رواية هوس من أول نظرة "الجزء الثاني" بقلم ياسمين عزيز
غريبة..
تذكرت يارا عندما توحمت على السچائر
لتردف
بضيق قاصدة إستفزازه فهذه فرصتها حتى
ترد له و لو جزء قليلا من إهانته لها متجاوزة
بذلك إتفاقه معها..قصدك الوحم...اه فعلا
في روايح معينة بتضايقني زي ريحتك
مثلا بقيت كل ما تقرب مني ببقى عاوزة
أرجع...
توقعت أنه سينتفض من مكانه غاضبا و ېحطم
بكل لطف قبل أن يقول
هبقى أغير البرفيوم بتاعي رغم إني
بقالي ست سنين مغيرتوش عشان
إنت اللي إخترتيهولي بنفسك فاكرة....
أيام ماكنا في الكلية .
تمتمت يارا بداخلها..كانت أيام سودا.
ضحك و هو يراقب ملامح وجهها الغاضبة
ليعلم بأنها تشتمه بداخلها لكنه لم يهتم مقررا أنه لن
قاطع حربهما قدوم النادل الذي وضع الاكواب
أمامها ثم إستأذن من جديد ليأتي بعده مدير
المطعم و معه أحد المحامين الذي أخرج
بعض الأوراق من حقيبته ليضعها أمام يارا
قائلا بكل إحترام
ممكن تمضي هنا لو سمحتي .
نظرت يارا بذهول نحو صالح الذي كان يترشف
قهوته ببرود و عندما تلاقت أعينهما أشار
رفضت....
أنا مش همضي على حاجة من غير ما أفهم.
تملكها ړعب شديد من أن تكون هذه المسرحية
إحدى ألاعيب صالح و الذي فهم على الفور ما
تفكر به ليطمئنها قائلا
انا لما جبتك هنا كنت عارف إن المكان هيعجبك
جدا عشان كده حبيت أهديهولك.
فتحت عينيها ببلاهة و هي تنظر نحو الأوراق
لتتمتم
إنت بتتكلم جد....
صالح بارتياح لأن الهدية قد أعجبتها
أيوا بعد ما توقعي على الورق اللي
في إيدك المطعم داه هيبقى ملكك و تقدري
كمان تديريه بنفسك.
رفعت يارا عينيها نحو المحامي ثم مدير
المطعم و أخيرا صالح و هي تشعر بأنها
سوف يغمى عليها من فرط دهشتها...
لتتحسس حرارته ظنا منها أنه مريض
قائلة
صالح... إنت بتتكلم جد يعني إنت
هتخليني أطلع من القصر و آجي هنا
كل يوم...إنت مش بتهزر صح.... ااه
فهمت إنت عملت كده عشان إتفاقنا
بس لما يخلص النهار إنت هترجع في
كلامك....ماشي أنا همضي .
وقعت على الأوراق بسرعة حيث أشار
ووضعها في حقيبته من جديد بعد أن أمره
صالح بإنهاء بقية الإجراءات...
ثم وجه حديثه مرة أخرى نحو يارا التي
تملكها شعور الخيبة بعد أن أفاقت سريعا من
حلمها
على فكرة العرض داه ساري على طول يعني
زي ما قلتلك من بكرة هتيجي تستلمي
المطعم بتاعك و إنت حرة بقى عاوزة تبيعيه
انا هساعدك تلاقي الشاري و لو عاوزة
تشغليه هخلي إدوارد المدير الحالي يساعدك
بس على شرط إنت هتشتغلي بس أربع
ساعات في اليوم مش مسموحلك بدقيقة
زيادة .
شعرت يارا بقلبها بتضخم من شدة السعادة
التي لم تزرها منذ أشهر طويلة حتى انها
كادت تنساها لتقفز من مكانها و تعانق صالح
من الخلف غير مهتمة بأعين الزبائن الفضولية
التي كانوا يرمقونها بتعجب....
