رواية عن العشق و الأسر و ما بينهم "بقلم نورهان العشري"
بنبرة قاطعة جعلت الخۏف يزحف إلى قلبها ف تراجعت خطوتين إلى الخلف وهي تقول بخفوت
_ ما بك خالتي
_ماذا بي ألا تعرفين حقا
تحدثت راجية بنبرة معاتبة فاقتربت منها وهي تقول باستفهام
_ لا.. لا أعرف.
_إذن ساخبرك أشعر بخيبة عظيمة تجاه طفلتي التي ربيتها لتصبح فتاة جميلة ترفع الرأس فإذا بها تضع رأسي في التراب.
جفلت من حديث خالتها القاسې فقالت بلهجة متوترة
_أنت تعلمين جيدا. ما الذي بينك وبين السيد مالك الصياد. فجميع من في القصر يتغامزون عليكما حتى أن السيدة صفاء بنفسها ألقت بالحديث علي وأنا كالبلهاء لا أفهم شيئا إلى أن رأيتك بعيني وأنت تهبطين من سيارته.
اخفضت ريم رأسها بخجل وخزي فهي انساقت خلف مشاعرها دون أن تحسب حساب لخالتها ولا لسمعتها بين الناس فاقتربت منها راجية قائلة بعتب
ارتفع رأسها بلهفة فقد كان وقع الكلمات مريع على قلبها ف تخبطت سحبها وأمطرت ألما كان أضعافه بقلبها وخرج على هيئة حروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين
_ لم أكن اقصد خالتي أقسم لك.
رق قلبها لرؤية حالتها تلك ولكنها حاولت إخفاء ذلك وواصلت ټعنيفها قائلة
ازدادت عبراتها انهمارا فتابعت راجية جلدها بسوط كلماتها اللاذعة
_أين صلاتك من ذلك أنت لا يفوتك فرض من فروض الله. فكيف كنت تقفين بين يديه وأنت ترتكبين إثما عظيما كهذا
_لم ارتكب أي إثم أقسم إنها
علاقة حب بريئة.
أجابت مدافعة فهبت راجية تقول پغضب
كان إثما عظيما لم يكن يتخيله عقلها الصغير ولا قلبها العاشق فأخذت تنتحب بصمت وعينيها ترسلان اعتذارات لم تتجاوز حدود شفتيها فلم تعد تحتمل راجية أكثر واقتربت منها تحتويها بين ذراعيها فاندفعت ريم تعانقها وهي تشهق پعنف وكانت كل شهقة ټحرق روحها بنيران الذنب ف أردفت راجية بحنان
_اعتذر خالتي اقسم لك لم أتخيل بأن الأمر فظيع إلى هذه الدرجة. فقد وقعت بعشقه وكذلك هو.
هكذا تحدثت ريم بتبرير فقاطعتها راجية باستنكار _عن أي عشق تتحدثين يا ريم أفيقي من وهمك. إنه مالك الصياد إن كان سيعشق إحداهن فلن تكون أنت أبدا. إنه ابن أكبر عائلة في المدينة. وهذا يعني أن تكون زوجته من عائلة تشبه عائلته.
هكذا هبت معارضة يتساقط الألم من قلبها على هيئة عبرات فأشفقت عليها راجية كثيرا ولكنها لن تتركها ټغرق في بحور الضياع أكثر من ذلك لذا شددت على كل كلمة تفوهت بها
_العشق يعني الزواج فأين هو من ذلك هل س يستطيع أن يقف أمام والده ويخبره بأنه يريد الزواج بك
لم تستطع إجابتها وأخفضت رأسها فتحدثت راجية بحنان
_لا أريدك أن تحزني إن كان يحبك حقا فسيأتي إليك ويطلب يدك أمام العالم أجمع وإن لم يأتي فهو لا يستحقك أبدا.
انطفئت شهب عينيها الدافئة وتوغل الألم إلى قلبها فبات كالنمل الذي أخذ يقرض خلاياها بنهم وۏحشية وهي عاجزة حتى عن الصړاخ. ومرت الأيام تشبه بعضها البعض وحالتها تسوء أكثر حتى أن نجاحها بهذا التقدير الكبير لم يفلح في رسم شبح ابتسامة خاڤتة على شفتيها الللتان تشققتا من فرط البكاء. و جفت ينابيع عينيها من كثرة الدموع التي ذرفتها ولكن ينابيع الشوق لا تنضب أبدا.
