رواية غيوم ومطر "بقلم داليا الكومي"
الله الرحمن الرحيم وفتح الرساله التى فيها نتيجة اختبار حياته كلها
قرأ بترو وبعينيه فقط فلم يجرؤ علي النطق ...
سأثبت لك اننى احبك
الي سندى وسبب تمسكى بالحياه ...اكتشفت ان الرسائل طريقه مثاليه للتعامل معك ..ربما تأسرنى جاذبيتك ويغيب عقلي عندما تكون بقربي فأتلبك وتغادرنى لباقتى الطبيعيه لاعود طفله تتلعثم امامك كما كنت افعل دائما وانت تعلمنى الكلام ..
العشق له اصول تعلمتها جيدا واهم اصوله هى المساواه ..لا يوجد في الحب قانون يفرض علي طرف العطاء بلا مقابل كما كنت تفعل ..لكن الامر المدهش انك معى انا لم تكن تعطى بلا مقابل ..فقط كنت اعجز عن ايصال ما اشعر به لاننى كنت اخشي من فقدان الهويه التام معك ..انت بنفسك اخبرتنى يوم عقد قراننا اننى احبك بطريقه تختلف عن طريقة حبك لي .. الحق كان معك ..كنت فقط احتاج الي الشجاعه للاعتراف بذلك وحينما ادركت ذلك للاسف كان الاوان قد فات فقد اكتشفت انى احبك في اليوم الاخير من عدتى وانا انتظرك بشوق لتعيدنى اليك كما كنت تفعل دائما .. انت احببتنى بطريقه جعلتنى انانيه وغبيه فلم ابادر انا بالاعتذار عن كلمات نطقتها فقط بلسانى دون قلبي لاخرس حيه كانت تريد سماع تلك الكلمات .. فقط نطقتها لاخرسها وامنعها من قول المزيد ..كنت اريدها ان تقتنع اننى اعنى تلك الكلمات فتكف عن بخ سمها ..ضعفي وسلبيتى وغبائى جعلونى اخسرك ولكننى وعيت درسي ومن الان سأحارب لاجلك ..من اجل الاحتفاظ بك وسأغرس اظافري في وجه اي انثي تحاول الاقتراب منك..قطتك الجديده شرسه لذلك اخبرك من الان كى تأخذ حذرك .. عندما تقترب من المۏت جدا كما اقتربت انا تتغير كل قناعاتك ..تصبح انسان جديد بفكر عميق ..اريدك بكل ما فيك بصفاتك السيئه قبل حسناتك ..
ابدا...
سنوات الفراق وتجربة المۏت جعلتنى فريده جديده ...فريده تحبك بلا اي غرض... فقط اريد ان اسمعك تقول حبيبتى كما كنت تقولها وانا في غيبوبتى ..اريد ان اعود مدللتك المحظيه فأنت دللتنى كطفلتك واحببتنى كعشيقتك واحترمتنى كوالدتك وحميتنى كأخى الكبير فلم اشعر بالامان الا في ...ثم عاقبتنى كطفله مشاغبه واعدت تربيتى من جديد...
عمر انا تخليت بكامل ارادتى عن عملي بالجامعه وعن بعثتى ...لا للمزيد من الشهادات التى لن احتاجها بعد اليوم فقد حصلت علي اعلي الشهادات في الكون وهى قسيمة زواجنا وشهادة ميلاد طفلنا الذى اعلم انه سيقاوم وسينجو بإذن الله...
من اليوم انا زوجه وام فقط ...زوجه كل همها ارضاء زوجها والاهتمام بمنزلها الذى سيكون جنتها ...سأنتظرك يوم ولادتى لتعيدنى الي منزلنا نفسه وسأعوضك فيه عن كل لحظات الالم التى عانيتها بسببي ...
لم تقتنع اننى احبك فقط لشخصك اذن لا تعود الي.. فحينها لن اكون استحق حبك ....
الان تجرأت ووقعت بإسم عزيز علي قلبى .... زوجتك
رسالتها
قلبت عقله وقلبت كيانه حتى انه جذب فريده من يدها ليعيدها الي الزفاف بدون ان يحاسب المقهى والنادل حاول اللحاق به قائلا ... الحساب يا فندم ...
