رواية ضراوة ذئب "زين الحريري" (كامله جميع الفصول) بقلم "ساره الحلفاوي"
بإيد واحدة و نزله بعدها على الأرض مرتطم ب صلابة الأرضية...سمع يكاد حازم يجزم إنه سمع صوت تكسير عضمه...صړخ صړاخ أشبه بعويل النساء من شدة الألم...جه عزيز يجري عليه و والدة حازم بتصوت بخضة...داس زين على قبته ب جزمته الغالية و ميل شوية ناحيته و قال بهدوء تام...
و رحمة أبويا ...لو فكرت بس تقربلها...هخليك ټلعن اليوم اللي شوفتني فيه!!
و أبوك شاهد!!
غمض عزيز عينيه و رجع فتحهم و هو بيقول برجاء...
سيبه يا بيه ...أنا هعلمه الأدب!
روح علم نفسك الأول!
قال بسخرية...و بص ل حازم اللي بيتآوه پألم و هو بيقول بإبتسامة خبيثة...
هو كدا إتعلم ...و لا إيه يلاه!
أومأ حازم مرات متتالية...ف شال زين رجله من على رقبته و رفع عينه ل والدته المخضۏضة بټضرب على صدرها و قال بهدوء...
دخل الشقة معاه أكياس أكل...لاقاها قاعدة قدام التلفزيون...بصتله بجنب عينيها بضيق...ف دخل المطبخ و فضى الأكياس في أطباق...و راح قعد جنبها و حط الصينية على الطاولة الصغيرة اللي قدامهم...لما لقته قاعد لازق في جسمها بعدت شوية...ف قال و هو بيرتب الأكل...
يلا عشان تاكلي!!
مش عايزه!
قالت بضيق...ف خبط على الطرابيزة بكفه و قال بقسۏة...
إنتفضت بخضة و قالت...
إيه!!
كلي!!!
قال بحدة و هو لافف رقبته بيبصلها...ف إزدردت ريقها و قالت برجفة...
م ...ماشي!
و قربت فعلا عشان تاكل...ف قرب منها الأطباق و سند ضهره على الكنبة فارد دراعه اللي نحيتها على ضهر الكنبة...بصلها بإبتسامة و هو بيتأمل شعرها الملموم ف شال التوكة منه...إنسدل على ضهرها ف مسك خصلة و لفها على صباعه...متكلمتش لإنها كانت مشغولة في الأكل بتاكل بنهم...لاحظ جوعها ف ربت على ضهرها صعودا و هبوطا و قال بحنان...
أومأت و لفت وشها و قالت بهدوء...
مش هتاكل
مش جعان!
قال بهدوء و هو بيمسح بإبهامه الصوص اللي وقع على دقنها...إتوترت وتنحنحت بحرج و بعدت عنه شوية وقالت...
أنا كلت الحمدلله!
شبعتي
قال و هو بيبصلها و بيبص للأكل...ف ربتت على معدتها بتتنهد ب شبع حقيقي...
أوي أوي!!
بالهنا!
قال بهدوء...و من ثم إسترسل و هو بيمسح على راسها...
بصتله للحظات...و بهدوء شالت إيده من على شعرها و قالت بجمود...
زين!!
بص لإيديها اللي بتشيل إيده و رجع بصلها بجمود مماثل...
فهمت!
و قام من جمبها إدالها ضهره و قال بصوت عالي نسبيا...
بس أنا مبحبش الدلع يا يسر!!
دلع!!
قامت من على الكنبة و هي واقف وراه بتقول پصدمة...و كملت بعد م لقت منه عدم رد...
أنا مبتدلعش! أنا موجوعة يا زين بيه!!
و إعتذرت! و بحاول أنسيك اللي قولته و إنت مبتدنيش فرصة!
قربت منه و قالت بضيق عارم...
عايز تنسيني إزاي! بإننا نكون مع بعض اوضة النوم.
صړخ في وشها پغضب ڼاري لدرجة إنها رجعت ل ورا...
دة إنت إتهبلتي بقى!!!
بصتله پخوف للحظات و قالت بصوت مهزوز...
مش ده ...اللي إنت عايزه!!!
قرب منها خطوتان رجعت هي أربعة...و قال بعيون مظلمة و صوت غاضب...
م أنا لو ده بس اللي عايزه كنت هاخدك عادي و لا يفرق معايا!!
و إسترسل بحدة...
تبقي هبلة أوي لو فاكرة إني من الرجالة اللي بيتمحكوا في مراتتهم عشان يبقوا معاهم بالعافية ! فوقي كدا و متقوليش كلام ترجعي ټندمي عليه!!
ڠضبت و قربت منه و قالت بحدة...
أومال إيه الحنية اللي نازلة عليك فجأة دي!!!
قال بسخرية...
تصدقي أنا غلطان!
و هدر پعنف...