صالح أيضا لم يهتم فجل تركيزه كان
مع يارا التي همست في اذنه بتوسل
عشان خاطري متكسرش فرحتي المرة
دي... مترفعنيش لأعلى سماء و بعدين
تنزلني لآخر ارض صدقني مش هستحمل
چرح ثاني منك كفاية اللي حصل....
فك صالح ذراعيها من حوله ثم وقف من
مكانه ليجذبها نحو أحضانه مخفيا
وجهها في صدره و هو ياخذ معطفها
و حقيبة يدها حتى يغادرا قبل أن
تتعالى شهقات يارا..... ليغادرا المطعم
نحو السيارة.
في الجزيرة ليلا .....
كانت سيلين قد إنتهت من إعداد بعض
السندوتشات و العصير الطازج لسيف
الذي كان لا يزال يعمل على حاسوبه
بسبب قضاءه لكامل ساعات النهار برفقتها
ليضطر للبقاء لهذه الوقت المتأخر من
الليل... ...
وضعت الأطباق على الصينية و هي تدندن بسعادة
ألحان أغنية كرتون ألمانية قبل أن تتوقف
فجأة و هي تذكر نفسها أنها كبرت و أصبحت زوجة مسؤولة و تخطط لأن تكون أما أيضا ....صعدت الدرج بخطئ متمهلة في إتجاه الطابق العلوي
و لم تشعر بنفسها إلا و هي تلقي الصينية
أرضا من شدة فزعها لتصرخ بأعلى صوتها
بړعب بعد أن سمعت صوت زئير أحد الأسود
القريبة و التي ظنت أنه قد دخل الفيلا...
في الأعلى كان سيف مركزا على الصفحة
الأخيرة من بنود تلك الصفقة التي أرسلها له
جاسر صباح اليوم عبر الإيميل...
عبس للمرة الالف و هو يتفقد الباب أملا
في مجيئها فهي بالفعل تأخرت في الأسفل...
ندم على تركها لكنه إضطر لذلك بعد أن
ظلت تلح عليه أن تنزل فقط خمس دقايق حتى تحضر له كوبا من العصير....قفز من مكانه
فجأة بعد سماعه لصوت صړاخها ليرمي
الحاسوب من فوق ساقيه ثم اسرع حافيا
باتجاه الباب و هو ينادي بإسمها....
توقف فجأة ليسترجع أنفاسه التي سلبت منه
و هو يراها تقف على الدرج و تستدير نحو
باب الفيلا و كأنها تبحث عن شيئ و الذي
علم ماهو حالما سمع أصواتهم من جديد....
ناداها لتندفع نحوه محتضنة إياه بقوة وكم
راقه ذلك ليبتسم بخفة على مظهرها الخائڤ
و هي بين ذراعيه...
كانت ترتجف و تبكي و هي تحاول نطق
بعض الكلمات لكنها عجزت لتحدثه بالألمانية
ذلك الۏحش... إنه هنا...في الفيلا . 4
ربت على شعرها و هو يهمس لها مهدئا إياها
طب إهدي... خلاص أنا جمبك...إنت مش وعدتيني
إنك عمرك ما هتخافي و أنا معاكي.
هزت رأسها بإيجاب و هي تحاول أن تتحدث
لكن لم يكن هناك سوى شهقات خاڤتة
تصدر منها....
ضم سيف شفتيه حتى لا ينفجر ضحكا عليها
و هو ينظر نحو الأطباق و الكؤوس التي
تحطمت حيث ذهب مجهوده سدى...
سار بها نحو الأعلى حتى إذا وصلوا للغرفة
هدأت سيلين قليلا لتهتف من بين بكاءها
الاكل راح....أنا عملتلك عصير و ساندويتش
عشان إنت مش تعشيت كويس....
أحضر لها سيف كوبا من الماء ثم ساعدها
لتجلس على الكرسي قائلا
و لا يهمك يا قلبي أنا مش جعان بس لو
إنت جعانة أنا هنزل و أجيبلك....