وعمر تقريبا حملها من علي الارض وهو يسرع بها الي القاعه ليعلن
للجميع بدون أي مقدمات ... انتباه يا جماعه انا كمان عندى اعلان ... انا خلاص قررت اصفى كل اعمالي في الامارات ومش بس كده هفتح مستشفي وكلنا نشتغل فيها ...عمر ومحمد وفريده وانا وحتى رشا ونور واى حد من العيله يحب هينورنا وهيساعدنا ...ثم نظر الي جدته وهو يقول وهنسميها مستشفي الشريفه ....ودى هتبقي مستشفي خمس نجوم في الخدمه وأسعار بسيطه جدا ...
فريده هزت رأسها برفض... عمر ..انا خلاص مش هشتغل ...انا من هنا ورايح ست بيت بس
كان دور عمر هذه المره ليهز رأسه ولكن بإستنكار ...امسكها من كتفيها بحنان وركز نظراته علي عينيها الحائرتين ... فريده انا عمري ما طلبت منك تسيبى شغلك ...نجاحك بيسعدنى ..احب اشوفك ناجحه وقويه..مع كل شهاده كنتى بتاخديها كنت بفرح كأنى انا اللي اخدتها ...
الجميع اختفي من حولهما ...فجأه اصبحا في عالمهما الخاص ... فريده يوم مناقشتك انا كنت سعيد جدا ...فخور بيكى وبنجاحك ...حتى علي الرغم انك كنتى بعيده عنى لكن انا دايما اتمنتلك الخير ...
يا الله كم هو رائع عمر محب وحنون وقوي ...اى انثى غبيه لا تتمنى ان يكون هذا هو رجلها.... عمر انا استقلت خلاص والموضوع نهائى... حبيبتى مش شغلك هو اللي كان بيبعد بينا ..لا البرود اللي انتى كنتى بستخبي وراه هو اللي دبحنى ...يكفينى نظرة حب واحده اعيش عليها لاخر يوم في عمري...وبعدين يعنى انا هلاقي دكتورة اطفال اشطر منك فين عشان تعالج اولادنا ..انا مش هثق في أي دكتور غيرك ... عمر ... عمر انت فعلا عاوز الطفل ... ياه يا فريده ...انتى فعلا بتسألينى ومستنيه اجابه ...
هزت رأسها بالنفي ..بالطبع لا هى لا تنتظر الاجابه ..هى تعلمها جيدا ټلمسها بقلبها ...عمر يحبها فعلا ..حب لن يتكرر ابدا وهى ايضا تبادله نفس الشعور
ليته ايضا يشعر ويتأكد كما تعلم هى مقدار حبه الجياش ...
عمر اعطى قلبه ومشاعره علي بياض ولم ينتظر يوما المقابل وهى اعتادت الاخذ دون ان تحاول العطاء هى الاخري ربما لانها كانت تعلم ان حب عمر يكفيهما معا...كم هى نادمه الان علي كل لحظه فرطت فيها دون ان تحاول اظهارحبها لعمر وكل لحظه سلمت فيها اذنيها الي افعى سامه نغصت عليها عيشتها وبالاخص علي كل لحظه شعرت فيها ان عمر اقل منها .. كم كانت مخطئه فهو افضل منها بكثير يكفيه حبه الرائع المخلص وصدقه واخلاصه وشهامته ورجولته ...وعطائه ..اعطى كليته لاحمد واعطاها عمره وامواله ولم ينتظر يوما المقابل ...دعمها في تعليمها ولم يشعر بالغيره لانها ستتفوق عليه ومازال الي الان يدعمها ويقف خلف نجاحها ..
اقترابها من المۏت غير مفاهيمها تماما ...لم تعد الشهادات او المناصب تهمها... فقط الحب ودفء العائله ...زوجها وطفلها القادم ...سعادة شقيقاها وشقيقتها ...راحة بال والدتها ...صحة جدتها ...الان سوف تصر علي قرارها لاعمل بعد اليوم ولن تعود اليه وهى ما زالت لا تستحقه .. عمر انا قررت والامر انتهى مش هرجع الشغل تانى ..ابتسم لها بإغواء وهو يقول ... حبيبتى المستشفي بتاعتك ...انتى هتبقي رئيسة قسم الاطفال تروحى براحتك وتشرفى علي القسم ... سألته بإنبهار ... عمر انت جاد في موضوع المستشفى ... جاد جدا...المستشفي هتكون صغيره لكن هتلمنا كلنا وهنكبر بيها
وفيها يمكن كلنا كنا هنكسب اكتر لو فضلنا بره لكن كفايه غربه يا فريده اخدت مننا رقات...
