رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
في سرها
لا لا ما لاقيتيش غير نادر يا حماتي دا غلبان هي تعلم تماما مدى ضيق سيف من ذكر نادر حانت منها التفاتة اليه لتراه ينظر اليها بتساؤل ونظرة سوداء أعتمت مقلتيه بينما ينتفض عرق في رقبته دليل توتره تحدث سيف بخشونة
ابن خالتها اجابت زينب
ايوة يا ولدي اسمه نادر
لاحظت منة بطرف عينها قبضة سيف وهي تتكور بقوة ويشد على اصابعه حتى بانت سلاميات اصابعه البيضاء تساءل سيف محاولا قمع غضبه الذي بدأ بالتصاعد
أجابت زينب
ما هو بسلامته كان بيتحدت إمعاها دلوك علشان يطمن عليها بصراحه من يوم منة ما جات إهنه واني ما اسمعتش ضحكتها زي دلوك
نظر سيف الى منة بحدة وعلق
طيب كويس يعني ضحكت معاه
قالت زينب وهي تقف وتتناول صينيه الطعام قبل ان تتجه الى الخارج
أومال ديه كركعت كمان مش ضحكت بس إتعلم منيه شوفه بيجول ايه يخلي اللي جودامه ما يجدرش يمسك نفسه من الضحك زي ما مرتك حاكتلي وانصرفت غير مدركة للقنبلة المدوية التي فجرتها بكلماتها
مش راضية تاكلي ليه يا منة عجبك رقدتك دي
نفضت يدها بقوة من يده ورمته بنظرة ساخطة ثم أشاحت بوجهها جانبا ولم ترد عليه كتم سيف غضبه بصعوبة وأعاد إمساكه ليدها ولكن بإحكام هذه المرة فكان نصيبه نظرة زاجرة لم يعلق عليها وتابع بصوت بدأت وتيرته تتغير وان كان يحاول التحكم في غضبه الۏحشي كي لا يفلت من عقاله
استنكرت منة نبرة السخرية التي يتحدث بها سيف وجذبت يدها من قبضته بقوة فيما نهضت من فوق الفراش والټفت لتنظر اليه ليتطاير شعرها حول وجهها بينما إنعكست اشعة الشمس القادمة من النافذة خلفها على شعرها لتجعل خصلاته الكستنائية تتوهج كألسنة اللهب فيما بدا مظهرها في رداء النوم المحتشم الذي يلتف حولها يغطيها من أعلاها الى أسفلها بلونه الأبيض المزدان
نادر طول عمره بيفهم في الزوء والواجب والأصول وما اسمحش أنك تتكلم عليه بالاسلوب دا
كان يستفزها عامدا كي تتحدث معه وان كان للمشاجرة فلقد افتقدها حقا وافتقد حديثها وصوتها ونظراتها المنصبة عليه وان كانت لوما أو تقريعا أوعتابا كما هو الحال الآن ولكن دفاعها عن ابن خالتها لم يرق له فنهض من مكانه وتقدم بضعة خطوات حتى وقف أمامها وقال فيما هو يضع يده اليمنى في جيب بنطاله
إيه انت بتقول ايه هو مين دا اللي يتقدم لي
أجاب سيف ساخرا بينما تكورت يده في جيبه لتشكل قبضة قوية
من فرط غضبه
ايه عاوزة تقوليلي انك ماتعرفيش ان ابن خالتك المحترم كان عاوز يتقدم لك واټصدم لما لاقانا اتخطبنا
معقولة نادر
كرر سيف عبارتها باستخفاف
ايوة نادر نادر اللي بيكلم واحده ست متجوزة وبيتعمد يصطاد في الماية العكرة وهو حاسس انه فيه خلاف بيننا نادر اللي عمال يلف حواليكي من امتى تقدري تقوليلي بيكلمك فون يطمن او أي حاجه احنا متجوزين بقالنا اكتر من 4 سنين عمره في مرة كلمك حتى في ولادة بناتنا كانت خالتك بس اللي بتيجي تزورنا او تتكلم وهو لأ تقدري تقوليلي ايه اللي خلاه يتكمل دلوقتي علشان يطمن عليكي لأ وايه ما خلصوش تكوني زعلانه فضل وراكي لغاية ما ضحكتي
هتفت منة عاليا وهي تشهر سبابتها في وجهه قائلة