قاطعته سيلين و هي تضع الكأس على الأرض
و تقف لتتشبث به
لا مستحيل.. أخليك تنزل و تسيبني لوحدي
في المكان داه سيف عشان خاطري يلا
خلينا نرجع مصر أنا هتجيلي ضړبة قلبية
من الخۏف من الأسدات اللي هنا .
إحتضنها سيف و هو يلف يده حولها حتى
تصل إلى وجهه ليكتم بها ضحكاته لكن
إهتزاز جسده فضحه لتهتف سيلين بانزعاج
إنت بتضحك عليا صح.
دفعته عنها برفق لتتفرس وجهه المحمر
مقطبة حاجبيها بطفولية قبل أن ترفع
يدها لتضربه عدة مرات و هي تصيح بغيظ
بقى أنا بقلك ھموت و إنت بتضحك عليا...
طب إفرض إن أنا كنت حامل و إتخضيت هيحصل إيه للبيبي بتاعي... إنت عاوزه ېموت.
قلبت عينيها بانزعاج و هي تحرك قدميها
باتجاه الفراش حتى تخلد للنوم لكن ذراعي
سيف التي حملتها في الهواء قطعت طريقها
دار بها عدة مرات حول نفسه ثم إرتمى على
السرير وراءه و هي فوقه يلهثان بقوة....
تحدثت سيلين أولا بعد أن إستعادت أنفاسها
سيف بجد عشان خاطري خلينا نرجع مصر
و إنت رجع الأسدات للغابة بتاعتهم و لما
تبقا الفيلا فاضية نرجع....
إستقام سيف في جلسته ثم أجلسها على
قدميه و قد كست ملامحه
بعض الجدية
حاضر...اللي تقول عليه أميرتي يتنفذ فورا
أنا أصلا كنت هقولك إني خلصت شغلي هنا و
بكرة المساء إن شاء الله هنرجع مصر....
تهللت أساريرها لتهديه أجمل إبتسامة حتى
أنه لم يستطع مقاومة جمالها ليختطف قبلة
سريعة من شفتيها ثم همس بحنو
عارفة...مش هقولك إني بحبك و بعشقك
و مچنون بيكي تؤ... حاسس إني تجاوزت
المراحل دي من زمان من أول مرة شفتك
فيها في مكتبي....
ضحكت سيلين بدلال و هي تتعلق برقبته
قائلة
مممم أمال هتقلي إيه
قبلها مرة أخرى مضيفا
هقلك... إنك إنت... بقيتي عمري و حياتي
و قلبي و روحي و مش هقدر أعيش من غيرك
يوم واحد....
سيلين و هي ترفع رأسها بغرور..عارفة
سيف..طب عارفة إنك لو غيرتي رأيك
و رجعتي سيلين القديمة أنا هرجعك على هنا
و هملالك الفيلا أسود و تماسيح...
شهقت سيلين و توسعت عيناها بينما تجيبه
أسود....يعني هما إسمهم أسود مش أسدات
اوووف دلوقتي بس عرفت إنت كنت بتضحك
ليه...سيفو هو يعني إيه تماسيح...
سيف..يعني إنت سبتي كلامي
في الأول
و ركزتي على التماسيح....
سيلين و قد لمعت عيناها بعشقانا هسيب الايام هي اللي تثبتلك إني بقول الحقيقة و مش بخدعك.
الفصل العاشر
فصل خاص بصالح و يارا...
إنفجرت يارا بالبكاء و هي تعانق صالح
لأول مرة مما جعله يضحك على تصرفاتها
الغريبة فهو متأكد أنها الان ليست في وعيها
و لو كانت كذالك لما سمحت لنفسها أن
تلمسه حتى....
بعد دقائق هدأت و عادت لرشدها لكن تأثير
المفاجأة لازال ساريا عليها... جففت دموعها التي
أغرقت وجهها بسرعة ثم أردفت بارتباك
و هي تحرك يديها بعشوائية..