تجمعت جيوش الألم والخذلان على قلبها الذي لم يكن يتخيل أبدا أن يتخلى عنها بتلك الطريقة ولم يحاول حتى محادثتها بينما هي تذوب مثل الشمعة كل يوم وتنطفئ شوقا وألما وحسرة.
وعلى الجانب الآخر كان يتشاجر مع خطواته وهو يندفع إلى المطبخ الكبير الخاص بمنزلهم و يقف أمام راجية التي كانت تقوم بإعداد الطعام ولكنها اړتعبت حين سمعت صراخه
_هيا إلى الخارج جميعا أريد الحديث مع السيدة راجية.
لم يجروء أحد على التفوه بحرف واحد وخرجوا مهرولين إلى الخارج بينما هو اندفع تجاهها وقال دون مقدمات
_ أين ريم
حاولت التحلي بفضيلة الهدوء وهي تجيبه
في المنزل لم تسأل عنها
كان بالكاد يحاول التحكم في غضبه فهي سيدة كبيرة وأيضا تكون خالتها لذا أجابها من بين أسنانه
_ تعلمين جيدا لم اسأل عنها لا أريد مزيدا من الادعاءات فأنا قد علمت بأنك تحتجزينها عنوة في المنزل حتى تمنعيني من رؤيتها.
لا زالت على هدوئها حين أجابته
_ولم تريد رؤيتها
_ليس من شأنك.
هكذا أجابها حانقا فتابعت بقوة
_لا إنه شاني فهي ابنتي أنا من ربيتها وأنا المسئولة عنها وعن حمايتها.
انكمشت ملامحه بسخرية تجلت في نبرته حين قال _حمايتها!! و من من تحاولين حمايتها
_من الذئاب المفترسة الذين لا تعرف الرحمة قلوبهم.
هكذا أجابته بشجاعة فتدلى فكه من فرط الصدمة التي سرعان ما انمحت وحل محلها الاستنكار حين قال بخشونة
_هل تقصديني بهذا الوصف الدنيء
وقفت أمامه
تناظره بكبرياء تجلى في نبرتها حين قالت _سيد مالك أنت رب عملي وعائلتك هي من تطعمنا ولها فضل كبير علينا وكل هذا على رأسي ولكننا فقراء لا نملك شيء سوى الشرف والسمعة الطيبة لذلك فأنا على استعداد لأضحي بكل شيء حتى لقمة عيشي لأجلهم أتمنى أن تكون فهمت ما أقصد.
دار حول نفسه پغضب تجلى في نبرته حين قال
_لا فأنا حقا لم أفهم. من هذا الذي تجرأ على شرفك وسمعتك
_أنت.
هكذا أجابته بقوة فأعاد كلمتها باستنكار
_ أنا
_نعم أنت. ماذا تسمي تلك العلاقة التي بينك وبين تلك المراهقه الصغيرة أن تأتي وتذهب معها بكل مكان دون حساب لسمعتها سمعة عائلتها ودون اعتبار لا لدين ولا لأخلاق أخبرني
لأول مرة يقف صامتا أمام أحدهم بهذه الطريقة ولكن صمته لم يدم طويلا إذ قال بنبرة لا تقبل الجدال
_أنا أحبها ولا يهمني أي شيء في العالم سواها ولم أفعل أي شئ مسيء أو محرم.
_وهل وجودها معك بالسيارة أمام جميع الناس أمرا صائبا أو حلالا
هكذا استفهمت بهدوء فتجاهل الرد لتتابع هي
_الأمر انتهى وريم ستذهب إلى الجامعة و ترى مستقبلها وحتما ستقابل من يقدرها ويحترم أهلها وذويها.
أما أنت فلا خوف عليك فحتما ستجد العروس الملائمة لعائلتكم لهذا فلننهي هذا الحديث الآن سيد مالك ولتدعني أعود إلى عملي.
وكأنها مرت بشاحنة ضخمة فوق قلبه حين ذكرت أنها من الممكن أن تنتمي لغيره وحينها انفلت زمام أعصابه وخرج صوته كالزئير الذي جمدها بمكانها
_أنت ما هذا الهراء الذي تتفوهين به لن يقترب أحد منها فريم لي وحدي. وإن رأيت طيف أحدهم يحوم حولها فسأرديه صريعا في الحال.
تراجعت خطوتين إلى الخلف من هذا الۏحش الذي كانت عروقه نافرة بشكل مريب وكذلك حدقتاه التي لونتهما دماء الڠضب الهائل الذي اجتاحه كطوفان مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول بارتباك
_سأتحدث مع السيد مهران عن ما تفعله.
وهو من سيوقفك عند حدك.
تفاجئت حين تحرك