الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة "الجزء الثاني" بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 7 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

و رائحة عطره الرائعة و التي جعلت 
هانيا تبتسم تلقائيا و هي تكاد تلتهمه بنظراتها 
الشغوفة...
هانيا..مساء الخير يا فريد بيه..
فريد..مساء النور..
هانيا..أنا كنت جاية عشان آخذ لوجي 
أصل داه وقت نومها.. بعد إذنك طبعا .
فريد بنفي لوجي هتبات معانا النهاردة..
هانيا بإيجاب.. اوكي فريد بيه... تصبح 
على خير و سوري لو ضايقت حضرتك... 
أصلي شفت أروى هانم تحت 
و كنت هسألها بس..
سكتت قليلا ثم إلتفتت نحو الجهة التي 
كانت تقف فيها فاطمة ثم عادت لتنظر أمامها
لتهتف بخبث..
أصلها كانت بتشرب سجاير مع يارا هانم 
فمحبيتش أضايقهم..
تأملت ملامح فريد المندهشة بإستمتاع 
و هي تقول في نفس الوقت..عن إذنك 
يا فريد بيه ...
دلف فريد مرة أخرى نحو الجناح ليبحث 
عن علبة سجائره بعد أن تذكر أروى عندما خرجت 
مسرعة منذ قليل دون أن تخبره وجهتها.. 
ضحك عندما لم يجد العلبة مكانها ليحدث
لجين بمزاج..
مامتك دي إنحرفت رسمي...حسابها معايا 
لما ترجع...
في الحديقة...
إنتهت يارا من تدخين أول سېجارة ثم 
فتحت العلبة لتخرج سېجارة أخرى لكن أروى 
إختطفت العلبة من يدها هاتفة بحنق
نهارك إسود...يا بت إتهدي كفاية.. هتأذي البيبي اللي في بطنك بالقرف ده..
يارا برجاء..
واحدة ثانية بس...بليز.. أوعدك إن دي 
هتكون آخر مرة. 
هو اصلا طعمه وحش و أنا مش بحبه .
أعطتها أروى العلبة على مضض لتضيف 
يارا و هي تلتقطها بلهفة مثل قط جائع وجد
سمكة أمامه.. قوليلي يا أروى هو إنت 
ليه بطلتي تروحي الجامعة.
أرويعشان لجين... .
يارا.. ماهي عندها مربية..
أروي پغضب طفيفلا..انا طردتها بس فريد 
قلي خليها تقعد لغاية ما يلاقيلها شغل مناسب 
في مكان ثاني..
هزت يارا رأسها عدة مرات قبل أن تتحدث..
طيب كلمي أي مكتب تشغيل و هو هيبعثلك 
غيرها...الاهتمام بالأطفال صعب جدا و مش 
هتقدري عليها لوحدك..
أروى.. يعني عاوزاني أسيب البنت أربعة 
و عشرين ساعة مع المربية...لا مقدرش طبعا
دي يتيمة و محتاجة حب و حنان مش إهتمام 
بس.. المربية مهمتها إنها تحميها و تغيرها لها
هدومها و تأكلها و تنيمها..و تلعب معاها بس 
هي هتعمل كل داه عشان واجبها مش عشان 
بتحبها..لجين دي بنتي و أنا لا يمكن أخليها 
تحس في يوم من الايام بأنها يتيمة و ملهاش 
أم..الاحساس داه وحش جدا و أنا أكثر حد 
عانيت منه رغم إني امي كانت عايشة..
يارا بتأييد..فعلا معاكي حق..بس بردو 
خسارة إنك تسيبي جامعتك و إنت فاضلك 
سنة واحدة..
أروى.. مش قبل ما أطمن على لجين...حطي
نفسك مكاني إنت لو خلفتي هتأمني على 
إبنك مع واحدة ثانية متعرفيهاش
يارا بعدم إهتمام..
لا أنا هسيب البيبي مع ابوه عشان هنطلق
بعد ما أخلف على طول.. إحنا متفقين على كده .
شهقت أروى لما سمعته لكنها لم تصدق 
ظنا منها أن يارا تمزح لتهتف بسخرية
باين إن السجارة لحست دماغك... أنا 
بقول كفاية كده.
أخذت السېجارة من يدها ثم رمتها نحو الأمام
لتقع تحت قدمي صالح الذي توقف عن السير 
و إنحنى ليمسك ماتبقى من السېجارة و يرفعها
للأعلى قائلا..