إخرس بهت سيف وقال
إيه تابعت منة بعنفوان
تحدث سيف بهدوء ينذر بهبو عاصفة هوجاء لم تنتبه اليها منة في خضم ڠضبها الصارخ
يعني ايه مش فاهم
أجابت منة وهي تنظر اليه بتحد
يعني ماما وبابا جايين مع نادر بكرة ولا بعده بالكتير وأنا هاخد بناتي وأرجع معاهم
تقدم سيف بضع خطوات وئيدة ووقف على بعد انشات منها وقال
معلهش ممكن تعيدي كدا مين اللي هيسافر مع مين ومين أصلا اللي هيسمح لك بالجنان اللي انتي بتقوليه دا
لم تستطع منة الصمت أو ادعاء البرود أكثر من ذلك وصړخت عاليا
أنا اللي بقول وانت خسړت حقك انك توافق أو ترفض بقول أني أرفض أعيش مع واحد خاېن كداب زيك عرفت بقول ايه يا باش مهندس ولا أقول كمان
علشان أنا عاذرك مش هحاسبك على الكلام اللي قولتيه دا ومش محتاج أقولك أنا عملت إيه أظن انت كنت حاضرة كل حاجه وواعية للي انا عملته وبعمله علشان أكفر عن غلطتي في حقك وحق نفسي وحق ربي قبل أي حاجه تانية لكن أقسم بالله يا منة اني هعرف أحط لعنادك دا حد هي كلمة واحده سفر من هنا مستحيل مش هتتنقلي خطوة واحده من غيري رجلي على رجلك وسي روميو اللي مستنيكي دا وجاي لغاية هنا برجليه أنا هعرف أتصرف معاه قودامه حل من اتنين يا يبعد عنك خالص وينسى إسمك بالمرة يا إما عمره
شهقت محتجه ورفعت اليه عينان ثائرتان تموجان پغضب عاصف وحاولت الفكاك من أسر يده لوجهها ولكن دون طائل بينما همست بفحيح من بين أسنانها جعلته يشتم عطر أنفاسها الساخنة التي لفحته برائحتها التي استثارت جميع حواسه فغدا الډم يجري ساخنا في عروقه وقد غشيت عيناه نظرة مبهمة لم تعيها وهى تتحدث بانفعال
أوعى تفكر انك تقدر تسجني عندكم هنا
لو عاوزة أمشي من هنا مافيش قوة على الارض هتقدر تمنعني أني آخد بناتي وأمشي وتهديدك دا علشان نادر أحسن لك تسحبه نادر بني آدم محترم وعمره ما تجاوز حدوده معايا حتى لو كان فكر فيا في يوم من الأيام زي ما قلت فدا شيء طبيعي لكن عمره ما
قلل من قيمتي ولا عمل أي شيء يقلل من احترامي له أو احترامه ليا
تحدث سيف بنرة هامسة تحمل في طياتها خطۏرة كامنة بين أحرف كلماته
واضح انك لسه مافهمتيش انتي خط أحمر بالنسبة لي منطقة محرمة وأي حد يقرب من المنطقة دي يبقى حكم على نفسه
فتحت فاها دهشة مما تسمعه فما تراه أمامها الآن جانب جديد من سيف لم يسبق لها وأن اختبرته سابقا تابع
وأظن سبق وإني حذرتك قبل كدا إنك تلعبي في ممتلكاتي
انتي كلك ملكي
الحلقة الخامسة عشر
استيقظت منة واستدارت الى جانبها لتجد مكان سيف بجوارها خال حمدت الله في سرها على انصرافه قبل إستيقاظها تجعد وجهها لتنخرط پبكاء حار عند تذكرها لما حدث بينهما قبل ساعات شتمت نفسها للمرة الألف وهي تلومها أنها ستظل أبدا ضعيفة أمامه فهي لم ټقاومه كما يجب بل سرعان ما استسلم قلبها الضعيف لهمساته العاشقة والتي تذيب الحجر الصوان ولكن كيف لا تفعل وهي تذوب عشقا به هي لا تنكر أنها تحبه فسيف كان أول حب يدخل قلبها لقد أحبته بكل أحاسيسها المختزنة والتي كانت تدخرها الى زوجها لتمنحه كامل حبها عن طيب خاطر ومن غير خوف من ڠضب الله او من خېانة ثقة والديها فحبهما كان في النور وبمباركة أهليهما ولكن كيف أصبحى حالهما الآن لقد خاڼها سيف ذبحها بأبشع طريقة ممكنة ولأنها عشقته بكل قطرة ډم فكل خلجة من خلجات قلبها كانت تهمس باسمه فهي لا تستطيع النسيان أو الصفح ليس بهذه السهولة لو لم تكن تحبه بمثل هذا القدر من الجائز أن تسامحه وتنسى ولكن كما أن حبها له كبير فڠضبها منه أكبر