بالفعل الغربه اسټنزفت الجميع فرقت الاحباب ومنعت لم الشمل ...كان من العادى ان تمر الاعياد والمناسبات واحدهم غائب ...لكل شيء ثمن والغربه تعطيك الاموال وتأخذ عمرك في المقابل ...
عمر نظر اليها ومازال يعجز عن التصديق ...انها
سعيده فعلا بعودته الي مصر ...سعيده بالمستشفي الصغير الذى ربما لن يجنوا منه الا القليل جدا فعلي حسب كلامه الذى وعته جيدا سيكون بأسعار زهيده
وخدمه جيده جدا ليعالج الفقراء ويحفظ ادميتهم... سعيده وهى زوجه وام فقط ...هل تغيرت
فعلا ام فقط كانت تكابر منذ البدايه ...
حبيبتى انا متأكد انك بتمثلي الزعل ..انا عارفك كويس ..طيب وافقتى علي الډخله ليه ..يعنى لما نروح البيت بعد ساعه هتسلمينى نفسك وانتى مبتكلمنيش ..
وجهها تخصب بكل الوان الطيف المعروفه ..لكزته بمرفقها في معدته بقوه المته وهى تقول ... مين قالك انى هروح معاك
عمر تلفت حوله ليتأكد من ان احدا لم يري رشا وهى تضربه ...تصنع الڠضب وهو يقول ... عارفه لو حد شافك وانتى بتضربينى كنت ضربتك علي قفاكى ادام الكل ...
صاحت پغضب ... تانى ما انت بقي هتتعود علي كده ...
ابتسم لها بحنان ... حبيبتى يومها كنت مضطر ...كنتى هتدخلي في اڼهيار عصبي وكنت قلقان عليكى ومش عارف اركز مع فريده ...انا اسف بقي ... خلاص يا ستى لما نروح اضربينى كف ونبقي خالصين
اجابته بعند ... واللي يرجع في كلامه ..
اجابها مبتسم وهو يغمز .. يبقي عيل بس انا هردهولك بطريقه مش هتنسيها طول حياتك ...
صړخت پغضب وهى تهرب منه الي حيث تقف والداتها ... طلقنى ... لحقها وهو يحاول منعها من الكلام ...ولكن كلاهما سكت من الصدمه مع اقتراب فريده وعمر الذي قال لخالته بإستسلام ... خالتى انا بطلب منك ايد فريده
مش انا وعدتك مش هاخدك غير في النور ومرفوعة الراس
نور احنت رأسها في خجل ...فعلتها المتهوره مرت بسلام وازمة فريده شطبتها تماما من سجلهما فلم يتحدث احد مطلقا عن عقد قرانهما السري وفقط اصبحوا يتحدثون عن موعد الزفاف ...
حبيبتى ...انا هعمل المستحيل عشان اسعدك حتى ابو ظبي مش هرجع عارفه اغنية شاديه اللي انتى بعتيها ليه خلتتى اخطفك واتجوزك وخلتنى ارجع مصر نهائي ...الحمد لله وضعى المادى كويس ويارب عمر ميفتكرش انى طمعان فيه ابدا ...انتى كنزي الحقيقي يا نور ...
قاطعه صوت عمر الغاضب ... كل يوم بتثبت غباء اكتر من اليوم اللي قبله ...انا اظن انك طمعان فيه معقوله انا اديت احمد كليتى بدون تفكير يبقي هستخسر في حبابيبي فلوس .. الفلوس مصدر للسعاده وبإستخدامها عشان اساعد اعز الناس عليه وعمرها ما كانت هدف ..ان كنت رفضت جوازك من نور فلازم تعلم انى رفضت بسبب الدرس اللي اخدته من فريده
شهقه متألمه من فريده التى حاولت الانسحاب لكنها استوقفها بلطف وهو