إيه دي
فزعت أروى من حضوره المفاجئ لتتمسك
بيارا التي ذهلت أيضا من مجيئه... 
تحدثت أروى بتأتأة و هي تضحك ببلاهة في
نفس الوقت..
ههه ههه ص... صالح..
أجابها صالح و هو يرمي عقب السېجارة من 
يدها..أيو صالح..ممكن أعرف إنتوا بتعملوا إيه هنا
تنحنحت أروي و هي ترسم الجدية المزيفة 
التي لا تليق بها على الإطلاق قائلة..
قاعدين بنتكلم في مواضيع خاصة بالستات... 
هنكون بنعمل إيه يعني
صالح باستهزاء و هو يرفع حاجبيه بشك
و أنا قلت كده بردو...ماهو مش معقول هتقعدوا
برا في البرد داه و الظلمة دي عشان تشربوا
سجاير مثلا...
نفت أروى برأسها لتبدو مضحكة و كأنها طفلة 
صغيرة و هي تراقب خطوات صالح الذي 
تحرك نحو أحد الاعمدة و ضغط على 
رز لينير المكان..
أعوذ بالله سجاير..هو إحنا بتوع الكلام داه .
ضحك صالح ثم جلس بجانب يارا قائلا..
لا طبعا..
أشار نحو العلبة التي كانت فوق الطاولة 
قبل أن يضيف..
مش دي علبة السجاير بتاعة فريد... أصله
مش بېدخن غير النوع داه...
أروى بنفي.. لالا... إحنا لقيناها واقعة على 
الأرض هناك ...
نظر نحو يارا ليقول محاولا إخفاء ضيقه منها..
متهيألي كفاية كده و خلينا ندخل جوا 
الدنيا برد و ممكن تمرضي..
أجابته أروى بمزاح بعد أن لاحظت عدم رغبة يارا
في الذهاب معه
ما تهدى يا عم الۏحش...البت سفروتة مش 
قدك و إنت كل ما تشوفها تاخذها ورا مصنع 
الكراسي...وفر صحتك لسه العمر قدامكوا طويييل ...
قهقه صالح بينما ظلت يارا تنظر لهما بعدم 
فهم لتميل أروى ناحيتها هامسة قاعدة 
و بتبحلقي في إيه.. ما تقومي تسبقيه عشان 
تغسلي إيديكي و وشك من ريحة السجاير اللي
مالياكي دي قبل ما يعرف ... بقيتي شبه عم صبري صاحب القهوة اللي في حارتنا..
كانت يارا ستقف لكن يد صالح منعتها الذي
هتف من بين ضحكاته
خليكي و بلاش تسمعي كلام الهبلة دي 
عشان هتوديكي في داهية...
أجابته أروى و هي تمط شفتيها..
كلكوا ظالميني كده... طب و الله أنا أكثر 
واحدة غلبانة في البيت داه..
صالح بوقاحة و هو يحتضن يارا التي كانت تفرك
كتفيها بعد شعورها بالبرد.. يلا يا غلبانة 
إطلعي لجوزك زمانه مستنيكي ورا مصنع
الكراسي...
وقفت أروى من مكانها و هي ترتب حجابها قائلة بغرور..
تؤ... أنا و فيري أركى أرقى من كده... يلا 
تشاو.. تصبحوا على خير .
ما إن غابت أروى حتى تجهمت ملامح صالح
ليستقيم واقفا من مكانه و يجذب يارا من ذراعها
هاتفا بحدة
وصل بيكي الاستهتار و الأنانية... 
إنك تشربي سجاير و إنت حامل..عاوزة 
تقتلي البيبي...
ضغط على ذراعها أكثر مضيفا بټهديد..
نسيتي أخوكي...
لمعت عينيه بشراسة تحت أنوار الحديقة
مما جعل يارا تغمض عينيها پخوف قبل 
أن ترد بصوت ضعيف
داه.. داه وحم...
كتفيها و يحثها على السير نحو القصر..
وحم... و إلا وحشتك عمايلك بتاعة
زمان...حسابك فوق.. أقسم بالله لربيكي
يا يارا عشان تبقي تفكري قبل ما ټأذي إبني
ثاني..