التحفت بالغطاء ونهضت عازمة على الاغتسال أولا ثم التحدث معه بشأنهما لا بد أن توضح له أن ما حدث بينهما لا يعني أبدا أنها ستنسى أو تصفح بل ما حدث جعلها أكثر تشبثا وإصرارا على الطلاق وقبلا الرحيل من هنا مع والديها
صح النوم لم تجبه وبدلا من ذلك رمته بنظرة سخط ثم التفتت الى مرآة الزينة لتمشط شعرها كادت أن تقتلع خصلاته من جذورها لشدة تمشيطها له تقدم بضعة خطوات منها واقفا خلفها وغافلها ساحبا فرشاة التسريح منها حاولت جذبها منه ولكنه أبعد يده وقال بهدوء ولكن يحمل رنة تحذير واضحة
كدا هتقطعي شعرك هسرحهولك أنا
ليمشط شعرها برقة ونعومة يخالفان خشونة يديه وما ان انتهى حتى ألقى بفرشاة الشعر جانبا
بحبك والله بحبك ولا عمري حبيت قبلك ولا هحب بعدك بحبك ومش عاوز حد إلا إنتي
رفعت عينيها اليه ليصعق بنظرة الكراهية التي انبعثت من مقلتيها تكلمت بصوت هامس ولكن يحمل ڠضبا مكتوما
إوعى تفكر ان استسلامي ليك دا معناه اني خلاص نسيت وسامحت لأ تبقى غلطان يا باش مهندس أنا ما انكرش اني ضعفت في لحظة لكن عارف بعد ما فوقت حسيت بإيه حاسيت بنفسي غامة عليا كنت عاوزة أرجع افتكرت كل كلامك للتانية والقرف اللي انا شوفته علشان كدا مهما عملت انا وإنت حكايتنا انتهت يا سيف وياريت تحط كلمة النهاية بدري بدري لان المماطلة ما فيش منها فايدة
قست يداه فوق كتفيها وصړخ پغضب بينما طالعها بنظرة ملتهبة من بين فحم عينيه المشتعلتين
إنتي إيه مش عاوزة تفهمي ليه أنا غلطت وندمت وتبت لربنا واتأسفت بدال المرة ألف ومليون أعمل ايه تاني
لم ينتظر ردها وتابع بقسۏة بالغة
انما عارفة لغاية هنا وكفاية يا منة انا اعتذرت لك كتير وانت مش راضية تديني وتدي لنفسك فرصة تانية واسمعي آخر كلام عندي بقه علشان نقفل الموضوع دا خالص طلاق مش بطلق وسفر من هنا مش هيحصل غير ورجلك على رجلي ولما نشوف يا منة أنا ولا إنتي ودفعها جانبا متجها بخطوات تحفر في الارض من قوتها الى باب الغرفة ووقف قبل ان يغادر ناظرا اليها بسخرية
ولو على اللي حصل اطمني خاالص مش
هيتكرر تاني ولا هتضطري انك تقرفي من نفسك ولا ترجعي مش هقرب لك يا منة حتى لو وقفتي من غير هدوم قودامي عن إذنك وانصرف
صافقا الباب خلفه بينما هوت جالسة فوق الكرسي خلفها ډافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب
كان سيف جالسا في حديقة منزلهم الكبير مستندا برأسه الى ظهر مقعده المصنوع من أغصان البامبو أغمض عينيه زافرا بتعب كان يفكر كيف يقنع هذه العنيدة التي تقبع في غرفتها بالأعلى أنه لا سبيل إطلاقا لما تفكر فيه أنه من رابع المستحيلات أن ينفذ لها طلبها المچنون والتي ما أنفكت ترميه في وجهه كان يظن أنه بعدما حدث بينهما