هديكي بالجزمة بعد كدا عشان تمشي عدل!!
بصتله بضيق و راحت قعدت على الكنبة مكتفة إيديها بتبص على التلفزيون...غمض عينيه...و وقف قدامها و قال بسخرية لاذعة...
على فكرة يا يسر ...أنا كل اللي كنت عايزه حضڼ!!
رفعت عينيها المصډومة بتبص لعينيه اللي لمحت الحزن فيها...مستناش ردها...خرج من الشقة و قفل الباب وراه...إنسابت الدموع من عينيها و حست ب قلبها بيتعصر كإن حد وجهله لكمة...طلعت تجري وراه و فتحت الباب بس للأسف كان مشي بالعربية...قفلت الباب تاني پعنف حزين...و قعدت على أقرب كرسي و عيطت...للحظة حست إنها لأول مرة تفشل في إنها تحتويه...ندمت ...ياريتها كانت حضنته و رجعت زعلت منه تاني!!!!
ساعات مرت و معرفتش تنام...مقدرتش تنام لحد م ييجي...لدرطة إن الشمس طلعت ف فقدت الأمل إنه يرجع! إلا إنه فتح الباب...ف رفعت راسها من على ركبتها و كانت معيطة و حالتها مزرية...شافته و هو داخل على الأوضة من غير حتى ما يبصلها...قامت فورا دخلت وراه...لقته بيحرر أزرار القميص ف وققت قدامه و خدت هي المهمة دب...و إبتدت بهدوء تحرر زرار ورا التاني...ف بصلها و مافيش تعبير على وشه...فتحت القميص و رفعت عينيها ل عينيه الباردة...وقفت على أطراف أصابعها وهمست برفق...
زين ...أحضني!
إكتفى بوضع كفه على ضهرها...ف تنهدت بحزن...و كادت أن تبتعد لولا ذراعيه اللي حاوطوا ضهرها فبتسمت له و همست جوار أذنه...
زعلي منك ...مش معناه إني مش هاخدك في حضڼي!
سكت للحظات و رجع قال بضيق...
حسستيني إني حيوان!!
أسفة!
قالت ب حنان...ف شدد أكتر عليها وماسكها لدرجة إنه بقى شبه شايلها ورجليها مش لامسة الأرض...و سمعته بيقول...
سامحتيني
سامحتك يا زين!
قالت بهدوء رافعة الراية البيضا...ف إبتسم و رغم السعادة اللي في قلبه إلا إنه مبينش...إكتفى ب إنه نزلها على الأرض و بص ل ملامحها بيتأمل كل تفصيلة فيهم...و بعد لحظات إتنهد و مسح على محياها المبتسمة بأنامله...و مسك كفها رفعه ل شفتيه و قبلها...و من ثم أنزله و سابها و راح على السرير عشان ينام بعد م قلع قميصه...إستغربت هدوءه و إنه حتى مقربش منها...راحت نحيته ...و غلغلت أناملها في شعره و قالت بلطف...
لسه زعلان من اللي حصل!
فتح عينيه و إبتسم و مسح على وجنتها و قال بهدوء...
شوية!
شهقت بتفاجؤ زائف...و قالت بصوت أضحكه...
يا نهار أبيض! زيني حبيبي زعلان مني!! لاء لاء الكلام ده مينفعش!!!
و نهضت و جلست على معدته فإزدادت ضحكته و وضع يده على قدمها و هو يتمتم بخبث...
إنت أد اللي بتعمليه ده!
إقتربت منه بوجهها و حاوطت وجنتيه و قالت بشقاوة...
إستنى بس لازم أصالحك!
واقتربت منه بشكل مضحك ف ضحك لدرجة إنها ضحكت معاه ساندة مقدمة راسها عليه...وحط إيده عليها و قال بمكر...
كملي ...وقفتي ليه أنا لسه متصالحتش!
قرصت طرف أنفه و هي بتقول بإبتسامة...
آه منك ...بتعشق إستغلال الفرص!!!
إبتسم و غمزلها...
مش أي فرص!
إبتسمت و كادت أن تنهض إلا إنه ثبتها و هو بيقول بمكر...
على فين العزم
هنام بقى!
قالت بطفولية...ف قال بإبتتسامة شديدة الخبث...
تنامي كدا قبل م أصالحك!
أنا إتصالحت!
هتفت بتوجس...إلا إنه جذبها اليه...ف شهقت بتفاجؤ...و قال هو مبتسما ب شړ...
لاء ...مش حاسس! لازم أتأكد بنفسي!!!
همست بإسمه ب صوتها الأنثوي المهلك...
زين!!
هز رأسه ب قلة حيلة و همس بصوته الرجولي المشحون بالمشاعر...
عايزة تجننيني صح
نفت برأسها بخفة مغمضة عينيها...إبتسم لما نزل بودنه ناحية قلبها وسمع دقاته...و رفع وشه و هو بيسألها بخبث...