إبتلعت المسكينة ريقها بصعوبة و هي 
تسير إلى جانبه و كأنها آلة...لم تعد تفكر 
في نفسها
فهي قد تعودت على عقابه
و عڈابه...لكن شقيقها الصغير الذي 
لاذنب له لاتستطيع توريطه مع هذا الۏحش
الذي لايرحم...سوف تظل تعتذر له حتى 
الصباح إذا لزم الأمر لكنها ان تدعه يؤذيه...
في غرفة كامل و إلهام..
كانت إلهام تجلس أمام تسريحتها تنزع 
مجوهراتها و تزيل طن مواد التجميل التي 
كانت تضعها فوق وجهها... 
بينما كان كامل منشغلا بالعمل على حاسوبه 
كعادته..إلتفتت نحوه قائلة..
آدم كلمني النهاردة... و قالي إن سيف لسه
بيدور عليه و مش ناوي يسيبه المرة دي..
أجابها كامل ببرود..
يستاهل... محدش قله ېتهجم على بيوت الناس..
إلهام پغضب
دلوقتي بقت بيوت ناس...مش داه سيف 
عدوك اللي عاوز تتخلص منه و تأخذ كل ثروته... 
و إلا هما القرشين بتوع الورث اللي هو رجعه 
عموا عنيك...
كامل بعدم إهتمام..
أيوا بالضبط..ثروة أبويا كلها رجعت ليا أنا 
و أمين... و داه اللي انا كنت عاوزه...
إلهام..طب و إبنك.. هتخلي سيف ېقتله
تنهد كامل بصوت مسموع قبل أن يجيبها..
اه.. عشان غبي و متهور..هو ھجم على
فيلة سيف مش عشان الفلوس بس عشان حاطط
عنيه على مراته... طول عمره 
رمقته إلهام بنظرات مشمئزة قبل أن تنطق 
مدافعة عن إبنها..
هذا الشبل من ذاك الاسد يا حبيبي و لو 
إنك محصلتش حمار ۏحشي.. و إلا فاكرني 
هبلة و نايمة على وذاني و مش حاسة 
بنظراتك الژبالة لميرفت مرات ماجد عزمي..
أغلق كامل الحاسوب ثم رماه جانبا هادرا بحدة..
إنت إتجننتي..إزاي تتجرئي و تكلميني بالطريقة
دي..
إلهام..
قبل شهر كنا متفقين و بنخطط عشان 
نوقع سيف و ناخذه ثروته
نرفع على أبوك قضية حجر 
عشان تقدر تتصرف بكل حرية في ثروته 
بدل ماهي ملكك على الورق و بس...إيه اللي 
غيرك دلوقتي...للدرجة دي كلت عقلك بجمالها
و دلالها..و نستك مصالحك..
تلعثم كامل و هو يجيبها متهربا من نظراتها
المسلطة عليه..
إنت باين عليكي إتجننتي...مافيش حاجة
من اللي إنت قلتيها حصلت... و إذا كان
على سيف أنا قلتلك مية مرة هو رجع نصيبه
في ورث أبويا و داه كفاية ثروته و فلوسه 
كلها عملها بنفسه هو تعب و إشتغل لحد 
ما بقى سيف عزالدين . زهقت من 
الخطط و المؤامرات و لو على إبنك فأنا
مليش دعوة بيه خليه يتحمل نتيجة تصرفاتك..
إلهام بشك..طب و قضية الحجر..
كامل بمراوغة.. هبقى أشوف الموضوع داه
مع أمين و أقلك...و سيبني دلوقتي أركز عشان 
عندي صفقة مهمة لازم أدرسها .
أجابها باقتضاب ثم إنشغل بحاسوبه..تاركا
إلهام تكاد ټنفجر من شدة ڠضبها متمتمة بداخلها
بتوعد..ماشي يا كامل...أنا هعرف إزاي أرجعك 
خاتم في صباعي زي ماكنت..بقى فاكرني 
هبلة و غبية عشان أصدق كلامك داه..مش 
إلهام الدسوقي اللي جوزها يسيبها عشان واحدة 
ثانية.. و إبني أنا هعرف إزاي أخليه ياخذ حقه.. 
يتبع
الفصل الرابع
فتح صالح باب الغرفة و دفع يارا أمامه برفق 
لتفرك ذراعها پألم مكان أصابعه التي كانت تضغط
على ذراعها....سارت نحو الحمام حتى تغسل 
يديها و وجهها من رائحة السچائر التي كانت تعبق 
منها لكن صوت صالح الغاضب أوقفها..
