيرة
هي ايه دي اللي اقولها
أجاب بخبث
حبيبي نفسي أسمعها من بين شفايفك
اللي مش هيخلوني أعرف أنام دول
تصنعت الڠضب وهتفت بجدية مصطنعه
سيف اجابها هائما
نعم يا قلب سيف
قالت بلهجة العالم ببواطن الامور
انت وقح فتح سيف عينيه على وسعيهما وقد فارقته حالة الهيام التى أصابته وقبل ان يجيبها تابعت بجدية مزيفة
دي مش شتيمة حضرتك لأ دا اكتشاف وأدي أول اكتشاف اكتشفته ولسه مكملناش يوم مع بعض سيف نام يا سيف علشان شكلك هيست
ما هو المشكلة في نام دي انا لو نمت هحلم احلام هصحى منها تعبان انا عارف
قطبت منة حائرة وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فهتفت بقوة هذه المرة قبل ان تغلق الهاتف في وجهه
قليل الأدب لتغلق الهاتف بقوة بينما رنت ضحكات سيف وقال وهو يطالع محموله
مچنونة بس بمووت فيكي
الحلقة السابعة
وأنا آسفة يا سيف مش مقتنعه وبالتالي مش موافقة على بتقوله
زفر سيف في ضيق ورمى برأسه الى الوراء مغمضا عينيه ثم مسح على وجهه بيديه وانتظر هنيهة قبل ان يعتدل في وقفته ناظرا اليها بعمق وقد قرر ان يغير من طريقته فمنة كما يعلم لا تأتي بالعناد أو بالأمر أبدا
اقترب منها بضعة خطوات ثم وقف على مقربة منها بينما تراقبه بعينين حذرتين أجابها محاولا الهدوء قدر المستطاع
ممكن أفهم ايه اللي مش عجبك في كلامي انى مش عاوزك تبعدي عني ولا لأني عاوز أكون معاكي في أي مكان بتروحيه ثم تقدم خطوتين أخرتين فكان على بعد أنشات قليلة منها وهو يتابع بلهجة أشعرتها بأنها مذنبه في حقه
ولا مش هيكون مرحب بيا عند خالتك
رفعت منة عينيها اليه وقالت نافية بقوة
لا طبعا انت عارف ومتأكد أوي انك مرحب بيك عند أي حد من عيلتي كل الموضوع ان خالتو تعبانه شوية وماما مسافرة تشوفها وانا عاوزة أشوفها خالتو دي أنا متربية في حجرها زي ما بيقولوا تقريبا فطبيعي أنى لما أعرف انها وقعت ورجليها اتشرخت واتجبست كمان إني ما أهزش أكتافي واقول يا حرام وربنا يشفيها وخلصت
مال سيف ناحيتها
وقال بقوة
وأنا مش فاهم انت ليه رافضة اني اروح معاكي انت وطنط احنا هنروح سوا بعربيتي هنقضي اليوم مع خالتك ونرجع فين المشكلة مش فاهم أنا لغاية دلوقتي مش أحسن ما تسافروا في القطر لان باباكي عنده شغل وأحمد مش هيقدر يوديكوا علشان المشروع اللي لازم يسلمه للعميل اللي معاد تسليمه قرب ومش هيعرف يروح هنا ولا هنا لغاية ما يخلصه
زفرت منة بيأس لا تعلم كيف تقنعه دون أن تفصح له عن السبب الرئيسي الذي يجعلها ترفض وبإصرار مرافقته لها هي وأمها كما لا تريد أن يعلو صوتهما فيسمع والدها ووالدتها الجالسين في الصالة الخارجية بينما تجلس معه في غرفة الجلوس بمفردهما وقد تركاهما بعد أن جلسا قليلا الى سيف يتبادلان معه الاحاديث الخفيفة حتى ظهرت منة بطلتها الملائكية وفستانها الحريري الهفهاف الذي يتطاير حولها عند كل بلامبالاة
