الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حصونه المهلكة "بقلم شيماء الجندي"

انت في الصفحة 42 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


مكملا 
الطفل ده كان عند بالظبط ٦ سنين صحي في يوم علي اصوات .. طبعا خاف وعيط بس لما لقي الوقت عدي والأصوات سكتت فضوله غلبه وعياطه وقف وحب يشوف ايه اللي حصل وياريته ماخرج من اوضته .. عارفه شاف ايه ...
اغمض عينيه وكأنه يستحضر مشهد ما واكمل بصوت غالبه الدموع ..
شاف أمه و معرفش ملامحها في الأول .. و فضل 

واقف مكانه لحد ما شاف أبوه لكن هو كمل ونزل يعيط ويترجاها بكلام مش مفهوم .. الموقف ده
بقي يتكرر يوم واتنين وتلاته والطفل ده بيكبر وبيخاف منهم في الوقت اللي يحصل فيه كده لحد
الام في يوم جت واتفقت معاه اتفاق انه اول ما يسمع الاصوات دي هيقعد في اوضته وهيقرأ القرآن
اللي حفظوه سوا بصوت عالي والصوت هيسكت .. بس بقا يعمل كده فعلا وصوته يعلي ويعلي واصوات 
بتعلي معاه بدأ يفهم لما دخل المدرسه وبدأ يفهم طرق المعامله بين الاهل شكلها الطبيعي إيه مع
الوقت بقي ومجرد ما يختفي يجري علي أمه يساعدها وهو بينفذ كلامها اللي بيخرج بصوت
منخفض عشان تقوم وتقف تاني وفي يوم وصل فيه ١٠ سنين واخته كانت لسه طفله وقف يشوفها
وهي بتصرخ كأنها اول مره يحصل معاها كده وذهب عليها عشان يساعدها زي كل مره بس معرفش عارفه ليه !!
تساقطت دموعه كالسيل وبدأ صوته بشهقات خفيفه في حديثه وهو يهمس مغمضا عينيه 
حاولت ... هاا حاولت اساعدها زي كل مره بس مقدرتششش
ومفهمتش ليه سكتت فجأه دموعها .. غير لما أبويا قالي انها مش هنشوفها تاني والسبب .....
و دموعه قائلا بصوت متحشرج من سيل الذكريات بشكل واضح أمامها .. ثم اكمل
وفضل سنين كل يوم يسمع حكايه عن عمه ومع الوقت اقتنعت بافكاره ووعدته انه هرجع حقه ... انا اعتقد انك عارفه الباقي اتمني قبل ما تحكمي عليا ....
ثم اختفي .... اختفي بعد ان تسبب ببكائها نتيجه تلك القصه التي قصها عليها بدموع عينيه التي تراها لثاني مره بحياتها هي علي يقين بمدي صدق أحاديثه وام تتخيل ابداا ان تصل عمها لذلك الحد وهي تكتم شهقاتها لرؤيته وياريت لم تفعل !!!!!!
وانطلقت الدموع من عينيها تكتم شقهاتها المتتالية من ما تري لتكون حياتها ثمنااا لمريض نفسي لم يعالج .....
الحياه ليست عادله لحظات حياتنا ونشعر بأنها النهايه ... نهايه عالمنا ... نهايه بهجتنا ... نهايه تلك الابتسامه ... لكنها تكون بداية .. بداية جديدة للحظات مختلفه وشعور مختلف لعالمنا الأفضل ظنناه يوما النهايه ..... 
الفصل التاسع عشر اغفري !
بدأ الصداع يداهمها لتغلق الحاسوب الي يومها إلي أتعس يوم بحياتها اغلاقت العلبه و بالكومود بجانبها وكأنها تخفيها عن أعينها من كتر البكاء بمحلها حين استمعت إلي تلك الطرقات أعلي الباب ليكون آخر ماتراه وجه اخيها الصارخ باسمها ....
فتحت عينيها رويدا رويدا وهي ترمش تحاول استيعاب ما يحدث من حركه وخيمه حولها صوت 
جعلها تفتح عينيها ذاك الفيديو تتكرر بمخيلتها عده مرات
تحاول النظر جيدا بالوجوه حولها حين لم 
تري وجهه بين الحاضرين هي لا تقوي علي مقابلته
ابدا بتلك اللحظات استجابت لصوت اخيه بصمت وعقلها يعبث ويدور بتلك الكلمات التي
نطق بها هل كان يري بالواقع كما رأتها هي هكذا!!!
كيف تخطي ذلك بعقله الطفولي الصغير !! ليته كڈب
عليها تلك المره لكنه صادق تلك الدموع التي لاتكذب لكن ماذا يريد لما يطالبها بما
يفوق طاقتها الآن !! و أخيها بعالم آخر لا تستمع سوي الي همهمات
منهم وخاصه اخيها وهدوء وفي الغالب يسألها عن حالها لكنها بأسوأ حال لم تتخيل يوما أن يتحول عالمها لعالم بتلك افكارها الآن لتفيق أخيها هامسا لها
أسيف حبيبتي يزيد بيكلمك ..
رفعت عينيها إليه ثم نظرت إلي يزيد بصمت اقلقه ووتره لحظات يجلس قائلا بصوته الهادئ 
أسيف أنت عارفه إنك مش عايزا الارتباط بيا لو هيوصلك لكده !!
تجمعت الدموع بعينيها الجميله تماما لتوضيح ماحدث وأنه لا له بالأمر ثم نظرت إلي عمتها التي تجاورها بصمت
ثم تهمس لها بكلمات لتقف العمه متجه إلي غرفه بهدوء لتنظر أسيف وتتنهد وهي تهمس 
اسفه يايزيد مكنتش عاوزه ابوظ عليك اليوم ده بس انا سهرت للصبح علي شغل و .. و غالبا حصلي ارق او حاجه كده .. بس انا مش عاوزاك تفكر إنك السبب ...
عادت العمه وهي تعطيها تلك العلبه المخملية بهدوء لتفتحها أسيف وتتناول منها خواتم الخطبه بهدوء إلي يزيد بهما مكمله أمام نظرات الجميع 
انا بوظت الحفله عليك لكن اكيد مش هبوظ الخطوبه .
دعوه صريحه منها بالموافقه عليه و نظرت إلي شقيقها بتساؤل بذلك الصمت
الذي غلف الأجواء ليتنهد مبتسما لها بهدوء ويتولي يزيد الخاتم بهدوء وهي تعود إلي اخيها تسمع همس ابن عمها لعمتها 
دي اغرب خطوبه حصلت في العالم دي لو اتصورت ونزلت. في سوشيال تيجيب لايك ..
العمه ابتسامتها وهي هامسه 
اسكت يانائل مش وقتك ..
عادت
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 66 صفحات