قلبك بيدق بسرعة كدا ليه
فتحت عينيها و بصتله ب خجل و معرفتش ترد...ف إبتسم و هو بيهمس...
جاوبيني ليه
دابت من كتر الخجل لدرجة إن وشها بقى كتلة حمار ف إتسعت إبتسامته...ف قالت بيأس من تحديقه بها...
زين!!!
إيه يا عيون زين!
قال ب لطف...ف غمغمت بخجل...
متبصليش كدا!
أبصلك إزاي
همست بخجل أكبر...
متبصليش خالص يا زين!!
إبتسم و قال ب صوته الرجولي اللي بتعشقه...
لسه بتتكسفي مني
زين تيجي ننام
قالت بتحاول تغير مجرى الحديث...ف قال بهدوء...
نعسانة
شوية!
قالت ب صوت مهزوز...ف قال برفق...
طيب يلا!
و بعد عنها و قام طفى النور...ف أخدت نفسها و هي بتحاول تهدي نوبة الكسوف اللي أصابتها فجأة...نام جنبها و فتحلها دراعه...عشان تنام ولما نامت قام بحذر و بعد عنها و دخل البلكونة بيخرج طاقته في سېجارة ورا التانية...تأمل عشوائية الشارع من مباني قديمة إلا إنه كان هادي على غير عادته...نظرا لإن الساعة سبعة الصبح...رمى السېجارة من إيده و دخل الأوضة لبس هدومه...و قبل ما يمشي قرب منها و فرد الغطا عليها و قفل البلكونة كويس...خرج من الشقة كلها و ساق عربيته و هو عازم نيته على أمر ما!
يتبع
الفصل الثالث عشر
رجع بعد مرور حوالي خمس ساعات...لاقاها لسه نايمة ف دخل أخد شاور و غير هدومه و نام جنبها بنعاس حقيقي...و بعد مرور ساعتين قام لاقاها لسة نايمة بعمق...بص للساعة و لما حس إن الوقت مناسب قرر يصحيها...و برفق طبطب على دراعها و قال بصوته النايم...
يسر!!
ولإن نومها تقيل.
لاء فوقي عشان ننزل!
قال بهدوء...ف رجعت راسها ل ورا بعيد عن حضنه و قالت بدهشة...
ننزل هنروح فين
يخت!
قال بعد ما شالها بين إيديه تاني...ف فركت عينيها عشان تفوق نفسها و قالت بړعب...
يخت!!
و إسترسلت پخوف متعلقة في حضنه...
أنا بخاف من البحر...أنا حتى المركب بخاف أركبها و أبقى في نص البحر كدا!!
قعد على السرير...و قال بهدوء...
هتخافي في الأول و بعدين هتتعودي!
وقال وهو بيطمنها...
أنا هبقى معاك يا يسر...مش هيحصلك حاجه مټخافيش!
بصتله بتردد و غمغمت...
بس أنا بخاف من شكل البحر!!
و قالت ب رعشة...
أصلي آخر مرة كنت فيه مع بابا و ماما شوفت بعيني حد بيغرق و بيصارع المۏت جواه...و مقدرتش بعدها أروح تاني!!
أنا هبقى معاكي!...قال بحنان و إبتسامة على
برائتها...بيرجع خصلة من شعرها ل ورا ودنها...ف أومأت و هي بتبصله بتوجس...ف قال...يلا قومي إلبسي أي دريس عندك!!
أومأت بهدوء و نهضت من على قدمه...أخدت لبسها الحمام و لبست الدريس اللي جات بيه لإن مكانش فيه غيره...لفت الطرحة كويس و طلعت لقته لابس شورت جينز واصل لركبته و قميص مفتوح باللون الأبيض تحته تيشرت من نفس اللون...جابهم لما مشي الصبح...ف إبتسمت و قالت بحب...
شكلك سكر!!
مش أكتر منك!
قال بإبتسامة رزينة...و مسك إيدها و مفاتيحه و تليفونه...و خرجوا من الشقة...الأنظار إلتفتت عليهم و على زين بالأخص...ركبوا العربية و إنطلق بيها زين...سندت يسر راسها على الكرسي و قالت بحماس...
إقفل التكييف ده و إفتحلي الشباك يا زين!!
عمل كدا و فتح شباكه و شباكها...ف خرجت إيديها برا مغمضة عينيها سايبة الهوا يضرب بشرتها الرقيقة...بصلها و إبتسم و رجع بص للطريق...وصلوا بعد ساعتين بالظبط...و أول ما يسر شافت البحر على يمينها قلبها إتقبض...ركن زين عربيته قدام المينا...و نزل من العربية و هي مندفسة في الكرسي پخوف...مقدرش يسيطر على ضحكته على شكلها الطفولي و فتحلها باب العربية و قال بإبتسامة و هو