يحمد ربنا انى بدخل بشعري وبعدين انا عاوزة اعرف ما انا بشوفه في المكتب عادي ليه بقه كل ما ييجي لازم الوصايا العشر دي اللي يسمعك يا أم منة يقول انى مش بشوفه غير جمعه في الشهر قرصت أمها أذنها وزجرتها قائلة وسط تأوهات منة ألما
انا عاوزة أعرف إنت مش هتبطلي لماضة ابدا نهايته اتفضلي اخلصي جوزك مستني في الصالون وبابكي قاعد معاه احمد اخوكي مش موجود كالعادة شبه بيبات في الشغل علشان المشروع اللي في ايده ياللا خلصي عيب الراجل يقعد مستني أكتر من كدا
وانصرفت تاركة منة وهى تتأفف من أوامر والدتها
وكأنه هو ابنها وهي زوجة ولدها
انتبهت منة الى سيف الذي يقف في انتظار إجابة شافية لسؤاله عن عدم رغبتها لاصطحابه لهما ابتلعت ريقها وترددت أولا قبل ان تشد قامتها وتلقي بقنبلتها دفعة واحده
علشان احنا مش هنروح ونرجع في نفس اليوم
سكت سيف قليلا وهو يطالعها بغرابة ثم اقترب منها حتى غدا وجهه على بعد بوصات قليلة من وجهها وكرر كلامها بحيرة وهو مقطب جبينه في تساؤل
مش ايه مش هترجعوا في نفس اليوم ازاي يعني
جذبت منة نفسا في عمق واجابت وهى تنظر اليه محاولة التسلح بالقوة والهدوء
ماما هتقعد مع طنط سهام يومين علشان رانيا مسافرة مع جوزها وهترجع من السفر بعد يومين ان شاء الله وماما هتفضل هناك لغاية ما رانيا ترجع بالسلامة علشان تقعد مع مامتها ما ينفعش طبعا ماما تسيب طنط سهام وهى بالحالة دي وعمو شوقي مش عارف يعمل حاجه هو ونادر وكل واحد فيهم في شغله عمو شوقي أخد اجازة يومين لكن مش هيعرف ياخد اجازات تانية ونادر مشغول في مكتب السياحة اللي هو بيديره وبردو مش هيعرف يتصرف وماما أختها الوحيدة فماينفعش طبعا تسيبها لوحدها في الظروف دي وبردو ماينفعش طنط تيجي تقعد معانا عمو شوقي رافض وهي كلها يومين ورانيا ترجع بالسلامة عرفت ليه بقه مش عاوزاك تيجي لان المشوار هيبقى تعب ع الفاضي بالنسبة لك وخلاص
سأل سيف بهدوء بينما برقت عيناه بغموض لا تدري لما أصابها بالقشعريرة في أنحاء
إمممم وانت هتقعدي مع مامتك اليومين دول على كدا
أجابت منة بتلقائية
آه صمت سيف لثوان ثم قال بهدوء ينذر بهبوب العاصفة
وشغلك اجابت منة بطريقة عفوية
اعتقد يومين مش هيفرقوا كتير خصوصا ان معظم شغلي فنشته تقريبا والباقي هاخده أشتغل عليه وانا هناك
سأل سيف بذات بروده القاټل
امممم انت على كدا مرتبة كل حاجه أهو وكنت هتقوليلي أمتى ان شاء الله انك ناوية تروحي تقعدي يومين عند خالتك مش يوم صد رد زي ما كنت فاهم
زفرت منة بعمق ونظرت اليه محاولة التحلي بالهدوء الذي لا تشعر بذرة منه بداخلها فهي تشعر كما المتهم الذي يحقق معه بينما هو يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة لا يعلمها قالت بهدوء
سيف الموضوع مش مستاهل دا كله من الآخر انا كنت هقولك اكيد بس ليقاطعها قابضا على مرفقها بقوة آلمتها وأدهشتها في ذات الوقت وهو يتحدث پغضب حاد من بين أسنانه
بس ايه
يا هانم كنت هتقوليلي وانت هناك صح هتحطيني قودام الأمر الواقع يعني قطبت منة وأجابت