رايحة فين
أجابته باقتضاب..هدخل الحمام.. رواية بقلمي ياسمين عزيز
صالح پغضب..بسرعة عشان هطلبلك الدكتورة 
تيجي تطمن على البيبي.....
إبتلعت ريقها بصعوبة و بدأت دقات قلبها 
تتسارع قبل أن تهتف بنبرة بدت واثقة
مفيش داعي...البيبي كويس...
قاطعها بصرامة و نظراته تدل على إشمئزازه
محدش خد رأيك و يلا غوري من قدامي عشان 
ريحتك بقت تقرف ...
ضغطت على أسنانها پغضب و هي تشتمه بداخلها 
قبل أن تدلف الحمام و تغلق الباب وراءها پعنف.... 
غسلت أسنانها ووجهها و يديها جيدا ثم خرجت
لتجده يجلس أمام طاولة الطعام ينتظرها و هو 
يحرك هاتفه بين أصابعه... شعر بوجودها ليرفع 
رأسه نحوها قائلا بنفاذ صبر عندما وجدها واقفة 
في مكانها..
تعالي...
جلست أمامه و هي تفرك يديها بتوتر بينما نطراته
الحادة تكاد تخترقها... دفع طبق الطعام نحوها 
هاتفا..يلا كلي...و بعدين إشربي كباية اللبن .
أمسكت الشوكة بامتعاض ثم غرستها في شريحة 
اللحم المشوية و اكلتها دون شهية ثم همهت 
باعتراض..
بس انا مش جعانة...
صالح..إنت متعشيتيش كويس...فلازم تاكلي 
عشان البيبي محتاج تغذية....يلا بلاش دلع 
عاوز الطبق فاضي.
يارا برفض..قلتلك مش جعانة...و بعدين متخافش 
على البيبي هو مش هينقصه حاجة و لو انا 
مكلتش هو هيتغذي مني..فمتقلقش.
صالح بانزعاج..كل اللي قلتيه داه ملوش لازمة و يلا
كلي...أنا لسه محاسبتكيش على اللي هببتيه 
من شوية .
خفضت يارا رأسها دون جدال ثم شرعت في
الأكل رغما عنها حتى أكلت نصف الطبق...رغم إنها كانت تتعمد أكل الخضروات فقط توقفت عندما 
شعرت بأنها لن تستطيع تناول المزيد.....
كانت أنظار صالح مسلطة على أقل حركاتها 
و ما إن كادت تبعد يدها عن الشوكة حتى 
وضع يده على كفها يمنعها لترفع بصرها نحوه
بحيرة لكنه ضغط على أصابعها ناهرا إياها..
كملي أكل...إنت مكلتيش غير شوية خضار .
حركت برأسها بنفي ثم تناولت كوب العصير 
بيدها الأخرى قائلة..
شبعت خلاص....معدتي هتوجعني و ممكن 
أرجع...
أراح يده من فوقها ثم أخد السکين و الشوكة 
ليقسم قطعتين صغيرتين من اللحم ثم رفع 
الشوكة نحو فمها قائلا بلهجة غير قابلة للنقاش
يلا كلي....
فتحت فمها لتتكلم لكنه نهرها بنظراته الصارمة
لتتناول يارا القطعة بصمت و هي تحاول تجاهل 
تلك الوخزات الطفيفة في معدتها....
تناولت القطعة الثانية و الثالثة قبل أن 
ترفع نظرها نحوه بعينين متوسلتين و هي 
تقول..
كفاية بليز....مش قادرة آكل أكثر من كده .
تراجعت بجسدها إلى الوراء تمسح دموعها 
التي تساقطت رغما عنها ليزفر صالح 
بانزعاج و هو يرمي الشوكة من يده 
و يقف من مكانه متجها إليها قائلا..
بټعيطي ليه دلوقتي...إنت عاوزة تقتلي 
الولد سجاير و عياط...مش كفاية إنك رافضة
تأكلي.
جذبها من ذراعها لتقف أمامه...كانت نظراته 
مخيفة لترتعش يارا پذعر متذكرة تهديده لها 
بشقيقها ريان.....
شعرت بتجمع حبيبات رقيقة من العرق على 
جبينها مع تزايد إضطراب معدتها رغم أنها
حاولت جاهدة تهداة نفسها و إيهامها أنه 
ټهديد فارغ

انت في الصفحة 7 من 58 صفحات