بص أنا .. أنا و الله أوعدك هعمل كل حاجة
إنت عاوزها بس توعدني إنك تنفذ وعدك ليا و لو
على المطعم أنا مش عاوزاه رجعه بإسمك
إنت... أنا كفاية عليا الإدارة رغم إني مش
بفهم حاجة في المجال داه بس هتعلم....عارف
أنا مبسوطة اوي...
عبست ملامحها فجأة و هي تضيف بنبرة
مهزوزة..
صالح إنت مش بتكذب عليا صح
قرص وجنتيها بأصابعه و هو يجيبها..
لا بس هتراجع في رأيي لو فضلتي
تزني عليا كده....
تحدثت يارا من جديد..
صالح....
قلب عينيه بملل قبل أن يهتف بانزعاج..
في إيه ثاني...ياستي و الله مابكذب عليكي
و لا بلعب بيكي أعملك إيه عشان أثبتلك
داه .. كانت فكرة سوداء و مهببة أنا ندمت
على فكرة .
يارا باستدراك و كأنها لم تسمع ما قاله..أنا نسيت مشربتش الهوت شوكلت...
صالح..مش قلتي إن في مكان ثاني
عاوزة نروحله عشان نفطر.
ترددت يارا قبل أن تخبره بأن ذلك المكان
هو عبارة عن عربية كبدة في إحدى الشوارع التي
تعرفها مروى صديقتها و أخذتها إلى هناك
في إحدى المرات و قد أعجبها الطعام كثيرا..اه بس أصلي مش عارفة المكان كويس...
صالح بهدوء..
تمام خلينا نرجع جوا عشان الوقت تأخر و إنت لسه مفطرتيش إنت ناسية إنك حامل .
يارا بارتباك..لا أنا نفسي في الأكل داه
اوي...
كان يحاول بكل جهده أن لا يفقد أعصابه
باعتباره يوما مميزا ليستطرد ممثلا الهدوء..
حاضر مفيش مشكلة ... إنت حاولي توصيفيلي المكان و أنا أكيد هعرفه.
دق ناقوس الخطړ داخل عقلها من ردة فعله
هذه المرة فهو بالتأكيد سيفقد آخ ذرة من صبره
لكن هذا لن يهم فهي قد تعودت على جنونه
غضبه و كما أن رغبتها في تناول ذلك الطعام
الشعبي فاق قدرتها لتهتف بتردد و هي تتطلع
نحوه خوفا من ردة فعله..
أنا نفسي في سندويتش كبببببدة .
لوهلة ظن انه لم يسمعها جيدا ليلتفت نحوها
مكررا جملتها من جديد بنبرة إستفسار..
نعم....نفسك في إيه
إنكمشت يارا و هي تزحف بجسدها نحو
باب السيارة مرددة بإصرار رغم شعورها بالخۏف..
عاوزة سندويتش كبدة...على فكرة داه إسمه وحم
يعني انا مليش ذنب.
رأت إبتسامته الساخرة و هو يقبض على
مقود السيارة پعنف حتى كاد يقتلعه
بسبب كتمانه لغضبه... إستطرد بهدوء بعد نجاحه
في السيطرة على إنفعاله..
سندويتش كبدة و داه هتلاقيه فين دلوقتي .
لم يكن سؤالا بقدر ماكان فخا لها فهو طبعا كان
يعرف هذا النوع من الأكلات الشعبية التي
تباع في الشارع أو في المطاعم الشعبية لكنه
لم يتوقع أبدا أن فتاة مغرورة كيارا جربت
هذا النوع من الاكل لكنها كالبلهاء سرعان
ما إعترفت له..
في الشارع في عربيات كبدة كثير...إنزل هاتلنا ثلاث أو أربع سندوتشات عشان هاخذ لأروى معايا
و إنت كمان لازم تذوقه هيعجبك أوي... .
رمش صالح بأهدابه عدة مرات متتالية هاتفا
باستغراب..
كان لازم أعرف إن الحكاية